15

8.2K 161 38
                                    

" وكنتِ تصمتين لكن الأشياء تحيا تحت عينيكِ "

دخل من وصله اذن الدخول وزّع عيونه حولها كيف
غارقه بين الكتب المنثوره حولها تمتم خالد بخفيف الصوت
- ارجع بوقت ثاني ؟ يدرك تماما انها تلجئ للترتيب وقت
يكون فيه شي شاغلها او حتى مضيق خاطرها  وودها تسكّت صوت قلبها وعقلها ، ميّلت راسها بالنفي وهي تترك كل ما بيدها وتعطيه الأولويّة كالمعتاد : زين الي جيت ملّيت لوحدي
شد على كتوفها وهم يمشون متوجهين للبلكونه يجلسون
على حدها سامحين لنسمات الهواء تشاركهم جلستهم
مايدري كيف يقوى على السؤال وهو عارف الجواب تماماً
عارف انها بكل ذكرى لوفاة أمها تنطوي على نفسها وتقفل عليها..
مسك كفوفها وتمتم بخفيف اللفظ :
اذا بتحيين لها ذكرى أحيي كل الذكريات السعيده لا تحيين النهايات لا تحيين ! لأنها عايشه في قلوبنا وما انتهت ..
رفع يده لخدها سابقها يمسح أطراف مدامعها وأبتسم من تمتمت بـ : مو صعب عليك تدعي التماسك بكل مره ؟ وتنسى نفسك في سبيل انك تواسينا وانت أكثر واحد مكسور بينا ، مو صعب ؟
تآسره بشديد لُطفها كيف تفكر فيه بوسط حزنها؟
- مو صعب وانتوا معي مو صعب وانا عارف ان فيه
لقاء ثاني ، ربّك يابنتي ينزّل كل شي بقدر وهو نزل الصبر
بقلبي على قد المُصاب الله ما نساني ولمّ قلبي بلطفه
يبرى الجرح وقت الي اشوفك واشوف اخوك كيف بارين فيني واعرف انكم العوض ، وانا صابر لأني اشوفها فيكم واشم ريحتها فيكم واسمع ضحكتها بأصواتكم  هي حولي
بكل شي وأنا يا ريم ذقت المر من هالدنيا لين شاب راسي
ما عادت توجعني مثل أول قسى قلبي وانطفى شعوري
ما صرت أخذها بجديه ، مطمعي فيها اشوفك واشوف اخوك
والي احبهم بخير وبس مابه أكثر ..
تابع بسؤاله من طاحت عينه على تفاصيل المكان
  باقي محتفظه بكتبها ؟
سحبت يده يمشي معها : تعال تشوف توّي كنت اقرأ
لها كتاب هي تحبه كثير كانت تكتب ملاحظاتها وتعبر عن مشاعرها عند كل نص يسوقفها
لفّ بوجهه عنها يمسح دموعه من قالت :
تعال نعيش في خط يدها ولو شوي ، تعال نلمس أثرها
بكل صفحه مرّت عليها تعال وخلنا نسكت مثل ما كانت
تطلب منا اذا ازعجناها وهي تقرأ ..
مرّت عليهم ساعتين وهم غارقين بكل تفاصيلها ويسترجعون
ذكرياتهم مرات يضحكون ومرات يبكون يشاركهم هتان
الي فاتحين له مكالمه فديو ماودّهم يخلونه يعيش ذكراه لحاله
نفضت يدينها بعد ما انتهوا من ترتيب مكتبتها
- ما ادري كيف تتغبر كل مره بسرعه ؟ رغم اني ما أطول عنها ..
ألتفتت عليه من قال خليك الحين من الغبار أنا ودّي أطلبك طلب بس خايف ترفضينه وازعل ! قربت منه وتوقعاتها مُبهمه لفظت بقولها ما عاش الي يرفض لك طلب ما عاش !
سمّ وأمرني وش بخاطرك ؟
اختلطت ملامحه بالبشاشه من لذيذ حكيها وأردف
بكره ملكة تركي أكبر عيال عمّك عبدالعزيز وأول فرحه لهم
وموصيني عليك ومحرصيني أوصّل لك دعوتهم
قاطع كلامها من قالت تدري ما ...
اسمعيني اول ! تابع حكيه من أشارت بالموافقه وهي تسمع له
-تدرين بي كيف أعزهم وأغليهم وكبر قدرهم بقلبي يوم خصّتك الدعوه ولا ودي يابنتي ترفضين وتردينهم
وشخص قدّرك قدريه وش قلتي ؟
تنهدت وهي تمسح جبينها محتاره ماودها تكسر خاطره
وما ودها تضغط على نفسها تمتمت بقولها
- والله يا بوي ما ادري انت تعرفني ما أحب هالأمور
وبالذات هاليوم نفسيتي ما تساعدني والله ما ودّي بأي شي
لفظ بالاستغفار ترهقه من يشوفها تتحاشى الدخول بالناس
-الي تسوينه ما يرضي الله ولا يرضيني لازم تندمجين بالمجتمع لازم تكملين حياتك وتعيشين حتى لو ماودك حتى لو ماتحبين ماهو على كيفك 
يابنتي جنه دون ناس ما تنداس أطلعي وغيري جو وتعرفي على ناس جديده وانبسطي وعيشي جربي وش بتخسرين ؟
واذا انتِ من أمك فالحداد بالشرع ثلاث أيام وهالأيام
مرت من سبع سنين غيرها بتكونين جازعه وساخطه
وماعندك رضا بالمكتوب !
تنهدت وهي تقول طيب ماني متجهزه ماعندي أي استعداد
لمحت ضيق الصبر بنبرته من قال بجديه :
- ريم مالك أي عذر اطلعي بكره وتجهزي وخلصي امورك ما يبي لها صناعة ذرّه بتروحين وغير هالحكي ماودي أسمع زين ؟
طلع من عندها مبتسم بعد ما قالت : زين خلاص ما يصير
خاطرك الا طيب ..
تمددت وأنطوت على نفسها مثل الجنين تمرر أصابعها
بخفه تتحسس ملامح الصوره الي بحضنها .. تطوف بها
الذكريات وتاخذها لليله الي رجعت فيها من المشفى بوقت
متأخر ودّها ترتاح شوي لأجل تصحى وترجع لأمها
الي تعرضت لسكته دماغيه أدخلتها في غيبوبه طويله
وعت على كثرة الاصوات طلعت مسرعه وارتجف قلبها
من شافت كل خالاتها .. جلست على أطراف الدَرج مغطيه
مسامعها تحس بلهيب يسري بكامل ظهرها ماودها تسمع
ماودها تخمن ماودها تتوقع نزلت مسرعه من شافت أبوها
داخل منزّل شماغه على كتوفه أول مره تشوفه بهذا الانكسار والضعف تهاوت بحضنه من طال صمته الي كان جواب كافي لها .. ما تتذكر كيف مرّت عليها الأيام دخلت بصدمة حادّه أفقدتها الادراك و الاحساس مرت عليها شهور ماتنطق بحرف كان تعبيرها في أحسن الأحوال إيمائه بالراس
جسد عايش يرفض الوجود يرفض الحياه ويرفض الناس توارت عن كل شي وحجبت نفسها عنهم وشمسها غطاها الكسوف .. من وقتها وهي تكره الاصوات العاليه وتكره الكثره ما كانت تتقبل غير وجود خالد وهتان ومالهم ثالث
عانت كثير كثير عشان ترجع شبه طبيعية
واليوم تبكي عمرها كلّه نيابةً عن كل الأيام الي كان مفروض تبكي فيها ومابكت ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن