26

10.7K 180 51
                                    


" لم يتمّكن أحد من لمس قلبي مثلما فعلتي أنتِ "

مشى خلفها شد ذراعها وسحبها بعنف يردّها لصدره مقيّد ظهرها بكل يدينه ولا عاد يفصل الصدر عن الصدر أي فاصل لفظ بثقيل الصوت الخادر جداً  ؛ هذا الي بديتيه بوعيك وبرضاك؟ كمليه كمليه لو غصب عليك أو أكمّل أنا والله وانتِ تدرين كيف صح؟ العين بالعين وكلهم بهاللحظه ما عاد بينهم حياء يرددهم وكل منهم أعند من الثاني وأصعب .. تمتمت بقوّه واضحه وثابته ودك أكمّل ؟ تشوفه كيف تنهّد دايخ ووده هي تبدا وأبتسمت بوجه آماله ورغبته ؛ أكمّل ليه ما أكمل ؟
بس تحكي لي اول وش فيه ظهرك ؟ من موجعك كذا ؟
وهي بس مرّت على ذاكرة آلامه انسحب وفكّها يبعدها
عن موطن ضلوعه وإنقلب حاله وبان فيه شي أعمق من
إنها تفهمه لكنها تحسه وتشعر به ، وهو من لحظة الي صَفح عنها وترك حقّ عمره كانت كُل الشيم فيه واضحه
ولا بيجيب لها طاري عن شي بيوجعها أكثر مما يوجعه وكيف بس كيف تطلب منه يشكي لها منها ؟ وش يقول إنها السبب والأسباب للظاهر؟ وهي صارت حتى للخافي أسباب ولا عاد خافي تَعبه منها صار ظاهر باين وواضح
يوم انه مال بوجهه عنها يهز براسه رافض يعطيها حق الجواب ، ولا عاد بقلبها صبر يوم منعته من انه يمشي
واستقرت يدينها على صدره تردّه وتسأله ؛ وش بينا عشان يكمل ؟ عدم تجاوبه يخليها هي تجاوب على قدّ الي بالخاطر وأقل بكثير منه انه تحكي له كل شي تحسه ؛ ألم ولا وهم ولا ندم وش بيني وبينك أيهم ؟ وش تشوف مني ووش اشوف منك؟ ليه احس اني عدوك وانت تحس انك عدوي ؟ تشدّ إنتباهه وتآسره وتدري إن فؤاده لها رَهين،
مُسترسله في كلامها ؛ افعالك ترجمه خاطئه للمكتوب بعيونك انت ما تتناقض بس معي انت حتى مع نفسك تتناقض! وتطلب مني أكثر وأنا حتى الفهم عييت أفهمك امشي لك بخطوات خايفه ومتردده وتثنيها وترفضها ويرفضني طريقك ورغم هذا جيتك اسابقك في رجوعك ودي اعتذر ودي انهي هذا الخصام وش سويت انت ؟ سيوفك الحاميه تغرسها بروحي ليته كان بقلبي ليته الم يتعافى لو لمسته .. لكن انت توجع فيني شي ما اقدر اني المسه جرح الروح لو نزف كيف اوصله؟ ما اكرهك بس انت تجبرني اقول شي ما اعنيه وتجبرني اتعامل معك بنفس ما تتعامل معي ، أنا لو اني جماد وسمعت حكيك ما كان تحملت وَقعه وكان أنفضيت وأنكسرت وتهشمت لكنّي انسان حي كل مافيه وكل كلمه بتدّور لها مكان تتخبى فيه وتعيش وتستقر وتكبر فيني وتكبر معي تحس اني استاهل كل هذا؟ لا ما أستاهل وأنت أدري بك ما تفهمني وتجهلني يالي تقول انك ماتجهلني ! الا تجهلني كثير وما تعرف الا شي ماودي انك تعرفه ! تحس انه عادي اني ما أعرف انك حنون الا من كلام الناس عنك؟ من أول كلامها وهي بدت تحرقه وتعذبّه وفكرة انها صارت تشكي له بحد ذاته تنهي مُقاومته ولحظة الي حسّ عيونها إمتلت انتهى عنده حدّ النقاش حد الملام وكل الكلام مايقوى على هذي اللحظه مايقوى ويضعف كثير وهي حكت الي بقلبها والي بقلبه على نفسه وقت يدرك
انه يزعلها وهو بس التفت عنها وأشاح بوجهه ومشى يبعد هي أنهت عليه أنهت كل مافيه يوم هزّت مسامعه
بثقل عتبها على صدّه وبُعده في لحظه هي فيها تحتاجه
وانت لاجيتني ماهمك إلا تروح؟ ووقّف يهتز صدره ولا تدري انه هلّ دمعه فوق خدّه سكايب ولا شافت ولا وده تشوف وكمّلت تسمح له ، روح كثّر الله خيرك ليت طبعك مثل وجهك رضي وسموح ! ما أبعدت عيونها عنه لين صار الباب الي تقفّل حجاب بينهم وتراجعت بكل الهزايم تجلس ولا كانت دموعها أقل من دموعه ، تمسحها تداريها وتراضيها وشمس حُبه تكسف سنا عمر لياليها المظلمه ولاصارت على النُكران قادره ولاصار الهوى ثالث اثنين الا والتوت قلوبهم العاصيه وخوفها كله لا يتركها تحارب في هذا الطريق لحالها لاتصير هي معه عليها ، سند نفسه على ظهر الباب يجلس او كان انهياره ؟يوم مد يدينه ودّه يشق لبسه يحرر وجدانه ولا على لبسه
ملامه عاري صدره ولا ضيقه وارد الا منه ، شلون بس يشق صدره؟ يلمّ اطراف جسمه على بعضه يلملم ماتبقى فيه من شتاته وليه حاله يشبه خريف الفصول بإعتبار ان الشعور اوراقه المتيبسه المتناثره ! وكل انتقاده كان على
سُرعة قراراته ليه ماقدر يحكي وليه ماقدر يِقبل عليها ولا تحرك فيه الا تراجُع عنها خطواته؟ جالس وقدامه عمر من المعلوم خافي ولا يعرف هي بتكون فيه تبيّض له وجه سود الليالي ؟ وهذا خوفه وكل حُسبانه ماوده يبني عليها آماله وأوطانه وتروح وتبعد عنه وتتركه مثل السجين الفاقد سجانه ، يمضي عليه أرباع نُص الساعه يَقبل فيها حقيقة إنه الشجاع الي من الحُب خايف ووقّف ينهي خوفه ، يلبس قَميصه القطني ويطلع لها على حطّة يدينه
كانت جالسه على الكَنب ينسدل اللحاف على كتوفها ، بيدها كوب شاي وعلى الطاوله كوب ثاني وابتسم بخفّه
يوم حسبت حسابه وحن قلبه لفكرة إنها كانت على أمل
انه يرجع لها تنهّد وعيونه ثقيله من تَعبه ومن غيره ولا كان حالهم الا الهدوء بعد العاصفة يفيض بينهم الشعور وفاض أكثر من تقدّم يجلس بجنبها وبلحظه وحده ما كانت على بالها ولا على باله تمدد ينسدح بحضنها يتوسدها ويريّح كلّه المُرهق في بر أمانها ، يسكنها التصلّب والرهبة والرجفة الي كانت واضحه له ولامنّه ولا منها أي كلمة يدها الي انمدت تتغلغل بشعره من غير وعي وهي متعوده هتان كل ما ينسدح بحضنها هي تلعب بشعره وخذتها العاده ولا استوعبت الا يوم انه مسك يدها يسحبها بلُطف يتأملها يبوسها ويثبتها على مَوضع قلبه الخايف ويثبّت يدينه فوق يدها ولأنه عارف انها صارت تحتاج كلام وهو بحال أعمق من الكلام لفظ بهدوء بعد ما لَفظ نَفسه الطويل ؛ خلينا نسكت مانقول شي خلينا نعطينا فرصه نرتاح شوي بعدها لو يخرب كل العمر ما عاد نلوم ؟ كانت موافقتها بأنها تنزّل لحافها يغطيه هو بدالها تترك يدها على قلبه تتحس نبضه الخايف والي ترتب على يدها وهدا ، تتركه ينام يرتاح ويأمن ووقت الي هو غفى هي كانت تتأمله تبتسم وودها أكثر تضحك كيف قلبها تحسّه يرقص تتعجب بشدّة تبدُل حالهم كيف هو صار يطلب مراسيها كيف نزّل شراعه ولا عاد وده مثل ودها بتقلّب الامواج ولا حظت بفرصه انها تشوفه براحه مثل هالمره
لحظه تنعاش بينهم أطول من أبعاد التمني ، تغرق تغرق فيه في تفاصيل وجهه في سكونه في هدوئه وفي عُمق نومه ، ووقت صارت تستوعب ان ماودها تتحرك ماودها تخرّب اللوحه المرسومه قدامها يوم صارت هاديه هي وثابته لأجل ما تقلق راحته ! ولما كان حاله هو مثل الي يقول رميت وجهي على كتفك شوي وغفيت ، والغفوه الي فوق كتفك عُمر لو إنك من أول الدنيا معي ماشكيت ولو مرّ عمري معك برد وسلام اكتفيت كان حالها هي مثل
الخيرة الي تجي أحلى من الخير ووقت تنهدت وهمست له ، حتى الغرق بك كان رحمة من الله ! وهي تدري زين
انه مكسبها الوحيد ولو انه مايدري ولو انها ما تبيّن لكنها
كثيرة غرق فيه من هالعمر لمّها وضمها وخباها عن عين العدو ووقف بوجه كل شي وهو الي مايعرفها ولا هو بالمُجبر انه يسوي شي من كل هذا ، وكل تعجبها من صبره عليها كيف يتغاضى كيف يمرر وكيف يهوّن ولو عليها هي ؟ تدري انها كسرت فيها بحدتها شي ماله جبر
واليوم بس اليوم بدت تفهم حُب خالد له تجهل أسباب إنزعاجها من فكرة يحبّه غيرها ولا ولاصار ودها يشاركها فيه بشر ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن