الفصل الأخير ( خلف الكواليس )

2.8K 174 105
                                    

الفصل الأخير

يلا حاجة حلوة تسهره عليها اهو اي خدمه بدأ ما تستنوا لبكرا لسه

::::::::::::::::::::::::::::::
" غالباً ما يعتقد عقل الإنسان أنه قادر على استيعاب كل ما يدور حوله وملاحظته بدقة شديدة ، ولكن ما لا يعرفه أن هناك بعض التفاصيل ما تمر من بين يديه ، تلك التفاصيل التي تدور خلف كواليس حياته و تكون السبب الرئيسي في تغيرها "

مثل العادة ها هي توقف سيارتها والتي قامت بشرائها حديثاً و تخاف عليها أكثر من حالها لدرجة أنها ظلت لمدة سبعة أيام واضعة إياها في موقف السيارات لا تحركها فقط تقوم بتنظيفها من الأتربة التي تأتي عليها ولا تتجرأ على قيادتها خوفاً أن تخدش

انتظرت حتى قفز لمعي على الأرض و أغلقت الباب متوجهة نحو ملاذها الأول وهو المحل الذي تطلب منه طعامها منذ أن انتقلت للعيش بمفردها اي ما يقارب السنة و النصف ، قبل أن تدخل وقفت تلقي السلام على بدوي والذي يعتبر أول من تعرفت عليه في ذلك المطعم والقت السلام عليه :

- اخبارك اي يا بدوي ، وأخبار الجو في المطعم اي ؟

- زي الفل يا دكتورة ، ده كل المطعم مديون ليكِ من ساعة ما قدمتي شكوي في المدير و اتنقل فرع تاني غير ده

ارتسمت ابتسامة منتصرة على شفتيها لنجاحها في التخلص من ذلك المديري الذي تخطى الثلاثين من عمره و كان يحاول فرض نفسه عليها بالقوة و جعلها توافق على عرض زواجه منها وكانت النتيجة أنها قدمت شكوي للمسؤول الأول عن المطعم و اتهمته بمضايقته المستمرة للزبائن الأمر الذي سوف يسبب عدم مجيئهم من جديد ، ومن وقتها صدر قرار نقله لفرع آخر كتحذير أخير له

تركته و دخلت رفقة لمعي نحو أحد الطاولات حتى يتناولا غدائهم قبل العودة للمنزل و متابعة برنامجه المفضل ، في تلك الأثناء لم تلاحظ مروة أن هناك من يراقبهم من بعيد و يجلس مقابلاً لها و قد نجحت في لفت أنظاره بمجرد أن دخلت حتى أنه لم يقدر أن يبعد عينيه من عليها ولم يهتم بسؤال صديقه عما يشغل باله بهذا الشكل ، ولم تكن تلك المرة الأولي التي يراها فيها و تخطف أنظاره بهذا الشكل فقد رآها ثلاث مرات من قبل و في كل مرة لم يكن يملك الشجاعة على محادثتها

بعدما انتهت من تناول الطعام تركت النقود على الطاولة ونهضت حتى تعود للمنزل و لم يتردد لحظة هو الآخر من الخروج خلفها سريعاً ولكن لم يملك الشجاعة للمناداة عليها ، خرجت من الباب و ألقت السلام من جديد على بدوي بقولها :

- همشي أنا يا بدوي بقى ، و متنساش الأكل بكره الساعة ستة علشان بكره اجازة و مش هنزل من البيت

- مش ناسي يا دكتورة متقلقيش ستة بالدقيقة هيكون عندك ، مع ألف سلامة

وبكل بساطة صعدت إلي سيارتها معلنة رحيلها و معها كامل تركيزه تاركة إياه واقفاً بجانب بدوي لا يفهم حتى ما حدث له ، لاحظ بدوي حالته فتساءل بعدم فهم :

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن