اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أحياناً بل كثيراً ألتفت خلفي ، لما مررت به سابقاً ، تجول ذهني مقتطفات من حياتي أذكرها وبعضها مُبهم {هل حدث لي كُل هذا حقاً؟} سؤال أخرج منه ويخرج مني ، تخطيت الماضي والحُزن ، وليتأكد الإنسان أنه تخطى حُزنه عليه الشعور بالعادّية حين تذكره!
تخطي الحُزن رغم إستمرار عواقبه! تمنيت دائماً الوقوف على علو شرفة حياتي كي أرى كمّ عدد البقع الخضراء بها ، وحين تحققت أُمنيتي وجدت حياتي كُلها خضراء.. أي أنني سعيدة بلا أي مُجاملة!
لكن.. كُنت معمية البصر والبصيرة عن رقعة بحافة حياتي تختبئ سوداء داكنة تتزين لعيناي بمسمى سامي ألا وهو الضمير الحي إتجاهه.!
أختفي أسفل سترة بذلة جينو ، أحتضن وسطه في رحلة تسلل الراحة منه إلي ، أطرافه العلوية تضمّني وتلف حولي السترة كذلك ، لا زلنا أمام المقبرة حيث خرجت للشارع الذي تقع به أنتظره ولم يتأخر عليّ وما إن ترجل من سيارته منحني هذا الحُضن "إمرأتيالعطوفة" نبس بنبرة لطيفة وابتسمت ثم رفعت ذقني أنظر له بإبتسامة مُشرقة "لديرغبةبخوضمحادثةطويلةوعشوائيةمعكحتىتتعبأفواهنا!" رفع حاجباه بملامح مستغربة ومُرحبة برغبتي ليهزّ رأسه بإبتسامة "حسناً .. بشرطأنننسجمبالكلامحتىنغدوروحاًواحدةبجسدين .. أتقبلين؟" همهمت بحماس.
سعيدة أنني سأحظى معه بمحادثة عميقة ، أن نفتح دواخلنا لبعض دون غطاء ، أفكارنا وعقليتنا .. فلسفتنا الحياتية.
وجهتنا كانت لمقهى هادئ ، وهدوءه المُستحب يكمن بوجود عازف بيانو في زاوية المكان يمنح مسامعنا مقطوعات من عازفين مشهورين .. كمّ أحببت ذلك.
وكما أُحب .. وكما إعتدت الجلوس بالمقهى سيكون بلا معنى لو لم يكن بجانب النافذة ، فمثلاً أين سأهرب من عقلي أو كيف سأُعيد فكرتي لعقلي إن لم ألقي ببصري من نافذته المُطلة على النهر من إرتفاع رائع لا يزعزع النفس بالرهبة!