إتبع الوفد لعله يقتفي أثرا لشقيقه ،حينها لمح نفس قائد
الرجال مرتكب الجريمة يمسح ساعديه الغارقان في
الدماء على مدخل المسرح القديم ،من ثم دخل مستكشفا.
حينها إنسل وقار من بين الحشود متجها نحو المسرح
الذي يشبه في هيكلته كثيرا المسارح الرومانية النصف
دائرية مع مدرجات خشبية مريحة للمشاهدين ومقاعد
فخمة ذات طلة بهية مخصصة للحكام،المسرح متعدد
البوابات وأوسعها هو المدخل الرئيسي وقف وقار مذهولا
من إمتداد الأعمدة التي تصارع السحب كل شبر منها
منقوش بزخارف نباتية كثيرة الانعرجات دقيقة التفاصيل
كانت المرة الأولى له التي يخطو فيها بداخل هذا الصرح
الذي يبدو من الخارج كأطلال متهالكة عفى عنها الزمن .
بمجرد أن خطى أول خطواته إلى الداخل تلاشى لون
عيونه البني القاتم حتى إبيض من ثم لمع صفرة إشتدت
حتى غدت تتوهج كبريق شمس منتصف أغسطس حارقة
لاترحم وبنظرات تلتهب غضبا ووعيدا رمق القائد الذي
كان يبتلع حشرة ويقلب صخرة صغيرة باحثا عن أخرى،
حتى إرتعش ظهره محذرا إياه إلتف فزعا مستكشفا لهالة
الشيطان التي تحدق به وما إن إلتقى بصره مع بصر
الصبي الغاضب حتى دخل جمع غفير أحاطه و من شدة
زحمته أخفى وقار عن الأنظار وفي لحظات تعد بالثواني
شغرت كل المقاعد وحشر الناس وقوفا، شاخصي الأبصار
يحدقون بساحة العرض الخشبية المقابلة لمقاعد الجمهور
مباشرة دخل جنود القائد يجرون أطفال ذوي عيون
ذهبية من سن الثالثة عشر حتى أحد عشر شهرا وصفوهم
على ساحة العرض التوقيت بدا كأنها مسرحية معدة
بإتقان منذ متى كانت الصدف منظمة لهذا الحد ،تقدم
قائد الرجال الأشقر طويل اللحية غزير الشعر أخذ وقتا
يفكر من ثم أخرج ورقة من جيب سرواله و باشر يتلوا الحكم.
القائد: بأمر من الموقر مقامه أرسلت لأبلغكم
مشيئته،لاتأخذكم شفقة على هؤلاء الصبية فموتهم صغار
في أكناف الملائكة خيرا من بتر رقابهم وهم في أحضان
الشياطين بعد أن كبروا وقطفو من كل خطايا الأرض،
وحتى لو تركناهم نحن، لن تدعهم الشياطين يكبروا حتى
تسحق روحهم وتحيلها رمادا ليخلو الجسد لعبة يحركونها
كيفما أرادو مفسدين الأرض جالبين لدمار ،وبناء على
ماحل بنا من ويلات مضت جراء تركهم يعيشون حكمت
المحكمة بالقتل للملائكة ،(طوى الورقة ودسها في جيب
سترته العلوي وبصوت قوي مثير لرجفة صرخ معلنا)من
له إعتراضه فليرفع يده وليدلي برأيه.
أنت تقرأ
الخيال الذهبي
Fantasyهذه قصة منقذكم أحذب الضمير مفقوع البصيرة جرئ اللسان ، أتى كريمكم الذي سيهدر آخر أيامه لإنقاذ أول أيامكم في هذه الحياة ،العالم القاسي الذي طحن أحلامي وذرها رمادا أمام قبر كرامتي ،أتيته منتقما و إني لمنقذكم فمجدوني .