٦

140K 2.6K 322
                                    

دخلت وقفلت الباب خلفها وناظرتهم:لحد يرفع صوته تفهمون ؟
ناظرتها نورا:اشبك؟
تقدمت لهم وناظرتهم وجلست قدامهم
بلعت ريقها ورفعت راسها تناظرهم بدموع حابستها
ريوف:بنت أنهار لا تخوفيني ! اشبك
نورا تقدمت لها:فين كنتي ؟
أنهار همست:بيزوجون بابا
ريوف عقدت حاجبينها:ما بيصير ! تكلمنا بالموضوع
أنهار:لا الموضوع تمموا نصه ، بيزوجونه ام بهاج اقنعوها ووافقت وبيضغطون على بابا ، بيغصبونه بنات
نورا:صاحيه انتي ؟ فين قاعدين احنا ؟ رجال كبير بيغصبونه على زواج
أنهار:انتي باقي ماعرفتي جدي ، انتوا شفتوا كيف بابا يسكت ويرتبك اذا تكلم ؟ شفتوا كيف تغير وانهد حيله يوم وصلنا هنا ؟
ريوف:واذا ؟ احنا ما بنخليه وما بنوافق
أنهار:بهاج مو راضي ووقف قدامهم وهو رافض ومحد اخذ بكلامه ، بياخذون بكلامنا ؟
نورا ناظرتها:غصب عنهم أنهار ! ، والله ما تصير
أنهار عضت شفايفها:لو قال قدامي هذا الكلام صدقوني ماراح يسكتني شي
نورا مسكت كفوفها اللي ترجف:ولا احنا بنسكت
نزلت انظارها بسرعه أنهار من فتح الباب:ليش مقفلينه ؟
بلعت ريقها ريوف:ولا شي عادي
عمر:ينادونكم للعشاء تعالوا كلوا لقمتين وقوموا بس لا تقعدون بدون ما تاكلون معهم
هزت راسها نورا وابتسمت له بربكه وخرج عمر سابقهم
ناظرتهم أنهار ووقفت وهي تطلع معهم
،
جلسوا على الصحون الموزعه وناظروا الرز واللحم اللي امامهم
التفتت أنهار تناظر عمر اللي شارك رَده السفره والصحن مع باقي الرجال
ورجعت تناظر حليمه اللي تاكل قدامهم
شدت على أسنانها وهي تناظرها
رَده ابتسم:نتعشى بزواجك ان شاء الله
لفوا عليه وناظروا عمر اللي تغيرت ملامح وجهه وماعرف يرد
جمعه لفت لهم:قريب ان شاء الله نفرح فيه
لفت أنهار للبنات اللي ساكتين بجمود
رَده:العروس جاهزه يا عمر باقي نسمع شورك
عمر:قلت من قبل ماودي بالزواج ولا افكر فيه
رفع عيونه بهاج وهو يناظر البنات يناظرون ابوهم ونزل راسه ياكل بهدوء
رَده:انت ما تفكر بس انا وامك فكرنا وقررنا وشاورنا حتى
لف عمر لبناته اللي يناظرونه ورجع ناظر رَده:شاورتوا من ؟
لف رَده وابتسم لبهاج وربت على كتفه:ام الضبع
لف عمر وناظر بهاج بصدمه والتفت لابوه:ابوي !
بلع لقمته بهاج ورفع انظاره لاعمامه اللي يناظرونه
عمر كمل:هذي زوجة اخوي !
رَده:اخوك ؟ اخوك قبرناه من سنين الله ، وحليمه بنتنا تصونك وتستر على بناتك
رفعت انظارها لبهاج اللي يناظرها وهو ساكت هو ينتظر وحده منهم تنهي الموضوع عن عمر اللي توتر وانصدم وجمد محله
ناظرته أنهار وشدت على يدها وناظرتهم:مستحيل
التفت عمر لها ونزل راسه رَده واخذ نفس
بلعت ريقها وناظرت وجه ابوها المسوّد:مستحيل توافق ومو مجبور توافق
التفت رَده:اذا ماعلمك ابوك ان المَره مالها كلمه وسط الرجال بعلمك الليله ، تعشي لأعشيك
وقفت أنهار وناظروها وهي توقف وسطهم
وقفت قدام رَده اللي رافع راسه لها ونطقت:تسمي نفسك رجال بين الرجال ؟
بقق عيونه بهاج وعض شفته من فزّوا بصدمه من جملتها ووقوف رَده:معصي ، يارخمه ياللي ماعرفت تربي بناتك !
رجعت لورا من وقف عمر وعقد حاجبينه:بنت !
وقفت نورا خلفها تعاونها من شافتهم وقفوا امامها
وناظرت جدها:تجبر ابويه على شي هو ما يبغاه ؟
رَده:انكتمي انتي وهي ولمي نفسك واعرفي مع من تتكلمين ! ، والله لاكسر العصا على ظهرك انتي وهي
عمر:ادخلوا
ناظرته أنهار ولفت له نورا:ما بندخل ، اذا انت مو قادر تنطق بلا ! احنا نقول لا
لفوا يناظرون رَده اللي واقف امامهم وهم ما تحرك منهم شي ثابته خطوتهم متجاهلين وقوف العيال واعمامهم والحريم اللي خلفهم يتمتمون بخوف
عمر شد على اسنانه وهو يناظر ابوها ونطق بصوت عالي:نورا
التفتوا له وناظرته أنهار:بيجبرك عليها كلنا ندري انك بتنجبر دامك ما قدرت تقول لا لين الحين
رَده:لا توقفين قدام ابوك واعمامك يابنت ، ادخلي انتي وخواتك ومالك شور
نورا:انت بتقدر تجبره يتزوج بس ترا انا وخواتي مابنقعد هنا لو ابوي تزوج
لفت ريوف عليها من كلامها وهزت راسها بتأكيد نورا : بنترك المكان ونروح لمكان عشنا فيه
رَده:تخيرون ابوكم بين الزواج وبينكم ؟ انتوا تعرفون ان ابوكم فيه حيل يخلف ١٦ غيركم والا لا ؟ ويجيب رجال من صلبه !
نزل راسه عمر:ابوي !
رَده:اسكت
التفت للبنات بتهديد:زواج وبيصير وبترقصون بعرسه هنا
دق بعصاته على الارض مرتين وكمل بنفس النبره:على هذا البساط وبتنادون هالمَره اللي قدامكم بعمه
سكتوا وهم يناظرون رَده اللي تحداهم ولفوا لعمر اللي ساكت ينتظرون منه كلمه وحده بس تنفي كل كلام رَده بس ماقدر ينطق بشي
جمعه:جدك عطى كلمة رجال ، ادخلوا الملحق لا تتدخلون بين رجال ، ونزلي راسك لاكلمتي جدك
لفت لجمعه اللي تاكل بهدوء وسط المعمعه ولفت لجدها تناظر شموخه وثقته ولفت لعمر اللي منزل انظاره وساكت
ورجعت ناظر رَده:ما عاش اللي بيخليني انزل راسي عشانه ولا عاش اللي بيجبرني اسكت وانا اقدر انطق وما عاش اللي بيدخل بيني وبين خواتي وابوي وما عاش الـ
صرخت نورا بفزع من صوت الكف على خد أنهار اللي بترت جملتها بصدمه
ولفت ريوف لعمر تشد ذراعه:بابا !
نطق زيد وهو يهديهم:استهدوا بالله عند النعمه تتهاوشون ؟
لفت أنهار ونزلت دموعها اللي طول هذا الوقت تحاول توقفها وتخفيها ، بحياتها كلها محد مد يده عليها وأهانها وحطها تحت التوتر والضغط
ما تخيلت ممكن تصير وابوها موجود وما يكسر اليد اللي انمدت عليها
هي ما سمعت شي ثاني بعد الكف وقدرت تاخذ نفسها وتمشي راجعه للملحق
لفت نورا لعمر:صدقني ما راح اعديها
مشت تاركه ريوف متمسكه بذراع عمر بشده
وجلس رَده على الصحن ببرود يكمل عشاه تحت أنظار العيال للوضع
هزت ذراعه ريوف بخفه وهمست:بتنام تبكي ، كلنا بنبكي
لف عمر يناظرها والتفت لرَده اللي ياكل دار بأنظاره بحيره وتردد وحسها تفلت يدها عن ذراعه وتلحق خواتها
بلع ريقه من راحت وناظر رَده وهمس له عبدالله:عمر اقعد كمل عشاك وعيّن من الله خير محلوله بس اقعد
عمر:ماعمري مديت يدي على بناتي
رَده:ايه ، عشان كذا قدرت تقول عن ابوك ماهو رجال
رفع انظاره رَده وكمل:أدّب بناتك وإقصر الشر ، والجمعه تملك وتستقر وتخلي ام بهاج تربيهم زين
عمر:انا ما بقعد هنا
سكت رَده وهو يناظره وكمل عمر بإصرار:مكان بناتي ينامون فيه يبكون ما بقعد فيه
جمعه:عمر !
عمر هز راسه يأكد كلامه لأبوه:برجع مكان ما جيت
التفتوا لرَده اللي هز راسه:درب السلامه ما بصكك البيبان عنك
رفع عكازه:هذاك الشارع
رفع حاجبينه:بس لا اشوف وجهك ولا اسمع صوتك ولا ينطرى اسمك بين عيالي ، والله اني اتبرأ منك امام الناس كلهم واقول ماعندي ولد اسمه عمر ، ماعندي ولد يسمع ابوه ينهان من ورعه من بناته ويسكت ، والله ماني راضي عنك لا دنيا ولا آخره وخلني اوكل ربي فيك
مسح شنبه زيد وصد من كلام ابوه ولفوا سلطان وبهاج وفهد لعمر اللي واقف محله ضايع
هو واقف محله رجل تشده لقدام ورجل لوراه
وما قدر يتحكم بين نارينه ، نار تشويه من ابويه ، ونار تشويه على بناته
ماقدر يتحرك الا لإتجاه يبعد عن الاثنين كلهم
مشى يبتعد عنهم وناظره بهاج رايح مشى زيد وراه وناداه رَده:اقعد خله يقلبها براسه لوحده
عبدالله:زدتها عليه يا ابوي
رَده:وبزيد لين يلوي ذراع بناته هالساطيات ، تقول عني ماني برجال ؟
زيد:هم بنات وما يعرفون يثمنون الكلمه ما كان مديت ايدك
رَده:زين اني ما كسرت راسها
التفت سلطان لبهاج وهمس:عورها
ناظره بهاج وشد على فكّه وهو يتذكر الكف اللي أكلته بسبب عنادها وكلامها
تمنى انه ما قولها بكلامه وولع حطب نيرانها أكثر يمكن ما كان تكلمت ، لو تركها تنصدم بدون ما يبلغها قبلها يمكن ما تكلمت ما انفعلت وهددت
ماقدر يقعد على العشاء ومشى ودخل البيت
رفعت راسها حليمه ونزلت راسها تناظر يدها اللي أمرت من شدة فركها
هي غلت محلها وانشوت وانحرقت وماقدرت تنطق بكلمه ،مقموع رايها ومعدوم صوتها بينهم هي حتى الشوف ما تقدر ترفع راسها
،
دخلت وتعالت صوت شهقاتها بقوه وقفلت الباب وتخبت في فراشها اللي ودها تحرقه ، تتذكر سكوته وتتذكر انها وقت كانت أقوى بينهم ! تحولت لضعيفه بكف منعها حتى ترفع انظارها
من شدة انكسارها وصدمتها ماقدرت تدافع عن نفسها قدامهم ولا حتى تشوف نظراتهم لها
انضربت قدام ابوها وانهانت وما كان منه رد
في عزّ ما كان جرحها يوجع رفعت راسها وسكتت وهي تناظر المكان بخفوت ، حزّ بخاطرها فكرة ان كل شي تغير بجيّتهم حتى النفوس والغلاوه والدلال والضحكه ، هي ماتشوف الحين الا قساوه وجفا وجلف وبرود ، تلمح نظرات ودموع وانكسارات مالها أيام طويله بس تغيرت في حياتي الكثير اولها انها تبكي الحين بمكان ومتأكده ان كل وحده من خواتها تبكي بمكان ، ماكانوا يقدرون يتجمعون يبكون سوا ومع بعضهم زي ما اعتادوا هالمره الكل يبكي ويفكر بنفسه لحاله
تغيرت حياتهم من رخاء ودلال ودلع وغنج ومراضاه وترضي لبرود وجمود وقسوه وكبت مشاعر ودفن اراء ، الكل تحت أمر شايب حتى رجال يملي وجيههم الشعر ما يقدرون يقولون أبسط تمنّع - لا - وقفت وفتحت الشباك تناظر المكان اللي هي فيه
صحاري وغابه واسوار كبيره حتى السماء تشعر بإنها فضاء ما يمليه الا فراغ وبس
،
يناظر الشجر اللي تحركه هبوب بارده ويشرب من سيقارته اللي يملي جوفه وهادي
دفنها جنبه وتكلم بهدوء:عورها
هو يدري بإنه قالها لسلطان بس الى الان يأكد ظنونه انها تعورت ويدري وباين انها ماتعودت
فهد:حنا نتعور ماتبي بنت الدلال تتعور !
سلطان:عني غلط يوم انه سكت والله لو انها بنتي كسرت يده
لف بهاج عليه:اكسر يد ابوك الحين خل نشوف
سلطان:بس ياخي كان ساكت
فهد:عمي من يوم جانا وهو متغير مو قادر يستقر وينبسط اخذه الشيبه من اول يوم وكسّره مجداف مجداف
بهاج نزل انظاره:بيتزوج ام بهاج دام وصلت انه يسكت عن ضرب بناته ، بيعيي لسانه يقول لا
سلطان ناظر فهد اللي يناظره وبدل انظاره لبهاج:انت بهاج بعد ماهو وقتك تنقهر على امك تتزوج بهالعمر !
بهاج التفت له:انت عبالك اني ورع الثانوي ! ، داري ان امي مغصوبه وهذا الشي اللي حارقني ماقدرت ترد عليهم بحرف ماهي بنتهم ولا مجبوره تبرهم ! ليه للحين تحت حيلهم فيها ؟ وعدتها ادور وظيفه ونبتعد عن كل شي وباللعنه
سكت ثواني وكمل:بس هذا هي قعدتنا لسنين اكثر
فهد:ماتدري شيصير بعدين يمكن عمي ياخذ امك ويهج فيه وفي بناته
ناظره بهاج وابتسم فهد:يصير محل ابوك
بهاج رفع حاجبه:محد ياخذ محل ابوي !
وقف وهو ماشي:داخل انام
تركهم ومشى راجع مع ممر النوير على مسماه ووقف من لمح مكانهم بآخر مره
ظل يناظر المكان اللي وقفت فيه قدامه لمعت عيونها لمع البوارق من حزنها ومن كلامه لها
هبت من شعرها الريحه الاولى اللي شمها بحياته وحسسته بوجود حاسه يملكها ونعمه يستشعرها
عقد حاجبينه بتساؤل العطر انكسر بين يدينه كيف باقي تهب فيها ريحته
شد على كفه من تذكر جرح خصره من زجاج العطر
نزل انظاره وتحسسه ورفع راسه للملحق
مشى يكمل خطواته ووقف من لمح عمر جالس لوحده على عتبة الملحق برا
رفع راسه عمر وناظر بهاج وبادله النظر بهاج ثواني وتركه ودخل البيت
فتح غرفته واخذ نفس وقفل الباب التفت للثياب اللي خلف الباب معلقه وسحب منها ثوبه اللي تبقع بالدم وبتردد سحبه يشمه
غمض عيونه من تقشعر جسده يوم شم الريحه باقي موجوده
عقد حاجبينه وهو يستنشقه مستحيل يكون عطر وبس !
هذا شي تلبس الثوب وما بيتركه أبد
رجع لورا وهو يناظر الثوب ونزله ورماه عند باب غرفته عشان ينغسل
قفل الباب وهو يحس بنبضات قلبه وربكته وخوفه من شم العطر ، كيف لريحه بس تغير حال لحال
،
كان مرتخي ظهره مهزول مهدود حيله كل اللي في باله الانسانه اللي تركته وتركت بحياته ثلاث امانات
اليوم فرط فيهم ثلاثتهم ، عورهم وهو كان يقدر يعور اللي يعورهم ، تجاهلهم وهو كان وجهتهم ، سكت وهو كان بمقدوره يتكلم ، وقف وهو كان يقدر يفرّ فيهم
ماوده يصير عاق وماوده يصير أب قاسي ومهمل
هو من زود معاشرته لبنات صار عاطفي أكثر يحس ويسمع وينتبه أكثر
مع امه وأبوه حاول يصلح ويعدل ويأمن ابواب توفيقه حتى لو على سبيل سعادته ، بس ما يقدر يوفق بين اللي وعدهم بالدلال ووعدهم بالقوه والأمان والثقه والغرور
مو قادر يواجه احد لا اهله ولا بناته ولا نفسه غارق في بحر يعضه فيه مليون جنب وجنب
وين يلقى الخلاص ؟

انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن