الفصل السادس
في تمام العاشرة صباحاً كانت تستيقظ على صوت نباح لمعي بجانب أذنها ، تأفئفت بضيق من طريقته فهي لا تريد الاستيقاظ الآن ، حاولت إبعاده عنها ولكن استمر على ذلك حتى فتحت عينيها وهتفت بضيق :
- خلاص يا لمعي صحيت ، أبعد عني بقى
بمجرد أن استمعت إلي صوتها ابتعد عنها يجلس على الفراش و هو يخرج لسانه وحالة من النشاط تسيطر عليه ، اعتدلت في نومتها تفرك عينيها بتكاسل لا تملك الطاقة لفعل أي شئ ولا حتى الذهاب للعمل ، طالعت ذلك المتحمس أمامها باستغراب فما سبب حالته تلك :
- مالك يا لولو الحماسة وخداك كده ليه ، ده انا كنت بصحيك بالضرب
نهضت من على الفراش متجهة إلي المرحاض وقفز هو خلفها ، ظل واقفاً أمام الباب منتظراً خروجها وتغيير ملابسها و بعدها خرجا سوياً نحو غرفة المعيشة ، وجدت الكلبة الخاصة بإيهاب جالسة على الأريكة بكل هدوء ، استغربت تواجدها للحظات حتى تذكرت دخولها للشقة و مبيتها هنا ، تقدمت تجلس بجانبها و لازال النعاس مسيطراً عليها وجلس لمعي بجانبها من الجهة الأخري :
- أهلا بالضيف الغالي منورنا ، بصوا من الآخر أنا مليش مزاج أروح الشغل فخلونا نعمل فطار وبعدين نقعد نلعب في الجنينة
أطلقا الإثنان صوت يدل على حماسهما و موافقتهما على ذلك ، نهضت وحضرت الطعام من أجلها و من أجلهما وبعد أن انتهي أحضرت الطابة الخاصة بلمعي و عصا يلعب بها و خرج ثلاثتهم للحديقة ، كانت تشعر بالانتعاش باللعب معهم و أنها على راحتها فقد كانت تحتاج ليوم مثل هذا
كان كل من لمعي و نونه يتعاركا على من يلحق بالطابة أولاً ، وفي إحدى المرات انقض الاثنان عليها بسعادة يلعقان وجهها امتناناً على ما تفعله معهما ، حاولت إبعادهما عنها وهي تقول من بين ضحكاتها :
- خلاص انتوا الاتنين في أي وشي مش كده ، خلاص بقي بالراحة وإلا مفيش لعب
ابتعد الاثنان عنها واعتدلت هي تجلس على الأرض وأخذت الاثنان في أحضانها ، كم هي غريبة تلك الراحة التي تشعر بها بين أحضانهما لا تستشعرها مع أقرب الأشخاص لها ، في تلك الأثناء وقفت الدراجة النارية الخاصة بإيهاب أمام المنزل ونزل منها حتى يأخذ نونة ، وقف عند السور يتابع ذلك المشهد لا يريد مقاطعة اللحظة عليهم خاصة أنهم في قمة الاندماج ،اشتمت نونة رائحة العطر الخاص به فابتعدت عنها تركض إليه ، فتح الباب ونزل إلي مستواها يأخذها بين أحضانه وهو يقول بابتسامة سعيدة :
- أهلا بالهانم اللي باتت برة ، وحشاني يا أستاذة
نهضت مروة من على الارض و تقدمت ناحيته وهي تقول بترحيب :
- أهلا ، ده انا قولت ما صدقت خلصت منها ومش هتيجي تاخدها
نهض من على الارض و هو يحملها بين يديه يطبع قبلة بسيطة على رأسها و هو يقول بنفي :
أنت تقرأ
عريس للإيجار
Romanceوقف أمامها مصدوم يحاول استيعاب ما طلبته منه الآن، هل تظن الأمر لعبة أما ماذا حتى تتطلبه منه بكل هذه البساطة الأمر الذي جعله يهتف بذهول : - انتِ اكيد مجنونه صح، ما مستحيل تكوني عاقله وأنتِ مني الطلب ده ظلت مروه ثابته على موقفها و هتفت بتاكيد لعرضها...