الفصل التاسع و العشرين
كانت ثلاث أيام هادئة لا تحمل أي أحداث أو كوارث أو أي شئ يدعو للخوف والقلق مثل الأيام السابقة ، فقط ظل إيهاب يتابع أمور القضية مع كل من حازم و طارق وبالدرجة الأكبر من الأخير لأنه المسؤول الأول عنها و كان يحاول إيجاد أي مخرج من أجل جابر أو بمعني أصح من أجل والده الذي لا يستحق أن يرى ولده ملقياً خلف القضبان ، وعلى الرغم أن مروة كانت غير راضية عن ذلك الأمر بدرجة كبيرة إلا أنها لم تقدر أن تعترض و كذلك وضعت في حسبانها أن جابر لا يستحق ذلك هو الآخر وأن عداوتهم الأكبر مع كوثر وليس أحد آخر
جاء يوم العرض على وكيل النائب العام و الذي حضرها الجميع حتى إيهاب والذي من المفترض أن يذهب للطبيب اليوم حتى يفك تلك الجبيرة أخيراً ، وصل كل من كوثر وجابر الذي طمئنه طارق بأنه إذا حكم عليه سوف يكون حكم مخفف بسبب اعترافه بالأمر و أيضاً لعدم حدوث أضرار كبيرة بايهاب ، أما كوثر والذي كان موقفها غاية في الصعوبة خاصة بعد أن قدمت نجات شكوى ضدها بمحاولة قتلها هي و ابنها و الذي في انتظار أقوال كوثر في ذلك الأمر
كان يبدو عليها الهدوء التام و الاستسلام كذلك فبعد حديثها مع المحامي وإخبارها أنه لا يوجد مخرج بسبب اعتراف جابر عليها و أيضاً العداوة التي تجمعها بمروة وأنها قدمت ضدها بلاغ كاذب من قبل و تقديم مروة اعتراف بمحاولتها لتسميم كلبها و لكن لم تذكر اسم سناء وذلك جعل موقفها أكثر ضعف ، من وقتها وهي قررت الاستسلام لقضائها تماماً
كانت تقف أمام مروة مباشرة في انتظار الاذن بالدخول وتقف سناء بجانبها محاولة أن تهون عليها الأمر ، ولكنها لم تكن تستمع إليها من الأساس فقط كانت نظراتها مثبتة على تلك الواقفة أمامها و تضع عليها اللوم الأكبر لتدمير حياتها و تعاستها بهذا الشكل ، على الرغم من أن مروة هي التي من المفترض أن تلومها على كل ما فعلته في حقها وليس هي ولكن كوثر في ذلك الوقت أبدعت في إتقان دور الضحية و المجني عليه الأول في القصة
كانت تحمل بداخلها رغبة كبيرة في الانقضاض عليها وضربها حتى تفرغ كل ما بداخلها من وجع و غضب ، ولكن ما كان يمنعها أنها على وشك استرداد حقها بدون أن تلوث يدها ، واخيراً سمح لهم وكيل النائب العام بالدخول حتى يستمع إليهم لآخر مرة و عرض الأدلة و الحقائق الجديدة والتي لم تكلف كوثر حالها حتى بانكارها فقد كانت أشبه بالمغيب و التي عقلها توقف عن العمل ، ولم تكتفى بذلك بل أنها أيضاً قامت بتبرئ جابر و أنه لم يفعل أي شئ
تفاجئ كل من وكيل النائب العام و جابر و طارق الذي كان يحضر التحقيق معهم كذلك من اعترافها ولم يجد ما يقوله سوى أنه أمر بتحويلهم للمحكمة حتى يتم الحكم عليهم ، أخرجهم العسكري حتى يعيدهم للحجز و خرج خلفهم طارق والذي تقدم كل من سناء و شوكت ناحيته سريعاً يتسألان عن الوضع فأجابهم بتوضيح تام للأمر ككل :
أنت تقرأ
عريس للإيجار
Romanceوقف أمامها مصدوم يحاول استيعاب ما طلبته منه الآن، هل تظن الأمر لعبة أما ماذا حتى تتطلبه منه بكل هذه البساطة الأمر الذي جعله يهتف بذهول : - انتِ اكيد مجنونه صح، ما مستحيل تكوني عاقله وأنتِ مني الطلب ده ظلت مروه ثابته على موقفها و هتفت بتاكيد لعرضها...