٧١

118K 2.2K 362
                                    

ناظر عبدالله وزيد اللي يسألون عن حال سلطان ولو يدرون ان اللي متعور ومتأذي ومهدود حيله هو بهاج اللي جسده مستصح لكن روحه تنازع البقاء
وقف بهدوء وخرج من الدَكه ومشى يناظر حوض النياق الفارغ وتقدم لين وصل لأطراف سوره ومسكه بكفه وناظره
يذكر انها جاته مره وكان يفصل بينهم هالسور وحطت أياديهم على بعضها ولأول مره لمس ربيع الدنيا بيدينه لأول مره شاف الدنيا بعيونه ، عاش نشوة المنتصر فرحة الفايز مبشر الولد
يذكر كيف بدأ هالحب ينولد حول حوض النياق هذا يذكر كيف كانت تطل من خلفه بالجيّه له
التفت يناظر الملحق من بعيد يوم ضاع دربه كانت له دليل ويوم طاح وتاه كانت له عصا لكن الكلام وقف في حنجرته سكين لأول مره ثرثرته بالكلام الشاعري ماتفيده ، لأول مره يستحي يقول أسف لأول مره يحس إنه الغلطان لأنها وصلته يوم قطع مسافته عنها ، دقت عليه يوم سدّ اتصاله عنها لانها دورته يوم غير وجهاته عنها هو بيده ابتعد
رفع راسه يناظر السماء وهمس:اهخ يا ابوي اهخ ياسعود انا من يوم فارقتك وانا شاب راسي ، ليتك حيّ ليتك تدلني ليتك تسندني ليتني ارجع طفل ، انا جوفي ضامي من يبله ؟
لف يناظر الدَكه من بعيد ورجع يناظر الحوض الفارغ وطلع من جيبه دخانه وشغل سيقارته
'
حطت براسها على السرير بتعب ومسحت على شعرها ريوف:ما بتاكلين ؟
أنهار هزت راسها بالنفي وغمضت عيونها واخذت نفس ريوف وخرجت من الغرفه وناظرتهم:ماتبغى تاكل
نورا:خليها تنام وترتاح
جلست ريوف جنب فهد اللي بدأ ياكل وناظرهم عمر:مايصير ما تاكل
رفعت عيونها نورا من نطق وسكتوا يناظرونه وكمل بهدوء:ناديها خليها تجي
ريوف ابتسمت له تناظر اهتمامه ولفت تناظر نورا اللي تراقب عمر ووقفت ريوف ولفت نورا لعمر وشدت ذراعه تحط راسها على كتفه بهدوء
خرجت أنهار مع ريوف وناظرها عمر واشر على يمينه ومشت تجرّ خطوتها وجلست يمينه وسحب الصحن وقطع لها ونزلت دموعها وهي تشوف كفه يقطع لها ورفعت راسها تشوف نورا سانده راسها على ذراعه وانحنت على صدره تبكي بدون صوت
واخذ نفس فهد والتفت لريوف اللي تناظرهم وعاضه شفتها وبلل شفايفه وابتعد عن الصحن يناظرهم
كان الكل متهالك الكل بداخله صراعات وحروب لكن سكوت ، يمتنعون عن الكلام والشكوى هم ودهم يكونون حوالين بعض كل شخص يلمس طرق من جسد الآخر عشان يحسون بالدواء والأمان
قامت ريوف عن الأكل ولف فهد يناظرها ولف لهم ووقف يلحقها ودخل الغرفه:بنت !
غطت وجهها بكفوفها تبكي وتقدم لها وسحب الكرسي وجلس قدامها ونطق:ريف قلبي ، ريوف
بعدت كفوفها وناظرته:تشوف ؟ فهد تعبانين كلهم كلهم تعبانين مو راضي يتعدل الوضع
فهد:اي طيب لانه مو شوي اللي صار ، كم قعدتم بدون ابوكم بدون هاللمه ؟ ماهو وقت طويل ؟ ابوك وش صار له ؟ خرج من سحر ربي كفاه شرّه وصحته تعبانه أنهد حيله وأنهار تفارقت عن بهاج وهي كانت تبيه ويبيها ، ونورا كانت على وشك تتم خطبتها وصار كل ذا ، ماهو شي سهل ولا بيرجع بسرعه لكنه تحسّن ، ان ابوك قاعد معكم الحين هذا شي زين وانكم حوالين بعض أزين
ريوف:اخ فهد ما ادري اش بيصير اكثر ، ابويه مخطط يرجع جِده بيخلوني هنا لحالي
ضحك فهد:افا !
ريوف رجعت تبكي:ابغى اروح معهم
فهد تقدم وجلس جنبها وضحك:وانا ؟ والله ان سحبتي علي لاوريك ترا تلعنك الملائكه
ريوف ضحكت وسط دموعها ورفعت راسها تمسح عيونها:ما ادري بس ماودي اخليهم
فهد:اي زين روحي معهم واقعدي فتره وانا اجيك
ريوف:والله ؟
فهد:بس متى قال ابوك؟
ريوف رفعت كتوفها:ما اعرف بس ناوي
لفت له:وشفت انت سلطان وبهاج وانا ودي بعد كل هذا نرجع زي قبل
فهد:والله مدري عن بهاج وسلطان ومدري كيف تزين ، كلمت بهاج اول ماوصلنا وقال اذا وصل الرياض بيجيني بطلع معه واشوف وش العلم
ريوف:بتقوله ان أنهار حامل ؟
فهد:شدخلني اقوله اذا تبي تقوله هي تقوله
ريوف تنهدت:احس ودي انا اقوله فهد ، يعني بالنهايه ترا بهاج لازم يعرف
فهد:بيلونون ماعليك
ريوف:طيب ما حكيتني اشبه سلطان اش صار عليه؟
فهد:حادث كان في غيبوبه من شهور وسفّره بهاج ألمانيا يتعالج
ريوف انصدمت:اوميقاد منجد ؟
هز راسه فهد:اي والله وانا ماكنت ادري اقسم بالله مقهور ومحروق
ريوف:كل شي تغير مره وحده اف ياربي متى نرتاح
فهد:اسمعي ريوف
لفت عليه ونطق:تكفين جيبي لي صحن هنا جيعان ما اكلت ولا ودي اطلع لخواتك
ريوف:لك نفس تاكل فهد ؟
فهد:اذكري الله لا يصيبني شي من عينك ، جيعان ياخي مو ماكل شي
ريوف:باكل بعدين اجيب لك
فهد:يالنذله جيبي لي انا زوجك اسمعي الكلمه
ريوف:تخيل اقولك حاضر واخاف ؟ توكل بس
وقفت بتروح ومسك ذراعها:والله ياريوف زعل ياخي جيعان
ريوف فكت يدها وضحكت:بجيب بجيب لا تاكلني
مشت تخرج من الغرفه وناظرتهم ياكلون بهدوء واخذت صحن تحط فيه:بحط لفهد ياكل بالغرفه
عمر:ليه ما جا ياكل معنا ؟
ريوف:احسن البنات ياخذون راحتهم
سكت عمر واخذت الصحن ريوف ودخلت الغرفه
'
دخل بهاج عليهم وناظر زيد اللي سكت واخذ نفس بهاج وناظر سلطان:بمشي للرياض تبي تقعد ؟
سلطان:لا راجع معك
زيد:ليه؟ اقعد مع امك
سلطان:عندي موعد بالمستشفى وان قعدت عند امي دريت ما بتنام بتقعد عند راسي
زيد:وش قالوا عن رجلك ؟
سلطان:كل خير لا تشيل هم
رفع كفه سلطان وتقدم بهاج له ومسكه يساعده يجلس على الكرسي ووقف زيد يساعده وتألم سلطان لين جلس على الكرسي
ورفع راسه بهاج:لا تشيل هم
هز راسه زيد وخرج بهاج وسلطان معه لين سيارته وركبّه وركب سلطان وركب بهاج وحرك
اخذ نفس سلطان:خَلَت
لف بهاج يناظر المزرعه وشغل سيارته وهو يناظر بيوتهم وهمس:بلغني ان باعوا اهلك
سلطان:الشيبه طول عمره يجتهد عشان هالمزرعه وعشان ما تخلى من عياله والحين ماصدقوا يبيعون كل شي ويتركونها
حرك بهاج خارج من المزرعه ومشى لدرب الرياض
ولف لسلطان:انت بغير دكتورك ذا ما جاز لي ابطيت ما توقف
سلطان:مستعجل على وش ؟
بهاج:كيف مستعجل على وش قمّ وش تبي بالقعده
سلطان:مابي ارجع من جديد لنفس الألم خلها شوي شوي
بهاج:لا ماهو شوي شوي بغير الدكتور لين توقف على رجلك اصياخ داخل رجلك ان تعودت ماقمت
مارد سلطان عليه ولف يناظر الطريق واخذ نفس بهاج
التفت سلطان بعد مده:بغيت جوال
بهاج:ابشر ان وصلنا الرياض وامدانا
سلطان:كلمت فهد انت؟
بهاج؛اي قلت بقابلك ان وصلت
سلطان:وش قال ، البنات عنده ؟
هز راسه بهاج من نطق بالبنات وكمل سلطان:وش صار شفت عمر معهم
بهاج:تسألني انا عنهم ؟
سلطان اخذ نفس وصد عنه للطريق
ولف له بهاج:اذا وصلنا للرياض بنمر نشوف دكتور
سلطان:ياخي بهاج نفسيتي اقسم بالله خايسه قعدت بالمستشفى لين ريحته صارت كابوسي
بهاج:كيف بتقوم طيب ؟ بتقعد كذا لين متى ؟ شدّ سلطان لا تقعد كذا وانا اصلاً ماني مخليك تقعد كذا
كمل طريقه بهاج لين وصل للرياض وفتح جواله وهو يراقب الطريق:ابراهيم دلني على دكتور زين ان شاء الله نلاقيه
مارد سلطان ووقف عند المحل ولف له:تنزل والا اشتري لك واجيك ؟
سلطان:جوال ؟
هز راسه بهاج ودخل يده بجيبه سلطان ومسك كفه بهاج:بجيب لك انا اقعد الحين اجيك
نزل وهو يسمع سلطان يناديه ودخل المحل شرا له جوال ورقم وخرج وحطه بحضن سلطان وناظره سلطان:ليه تشتري انت ؟ خلاص خذ مني الجوال ماهو لي
بهاج:الا لك وابيه مني شتبي ؟ شدخلك ؟
سلطان:انت الوحده خلتك ناشف كذا ؟
بهاج مارد وكمل طريقه واخذ سلطان الجوال يشغله ووقف بهاج عند المستشفى ونزل
ونزّل سلطان بالكرسي ودخل المستشفى تناقشوا مع الدكتور وقرر يتنوّم سلطان ويبدأ علاج طبيعي من الصباح وحجز له غرفه بهاج وناظره ينسدح والممرضه عنده ولف عليه سلطان:ياخي اتق الله فيني
بهاج:لا تدلع اقعد ، بروح اجيب فهد ونجيك
سلطان:ياليل يابهاج
بهاج مارد عليه وخرج من المستشفى وركب يرسل لفهد انه جاي
'
منسدح يلعب بلاستيشن بغرفته وناظر ريوف اللي دخلت وتكلم وعينه على الشاشه:ريف قلبي
قفلت الباب ودخلت تفصخ سلبرها وتنسدح جنبه:ناموا
فهد:كلهم ؟
ريوف هزت راسها:قالوا بننام ما اعرف والله اذا بيقدرون ينامون والا لا بس ابويه نايم بالمجلس لوحده
فهد هز راسه وهو يلعب:بهاج بيجيني بعد شوي
ريوف عقدت حاجبينها:الحين ؟
فهد لف لها:اي
ريوف:سلطان معاه؟
فهد قفل البلاستيشن واخذ جواله:لا بيتنوم بالمستشفى يقول رجله ومدري وش
ريوف:يالله مسكين سلطان
وقف فهد يفصخ تيشيرته وناظرته ريوف:طيب ومتى ترجع ؟
فهد:والله مدري عني نامي انتي ماعليك فيني ان رجعت بنام على طول وان طولت نمت عند سلطان
ريوف:لا بليز فهد لا تنام برا
فهد لبس بلوفره وابتسم:ادمنتي النومه بحضني ؟
ريوف:في زباله بالمطبخ فاحت ريحتها خذها معاك
فهد ضحك وضربها على راسها:ناشفه
مسكت كفه اللي ضربته وناظرته:تجيب لي ايسكريم ؟
فهد ناظرها وهو ياخذ جواله وماسكه كفه:ليه ؟ زعلانه؟
هزت راسها له وانحنى يبوس خدها:لا انا اجيك اراضيك
ضحكت من مشى بيطلع:ما ابغاك ابغى ايسكريم
مارد عليها وخرج وقفل الباب خلفه ولحقته ولف من طلعت وهمست:فهد
لف وهو يلبس شوزه وتقدمت:بشوف بهاج انتظر
فهد:ليه ؟
ريوف:بتكلم معاه شويه انتظر بلبس عبايتي
فهد:لا تغثينه وتقولين ان أنهار حامل
ريوف:ما بقول والله بس بتكلم معاه
فهد:بسرعه
دخلت تلبس عبايتها ونزلت مع فهد وناظرت سيارة بهاج واقفه ولف بهاج ومن ناظرها رجع راسه لورا ولف فهد عليها:بجيب شاحني من سيارتي
تقدمت تفتح باب سيارة بهاج اليمين وتركب جنبه وابتسمت:كيفك بهاج؟
ابتسم لها بدون مايرد وهو يناظرها كم أخذ من عمره عشان يقدر يخلي ريوف تكمل جامعتها ؟ وكم انأخذ من عمره وأيامه وضحك من ريوف وسوالفها وكم مره شاركته مشاويره ومواقفها وشكاويها هو ماعاش القليل معهم كلهم ماهو بس مع أنهار وانه شافهم بعد كل هالشهور ماهو شي قليل
ناظرته ساكت وتنهدت بضيق:مو بخير ؟
بهاج اعتدل وناظر فهد قدامهم ورجع ناظرها:تخرجتي ؟
ابتسمت وهزت راسها وابتسم لها:حمدلله
ريوف:تمنيت تكون موجود بتخرجي
بهاج:نصيب
ريوف رفعت كفها تشد على ذراعه:بنتكلم مره ثانيه سوا نزلت الحين عشان اشوفك وحشتني
ابتسم لها وفتح الباب فهد:ماخلصت السواليف؟
ريوف ابتسمت لبهاج ولفت لفهد:طمني فهد
فهد:طيب
نزلت ودخلت العماره ولف فهد يناظرها لين غابت وركب جنب بهاج وابتسم يناظر السياره:حيّ ابو سعود
ابتسم بهاج له وناظره فهد:وش هالسياره ماشاء الله ؟ متى شريتها ؟
بهاج:من زمان
فهد:عطني اجربها بالله
ضحك بهاج وناظره:قل لا اله الا الله وخلنا نمسي
فهد:ياخي قوه قوه ماشاء الله
تلمس السياره وهو يتفقدها ووصل المستشفى بهاج ونزلوا
مشى فهد جنبه وناظر لبسه وشكله بهاج وابتسم
:هذا من صنع ريوف ؟
ابتسم فهد وضحك:بالله هذيك تخلي الواحد يعيش بكيفه ؟
بهاج حاوط كتوفه فهد يقربه منه:ماقصرت تدري ؟
فهد ابتسم:عشان وش ؟
بهاج:عشانك قعدت معها لين تخرجت
فهد:ماهو لين تخرجت بس بقعد معها عمري كله
لانت ملامح بهاج ونزل ذراعه وهو يمشي وناظره فهد وابتسم:مسكين مسكين من قد بلي بالغرام
ابتسم بخفوت بهاج ودخل فهد الغرفه وفتح ذراعينه:سلطان
ابتسم سلطان ومشى يحضنه فهد ودخل بهاج وقفل الباب وجلس
سلطان:وش جاك انت وش هاللبس ؟
فهد:الزمن وانا اخوك
سلطان ضحك:الزمن والا بنت الحجاز ؟
فهد ضحك وناظر رجله:انت متى بتطيب ؟
سلطان تنهد بضيق:اسكت عني
لف من تذكر:صح اسمع
لف فهد عليه وكمل سلطان وهو يفتح جواله:عطني رقم نورا
لف فهد على بهاج ورجع ناظر سلطان:منجدك؟
سلطان هز راسه:اي ، عطني
فهد طلع جواله من جيبه وتكى بهاج يناظر سلطان اللي يسجل الرقم ولف على فهد:كيف الوضع عندك؟
فهد قفل جواله وتنهد:والله ماش
بهاج:ليه ؟
فهد بلل شفايفه بربكه ورفع راسه لبهاج:بيروحون جده
سكت بهاج ولانت ملامحه ولف سلطان على فهد وكمل فهد:ابوهم استصح وبيرجع لبيته بجده ظنتي ماهو راضي عن اللي سوته جدتي جمعه وبياخد بناته معه حتى ريوف بتروح معهم فتره لين يتعدل وضعهم
نزل انظاره بهاج بهدوء ولف سلطان على بهاج اللي ساكت:ولد
ناظره بهاج وسأله سلطان:انت ما بتعدل وضعك؟
بهاج:كيف اعدله بالله عليك؟
سلطان:روح تكلم معها ياخي وش بتقعد كذا ؟
بهاج:انت عندك اعذارك تقدمها بس انا وش اعذاري ؟
فهد:بهاج تتوقع أنهار بتنتظر منك أعذار ؟ ياخي انتم اكبر من أسف وأعذار
تقدم بهاج يناظره:كانت تدق على رقمي الاول وانا ما ارد عليها ، كانت تحاول تعرف مكاني وانا ما ادلها ياخي انا اللي كنت اهرب عنها ، اقلها كان انا وديتهم لجده بعد السالفه لكنهم راحوا بدون احد حتى سلطان اللي كان معهم اختفى فجأه عنهم ، وش اقولها ؟ اقولها انا حمار وجبان وماقدرت ارد عليك ولا حتى اوادعك ؟
سلطان:لا ماتقول انا حمار وجبان ، تقول انك أنحديت لان الشيبه كان حيّ ولو انت حاولت مرتين وثلاث ورجعتها لذمتك بيوقف بطريقكم مرتين وثلاث ، عطها اسبابك يا آدمي البنت هاجه مع اهلها يكفي الشهور اللي مرت لا تخليها تجفاك
فهد:بهاج خذها مني ، لازم تشوفها
بهاج:لا تضغطون علي فيني اللي مكفيني اقسم بالله
سلطان نزل نظره لجواله ورجع ظهره لورا بهاج بضيق وغمض عيونه ولف فهد من نطق سلطان وهو يكلم:سلام عليكم
فتح عيونه بهاج وناظر سلطان يكلم
سلطان:نورا ؟
تأفف بهاج ووقف فهد:هذا صاحي ما يقول اطلعوا بكلم ؟
وقف بهاج مع فهد وخرجوا وسكت سلطان من نطقت نورا:نورا
سلطان نزل راسه ثواني:وشو تغير صوتي ؟
كانت تحرك قهوتها بالملعقه بالمطبخ لوحدها لين عرفت صوته وجمدت محلها وطاحت الملعقه من كفها
وبلع ريقه سلطان:كيف حالك؟
نورا سكتت وشدت على كوبها وخرجت للصاله وهمست:بخير
سلطان:بدوني ؟
نورا جلست وبلعت ريقها:بغيت شي ؟
سلطان:اي من قبل وانا أبيك ولين الحين لكن مادريتي عن اللي صار لي ؟
نورا:وش صار لك ؟
سلطان:كنت بغيبوبه ما فقت منها الا قبل شهرين
نورا لانت ملامحها بصدمه وكمل سلطان:ما تجاهلتك ولا صديت عن دربك ولا خنت وعدك أنا فعلاً كنت بغيبوبه
نورا همست:من ايش ؟
سلطان:صار لي حادث ما اذكره حتى بس محد كان حولي ، بهاج عرف متأخر وسفّرني للخارج واخذت فتره وفقت
شدت على الكوب نورا وهي تسمع صوته من زمن طويل ما سمعت صوته ولا عرفت اخباره من زمن طويل حطت اسئله عن اختفائه من زمن طويل غاب عنها وغابوا كلهم ونزلت عيونها للكوب ورمشت تطيح بقهوتها دموعها
سلطان:ادري يمكن حتى عذري هذا ما يسدّ اللي صار لك لكن امهليني عمر لين الله يجيب الكلام
نزلت راسها تبكي بدون صوت من سمعت جملته الأخيره اللي كان يرددها لها
وسكت من سكوتها ورفع راسه بتعب: توحشتك
‏قسم بالله ! كنّ الارض ما فيها دفى بعدك ولا بعدك لقيت اللي يوالفني ، أنا اسف ان الدنيا ماهي على كيفي واني ماكنت الضلوع اللي ترحب بك في كل ضيقه لك واني ماكنت شمسك عن براد حزنك ، والله يا نورا اني لأدفع ثمن كل ليله كنتي فيها لوحدك
مسحت دموعها ونزلت كوبها بدون تتكلم وتحس بالسكين تقطّع حلقها وكمل سلطان:انتي تعودتي السكوت دايم ؟
نورا هزت راسها وهي تبكي:ماعاد عندي طاقه للكلام للعتاب او حتى للزعل ، انا سألت كثير عنك وعن حالك وليش غبت وعشت اشياء كثيره ما عادت تسمح لي اتكلم ، مضغوطه من كل شي كل شي تغير علي ، انا مو نفس اللي تركتها يا سلطان مو نفسها ، خليتني لحالي فتره طويله تعورت فيها
سلطان:بعيد أحبك من جديد
رفعت راسها تاخذ نفسها وغمضت عيونها تسمع صوته:نورا انا طلعت من الموت ومن يوم صحيت وانا اقول ماودي اموت وانا ماعشت لو ليله معك ، ركضت وراك ودربك طويل مابي اطلع من الدنيا بعد هالركض بدونك
نورا بكت بدون صوت ورفعت يدها لعنقها وهي تحس بالضيق وكمل سلطان:ماودي اضغط عليك الحين وأسهرك لكن بنتكلم وبنتكلم قريب وان طلعت من المستشفى بجيك قبل ترجعون لجِده
رفعت راسها ومسحت دموعها:انت رجعت المستشفى؟
سلطان:اي اليوم رجعت
نورا:اشبك ؟
سلطان:عشان رجلي بس اموري زينه ماعليك
نورا:لوحدك؟
سلطان:لا بهاج وفهد عندي
نورا سكتت وكمل سلطان:تبين شي ؟
نورا:سلامتك
سلطان:تصبحين على خير
نورا:وانت من اهله
قفلت منه وناظرت جوالها وغمضت عيونها بتعب رجعت ظهرها لورا على الكنبه وانسدحت وهي تناظر السقف هي كم عاشت طول هذي الفتره ، كانت اقسى أيام حياتها وأبردها وأقساها وغمضت عيونها تبكي وتمسح دموعها
ولفت من انفتح باب المجلس وناظرت عمر يخرج وسجادته معه وبكت بدون صوت وهي تتأمله وميلت شفايفها وتقدم له وهمس:ليش سهرانه لوحدك ؟
ماردت عليه وهي تناظره وتقدم يقعد على ذراع الكنبه وهو يناظر دموعها ورفع كفه يمسح على شعرها وتقدمت تحط راسها على رجله ومسح على راسها عمر:بتنامين عندي ؟
نورا رفعت راسها تناظره وهزت راسها ووقف عمر:بصلي واجيك
نورا هزت راسها وفتح الباب عمر وخرج من البيت
'
ارسل لامه انه بينام عند سلطان ولف لفهد اللي جلس جنبه:بهاج
ناظره بهاج وتنهد:لا تفتح الموضوع ترا شعره وانفجر
فهد:ياخي ليه ليه استسلمت الحين ؟ ما انت تحديت امك وابوها والشيبه والكل عشانها والحين ليه ضعفت؟
بهاج:لاني غلطان
فهد:طيب اسمع جرب شوفها خذ مني العلم والله لتزين امورك ان شفتها
بهاج:ما اقدر يافهد انا لمحتها كم دقيقه ومت مكاني اقسم بالله انهد حيلي معد قدرت اوقف على رجليني ما اقوى تعاتبني والا تبكي قدامي
فهد:بتسامحك والله ادري ياخي هي فيها شي منك
بهاج:وش يعني ؟
فهد:يعني يعني شايلتك
بهاج:ماتعرف تسولف اقسم بالله قم عني
فهد:ياخي بهاج افهمها شفيك غبي الحين
بهاج:وش افهم انت وهلوساتك ذي
فهد:يعني أنهار صار لها شي جديد من يوم رحت انت
بهاج:وش صار؟
فهد بلع ريقه يتذكر تهديد ريوف وناظره بهاج ساكت:ولد
فهد:انت اهم شي لا تخليها تروح جِده وانت ما كلمتها
بهاج:ان قويت بروح بس والله مالي وجه
فهد:لا تقوى تقوى ، بتروح بهاج
بهاج تنهد وصد عن فهد وفهد ظل يناظره
كيف عاشت سبع شهور وأسابيع بدون وجهة أمانها ؟ بدون مفتاح الاطمئنان اللي تملكه ؟
أيقن انه عورها ولا له عذر باللي سواه ونشره بحياتها واللي سواه بصدرها واللي تركه بذاكرتها
عرف بعد ذاكرته اللي اخذته ان أنهار محد يلومها وانه يستاهل الوحده والخفوت والظلام اللي يعيشه هو يستاهل البرد اللي ملازم جسده هو يستاهل هواجيسه اللي تلازمه
'
دقت الباب وجاها صوت ريوف:ادخل
دخلت وناظرت فهد يلبس شوزه وريوف تسوي شعرها وناظرتها ريوف:اشبك نورا !
نورا:فهد فاضي ؟
فهد رفع راسه:ليه ؟
ريوف:طالع اش بغيتي ؟
نورا:فين رايح ؟
فهد وقف:بروح لسلطان
نورا:خذني معاك
لفت ريوف على فهد ورجعت ناظرت فهد اللي هز راسه بهدوء:طيب انتظرك
ريوف:اصبروا بجي معاكم انا كمان
مشت نورا واخذت عبايتها وخرجت معاهم ولفت ريوف:عقبال نجمع أنهار وبهاج
نورا:لحد يتدخل بين أنهار وبهاج ، بهاج راجع بدون اعذار وما كلف على نفسه يكلم أنهار لين الحين
فهد:لانه مو قادر يتكلم
نورا:لا تدافع عنه فهد تكفى
ريوف:اكيد بيكلم أنهار اكيد بهاج ما يكمل كذا بدون ما ترجع أنهار له
نورا هزت راسها وهمست:على خير
وقف عند المستشفى فهد ونزلوا ومشت نورا وفركت يدينها بتوتر ولف فهد لها:هذي غرفته بننتظرك هنا
مشت للباب اللي كان مفتوح ودقته وجاها صوت سلطان:تعال فهد
ماقدرت تحرك رجلينها من مشاعرها ورفع عيونه سلطان:ولد !
طلت ومن ناظرها جمد وجهه وهمس:نورا !
شافته على السرير وماقدرت ما تبكي رفعت كفها تغطي وجهها
وتقدم بظهره بضيق:نورا !
مد كفه:تعالي
هزت راسها بالنفي وهي تبكي وتنهد وناظرته نورا
:سألتني قبل لو اللي صار لبهاج صار لك كنت ببكي عليك زيه !
سكت سلطان وبكت نورا ترفع كتفها:بكيت اكثر
سلطان:الله يجعله فيني اقربي مني
نورا:كان ظني فيك انك خليتني زي اللي خلوني
سلطان:ما اخليك والله ما اخليك
نورا:ليش ماعرفت ؟ ليش ماجيتك وكنت عندك ؟ ليش كنت لحالي وانت لحالك ؟
سلطان:نصيب وهذا انا قدامك الحين بصحتي
نورا:لو صار لك شي اموت
بكت وتأفف سلطان يمسك رجله ويقدمها يحاول ينزل وتقدمت له:لا تقوم
سلطان:اقربي مني
تقدمت وجلست على الكرسي ولف عليها سلطان:لا تلومين نفسك عشنا اللي عشناه وقضى
نورا:سلطان كنت متعوره عشت شي اكبر مني عشان أنهار ماقدرت اعيش حزني ما كنت اقدر اتكلم وابكي نفس ماكنت معاك ، سلطان عشت وحيده بدونك تعبت وانهد حيلي
سلطان:اعذريني غصب عني
نورا هزت راسها بالنفي تنكر اعتذاره ومدت كفها تمسك كفه وهي تبكي
سلطان:كلميني
نورت شدت على كفه:سلطان لعد تخليني ، حاسه اني بنفجر كاتمه في صدري شي اثقل مني اكبر من تحملي ، ابغاك
اخذ نفس سلطان ينزل رجله على الارض وعقد حاجبينه بألم لين وقف وشدها من كفها توقف معه وعضت شفتها تتقدم له وحضنها وغمض عيونه يهمس:تعبت انتظره حلال ماودي اخطي بك
غمضت عيونه تبكي وتشد عليه:لا تتركني سلطان تكفى
سلطان:ما اخليك وافرش لك صدري وطن وأجمع من ضلوعي شعوب وأرقى لك مكانه محدٍ قدر يرقى لها وأرجع أحبك من أول وتالي ، انتي الصعب وانا الشجاع اللي يحب الصعب
نورا غمضت عيونها تبكي بصدره كانت ظنونها له عوجا وظنت انه تركها وخلاها لكنه كان بين الحياه والموت على طارف وماخلاها
رفعت ذراعينها لظهره شعورها مرتاح بعد ما عربت ان سلطان كان عند وعده وعذره أقوى من وجعها بدونه وهمست:أحُبَك
عقد حجاجه يسمعها وهمس:أحّه ماظنيت ان سمعتها بتصيبني دوخه
ابتعدت عنه تناظره وابتسم:وأنا أحبك وانتي تدرين ولا تعبت وكفيت عن حبك
ابتسمت له وسط دموعها ورفع كفه يمسح دموعها:زرت عشر دكاتره عشان يخلوني اوقف على رجلي وما قومني على حيلي غير اكبر عناقيد البنات
ضحكت تصد بوجهها وابتسم من ضحكت
ولفت عليه:بتجيني ؟
سلطان:وين ؟
نورا:راجعين جِده بكره
سلطان سكت ثواني وهز راسه:اجيك
ابتسمت له وعضت شفتها:اجلس لا تتعب
سلطان:مامن تعب
نورا:طيب برجع انا جيت مع فهد وريوف وينتظروني برا
هز راسه لها وشدت على كفه تناظره:انتبه لنفسك
سلطان:بجيك نورا
ابتسمت لأنه يطمنها وهزت راسها وخرجت وجلس بتعب ومسك رجله بألم:اهخ
ناظر رجله اللي ترجف من الألم ومسك صدره وضحك وسط ألمه وهمس:تحبني
-
ركبت بمقعدها ونزلت نظراتها لبطنها اللي كبر وصار واضح نفس وضوح حزنها بعيونها ولفت من تقدم عمر يوسع حزامها ويربطه لها ورفع عيونه لها وابتسمت له بإمتنان
ونزل كفه لكفها وشد عليها بدون يتكلم ولف يناظر نورا وريوف خلفهم بمقاعدهم واخذ نفس يستعد للإقلاع هو راح بدون توديع لأمه وناوي الهجره والعوده للمكان اللي كان فيه بخير وحياته كامله وما يعيش الا أيام لطيفه بتكون اجمل ذكرياته بنهاية حياته
استقرت الطياره بالجو ولف لأنهار اللي تناظر الغيوم من شباكها وشد على كفها ولفت له تناظره وابتسم
:ما تكلمنا كثير
أنهار هزت راسها بهدوء والتفت بجسمه عمر وناظرها ونزل انظاره لبطنها ورجع يراقب عيونها:وش صار بغيابي ؟
صدت عنه من حست بضعفها بكسرها وكأنه خدش جرحها اللي تحاول فيه يلتأم ولفت تناظره وهزت راسها بالنفي:كل شي يعور
عمر:بهاج قدر ياخذ مكاني ؟
عضت شفتها من جاب طاري بهاج ونزلت راسها لكفه وشدت عليه وهي تحس بالرجفه وناظرته:لو كنت بوقتها بدونه كنت بكون اسوأ
عمر:يعني وجوده كان زين لك
أنهار:كان لي ولخواتي
عمر:كان ؟
أنهار:اول ما وقف بوجهنا ابوك وطلب ان بهاج يطلقني ، انهرت صح بس يوم خرجت من المكان ومن المزرعه كان داخلي أمان ان مو هذي النهايه ؟ بهاج ما يخليني حتى لو أنحدينا كان فيني أمل نفس الأمل اللي تأملته برجعتك وانت هنا معانا الحين راجعين لجِده بيتنا
عمر:والحين باقي عندك أمل فيه ؟
هزت راسها بالنفي بتكرار:من يوم عرفت اني حامل لانه لو رجع او سأل بيكون عشاني حامل مو عشاني انا
عمر سكت واخذت نفس تهدي نفسها وشد على كفها:تدرين اني مبسوط انك قدرتي تتكلمين معي ؟ توقعت ان محد بيقدر يرجع يتكلم معي كذا منكم ، بهدوء بدون خوف وبراحه
أنهار ناظرته وكمل عمر:قبل كم يوم نورا صارحتني انها اكثر شخص بكى علي بدون محد يشوفها واكثر شخص تعبت من قرارات اخذتها بوقت مالي حيله فيه
نزلت دموع انهار تناظره وكمل عمر:وانتي الحين تتكلمين معي عن اختيار ماكان يرضيني وكنت احارب عشان ما تختارينه
أنهار صدت من جاب طاري بهاج وهي تحس ان الغصه بتشق حنجرتها
عمر:كنتي تعرفين من قبل اني ادعم اي اختيار تختارونه واعطيكم سلبياته واتركّم انتم تجربونه بنصيحتي انا ، لكن أنهار يوم انا كنت اصرفه عن طريقك هذا الشي الوحيد اللي كان يخرج بإرادتي
لفت له وعقدت حجاجها وكمل عمر:كنت احسه يسد مكاني عندك ، كنت احسه بياخذ مكان كبير عندك كنت اعرف وش تحتاجين وادري ان كل اللي تحتاجينه ببهاج وهذا خوفي
أنهار مليت راسها تناظره:كنت مبسوطه معاه
عمر:والحين ؟
أنهار:متعوره لاني مو معاه
سكت عمر واخذت نفس أنهار:مافكرت بولاشي جاي  خايفه افكر خايفه ، يخطر ببالي اللي ببطني ، خايفه انه ما يحاول
بكت ولفت تناظره وناظرها عمر:انتي باقي تتأملين يا أنهار ، تنتظرينه
هزت راسها وهي تبكي وهمست:مو قادره
تقدمت له تحضنه وبكت وحضنها واخذ نفس بهدوء يمسح عليها
'
وقف سيارته ودخل البيت ورمى مفتاحه بقهر على الكنبه ورفع راسه بتعب هو وصل لين المطار وصل لين البوابه ورجع
رجع وماقدر يروح لها يردها ومعها ابوها ولا معه اعذار لها
جلس واخذ نفس يهدي نفسه ويغمض عيونه ولف من انفتح الباب ودخلت حليمه وهي تتكلم:ياحبيبي يا ابراهيم ماقصرت ياولدي
لف من سمع اسم ابراهيم ووقف وناظرته حلميه ودخل ابراهيم وهو معه اكياس وابتسم:ابو سعود
ابتسم بهدوء بهاج:ارحب
حليمه ابتسمت:رحت مع اريج وابراهيم محل عجبني عجبني يابهاج واخذت اغراض للبيت
تقدم بهاج وابتسم وسلم على ابراهيم:ماقصرت
ابراهيم:هذي الغاليه وابد بخدمتها تبشر
ابتسمت حليمه:الله يوفقك ياحبيبي الله يوفقك
لف من تقدم مهنّا يركض لإبراهيم ونطق إبراهيم:وش نزلك من السياره ؟
ابتسمت حليمه وابتسم بهاج يناظر مهنّا متمسك برجل ابراهيم وانحنى له وهو مبتسم ومد كفه:سلّم
مد يده مهنّا على بهاج وسأله بهاج:شلونك ؟
مهنّا ابتسم بحيّا ونطق ابراهيم:رد على عمك
مهنّا:حمدلله
ضحك بخفوت بهاج:كبرت والله ماشاء الله يامهنّا
لانت ملامح حليمه وهي تناظر بهاج جالس على رجوله ويكلم مهنّا وبعيونه شوق بعيونه حنان بعيونه أبوَّه بعيونه حلم
تقدم بهاج وسلم على خده ووقف وناظر ابراهيم:الله يبلغك فيه
ابراهيم:عقبالك
هز راسه بهدوء بهاج ولف ابراهيم لحليمه:استأذن انا
حليمه:بحفظ الله ماقصرتم يا أمي انت
خرج ابراهيم مع مهنّا ولفت حليمه تناظر بهاج واقف:ليه مهدود حيلك كذا ؟
لف بهاج يناظرها ثواني ومشى يجلس بالصاله ولارد
تقدمت له وفصخت عبايتها ورجع راسه لورا يناظر السقف ومشت وجلست جنبه وناظرته:صار شي ؟
بهاج لف لها:سافروا
حليمه سكتت وكمل بهاج:بنت الحجاز ردت للحجاز
صد يناظر السقف وعقدت حاجبينها حليمه وهمست:شفتها ؟
هز راسه بالنفي ولفت عنه حليمه:وبتروح للحجاز؟
بهاج:مامعي شي اروح به ، مامعي الا اعذار أقبح من ذنوبي
حليمه ناظرته:يمكن تسامحك بدون اعذار !
بهاج ابتسم وجلس بإعتدال:بنت الحجاز النرجسيه يكسيها الغرور هي تستحق الاعتذار والترجي لانها غاليه وما تطيح عينها الا على الغالي ، ظنك الحب يغلب نرجسيتها ؟
حليمه:جرب شوفها
هز راسه يصد وكمل بهاج:من صعوبة الموضوع رجعت من المطار بدون ما اقول لا تروحين
لفت له:رحت المطار ؟
هز راسه بهاج وناظرته حليمه:تبيها ؟
بهاج:معرف شي بهالدنيا غير اني ابيها
سكتت تتأمل عيونه وهمست:أنهار حامل
جمدت ملامح وجهه واعتدل يناظر امه بعدم تصديق وتمكن منه السكوت من صدمته من ذهوله من آخر توقعاته
وطال السكوت لين نطقت حليمه:حامل وباقي لها شوي وتولد
مسك ذراعها بصدمه ورجفت كفوفه:كيف عرفتي ؟ ومتى ؟ من قالك؟ وليه ما علمتيني ؟
حليمه:محد علمني انا شفت بعيني بعزاء الشيبه هي قدرت تخبيه لكني اعرف اعرف الحامل من وجهها ، وماعلمتك لأني ماشفتك وتوقعت انك بتروح لها بعد ما تقابلتم بالعزاء
صد ومسك راسه ويدينه ترجف وناظرته حليمه ومسحت على كتوفه
رفع راسه يناظر الفراغ وهز راسه بالنفي بعدم تصديق ، حامل ؟ حلم حياته اللي ركض وراه طول عمره واخذ من صحته ووقته وجهده عشان يتحقق عاشته انهار بدونه ، بدونه بسبب انساحبه بسبب استسلامه
يمكن كانت بمكالمه من مكالماتها بتبلغه بتقوله وتبشره بإن الحلم طال وتحقق
رجع ظهره بقهر بحسافه كيف فرط ولارد كيف ؟ هي يحلف داخله لو جاه خبر وبوسط كل المشاكل وكل تهديد ردّه له كان ترك كل شي وركض لها وباع ماضيّه وحاضره لأجل يحضن حلمه بين يدينه ، يحضن سعود
لف لأمه وبعيونه ضياع حزن همّ وميل راسه يناظرها:وش اسوي ؟ دليني
تنهدت بهدوء ورفعت كتفها:تروح لها
ظل يناظر امه وكملت حليمه:فيها ولد الحين فيها حفيدي
لمعت عيونه من نطقت بحفيدي ورجفت يدينه ووقف على رجوله هو يحلف انه ما يدري كيف مشى لين الغرفه ودخلها واختلى فيها لكنه دخل وغمض عيونه على رنين جواله
فزّ وطلعه من جيبه ورد:سلطان تدري ؟
سلطان عقد حاجبينه:وش جاك علم ؟ من علمك ؟
بهاج:امي قالت لي قبل شوي
سلطان:وش بتسوي ؟ بتروح تعزي ؟
عقد حاجبينه بهاج:اعزي من ؟
سلطان:اجل عن وش تتكلم؟
بهاج:وش صاير ؟
سلطان:جدتي جمعه عطتك عمرها
سكت بصدمه هو مرّ أسبوع على موت ردّه ولحقته جمعه بعد أسبوع
ورفع راسه من دخلت حليمه وجهها مسوّد بتبلغه وناظرها وهو يكلم سلطان وهز راسه انه يعرف

انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن