الفصل الثامن عشر ( العودة لنقطة البداية )

2.4K 160 43
                                    

الفصل الثامن عشر

لا تعرف لما لم تذق عينيها النوم طوال الليل وظلت جالسة في الشرفة تتأمل في النجوم بعد أذان الفجر مباشرة وتحكم قبضتها على السلسال الذي بيدها تفكر في كل ما حدث معها طول الشهرين الماضيين ، بدءاً من زيارة والدتها إليها متابعة لزواجها بهذا الشكل الغريب نهاية بوجودها في هذا المنزل و في غرفة شخص يفعل كل شئ تريده حتى تكون سعيدة ، حتى أنها لا تفهم لما يفعل كل ذلك وهو غير مجبور من الأساس ، بالنسبة لها تلك الخروجات والأماكن التي يأخذها إليها شيء عادي ، ولكن ما فعله بالأمس لم يكن بالعادي أبداً وتقربه منها بهذا الشكل لم يكن عادياً أبداً ، ذلك القرب والذي أصاب عقلها وقلبها بشئ غريب لا تفهمه و لكن ما تعرفه جيداً أنها ستحاول منع حدوث ذلك من جديد حتى لا تختفى الحدود بينهما أكثر

في تمام العاشرة صباحاً استيقظ من نومه يبحث بجانبه عنها ولكن لم يجدها و كان الفراش بارداً ومظهره يدل أنه لم ينم أحد في ذلك الجزء ، نهض من على الفراش يفرك عينيه بتكاسل و كان على وشك الخروج حتى يراها بالخارج و لكن أوقفه صوت فتح باب الشرفة و خروجها منها وهي تضع غطاء ثقيل على كتفها يحميها من البرد

استغرب وجودها هناك مبكراً هكذا وأيضاً يبدو عليها أنها لم تنم جيداً فلم يقدر أن يمنع حاله من أن يتساءل :

- صباح الخير ، بتعملي اي في البلكونة على الصبح كدة

وضعت الغطاء على الكرسي و بدأت في ترتيب الفراش وهي تقول بهدوء :

- صباح النور ، أبدًا كنت بشم شوية هوا عقبال ما تصحى

لا يعرف لما لم يصدقها وأن هناك أمر ما حدث قد ضايقها ولكن متى فهو كان معها حتى نامت بالأمس ، انتهت من ترتيب الفراش وبعدها كانت على وشك الخروج من الغرفة ولكن منعها عندما وقف أمامها وهو يتساءل بقلق :

- مالك يا مروة في حاجة حصلت ضايقتك ، شكلك مش مظبوط وكمان باين إنك مش نايمة

حركت رأسها نفياً تبتعد خطوتين للخلف وهي تتحاشي النظر إليه و هتفت بتردد :

- لا خالص مفيش حاجة ، أنا بس مصدعة علشان كدة معرفتش أنام ، صحيح هو احنا هنرجع القاهرة النهاردة

على ما يبدو أنها لا تجيد الكذب أبدًا و ذلك ظاهر عليها وشعر أنه هو الذي أخطئ معها فهتف بتسائل :

- اه هنرجع النهاردة بعد الفطار هنمشي ، سلامتك بعد الفطار ابقي خدي مسكن ، بس أنتِ فعلا مش زعلانه من حاجة

حركت رأسها نفياً تؤكد أنها بخير و تفسحه من طريقها وهي تقول :

- اه يا إيهاب مفيش حاجة ، يلا بقى علشان ناكل و نلحق نمشي

فضل أن يتركها على راحتها الآن حتى يعودا للمنزل من جديد ، خرج خلفها و جدها تدخل للمطبخ حتى تساعد والدته و جلس هو مع والده الذي سأله بنبرة هامسة بعض الشئ :

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن