عَـبَــقُـه

271 27 204
                                    

 أيـار _  مايو/ ٢٠٢٢

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أيـار _  مايو/ ٢٠٢٢

الحياة عملية بسيطة ،  يكمن هدفها بالإستمتاع وفق الحدود التي لا تُرديك فاقداً لِنفسك ،  وجدت إن الوسطية والإعتدال هي نهج يجب إتباعه بكامل ثنايا معيشتنا،  حتى بالتنفس فأيضاً المُبالغة بأخذ الشهيق أو نفث الزفير سيرديك تُعاني ،  ألا تُسلط العيون عليك بقوة وألا تشعر بأن الجميع يسير مِن خلالك كأنك العدم!

مُفاجآت الحياة موجودة وتأتي في أوقات لا نتوقعها وربما في لحظةِ إخفاض دِفاعاتنا، وبدلاً من رسم عُقدة بين حاجبينا ونجلس مُكتّفين ننتحب على هذه المُفاجأة.. علينا النظر لها بأنها إختبار الحياة لنا ،  تختبرنا بِماذا استفدنا مِن معيشتنا بها وما الدروس التي تعلمنا مِنها .. وهذا ما كُنت أجهله سابقاً.

الوقت الأن في أوج المساء ،  إنتهيت من عملي .. فلقد بدأت العمل بشركة  للمُجوهرات كموظفة تسويق .. بحقيقة الأمر وجدت هذا العمل بِشق الأنفس حيث لمدة شهرٍ كامل وأنا أبحث عن عمل مع إصراري بأن يكون هذا العمل بتخصصي ، وجدته مُمتع يكفي بأنيّ أُحب ما أفعل.

لم أرغب بالتوجه لمنزلي لذلك ابتعت الطعام وتوجهت لِمشغل الرسم الخاص بجينو  "مُـفـاجـأة..." صِحت بصوتٍ مُرتفع مع دخولي المشغل رافعة كِلتا ذراعاي الحاملة للأكياس ،  إبتسامة واسعة شغلت ثغره يُبسط ذراعيه جانب جسده مُقترباً مني "أجمل مُفاجأة.." أعطيته ما أحمل "لم تتناول طعامك صحيح؟ لِما مشاريعك تُنسيك ذاتك لا أدري!" جال بصري مشغله ورأيت تراكم اللوحات هُنا وهُناك "شكراً لكِ .. بقدومك عادت شهيتي.." نقلت إنتباهي عليه وقد جلس على كُرسي أمامه طاولة واستدعاني للجلوس على الكُرسي الآخر.

"لم أُقاطع حبل وصلك ولوحتك!" قضم مِن شطيرة اللحم ثم حرك رأسه نافياً "بل إلهامي آتى لي على قدميه!" ما زلت أُهمل كلامه الغير هام بالنسبة لي ، فمع عودتي لِهُنا لم أستطع إعادته كغريب مع كُل ما قدمه ومن الخسيس فِعل هذا! ثم هُناك مقولة للفيلسوف نيتشه [أكره من يسرق مني وحدتي دون أن يُقدم لي رِفقةً حقيقية.] وجينو فعل كما لم يفعل أحدٌ مثله ، أعني بذلك تقديمه لي الرفقة الحقيقية .. ثم أنا أسير على أن سعادتي سأحصل عليها من الإمتنان.. وأنا مُمتنة له.

قَـوسُ قُــزَحٍ أســودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن