عودتي له ومكوثي بمنزله لم يجعلني أستشعر الحرج أو غيره ، بدا وكأنني عُدت لمكاني الأصلي وهو كذلك! رغم تلهُفي له إلا أنني لم أُمارس أياً من الحيل كي يستيقظ ، خرجتُ من الفراش نحو الحمّام الداخلي والآن فحسب انتبهت بأنني أرتدي أحد قُمصانه المنزلية بلونٍ أبيض .. ابتسمت وقمُت بروتيني الصباحي ثم خرجت من الغرفة ، أعددت من أجلي كوب قهوة وجلست بالشُرفة أستمتع بالطقس الصباحي رغم برودة الهواء لكن زقزقة الطيور النشطة تُمّتعني .. أخذت شهيقاً عميقاً وزفرته، غلفت الكوب بكلتا يداي امتص الدفئ منه ثم ارتشفت منه القليل..
وفجأة وبلا سابق إنذار انفصلت عن الكرسي واستقمت عُنوة بفعل قبضة يد غليظة تلقفت عُنقي بلمح البصر ، سبق وسقط الكوب من يدي وتحطم ليتناثر الزجاج والسائل أرضاً.. شهقتي تنافست بعلوها مع صوت التحطم ذاك ، ومن ذات موقع القبضة دفعني ليرتطم ظهري بسور الشرفة مما جعل من رأسي يرتفع ليقابل مُكفهر الملامح "كيف لكِ أن تُعامليني هكذا؟" تصلب جسدي خوفاً فصراخه مرتفع وعيناي تحملق به مُرتعشتان .. أمسكت رسغه بكلتا يداي ليضيف قبل أن أفوه بكلمة بينما يضرب ظهري بالسور بتكرار "ليست هذه التصرفات التي أرجوها منكِ!! سيكون عقابك مؤلماً إن كررتِ هروبك هذا." هو بالطبع رأى ذعري مما فعل فعيناي مُتصلة بعيناه بجزع "حذاري أن تُعيديها يا غيم!!" حاولت تحريك عُنقي كي أُبعد عيناي عنه فهو مُخيف "جينو..." تمتمت بإهتزاز نبرتي وقاطعني حيث سحبني له يرميني على صدره بفظاظة بذراعين تُطوقني بلهفة كبيرة "اشتقتك كثيراً .. سلبتيني صوابي بغيابك!" اكتست نبرته اللين وفمه وضعه على قمة رأسي مُستشعرة سخونة تنهيداته عليه ، كف يده ذات الذراع المحيطة كتفاي تصنع إنقباضات قوية على عضدي وكأنه يتحقق بأنيّ لستُ خيالاً! ثم أبعدني قليلاً عنه ليبصر وجهي ، كشرت ملامحه عاقداً حاجبيه وفهمت بعدما قبّل عيناي أن تعابيره هذه سببها إنتفاخهم أما عني فلا زلتُ غير مستوعبة إنفعاله معي بدايةً..
كوّر وجنتاي بين يداه ووضع جبهته على خاصتي "إشتقتُ لكِ ، كُنتُ أُحارب الوقت حتى يأتيني باللحظة التي سأراكِ بها.. غيمتي." رفعت كفوفي وأحطت فكّه بهما "ذاته الشوق أعادني إليك." كرر عناقه لي يمسح على مؤخرة رأسي ، بقينا على إحتضان بعضنا حيث لم أمنع نفسي من إحاقة ذراعاي الحُرة حول وسطه ، إلتصاق جسدينا بهذا الشكل كان مليء بالعاطفة.
أنت تقرأ
قَـوسُ قُــزَحٍ أســود
Romance☁︎︎الجزء الثاني من رواية نَـحْـيـب☁︎︎ في حين هي لا زالت تحارب ماضٍ مرير ، هو راهن عليها بحياته. - غيم ، سأكون أنا وأنتِ من أجلك.