كَـسْـرُ حَـاجِـز

486 24 117
                                    

أولجت لغرفة النوم بإبتسامة واسعة ، الضوء يتسلل من الجدار الزجاجي الذي لا تغطيه ستائر ، هذا الضوء يسقط على ظهر جينو العاري حيث ينام على بطنه وذراعه ملقية فوق جسدٍ صغير، يضمّها له ، إنها طفلتنا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أولجت لغرفة النوم بإبتسامة واسعة ، الضوء يتسلل من الجدار الزجاجي الذي لا تغطيه ستائر ، هذا الضوء يسقط على ظهر جينو العاري حيث ينام على بطنه وذراعه ملقية فوق جسدٍ صغير، يضمّها له ، إنها طفلتنا...

فتحت عيناي بخمول ليعانق بصري الضبابي السقف ، قلبي ينبض بسرعة ، فمي ترتسم عليه إبتسامة وها قد أحسست بدمعتي تخرّ ، نهضت جالسة ثم تمعنت الوسادة أستذكر الحُلم ، أزحت جسدي للجانب وبزغت جينو من عقلي كيفما كان بهذا الحلم ثم طفلتنا التي لم أرى ملامحها .. تخيلت بأن هذا حقاً واقع ، نمت على جانبي قُربهما وبعدها مددت يدي ورحت أربت فوق ظهر إبنتي وكأنني ألتمسها حقاً! ابتسمت "أهذا هو الشعور حين تكوّن عائلة؟" تمتمت دون زوال إبتسامتي "أهذا ما سأحرمك منه جينو؟.. كمّ أنا لئيمة مقابل لطفك معي" فلا أستطيع إنكار بأن الحلم كان جميلاً .. فهو كذلك.. إلتمس قلبي عميقاً ، الشعور كان طيب جداً لدرجة أنيّ أرغب بإستمرار تكراره بدماغي دون توقف وأتعمق به ، الطريقة التي كان نائم بها جينو وطريقته بإحتضان إبنتنا النائمة..

ابتسمت فهي كانت قصيرة وكأنها ورثت قصر قامتها مني! في هذا الحُلم كان واضح وبشدة بأننا منبسطين الأسارير ومُرتاحين جداً ، التفكير بالحلم أخذني لعمق عقلي أسبح به برفقة عائلتي الصغيرة.. الخيالية! وجفلت لسماع صوت رنين هاتفي.. نهضت وتلاشوا من بزغتهم من ذاكرتي على السرير كالسراب ، مسحت على وجهي قبل الرد على الهاتف حيث هي يون-إن ، بالمناسبة وصلنا باريس البارحة في تمام الساعة الثانية عشر منتصف الليل تقريباً، حيث استغرقت الرحلة قرابة الأربعة عشر ساعة ، مجرد وصولي اتصلت على جينو وأعلمته بأنني وصلت تحدثنا قليلاً كما أعرف بأنه ليس راضٍ عن سفري وحاولت مراضاته ثم أخذني النوم..

"صباح الخير"
سمعت نبرتها الناعمة ورددت عليها ثم قالت:
"فلتكوني ببهو الفندق تمام العاشرة غيم"
فجميعنا نقطن بذات الفندق كُلن لديه غرفته الخاصة، ومن الجميل جداً أن نافذة غرفتي تُمكنني رؤية برج إيفل من خلالها رغم أنه بعيد نسبياً، نظرت للساعة على منضدة السرير ووجدتها تشير للتاسعة وعشرون دقيقة ، نهضت واقفة لأقول:
"حسناً.. لن أتأخر."

قَـوسُ قُــزَحٍ أســودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن