41

7.9K 136 62
                                    


« بيت ذياب »   

وحده بهاليوم كان متشتت بطريقه مُرهقه ،ما يتوقع إن القضيه تشغل الحيّز هذا كلّه ، يُقهر من إن صعوده يكون على ظهر الأعز والأقرب له من روحه ، والكلام الي توجّه لأيهم كان يصيبه هو ، مسح وجهه المُرهق يستغفر ومشى يتوضّى يوتر ، يزيّن ليله بالركعتين النيّره ، تمدد يسند راسه على ذراعه يمر عليه كلامه مع الفريق خالد ، لما فوراً وبدون تردد أبلغه بإنسحابه من توّلي القضية ، يتركها يتخلى عنها وعن كل شي يثير مواجع أيهم ، تنهّد يتذكر غضب خالد الي أنفجر بوجهه: نلعب حنا صح؟ أنت مُكلف ماهو شي توده وماتوده ماهو شي على كيفك ولا كيف غيرك ، وجلس ذياب يلومه: أنت تعرف إني جديد عليكم وما أعرف السابق بينكم ليه تحطني بموقف شين؟ كل هالمُده أيهم ساكت وبقلبه شي يوجعه وش يثبت لي إنه ما ظن كل هالوقت إني متعمد أعتلي على حسابه؟ كيف أفهّمه إني ما دريت إن الأمور حسبتها ثانيه؟ وقّف الفريق يثبت يدينه على طرف المكتب: موقف شين؟ عفواً؟ واصلين هالمناصب وماتعرفون تفرقون بين طبيعة العلاقات داخل وخارج العمل؟ ما جمّتعكم تحت إدارتي عشان أرفّه عنكم جمعتكم لحاجتي لمهاراتكم فقط ، إني أتعامل معكم بالحُسنى مايعني تجاوزكم للحدود وإستهتاركم المشهود ، تعدّلوا لاتتركوني أفرض عليكم الصرامه مابيكون لصالحكم! تنهّد ذياب يسكت وطلع من عُقم النقاش ، وخوفه من إن أيهم يفهمه بالطريقه الي هو نفسه يفكّر فيها ، يخاف الوقت يبرّدهم يبعدهم ويترك بينهم حد محسوس ، غفى على كثير الطواري والافكار مُحمّل صدره بالأثقال ..

« جدّه »   

لفّ جسمه للإتجاه الأخر وأرتفع بجلوسه يعتدل يرفع شعره عن عيونه يوجعه النور القاسي ما حسّ بثقل نومه ولا طول مداه ينتصف عليه الصباح رفع جواله يشوف الساعه الي تجاوزت العشره ، سحب اللحاف الابيض عنه يطلع من السرير ، وقّف للحظات يفتح ابواب الشُرفه ودخل يغسل وجهه ، يبدّل ملابسه لـ الجينز الأبيض والقميص السماوي المفتوح صدره ، لفّ البلوزه البيج يعقدها على رُقبته بخفه يتركها تنسدل على ظهره ، أستبدل ساعته الذكيه بالروليكس الرجاليه، أنتشر عليه رذاذ العطر ، يعلّق نظارته على قميصه وطلع يفتح الرسايل الي كانت تغطي الشاشه ، يشوف المُكالمات مرّ يتجاوز الكل ، تاخذ الأولوية صاحبتها ، يشوف رسايلها الكثيره وتأفف يستوعب إنه أثار قلقها ، ردّ عليها يطمّنها يحكي لها بإنه نازل يفطر ، كافيه الوقت وزياده من إن المؤتمر كان مسائي ، دخل المصعد ينزل من الأدوار العاليه للصالة المركزيه الي تكتظ بالكثير من المقاهي ، أستقر إختياره ومشى لوجهته، لفت إنتباهه الإشعار الي كان من خالد له إنسرق نَظره بالرسالة الطويلة ما ينتبه لطريقه ومارد إنتباهه إلا اللحظه الي فيها على مدخل المقهى حس بالصدمه ، بالصوت الناعم الي أرتفع وكوب القهوة الي طاح على الأرض ينكّب كلّه ومثله جواله الي أنكسرت شاشته بين هذا وذاك سَحب يده من إنتبه إنه ماسك ذراع الأنثى الي أعترض بخَطاه طريقها يصدمها يعثّرها تمسّكت به ومسكها يثبّتها ، لفظ بشديد إعتذاراته يشوف الخراب الي تسبب به لها كانت مُفرطِه بغضبها اللحظي تلومه بإستياء: ماتشوف أنت!! منحنيه للأرض تلّم أوراقها الي تناثرت وشهقت تنفض الأوراق تنتبه للبلل الي مسّها ونطقت بإنهيار عصبي: أوراقي! أوراقي!!! يُفسد كل يومها من إنها كانت طالعه لحضور إجتماع يهمّها ، عبست تميّل شفايفها: خربت علي كل شي كل شي حتى قهوه ثانيه ماعندي وقت انتظرها! وقّفت تسمع آسفه الي يحكيه رفعت الأوراق تضرب بها صدره تحكي له: أسفك وش أسوي به؟ ألتقت عيونها به لأول مرّه تنتبه له ، تركّز به وأنسلب منها كل الحكي ، سكتت بشكل مطوّل تتأمله تسمعه وما تسمعه من ضاع منه كل الوعي كيف تصمد وهو بكل هذا الحضور الآسر الطاغي الغلاب هزّت راسها بحركه خفيفه تسترّد وعيها ، رمشت تستوعبه تسمعه: جاك شي إنتِ؟ كان يسألها لو أحترقت ، ميّلت راسها بالرفض ، وكمّل في نُبل: حقّك علي والي بيتعوض بنعوّضه قهوتك وش هي؟ تنّهدت ما تعرف وش الإختلال الذهني الي أصابها ومشت تتركه ، لفّ لها يشوفها تجلس على الطاوله البعيده وحدها كانت جالسه يشوف أغراضها المتروكه عليها ، وفتحت لابتوبها تبدأ إجتماعها ، تأفف أيهم من الموقف المُزعج والمُحرج الي حصل ، دخل للمقهى ذاته يطلب له قهوة ، أنتبه لقلّة المتواجدين رجع للباريستا يسأله عنها: وش كانت قهوة السيدّه؟ أشار لها وطلب لها نفس طلبها ، أخذ الكوبين يقرأ إسمها " دَانه" من كتبه الباريستا مثل المرّه الأولى ومشى بطريق خروجه يمرّها من باب التعويض للي حصل ، رفعت راسها له من ترك بهدوء الكوب على طاولتها ومشى أيهم يطلع من المكان كلّه ، تعلّق به نظرها لأخر لحظه لحتى أختفى عن المكان ، يعلق ببالها بطريقة غير عاديّه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن