مضى على عودتنا من السفر يومٍ ونصف فحسب ، كُنت أعلم أن بمجرد عودتنا لن أستطع رؤية جينو كثيراً حيث عاد لزخم العمل .. فهو الآن عليه التركيز على اللوحات والرسم من أجل معرضه .. رغم أنه باقي له بضع شهور وأدعو أن تكون كافية له لجمع الافكار والرسم والتخطيط وغيره .. مُتحمسة جداً لحضوره فهذه أول مرة سأحضر أحد معارضه..
رنّ جرس المنزل ورفعت حاجباي وعيناي ارتموا على الباب بدهشة .. تركت ما بيدي حيث أقوم بتنظيف المنزل .. وهرعت لفتحه بينما أُهندم نفسي بإبتسامة واسعة "جينـ..." شهقة مختنقة فرّت من فمي حينما استقبلتني يد قبضت على عُنقي ودفعتني للداخل ، عيناي جاحظة بفزع وقد رماني على الجدار تحديداً على المرآة بقوة حيث ارتطم ظهري بها وقد تهاوت أرضاً مُتحطمة بعدما قام بتأصيد الباب ، لم أكن ساكنة بينما يفعل بل أُحاول فك نفسي من قبضته.. هو يخنقني بنية القتل.
"جيفري!!" نبست إسمه بإختناق وحاجباي معقودان .. رصّ جسدي بجسده وهمس بخشونة تحمل غيظاً غير مُكترث بتاتاً بالزجاج ولا بمنازعتي لمحاولة التنفس "تشوقت لهذه اللحظة جداً" لسانه ثقيل ورائحته غريبة لأُدرك أنه مخمور تماماً .. انقطع عني الهواء تماماً ومُتأكدة بأن وجهي تضخم بحُمرته حيث أنا أُصارع لألتقط شهيقاً واحد! يده الثانية غلف بها فمي وأنفي.. هو يحاول قتلي بأسرع وقت! يديّ رحت أدفع بهما صدره لكنه قيد إحداهما بقبضته التي كانت على فمي يُثبتها على الحائط "أنت تخنقني." هزّ رأسه بإبتسامة على ما قُلت وكأنه يقول لي 'بالطبع أنا أعرف.'!
عيناي الهائبة بعيناه الخملة والتي لا يُخفى عليّ بها السخط المُروع .. أنفض جسدي بفاهٍ مفتوح لعلِ أتنفس ودموع حاجتي للهواء فرّت من أعيُني ثم أطلق زفيراً صاخباً "كم مرّة أغضبتيني بالرحلة؟" خفف قبضته وتجرعت الهواء بلهفة .. صوت شهيقي وزفيري صاخب جداً كما ارتفاع قفصي الصدري.. ضرب معصمي بالجدار "لحظاتك الحميمية معه تنخر عقلي كالسم." صرّ على أسنانه وبنفسي كُنت مصدومة مما يقوله "ما من شيء يجعل لحظاتي برفقة أخاك تؤثر عليك بسلبية!!" صرخت به بتقطع حيث لا أزال أستعيد الهواء لرئتاي..
أنت تقرأ
قَـوسُ قُــزَحٍ أســود
Romance☁︎︎الجزء الثاني من رواية نَـحْـيـب☁︎︎ في حين هي لا زالت تحارب ماضٍ مرير ، هو راهن عليها بحياته. - غيم ، سأكون أنا وأنتِ من أجلك.