مِـن خِـلـال نَـافِـذَتــيْـن

375 28 297
                                    

الطقس يحمل ذاك البرد المُصاحب لهطول الأمطار ، نسماته متشبعة بقطرات الماء ، كُنت جالسة قبالة شرفة منزلي ذات الباب المغلق حيث البرد لم أحتمله مع إصابتي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



الطقس يحمل ذاك البرد المُصاحب لهطول الأمطار ، نسماته متشبعة بقطرات الماء ، كُنت جالسة قبالة شرفة منزلي ذات الباب المغلق حيث البرد لم أحتمله مع إصابتي .. وقد خرجت من المشفى قبل يومين حيث مكثت بها أُسبوعين بالتمام .. في هذين الأُسبوعين آتى جينو لزيارتي مرتين فحسب .. عذرته فبالتأكيد هو سيبتعد فجينو من الأشخاص الذين يُلاحقون كلمتهم!

من اصطحبني كان يونغبو وفي مركبته عُدت واعتذرت منه وقد قبل اعتذاري على مضض ، أي أنه لا يزال مُستاء مني .. سأُكلمه مرة أُخرى لكن بعد بضع أيام ،  على أية حال في منزلي ترعاني نيكولا رغم رفضي التام لبقائها معي ، فلا يزال كلام والدة جينو يرتطم بكل زوايا عقلي .. وكأنه يدور بساحة لا تملك أبواباً كي يخرج منها!

إن كانت هذه المرأة تأخذ هذه الفكرة عني فلا أستبعد أن يكون من أشباهها الكثير حولي لذلك أنا الآن أرفض أي مُساعدة أو يد عون سيقوم أحدهم بتقديمها لي.

في المشفى لم أكن على دراية بمظهري لكنني بالمصادفة نظرت للمرآة ووجدت إنعكاسي الرث ثم اكتشفت أنهم قاموا بحلق بقعة برأسي كي يستطيعوا خياطة الجرح به ، بكيت بجنون ، وهذا البكاء بدا وكأنه بفعل التراكمات!

في هذه اللحظات أنا شاردة الذهن ، وذهني جال مشغل جينو .. تخيلت أنني في إحدى لوحاته ، بمظهر فاتن يضع لوحتي على الحائط ، ابتسمت لتخيلاتي وأردتها أن تصبح حقيقة  "يا لهُ من محظوظ!" حركت نيكولا مقعد وجلست بجانبي واتسعت ابتسامتي أكثر  "نيكولا ، هل أبدو مختلة؟" قهقهت تضرب مسند الذراع الخاص بالكرسي خاصتي لتلفت إنتباهي  "بل هائمة." اقتربت مني بفضول "من يكون؟ لكن إن كان ذاك المُتزوج فلا تُخبريني!"

بقي بصري على الشرفة حيث لا أستطيع تحريك رقبتي براحة ، تذكرت كيف هو علم عني ، وكيف كان أول من سألني حالي وكم بدا هذا غريباً لي ، شككت أمراً وحتى أقطع يقيني به عليّ مُقابلة أي أحد من رجال جيفري وبالطبع ليس هو ، فضولي وحُرقتي يكمن بمعرفة من يكون مُفتعل الأسى بي ولما!

قَـوسُ قُــزَحٍ أســودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن