الفصل الثامن
مثل العادة وفي تمام الساعة التاسعة صباحا كان يقف بجوار دراجته النارية حتى يبدأ عمله انتظار توصيل أي طلب ، على الرغم أن تلك لم تكن طموحاته ولا أحلامه في الأساس ولكن تلك حياته منذ أن قرر الاستقلال عن عائلته وعدم الاعتماد عليهم في شئ ، ولكن في النهاية وجد ضالته أصبح يستمتع بالأمر حتى تأتي الفرصة لتحقيق حلمه ، وجد بدوي يشاور له حتى يقترب منه وقد فعل فيعتبر بدوي هو صديقه الوحيد في هذا العمل والتي نشأت من اليوم الأول من ست سنوات
مدى إليه سندوتش قد طلبه للفطور وهو يقول بود :
- خد يا بشمهندس عملت حسابك في الفطار معايا
ابتسم بسخرية من ذلك اللقب الذي لا يتوقف عن إطلاقه ، فنعم هو خريج كلية الهندسة ولكن لم يطيقها يوما و لم ينجح فيها ولم يفكر حتى في العمل في ذلك المجال ، فهو كانت أحلامه غير ذلك تماما ولكن حكم عليه بالسجن داخلها لمدة سبع سنوات حتى استطاع أن يخرج منها اخيره
أخذ من الطعام وهتف بنفاذ صبر وسخريه:
- مش هتبطل كلمة بشمهندس دي بقي ، يابني عمرك شوفت مهندس كان بياخد السنة في اتنين لا واي بتقدير مقبول ، ده انا عار على المهندسين
رغم أنه في كل مرة يسمع منه تلك الكلمات إلا أنه لم يتوقف يوما عن إطلاق اللقب عليه ، فهو يرى في مكانه أفضل من تلك مائة مرة :
- لما تعقل هبقى أنا أبطل ، وانا وراك وراك والزمن طويل يا ايهاب يابن الحج رؤوف
انهي تناول السندوتش في اللحظة ذاتها التي تم استدعائه لتوصيل الطلب :
- اسيبك انا بقى مع احلامك الورديه دي واروح اشوف شغلي ، سلام يا وحش
- سلام ياخويا
تركه ايهاب وأخذ الطلبيه و انطلق الى العنوان وهو يتذكر تلك الأيام العصيبة والتي كانت أشبه بالزنزانة الذهبية ، يتوفر لك كل شي ولكن ممنوع الخروج منها و تأمر وليس عليك سوى الطاعة ، حتى قرر في يوم كسر القيود والهرب منها و رغم الصعاب التي واجهه ها هو يقف على رجليه بمفرده وأثبت للجميع أنه ليس بالشخص الفاشل أبدا
اوصل الطلب و أثناء طريقة للعودة كان يشغل باله شئ اخر ، أوقف الدراجة على أحد الجوانب واخرج هاتفه وبعدها أخرج رقمها يطالعه بتردد ، يتصل أم لا ، حتى إذا اتصل ما الذي سوف يقوله ، فقد مر ثلاث أيام على آخر مرة حدثها فيها و من وقتها لا يمتلك الشجاعة لذلك ، فكر حتى في ارسال رساله ولكن أيضا تراجع حتى حسم أمره و وضع الهاتف في جيبة وعاد للعمل و قرر ترك الأمر لمحض الصدف من جديد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أمام باب شقة زينة كانت تطرق الباب بطريقة متواصلة دون توقف كأنها تعزف مقطوعة موسيقية الأمر الذي يفقد كريمة أعصابها ، وقد كان وكان من نصيب مروة هو الصراخ في وجهها بانفعال :
أنت تقرأ
عريس للإيجار
Romanceوقف أمامها مصدوم يحاول استيعاب ما طلبته منه الآن، هل تظن الأمر لعبة أما ماذا حتى تتطلبه منه بكل هذه البساطة الأمر الذي جعله يهتف بذهول : - انتِ اكيد مجنونه صح، ما مستحيل تكوني عاقله وأنتِ مني الطلب ده ظلت مروه ثابته على موقفها و هتفت بتاكيد لعرضها...