2

10.6K 198 26
                                    

"‏هلّا نظرتي .. إلى شمسي ومطلعها
‏أنتِ الشروق وأنتِ النُور في عُمري"

يحاصره صوت المُنبه حتى ينفصل من نومه
مدد جسمه ببطئ ويمسح عيونه يحاول يصحصح ، رفع جواله يشوف الساعه وسرعان ما شهق وفزّ من مكانه
من شاف انه تأخر فتح جواله وانصدم من كمية الرسائل والمكالمات الفائته والي اغلبها من الفريق خالد
مسح أيهم وجهه وتنهد بتأفف:
ياليل وش يفكني من هوشته الحين !
رجع يتصل عليه ، صبّحك الله بالخير ياطويل العمر
خالد : مساك الله بالرضا يا أيهم اذا عندك صباح ف هو صار عندنا مساء "يقولها باستسخاف" بمعنى وش هالنومه !
قام أيهم يحك جبهته : والله مدري كيف غطني النوم كنت مُرهق بعد امس
تمتم خالد بقوله : ماعلينا الحين توجه للسفارة اسأل عن أصيل
وهو بيدبر أمورك ..و لاوصيك على نفسك
أنهى كلامه : لا تاخذ هم قام واخذ له شاور وتوضى وقضى الفجر لبس وتعطر وتوجه للسفاره  دخل وسلّم على الموجودين سأل عن أصيل الي كان على خبر بحضوره لذلك كان متجهز لاستقباله توجهت عيونه له من قال :
أنا أصيل تفضل ..
سلم عليه ودخلوا المكتب طلّع مظروف مختوم
بختم أحمر " سري للغايه"
أردف أصيل بقوله : هذي هويتك الجديده وكل امورك موجوده هنا .. فتح أيهم المظروف وطلّع البطاقه يحاول يستوعب انه بيعيش بشخصيه ثانيه باسم ثاني باطباع ثانيه ! صح ماهي بالمده الطويله لكن شعور غريب عليه مايدري كيف بتعدي اموره يتمنى السلامه اكثر من اي شي كونه يدرك ان ابسط غلطه بتهدم جهد منظومه كامله ..
شد أصيل على كتف أيهم وتابع بقوله أنا تحت أمرك اي شي تحتاجه ابد حاضرين لا شي يردك
شكره وودعه وطلع  على أنظار الي واقف في اخر الممر
ابتسم عبدالاله بوجهه وردّ أيهم الابتسامه ماينكر شعوره الغريب تجاهه لكنه تجاهل ومشى ...

**عبدالاله " اليد والعين لجسّار ، موظف في قسم الاداره في السفاره " **
طلع عبدالاله وقت استراحة الغداء وتوجه لبيت جسار
يعطيه التحديثات الاخيره منصبه عالي بالشكل الي يخليه كفيل بأنه يدري بكل صغيره وكبيره تحصل حوله
وهذا الي كان يساعد جسار في كثير من اموره ..
دخل وسلّم ..
رفع عيونه جسّار وأردف بقوله :
- قالوا من طوّل الغيبات جاب الغنايم ..
ضحك عبدالاله من انتبه لنبرة الاستسخاف : وانت خليت فيها غيبات؟؟  ماعلينا الغنايم من العيار الثقيل بعد
استبشر جسار من سمع كلامه : عطني ماعندك تكفى قول لي ان امور أنس سهالات
عبدالاله : لاتخاف بيطلع باذن الله وقريب جداً
وتابع بحكيه أيهم الي جا وتدري به أقرب واحد لخالد وجيته ماهي عاديه أكيد لكن للحين ماقدرت اعرف اسبابها!
أصيل متحفظ بشكل صارم اكثر من العاده
- ياعيني ياعيني وش هالاخبار الزينه؟
مبطي ما سمعت علوم غانمه كذا ضيّق عيونه وتابع كلامه هو بالتحديد من أول انتظره
ابتسم عبدالاله وقال :
-توك ماشفت شي ، ضيفتك الليله غاليه اهتم بها زين لا أوصيك .. انهى كلامه بغمزه وضحك ...

______________

عند الريم الي بدأ يومها بشكل هادي
خلصت كلاساتها وطلعت تتغدا بدون ماتضيع اي وقت زياده توجهت للمكتبه تمشي بين الرفوف وتتأمل مئات الكتب القانونيه اختارت الكتب الي تحتاجها وجلست على طاولتها المعتاده ، الهدوء الي حولها يساعدها تنهمك وتصب كامل تركيزها بالشي الي تسويه ،  تهتم بتفاصيل التفاصيل بالشكل الي ينسيها المكان والزمان مرت عليها الساعات مرور الكِرام حتى داهمها الارهاق وانتبهت ان الوقت بدا يتأخر وهي مازالت تقرأ قضايا سابقه تم حلها وقررت تكتفي بهذا القدر وتكمل في اليوم الثاني ..
رفعت يدها تضغط على رقبتها وتمدد عضلاتها الي تصلبت من كثر الاعتكاف ، لمّت اغراضها ورتبت مكانها وخذت شنطتها وطلعت تمشي وتتأمل هدوء المكان والاضاءات الخافته وقلّة تواجد الناس في الحرم الجامعي بهذي الاوقات المتاخره ، مشت تدور اوبر او تاكسي لين استوقفها نداء
الشخص الي خلفها اثار اهتمامها بكلامه العربي والي على مايبدو انه في منتصف الستين من عمره كان يقولها انه جديد على المدينه ولا يجيد اللغه تماماً طلب منها توصله للشارع الاساسي ، وصفّت له ريم لكنه تعذر انه مايدل نهائياً وهذي ايامه الاولى
تعاطفت معه كونها تعرف صعوبة الغُربه كيف بشخص مايفهم! توجهت معه وهو يمشي معها ويسولف لها في محاولة اشغالها وفي لحظة اسرع من الادراك حست بضغط رهيب على وجهها ماكانت الا ثواني واستوعبت ريحة  المخدّر قاومت وحاولت تصرخ وتستنجد لكن فشلت كل محاولاتها كتمت نفسها لين بدا يضيق عليها وغصب عنها استنشقت بقوه وماهي الا لحظات حتى تراخت كل اطرافها وحست بغمامه سودا على عيونها وفقدت كامل وعيها ...

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن