٦٧

123K 2.1K 599
                                    

لف يناظر سلطان والتفت زيد اللي وقف:بنرجع إحنا
بهاج هز راسه وناظره زيد:بتقعد عنده ؟
بهاج:ماني مخليه
لفت شموخ تناظره وخرج زيد وتقدمت شموخ:اذا احتجت شي قولي
هز راسه بالنفي وهو صاد وخرجت تاركته وظل يناظر سلطان وهدوء الغرفه وصوت الأجهزه صوت نبضه هو أشتاق لصوته لحياته لوقوفه جنبه ليه فكر يخليهم ليه فكر وقرر قراره مع أمه وقطع طرقهم ، لو سلطان مات وماعرف بموته الا بعد شهر وين يروح من ضميره من تعبه من حزنه ؟
يوم كان ما يدري عن خطاويه كان سلطان دليله ، يوم عاش عواصف مشاعره كان سلطان أول من عرف ، يوم وقف قدامه اطول شارب كان سلطان بظهره
مسك كفوفه ببعض وهو يتأمله وهمس:تكفى لا تخليني لوحدي ، لا تخليني أموت حيّ
وقف وقرب منه يناظره وكمل:لا تخليني سلطان تكفى ، انا نسيت إني حيّ من شهر كامل من شهر كامل ما أشم الا الرماد بصدري بشكلي بحياتي تلونت بالرماديّه يا سلطان ، فقدت كل حواسي بجوارحي ، انا واقف عند كلمة انتي طالق لين الحين انا من هذاك اليوم خايف أوادعها ، من يوم تركت المزرعه وطلعت عرفت اني ماني حيّ وماني بخير ، أنا أعيش مع طيوف طيفها وطيفك وطيف أبوي وحلاله ومزرعته ، أنا لو تلمست صدري بيدينك بيوّن ، انا عايش شهر ما مدت الشمس نورها وظلالها ، انا عايش شهر بسرمد الليل الطويل ، صدري يعيش مهجور ما تلمسه الكلمه كل شي اسمعه يعورني يخدشني ، انا كل يوم أصحى اتمنى اني أصحى وانا بجنب أبوي كل شي تثاقلته من شهر كل شي ماله لون ماله صوت ماله روح ماله طعم ، من شهر يا سلطان وانا ما أبتهج خاطري ذبل وجهي من برودة خاطري
لف من دخلت الممرضه وناظرها تدخل والتفت يناظر سلطان الساكن وتنهد بتعب وخرج من الغرفه ومشت بالممر اخذ جواله القديم من جيبه وناظر اتصالها اللي بقي محله ما رد عليه
هي لين الحين تدوره لين الحين تتصل على رقمه وتدور عنواينه
بلع ريقه يجلس ومسك راسه بتعب لف من دق جواله الجديد واخذه ورد:هلا
حليمه:بهاج يا أمي وينك ؟ ابطيت !
بهاج:انشغلت ويمكن انام برا لا تنتظريني
حليمه:وين تنام برا ؟
بهاج:عند ابراهيم صاحبي بيننا شغل طويل وما بنخلصه بدري
حليمه:طيب براحتك
قفل جواله ولف يناظر الممر الفاضي والليل اللي تلون من شبابيك المستشفى ووقف يمشي لين وقف يناظر الشارع ونكث الهوجاس مليون دكرى وذكرى أكلت ذاكرته وقلبه ، تلّف الدنيا عليه كل مره ومره ما يقدر يظل على حاله تاخذه الذكريات واصواتهم واشكالهم ، صوت الصمت اللي يعيشه يتعبه يتعبه بعد ماعاش حوالين ضحكات
دخل يده بجيبه يخرج من مخرج الطوارئ ويتكي بيده ويولع زيقارته سهى يناظر دخان زيقارته وسمعها بصدى صوته وصوت ذكرياته
..
اخذت من بين شفايفه زيقارته اللي تشتعل:ما تبدلها بموتك الحقيقي ؟
ابتسم لها وهي جالسه بحضنه وكملت أنهار وهي تبتسم:هي تموتك وانت تموت فيني
قرب منها يناظرها من قريب وهمس:عز الله انك موتي وحيّه داخلي
رمى زيقارته تحت رجله بعد ما انتهى منها ودخل المستشفى
-

فتحت الباب وابتسمت لها:هلا والله ياهلا ياهلا
دخلت وابتسمت ولفت لبناتها:ادخلي يامامي سلمي
حليمه ابتسمت تسلم على البنات:ياحلو البنات ماشاء الله
ابتسمت اريج تدخل البيت وجلست حليمه:حيّ الله من جانا
أريج ابتسمت:تسلمين خالتي
حليمه:انا مالي احد بالرياض اعرفه الا انتي كل ما مليتي تعالي لي ونسيني
ضحكت اريج:من عيوني وابراهيم مبسوط اصلاً على جيّاتي
حليمه:الله يسعده هالابراهيم والله بحسبة بهاج عندي
اريج ابتسمت:وهو والله يعتبر بهاج اخوه
حليمه ابتسمت تناظر البنات ورفعت عيونها أريج:خالتي بغيت اسألك ولو يضايقك السؤال قولي لي
عقدت حاجبينها حليمه وسألت أريج:بهاج صدق طلق أنهار ؟
سكتت حليمه ثواني وهزت راسها
عقدت حاجبينها أريج:ليش طيب ؟ يعني كانوا يبون بعض ويحبون بعض ما بينهم مشاكل
حليمه:ابوها وجدها ماودهم ببهاج وضغطوا عليه
اريج:لا حول ولا قوة الا بالله اذكرها كانت تحبهم وتحبك انتي وتقول ان علاقتكم ببعض كويسه ، غريبه اللي حصل
رفعت عيونها حليمه:سولفت عني ؟
اريج:مو كثير بس قالت لي انك ماخذه ابوها وعلاقتكم حلوه
سكتت حليمه وكملت اريج:يوم قالي ابراهيم استحيت اتصل عليها بس صراحه انهار طيبه وحبيتها كان ودي اكلمها
حليمه اخذت نفس:الله المستعان
'
خرجت من الكلاس وردت عليه:ايوا فهد
فهد حك جبينه:خلصتي ؟
ريوف:لا تقول انت برا ! مستحيل تجي بدري ما تلطعني كالعاده
فهد:ياكثر كلامك ياريوف خلاص جيت بدري يوم واحد ليه تقعدين تذكريني اني اتأخر دايم
ريوف ضحكت:والله برا ؟
فهد:والله برا ، اطلعي
ريوف لفت تناظر الجامعه:اوكيه انتظر دقايق واطلع
فهد:دقايق ؟ بتردينها وتطولين صح ؟
ضحكت وهي تمشي:لا خلاص انتظر
قفلت جوالها ومشت للكوفي اللي بالجامعه وابتسمت تطلب قهوتين واخذتها ومشت طالعه لبست نظارتها الشمسيه وخرجت تدور سيارته
ناظرته واقف عند السياره على جواله وتقدمت
:ليش طالع ؟
رفع راسه لها وابتسم من شاف القهوتين وتقدمت له:مو لك بشربها الاثنين انا
ضحك ياخذها من يدها:اركبي
فتح الباب ووقفت محلها من ناظرت الورد اللي عند محل رجلينها وابتسم يراقب ردة فعلها ولفت له تناظره بصدمه ورجعت ناظرت الورد وضحكت وناظرته:مستحيل انت ؟
ضحك:ما تستاهلينه اجل على ردة فعلك ذي
ركبت تناظر الورد بصدمه وقفل الباب يمشي لبابه والقهوتين بيده وركب ولفت له:اعترف جايبها بنفسك والا عطوك اياها بالدوام !
فهد:مشكلتك تحسبين البدوي ما يعرف للورد
ريوف ابتسمت تناظر البوكيه وناظرت الكرت:لو كاتب بالانقليزي راح انصدم صدمة حياتي
فهد:لا بالغتي
اخذت الكرت تقراه : كُنّا أصدقاء ‏ولكن ذات ليلة كثر فيها المزاح فقالت لي أحبك فضحكنا و لكن كلانا لم ينم تلك الليله
تلاشت ابتسامتها من ارتباكها بعد ماقرت الكلام وكيف انه ما تخطى زلّة لسانها واعترافها ، ظلت تناظر الكلام وكيف انه كتب انهم كانوا أصدقاء وهي فعلاً كانت تشوف فهد أفضل صديق حظت فيه وكان يلازمها بكل وقت وحافظ على نجاحها وتخلى عن امور كثيره بحياته وعاش حياه مايعرفها معاها هو قبل ما يكون يستاهل الحُب استاهل الصداقه والصحبه
كان يبدل نظراته بالطريق وعليها وهي تقرأ الكرت وطولت تقراه ساهيه بدون ردة فعل وشرب من قهوته:مقصوده ؟
لفت عليه تناظره وناظرها ورفعت كتفها وكمل:مقصوده يوم قلتيها ؟
صدت تناظر الطريق ونزلت انظارها للورد وضحكت ترفع شعرها بربكه:بعد الورد مقصوده
ضحك يحط قهوته يمينه ويناظر الطريق وعض شفته واخذت جوالها تصور الورد اللي عند رجلينها بكميه كبيره وعدد كبير وابتسمت تناظر الصوره
ابتسم وهو يراقب طريقه بهدوء ورجع يشرب من قهوته
'
طلع من غرفته وهو لابس شماغه وثوبه ونزل لامه وتقدم لها:سلام
حليمه لفت عليه:وعليكم السلام هلا بهاج
بهاج:انا طالع لا تحسبيني بالغداء
حليمه:ما بتمرّ ؟ بهاج زوجة صاحبك ابراهيم بتجيني اليوم بعد
بهاج اخذ نفس من تذكر:طيب اذا امداني مريت وجبت معي غداء لا تسوين بالبيت اقعدي معها
حليمه:طيب تمام لا تقفل جوالك
هز راسه ومشى خارج ركب سيارته وحرك للمستشفى وقف عند وصوله ودخل ومشى لين غرفة سلطان وناظر الباب مفتوح تقدم وشاف الدكتور وهمس:سلام عليكم
الدكتور:وعليكم السلام
وقف يناظر سلطان والممرضات والدكتور والتفت للدكتور:كيف صحته اليوم ؟
الدكتور:على وضعه مافي اي تحديث
بهاج تنهد:طيب بغيت اسألك يادكتور
لف الدكتور عليه وتقدم بهاج:لو يسافر لخارج السعوديه بيكون في أمل يتقدم بالعلاج ؟
الدكتور:حالته ما تستدعي المستشفى يتكفل بعلاجه بالخارج
بهاج:ماهو على حساب المستشفى على حسابي انا
الدكتور رفع حاجبينه يفكر وهو يناظر سلطان:والله بيكون أفضل
لف لبهاج يكمل:ممكن اعطيك افضل الدكاتره اللي يفيدونك والمستشفيات بس اذا ودك الموضوع مُكلف
بهاج:مو مشكله الفلوس اهم شي يتحسن
الدكتور:طيب مرّ مكتبي بعد ساعتين وتحصلني ونتكلم
هز راسه بهاج ودخل زيد وجنبه منيره وشموخ وسلم ولف بهاج عليهم وخرج الدكتور
زيد:وش العلم ؟
بهاج:على حاله
تقدموا يجلسون ولف لشموخ اللي مدت الكيس وناظره:وشنهو ؟
شموخ:شي تاكله
بهاج:لا
صد عنها وناظر زيد:كلمت الدكتور
زيد رفع راسه وكمل بهاج:اذا في مجال سلطان يسفرونه برا افضل
منيره ناظرت زيد بصدمه وعقد حاجبينه زيد:ماقالي الدكتور
بهاج:انا قلت له نسفره افضل نشوف له دكتور شاطر ومستشفى زين يقوم اسرع
زيد:على حسابهم؟
ناظره بهاج ثواني وهز راسه:على حسابهم بس قالي بيشوف مستشفى زين وبتكلم معه واعدل اموري ونسافر سوا
منيره:ما اخلي ولدي
زيد ناظره وناظرهم بهاج:بكون معه ماني مخليه واذا تبون تجون احجز لكم
زيد لف يناظر منيره:فيك شده للسفر انتي ؟
منيره:ما اخليه لوحده ما اخلي ولدي
شموخ:انا اروح ابوي ماعندي شي واطمنكم انت وامي من هنا
بهاج لف يناظرها ولف لهم:انا موجود ليه كل هالفوضى ؟ انا اطمنكم وسلطان بيطيب ان شاء الله
زيد تنهد:شوف اوراقه بالاول وعلمنا ونشوف بعدها وش يصير
بهاج:هذا اللي بسويه بتكلم مع الدكتور بالأول
'
مسكت راسها وهي تناظر جوالها ولفت من مدت لها كوب نورا واعتدلت تاخذه من يدها وجلست قدامها نورا بكوبها
ناظرتها أنهار ثواني ونزلت انظارها لقهوتها:ليش ساكته ؟
نورا لفت لها:تكلمت مع دوامي اذا اقدر اخذ اجازه وعطوني
عقدت حاجبينها أنهار:ليش تاخذين اجازه ؟
نورا تنهدت والتفتت بجسمها لأنهار:بخاطري نروح انا وانتي لندن
ناظرتها بصدمه أنهار وضحكت وكملت نورا:نفس قبل انا وانتي نتمشى ونسوي شوبينق وتتحسن نفسيتنا
ابتسمت بهدوء أنهار:الهرب من المشاكل مو حل
نورا:ونهرب لو فتره قصيره انا بخاطري أنهار تعبت من الضغط ومن الدوام ومن كل شي خلينا نروح انا وانتي لوحدنا
أنهار سكتت ثواني:ما اعرف وضعي يسمح او لا
نورا:نكلم دكتورتك بكره اذا ودك ونشوف
أنهار:ومن فين فلوس نورا !
نورا:عندي تكفينا أسبوع ونرجع ما نطول
تنهدت أنهار وميلت راسها على الكنبه وابتسمت نورا:بليز أنهار
هزت راسها أنهار وابتسمت لها وضحكت نورا:تم اجل خليني ادور حجز من الان
فتحت جوالها وهي تشرب من كوبها وناظرتها أنهار واخذت نفس بهدوء
'
دخل البيت ومشى لغرفته وفتح الباب ودخل دخلت خلفه وناظرته:ابطيت بهاج
بهاج هز راسه وفتح دولابه وكملت حليمه:وش عندك من شغل أسبوع ؟ زوجة صاحبك تقول انك ماخذ اجازه
بهاج لف عليها بهدوء:بسافر فتره
عقدت حاجبينها وتقدمت وطلع شنطته وهمست:وين ؟
بهاج:ألمانيا
حليمه ناظرته بصدمه:ألمانيا ؟ وش عندك فيها ؟
بهاج مشى لدرج تسريحته واخذ الاوراق ومدها له ورجع ياخذ ملابسه يحطها بالشنطه
ناظرت الاوراق بإستغراب:مافهمت
بهاج:مافهمتي ان سلطان بالمستشفى له شهر ؟
ناظرته بذهول وكمل بهاج:ولا ودي يكمل الشهرين بسفّره ألمانيا يتعالج وبكون معه ماني مخليه
حليمه:كيف عرفت انه منوّم ومن وشو وش جاه؟
بهاج:حادث
حليمه مسكت راسها وجلست:لاحول ولا قوة الا بالله
بهاج:أسبوع اروح له واجي من عنده ولافي تحسن بحالته بسفّره لين يقوم على حيله يكفي اللي قضاه
حليمه ناظرته وعقدت حاجبينها:الله يشفيه شفت عمك ؟
بهاج هز راسه:هو وزوجته وبنتهم
حليمه:وكيف وضعهم؟
بهاج:ولدهم حيّ ميت وش بيكون وضعهم ؟
حليمه تنهدت والتفت بهاج:ظنك لو بعدنا بنطيب ؟
حليمه:ومتى ترجع بهاج؟
بهاج:ان طاب سلطان رجعت ماني راجع بدونه
حليمه مسكت كفوفها بصدمه وكمل بهاج:وصيت ابراهيم عليك وماهو مقصر وانتي ارتحتي لزوجته امورك طيبه بكلمك من هناك كل يوم ان شاء الله
ناظرته يرتب شنطته ويتكلم بهدوء وقفل شنطته وناظرها:بنام وراي رحله الصبح
وقفت وتقدمت له تحضنه واخذ نفس بهاج بتعب يغمض عيونه هو له أسبوع كامل ينام ساعتين ويقوم لسلطان يغفى نص ساعه عند سلطان ويصحى عشر ساعات كان ملازمه طول الوقت اخذ اوراقه وتحاليله والمستشفى اللي يبيه والدكتور وتواصل معهم ووافقوا يستقبلونه ، حجز طيران طبي بمساعدة ابراهيم اللي دلّه على ناس يساعدونه وتكفل بكل شي لسلطان ومستعد مستعد انه يرافقه برحلة علاجه لين يقوم ويرجع لحياته ويرجع له
باس راس حليمه:ادعي له تكفين
حليمه:الله يشفيه ويقومه بالسلامه الله يشفيه يا أمي ، ان شاء الله ما تبطون
هز راسه بهاج واخذت نفس حليمه:لزوم اكلم امه
بهاج:كلميهم
وقفت وخرجت من غرفته وغمض عيونه ثواني بهاج واستجمع نفسه ومشى لمكتبه ناظر جواله القديم واخذه فتحه يشوف اخر مكالمه كانت قبل عشر أيام ظل يناظر اسمها واخذ جواله الثاني وكتب رقمها صار وقت الشوق يتغلب على كل الظروف على كل الردع وكلمة لا اللي تخنقه وسكاكين حنجرته اللي اتلفت صوته ، استسلم وفاز شوقه على كل الظروف وسط كل معمعة خاطره وانكساره ماقدر ما يتصل ماقدر ما يرجع بخطواته لها ما قدر يصك الفين باب بوجهها رغم عنه ، حتى لو اطول شارب ولحيه كان يردعه بهاج ما يعيش اكثر بدون أنهار
بلع ريقه بتردد واتصل واخذ نفس ومشى للشباك يناظر البلكونه اللي قدامه بالبيت الموازي لهم وينتظر الرد
ناظر جواله من سمع انه مقفول جوالها مغلق عقد حاجبه وناظر الفراغ ثواني كيف مغلق وليه مغلق دخل على رقمها وكتب لها:أنهار أنـ
ولف من دخلت حليمه
حليمه:بهاج يا أمي بزورهم بالمستشفى قبل تسافرون
بهاج هز راسه ولف للرساله وحذفها وكملت حليمه:ادري انك بتنام لكن كلمتها وضاق صدري
بهاج اخذ مفتاحه:طيب
حليمه:شموخ بتسافر معاك ؟
رفع نظره لها:معانا أنا وأخوها ماهو معاي
حليمه:ليه بتسافر ؟
بهاج:ابوها مافيه شده ولا امها وأصرّوا تجي مع ان مالها لزوم
حليمه:تطمن اهلها يابهاج
بهاج:وانا وش شغلتي ؟ يومين واحجز لها ترجع
حليمه:زين تسوي زين
خرج بهاج ومشت حليمه تلبس عبايتها وركب سيارته يناظر البيت وتاكي بيده ينتظر أمه ، لف نظره لجواله الساكن وكله تفكير فيها وليه مغلق جوالها
فتحت الباب حليمه وركبت:توكلنا عليك يارب
حرك بهاج بهدوء متوجه للمستشفى
'
بمكان آخر بعيد عن أرض السعوديه بشهر شتوي بمدينه بارده - لندن ، ديسمبر
تشرب من كوبها وتمشي معاها وبيدها مظله ولفت لنورا اللي تصور كوبها:نورا تجمدت
نورا ناظرتها وضحكت تركض لها تحت المظله:يجنن الجو شوفي أنهار كيف تشتي شوفي الثلج
ابتسمت أنهار وهي تتغطى بالجاكيت الفرو البني ولفت نورا تناظر جوالها:كنت احتاج هذا المكان
لفت على أنهار ولفت نورا تناظر الجو:اخر مره جينا كنا أربعه
أنهار تنهدت:مكانهم خالي مهما سوينا
نورا لفت عليها:مستحيل أصدق اللي صار لأبويه مستحيل أستوعب شكله ونظراته واختياره وسكوته ، في شي غريب حصل له
أنهار هزت راسها:وانا متأكده لكنه رفض يتكلم يوم رحت له ، حط علي شروط يتزوج بهاج عشان نقدر نرجع معاه لجِده
نورا:تتوقعين كان فعلاً بيرجع ؟ والا بس عشان بهاج يتزوج ؟
أنهار:ماعاد اعرفه ولا اعرف افكاره وقربت انساه اللي جاني كثير نورا ، كثير لدرجة تلاشى من صدري الغفران
نورا ناظرتها ولفت أنهار وهي تمشي:أذّاني مره
نورا لفت لقدام:مانعرف وش يحكمه ظروف ، ما اعرف ليش تغير وليش سلطان اختفى وليش بهاج استسلم وليش فهد تمسك بريوف ؟
نزلت انظارها أنهار لخطواتهم وكملت نورا:انتي تفهمين اللي حصل والا نفس وضعي تملاني اسئله ؟
أنهار رفعت عيونها للشارع:لا تسأليني عن أحد اسأليني عن نفسي وبس
نورا هزت راسها:حطيت ظنون كثيره وأجوبه واحتمالات لكن ماقدرت أتقبل شي ، سلطان قبل أدخل المطار حط كفه بكفي وقال وعدّ أجيك بعد يومين ، وأبوي قبل وصولنا للمزرعه قال انتوا بناتي بناتي ، وشوفي وين كنا ووين صرنا ؟
أنهار ضحكت تخفي غصتها:لا تشكين لي وانتي تعرفين وضعي
لفت أنهار تناظر نورا:معد فيني طاقه افضفض اكثر
نورا هزت راسها:واحنا جينا عشان نتخطى
شربت من كوبها أنهار وهمست:بردت خلينا نرجع الفندق
نورا هزت راسها تمشي معها واول ما وصلوا ودخلت الغرفه كشرت أنهار:القهوه جابت لي لوعه معدتي تقلب
نورا ناظرتها ولفت أنهار تفصخ جاكيتها وعقدت حاجبينها ومشت للحمام تفتحه بسرعه وتنهدت نورا تفصخ جاكيتها ولحقتها ناظرتها تستفرغ وتقدمت ترفع شعرها وتمسح على ظهرها
كانت تستفرغ وبتعب وكأن مشاعرها تفجّرت بلحظت بكت وهي تستفرغ بتعب وضيق ورفعت راسها وهي تغسل وجهها تناظر دموعها
وشدت على كتوفها نورا وهمست:أنا جنبك
مسحت وجهها وهي ترجف وتنحنت من حدة صوتها وتعبها وخرجت من الحمام
نورا:بتنامين ؟
هزت راسها تدخل بالسرير وتنهدت نورا تفتح البلكونه وتخرج تطل على الشارع المشتي بالثلج الابيض
ضمت يدينها ببعض من البروده وناظرت الشارع بتساؤل وحيد ، سلطان حاولها بتكرار وتمسك فيها مستحيل يسحب يده بسهوله ، مستحيل احد يحط عليه حواجز وحدود ويمنعه عنهم ، حتى لو اهله سلطان ماهو الضعيف اللي يطيعهم ليه اختفى فجأه ؟ ليه اخفى عناوينه عنها ؟ ليه بنفس الوقت اللي كان بهاج مختفي اختفى معاه وفهد ماعنده علم عنهم وين ممكن يكونون ؟
اما عن أنهار كانت متغطيه بلحافها وضامه بطنها ورجلينها بتعب ، كان يلفحها البرد وتحس بشدة قسوته على نعومة اطرافها ولا لقت منه اللي يهدي رعشة ضلوعها اخر مره اتصلت كانت يوم عرفت بحملها وانهارت ودخلت بنوبة بكاء بالسياره لوحدها ظلت تناظر حوالينها كانت لوحدها ، عرفت بالخبر لوحدها وبوقت كانت اضعف من الزجاج المطرّف ودقت عليه كلها أمل انه يرد لكن خابت آمالها ، وامست واصبحت بدونه وحلفت واعطت وعد بتكون اخر مره تتصل عليه وتجرب تكلمه
'
دخلت حليمه الغرفه وانقبض قلبها وهي تشوف سلطان ووقفت منيره من شافتها ونزلت دموع منيره بقل حيله وتقدمت تحضنها حليمه
تكى بظهره بهاج على الجدار يناظرهم ونزل راسه زيد وهو يسمع بكاء منيره
حليمه:سمي بالله يا أم سلطان مافيه الا العافيه ان شاء الله ويقوم لنا بالسلامه
منيره:بياخذونه عن عيني
حليمه:من بياخذه ؟ بهاج بياخذه وبياخذه يتعالج بمكان احسن وان شاء الله ما يبطون الا وهم مبشرينا
زيد رفع راسه لبهاج:ما بتنام قبل رحلتكم ؟
بهاج رفع راسه ينفي جوابه وتنهد زيد:ولا انتي ؟
لف بهاج يناظر شموخ اللي تهز راسها بالنفي
لفت تناظر بهاج وصد عنها يناظرهم
جلست حليمه وهي تمسح على كفوف منيره:الله يقومه بالسلامه
زيد:الله يسمع منك
حليمه:شلونك يا أبو سلطان ؟ كيف الباقين ؟
زيد هز راسه:كلاً في فلكه يا أم بهاج
حليمه سكتت وكمل زيد:عبدالله مبطي عنه ولده ما يكلمه ولا يزوره
حليمه عقدت حاجبينها:فهد ؟
زيد:من غيره ؟
حليمه عقدت حاجبينها:ليه وينه ؟
زيد:ما يدرون خرج من شقته القديمه هو وزوجته ولعد رد على اهله
اعتدل بوقوفه بهاج يسمعه وكمل زيد:الظاهر يوم سمعوا ان الشيبه ناويهم خافوا وانحاشوا
ابتسم بخفوت بهاج لان فهد ما ترك مجال لهم يمنعون ريوف عن جامعتها
حليمه:الله يصلح الحال
زيد:وعمر لا ليله ليل ولا نهاره نهار ، تغير ماهو هذاك الاولي به مرض ما يعلم به الا الله ، امي تداريه وتقرأ عليه لكنه ماهو الأولي
حليمه همست:ليه بناته ماهم عنده ؟
هز راسه بالنفي زيد وعقد حاجبينه بهاج ولف لامه اللي ناظرته وهمست:الله يشفيه
زيد:وانتي اخذتي ولدك ومعد سمعنا اخباركم
حليمه:كان لزوم يا أبو سلطان كان لزوم
نزل انظاره لجواله بهاج ولا لقي اي اتصال وخرج من الغرفه
دق على ابراهيم ينتظر رده ورد ابراهيم:هلا بهاج
بهاج:عسى ما ازعجتك بهالوقت ؟
ابراهيم:لا والله صاحي
بهاج:بغيت منك خدمه ابراهيم
ابراهيم:ابشر بي
بهاج:ابي تلقى لي مكان فهد ولد عمي شوف لو تسأل اصحابه اللي كانوا بالعمل معه
ابراهيم:له شهرين عنهم ما ظنتي يدرون
بهاج:ما يخالف جرب اسألهم انا كان ودي اسألهم لكن تعرف الصبح رحلتي مع سلطان
ابراهيم:اعرف اعرف الله يقومه بالسلامه ويطمنكم عليه
بهاج:ماقصرت
ابراهيم:ارد لك اكيد
هز راسه بهاج وقفل جواله وناظر رقمها اللي مسجل بجواله برقم غريب وقفل جواله يحطه بجيبه
-

انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن