قادني الرجل الغريب إلى شارع بدون لافتات ....
لايوجد لافتة لاتعبر الطريق إنه خطر ، لكن ستجد أن
هناك مطبات وإنحدارات زلقة خطوة خاطئة وستبيت
الليلة في المقبرة بدل فراشك .....
لا توجد لافتة يرجى الصمت ، لكن سترمي عليك تلك
العجوز الثمانينية أثقل شئ تقوى على حمله من ثم ترسل
لك نظراتها الساخطة وهي تتفقدك من الشرفة ، و في
حال لم يصبك أذى سترسل إليك أقرب ماتصل إليه يدها
وترشقك بكلمات جارحة مثل مت أيها المزعج عديم
التربية ....عديم التربية ؟ بجدية؟! لأجل جدال قصير
خضته مع الرجل الغريب ....!!!
أكره الحال الذي وصلت له وكيف غزت الجراح عقب
قدماي وكيف اتصبب عرقا في هذا الجو البارد ،أكره
الطريقة التي يقودني بها هذا الغريب إلى المجهول وكيف
تركت أناقتي و أنوثتي في السجن بينما أجثوا على
الرصيف من حين إلى آخر أدلك ساقاي و أتلمس دموع
القهر.
وصلنا إلى بيت عادي الطراز لا بل فوضوي الهندسة
فالشرفة مائلة قليلا و إرتفاع المدخل غير موازي لسقيفة
والطريقة التي صف بها شباك النافذة غير مدروسة كما لو
أن مزارعا تقمص دور الطبيب ، هذا المنظر خطيئة
مخالفة لقواعد العمارة التي أقدسها خاصة بالنسبة
لمهندس مثلي كرس سنين لا تعد من حياته في هذا
المجال . كنت اصك وجهي قهرا و غضبا ناحتة
طرقا على خديا حتى قاطعني الرجل الغريب
مشيرا إلى أن أدخل من ذلك الباب الخشبي الضخم
معوج القمة فاتح أزرق اللون دائري المقبض ،أكره الأمر
لكن مالخيار المتاح أمامي بخلافه شددت على فستاني
ألعن اللحظة التي رمقت فيها ذلك الغريب في المحطة
ألعن بصري وفضولي وذوقي في الرجال وسوء حظي،أول
خطواتي إلى الداخل لم أبصر فيها شئ كان الجو أشبه
بتابوت موصد الإقفال تفوح منه رائحة الموت أو ربما
الغبار لا أعلم لا أعلم لا أعلم ...........دون إدراك مني
سبحت يدايا في الهواء تبحث عن أي شئ تتشبث
به أكره كيف أغرق في الظلام صرخت كالذي ذبحوه
أو سلبوا روحه عنوة ألعنك أيها الغريب ألعنك ....صرخت
ونطحت كل ماجاورني أردت أن أخرق وجهي أن أنتف
شعري مالبيد حيلة أفقد السيطرة دوما حينما أرتعب
أكرهك أكرهك أكرهك ........الأضواء فجأة أنارت المكان
كل النوافذ التسع عشرة فتحت في آن واحد دخلت
أشعت الشمس راكضة كطفلتي تماما وهمت تحضنني
فتحت يديا على مصرعيهما صرخت تعالي لأمك صغيرتي
وهي ردت قادمة أمي أمسكيني قفزت ناحيتي أغمضت
عيناي حضنتها صغيرتي دافئة للغاية أحب ملمسك
الحارق فتحت عيناي لم أجدها !!! إلتفت يسارا ويمينا
لا أحد موجود غير ذلك الرجل الغريب و رجال ضخام
البنية خلفه من هؤلاء مسحت عيني مرة إثنان صفعت
خدي مرتان ثلاثة قرصت ساعدي ثلاثة أربع مرات، كل
هذا لأركز لأمنع نفسي من الولوج بعيدا ركزي ركزي من
هؤلاء ...إتضحت الصورة ذلك اللباس الرسمي البني
الموحد والشارة المربعة على أكتافهم .....هم رجال
أمن!!!!
الرجل الغريب: وهكذا حصلتم على دليلكم آمل أن الأمر
أصبح واضحا لكم الآن كما شرحت الجريمة لم ترتكب عن
عمد آمل أن تخففوا العقوبة. وتأخذوا الحالة النفسية
لسيدة بعين الإعتبار .
مالذي يقوله هل يدافع عني أنا ..لا أفهم لا أفهم لا أفهم
أنا لا أستطيع التوقف عن حك رقبتي ...لا أفهم علي أن
أقتلعها لا أفهم علي أن أجعلها تنزف لا أفهم أود أن أموت.
أنت تقرأ
الخيال الذهبي
Fantasyهذه قصة منقذكم أحذب الضمير مفقوع البصيرة جرئ اللسان ، أتى كريمكم الذي سيهدر آخر أيامه لإنقاذ أول أيامكم في هذه الحياة ،العالم القاسي الذي طحن أحلامي وذرها رمادا أمام قبر كرامتي ،أتيته منتقما و إني لمنقذكم فمجدوني .