28

4.3K 97 5
                                    


وقّف ذياب على حد الباب الي انفتح ، رفع راسه وأبتسم قلبه من لذّة إنتصاره ثابته عيونه عليها يتأملها كيف تضج ملامحها بالغضب وتأكد من تسارع خطواتها بإتجاهه ومن دفّته تضرب صدره بكل إندفاعها تسحبه خلفها تاخذه تبعد ويبعد معها ولا منها أي كلمة إلا إنها تمشي ولا يدري وين تاخذه حتى إنقطع بهم المكان لمساحة ثانيه لمزرعة جدها تاخذه ، خالي المكان حولهم من كل شي الا من الورد وأشجار الياسمين الي تغطيهم عن كل عين ، يشوفها كيف تلف وتدور بمكانها مغطيّه وجهها تفور من غضبها إلتفتت عليه تضغط على أعصابها ؛ لو يصير شي والله ما أسامحك لا بحقي ولا بحقك ، غايبه صورته عن بالها من أخر لقاء وهي بس رفعت عيونها توسطها عيونه تستغرب صمته وهدوئه الي بدا من يوم ما صارت قدامه وهي تحل عليه مثل وثقية السلام الي تنتهي بعدها كل الحروب تهدأ فيها الأوطان وتدفى فيها البيوت ، على عكسه ما كانت تلمح فيه إلا آثار الحروب النفسية الطاحنة تلمح الخراب المرتسم أسفل عيونه تلمح بلمعة عيونه الذابله حُزن الأمهات الكسيرات تلمح خراب الديار وتهدُّم البُنيان وحاله كان واضح ويزيد وضوح قدامها يزيد بشدّة ، تنهدّت من أعيتها الصدمه الي كانت كفيلة بأنها تخليها تسكت تساير سكوته ، لكن ما عاد للهدوء بينهم مكان وقت الي أستوعب إحتمال إنها تصير لغيره وسرعة تبدُل ملامحه وإحتراقها سلل الخوف لداخلها وبكل خطوه كان يقربها كان قلبها يُستثار أكثر  تتقلص منطقه الأمان حتى ما صار بينهم البُعد الكثير متردد فيها يبدأ معها بالحساب أو بالعتاب أو حتى بالعقاب ؟ وتمتم ذياب يشد على فكّه ماودّه يقسى عليها الكلام ويفشل رغم كل محاولاته من لفظ بشديد الملام ؛ نبارك لك ولا تحسين بدري ؟ أرتخت كتوفها تميّل طرف وجهها تعقد ملامحها وأستوعبت وفهمت مَقصده ومافهمت كيف وصله الخبر ! تحركت عنه بخطواته بسيطه تهرب من الجواب ما كان ينقصها إلا إنه يعرف وماخطر في بالها إحتمال إنه يدري ولا بعمرها أنحطت بموقف صعب هالكثر مثل هالموقف تضغط على عيونها بأطراف أصابعها ولأن سؤاله ساخر ما كان منها أي رد حتى قرّب منها ذياب أكثر ؛ يعني صدق الي سمعته ؟ أشوفك ساكته ما نفيتي؟ شدّ بنبرته عليها يشوفها كيف متجمده ؛ يوم أكلمك حطي عينك بعيني العلم الي سمعته صح ؟ تلعثمت بالأيه تلعثمت بالجواب الخايف وأرتبكت تشد على يدينها ولا صارت قادره بأنها تحط عينها بعينه ولا ودّها تخمّن شعوره بهذي اللحظه ، ضحك يهتز صدره من خيبته ينزّل شماغه ويرميه على الأرض ليه يحس الأمر عندها عادي بينما هو يفقده رُشده وصوابه !!  لفظ بكامل فضوله ولأول مرّه يحس إنه خايف ،خايف لو يسمع شي ما يرضيه ويومه هذا ما مرّ عليه بالرضا من أوله لين تاليه ، يضبط أعصابه الي على وشك تنهد وينهد معها ؛ رديتي جواب ؟ كانت تشوفه كيف يتخبط قدامها يستصعب السؤال وتستصعب الجواب أكتفت بأنها تُشير له بالرفض تميّل راسها بهدوء تام ، ضحك يهتز صدره يمسح وجهه يستغفر مقهور من برودها من ترددها كيف ما تشوفه وهو واضح لها وتمتم ساخر ويكبح نفسه عن كثير أمور ودّه يتحمّس فيها وينهي الفراغات الواقفه بينهم ؛ حلو ! على الأقل أكون أنا أوّل من بينال منك شرف الجواب ! ممكن يا آنسه شادن لو بس تعلميني بعد إذنك بأيش متردده ليش للآن مارفضتي؟ واقفه بين الحيره والدهشه كيف قاعد يعرضّها للمُسائله ! ويدهشها أكثر بكلامه الي يحتمل عدّة أوجه ماتدري هو جاد أو يستسخف فيها ! ورغم إنها شايفه كيف إن الغضب مرهقه تمتمت بما يزيده إستفزاز ؛ يمكن لأنه يستحق التردد ؟ يمكن لأنه يستحق إني آخذه بجدّيه وما أتسرع ! ما أدري كثير أسبابي لكن أنت وش أسبابك ؟  تكتفت كنوع من أنواع الإستياء وكمّلت : بصفتك أيش عشان تسأل تحقق وتعصّب؟ عسى ماشر ! رفع وجهه للسماء ياخذ نفس عميق مايدري هي غبّيه أو تستغبي عليه قرّب لها يمشي يقلّص الفرق بينهم كانت تتراجع أضعاف كل خطوه يخطيها حتى توقّفت مُرغمه على جذع الياسمينه العريقه تمد يدها بوجهه توقّفه عن التجاوز ووقّف مُقابلها تماماً ولأنه يدري إنها ترتبك كان مركّز عيونه بمُنتصف عيونها حتى توترت فعلاً وأرتبكت حتى بدت تحس بسريان الدم وحتى حلّ عليها الدفئ بشكل مُبالغ فيه ، تبسّم من براءة مشاعرها وصدقها وأنحنى يلتقط ورده من الياسمينات المتناثره على الأرض يلفّها بين أصابعه بحركه سريعه مأسور في تدرج لونها الرَقيق من الأصفر للأبيض ، ميّل كل جسمه عليها يسند ذراعه على الشجره وأعلاها هي ، يرتّب خصلات شعرها بيده الأخرى حتى يغرس الوردة بشعرها يثبّتها خلف أذنها مُهيب القُرب بينهم وأكثر مَهابه فرط الشعور الي كان ثالثهم بالوقت الي كان فيها يَضيق عليها النَفس كان  يُسرف في تأملها ويُطيل النظر يستفيض قلبه ويتبحّر إحساسه ويتسائل عن حقيقة الضرر ومداه لو يسرق من خدّها قُبلة تلوّن عتمته ؟ كان تسارُع النبض من نصيبها حتى إنها بدت تحس بأن صدرها يحوي طُبول ما يحوي عَضله صغيره ، تنتشر الرجفه في كامل جسدها حتى تداركت بعض من نفسها تثبّت كفّها على كتفه ، أمّا هو ما زال في ذروة الغرق فيها تنهّد بشكل مطوّل يضيّق عيونه ويتسائل بهدوء يعتريه الشك ؛ أنا وش بالنسبة لك ؟ من أكون ؟ ووين أكون ؟ كثير في بالي علامات إستفهام ودي أمحيها الليلة ودي أكون على يقين وودي أخر شعوري نُقطه خِتام ، تندم على كِل لحظة سكوت لأنه كان يزيد ضغطه عليها يزيد عِتابه وأخذ كل إستيعابها بوضوحه؛ كل هالوقت مرّ ومافهمتي شعوري لك ورغبتي وودّي فيك ؟مافهمتي مُحاولاتي يوم ألمّح لك يوم أمهّد لك ! يوم أقول لك أيهم بيكون خال ولدي مافهمتي كل هذا ! من أوّل لحظه وأنا أهتك لك ستر قلبي وأذلّه في حضورك كل مرّه واليوم يمرني طاريك بين الناس يمرني إحتمال أنك لغيري تنزلين محل ومقام ، عادي عندك يطيح فنجالي بين خلق الله وينكسر وأنكسر معه ؟ وش أسوّي أكثر علميني وش أسوّي ! طالت لحظات الصمت بينهم حتى تغطّت ملامحه وأكتست بكل الغضب ولفظ بإسمها بنبرة كافية تهزها وترعبها يتناهى صبره وكل خوفه من نفاذ الصبر ، ونَفذ صبره منها نفذ من جوابها الي أنهى فيه كل شي وقت أخذت نَفس تعدّل نفسها فيه ودفته تبعده ترد على سؤاله ؛ وش تسوي ؟ إسترجل ذياب إسترجل تقدر ؟ صُعق من حكيها يضيّق ملامحه يشدّها بشدّه ، توسّعت عيونه ينتثر منها الشرار وشدّ على ذراعها يضغط عليه بقسوه تساوي قسوة كلامها الي أصابه في مَقتل لفظ ضاغط على فكّه ؛ أيش أيش ؟ ماسمعت زين وش قلتي وش أسوّي !! تتجاهل كل ألمها الوارد منّه ورغم مَيلانها وإنحنائها بشكل تلقائي بإتجاه مصدر الألم إلا إنها ثبتت تكمّل كلامها وتُشهره في وجهه ؛ أوجعتك الكلمة ؟ خلّها توجعك يمكن تصحصح يمكن توعى على نفسك ! وإيه إسترجل لا تذّلني بحُبك حتى هو يحبّني من المهد لين اللحد ولا عندي شك ، لا تنزّل نفسك ذياب لا تنزلها وأنت عليك العلم كلّه ! لا ترضى علي ولا عليك شي ما بتسويه قدام عين أبوي لاتسويه من وراه ! تتابعت عليه سِهامها القتّالة بلا رحمة تستبسل فيه تطعن رجولته وتقطع راس كل وتر حيّ فيه ؛ غيرك جاني من الباب وأنت خلّك على حد الشبابيك خلّك حدّك نظر حدّك كلام والأفعال إتركها لأصحابها ،ماتمنعني أنت من إني أوافق لكن يمنعني خوفي إني ما أستاهله إني ما أقدّره حق قدره ما كانت تستوعب إنه كثّرت عليه للحد الي تركه يسكت يُلجم وهي لمّت كل مشاعره لها تصفع فيها وجه كرامته تسألني أنت من ؟ والله أنت كل شي وسيّد كل شي لكن غيرك أولى وأحق وأنا بصف الي يعزّني ويحشمني وما يستبيح الخطا فيني ويسترخصني وأنت رغم أنك تشيّد لي من شعورك مَدائن إلا إني أهون عندك كثير كثير مو شوي ! تلمح عليه الإنهيار تلمح آثار الصدمات وأستوعبت هشاشته من لما دفته تبعده ومشت تبتعد عنه وأبعد بسهوله ثابت على حاله عيونه على رحيلها على تلاشيها حتى أختفت عن مدى بصيرته ، وأنحنى يثبّت يده على الأرض لعلّه يتماسك وأنحنى يثبّت يده على الأرض لعلّه يتماسك زاد إنزعاجه من الألم الي يحسّه صاير بكل صدره يعجز يخفف شعوره بالوخز المؤلم مد يده للمرّه الثالثه يضغط على قلبه تتزايد عليه الأعراض ولا كان مُدرك بأن جسمّه ينبهه بعوارض الخطر ، دايخ ويتنفس بصعوبه ولو يدرك بأنه يمر بنوبة قلبيه ما تحامل على نفسه ما كابر وشد على حيله ووقّف يمشي في عِناد يتجاهل كل التنبيهات الي تزيد عليه ، في حالة من الصدمه ما يدري بأنها ماتدري ولا عندها علم بأنه كان سابق زمان كل شي وما أنتظر أكثر وكان أرجل من إنه " يسترخصها على حد قولها " وبأنه من قبل خطبة محمد بليلة كلّم أيهم فيها ، ما مر على مسامعها طَلبه ما شافته لما كان متمدد بمكتب أيهم يقلّب الاوراق وضحك كل قلبه وقت مرر مَطلبه بين الحديث ووقت وقّف إدراك أيهم وإستيعابه من تنهد ذياب وقال " ودّي بالقرب إن كانكم ترضوني لكم قريب ؟"عدّل جلسته يبين جدّية كلامه يشبك كفوفه ببعضها وعينه على أيهم الي توقّف عقله لثواني ما مهد له ولا كان فيه مُقدمات تبسّط عليه الموضوع ، مد أيهم يده لكاس الماء قدامه يرتشف منه مرّه ومرتين ونزّله وسُرعان ما أبتسم وميّل راسه يتأكد ؛ تطلب القرب ؟ يمسح على دقنه مركّز على إرتباك ذياب الي يحاول يخفيه وأكدّ له ؛ أطلبه منّك قبل أطلبه من عمّي عندك مانع أنت ؟ ضحك أيهم يتوهج قلبه وتمتم ينفي ؛ لا والله ما أمانع ما أحب على قلبي منك الا هي كيف أمانع ! يوم السعد هذا الي تطلب فيه تصير نسيبي ، وقّف ووقّف له ذياب يبادله الحضن الي طال وعبّر عن كثير الفرح وصدقه .. ولا كانت هي تدري بأي شي من كل هذا ماكانت تدري بإن أيهم أنشغل كل يومه ما تدري لأنه تأخر وما خَطر على باله بأن تأخيره ولو يوم واحد بيقلب كل المُعادلة وباللحظة الي هو فيها زار أبوه بمكتبه يعطيه الخبر وياخذ منه الأذن بإن ذياب يتقدّم ثار  عليه غضب أبوه يشوفه كيف يضغط على عيونه وإنقلب مزاجه وهو ما زال في حالة صدمه وللحظه توقّع إنه رافض حتى وقفّت فيه الأرض من نزل عليه خبر خطبة ولد خاله وما عاد يدري من وين يلقاها من خِصام أبوه له أو من كلامه ؛ عارف حضرتك وش سويت الحين ؟ فشلتنا عند الرجال وفشلتنا عن خوالك تدري الحين إني ما اقدر اكلمهم وش أقول ؟وشينه لو نرفضهم وبعدها نقبل ذياب شينه الله يهديك !نزّل القلم من يده يرميه بمُنتصف الطاولة ، تنهد أيهم ثقيل نَفسه يشد شعره من ضيقه وتمتم ؛ طيّب والحل ؟  لَفظ عبدالعزيز بالصوت الحاد ؛ الحل تسكت وتنكتم لين أختك تقرر ما عندي إستعداد أحيّر بنتي ، ماعندي إستعداد تتخذ قرار تحت ضغط الخيارات .. دخل ذياب المجلس يلفت النظر مرّه أخرى وبقلبه مثل الشعره وبقلبها مثله ..


إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن