الفصل التاسع عشر
- أيوه ، اي خدمة حضرتك
جذبت المرأة الكرسي وجلست مقابلة لها وهي تقول بنبرة هادئة :
- لا أبداً كنت بس حابة أتعرف عليكِ ، مش حضرتك برضو مدام فِكرات حافظ
أومأت لها إيجاباً ولازالت نظرات الاستغراب مسيطرة عليها وهي تقول :
- أيوه أنا ، مين حضرتك
مدت لها يديها وهي تقول بكل بساطة :
- أنا أبقى سوزان نجم الدين ، حرم اللوا حمدي
حالة من الصدمة سيطرت عليها مما سمعته وتلك الكلمات التي بالتأكيد لا تمت للواقع بصلة ، فكيف تكون زوجة زوجها وهو أخبرها بنفسه أنه انفصل منذ أعوام عديدة ، حاولت إيجاد ما تقوله أو تفسر به ما يحدث ولكن لم تجد ، فقط كل ما خرج منها هو نفي لما قالته :
- لا حضرتك أكيد غلطانة ، أو تقصدي حد تاني
سحبت المرأة يدها وحركت رأسها نفياً وهي تقول بهدوء :
- أنا ولا غلطانة ولا أقصد حد تاني ، أنا بتكلم عن اللوا حمدي عبدالله جوز حضرتك ، واللي في نفس الوقت يكون جوزي
حسناً ما هذا التخريف الذي يحدث الآن و تقوله تلك السيدة فكيف يمكن أن يحدث ذلك ، هل كذب عليها ولايزال متزوجاً منها حقاً أم أنها تقول ذلك فقط حتى تغيظها ، حاولت أن تتحكم في أعصابها لآخر لحظة وهي تقول بنبرة ثابتة :
- ممكن حضرتك تقولي عايزة اي بالظبط وتخشي في الموضوع على طول ، علشان أنا حقيقي مش فاهمة منك اي حاجة
اعتدلت في جلستها قليلاً وعلى وجهها ابتسامة بسيطة كرهتها فِكرات كثيراً ولا تفهم سببها من الأساس هل تتعمد مضايقتها أم ماذا :
- أنا هقول لحضرتك ، الحكاية و ما فيها إنك واحدة جت خدت راجل من بيته و ابنه بدون وجه حق و دخلتي حياته و اتسببتي في تعاسته وتعاستنا كلنا ، وبصراحة وجودك غير مرحب بيه خالص
هنا انتقلت تلك الابتسامة إلي فِكرات ولكنها ساخرة ، فعن أي تعاسة و أخذ تتحدث الآن ، هل حقا تتحدث عن ابنه الذي جاء عندهم مرتين أو ثلاثة تقريباً في الأسبوع و علاقتها معه جيداً للغاية ، أم تقصد تعاسة حمدي والذي يريد أن يخطط لعطلة جديدة يقضيها سوياً رغم أنهما لم يكملا اسبوع على عودتهما ، هنا تأكدت أن تلك المرأة تكذب وأنها جاءت إلي هنا بدافع الغيرة فقط لا غير و أنها تريد تعكير صفوها ولكن في أحلامها أن يحدث ذلك
أراحت ظهرها للخلف بثقة و طمأنينة وهي تقول :
- مش قولتلك حضرتك غلطانة في العنوان ، أنا والحمدلله مبسوطة مع جوزي وهو كذلك حتى ابنه علاقتي معاه كويسة جداً ويعتبر ابني ، أما بقى اللي أنتِ بتقوليه ده فلا يعنيني بشيء وأن حضرتك اللي خربتي بيتك بايدك مش أنا ، وياريت تبعدي عن حياتي علشان وجودك أنتِ اللي مش مرغوب فيه
أنت تقرأ
عريس للإيجار
Romansaوقف أمامها مصدوم يحاول استيعاب ما طلبته منه الآن، هل تظن الأمر لعبة أما ماذا حتى تتطلبه منه بكل هذه البساطة الأمر الذي جعله يهتف بذهول : - انتِ اكيد مجنونه صح، ما مستحيل تكوني عاقله وأنتِ مني الطلب ده ظلت مروه ثابته على موقفها و هتفت بتاكيد لعرضها...