34

3.3K 106 6
                                    


-

-

" بيت أيهم "

واقفه تتصلب على الأرض يَذبل كل ما فيها يتضاعف نبضها تشوفه ينتهي من السِتار يقفّله كلّه ويلتفت لها ، يفتح قميصه على مَهله يترك لها فرصه تستوعبه مايسمع صوتها ، وهي بس شافته ينزّله يرميه على جنب أنشلّت أعصابها ، نَفس المشهد يتكرر عليها يضيق منّه قلبها تنعمي عيونها وما عادت تشوفه أيهم كثر ما إنها تشوفه " جسّار " تعجز تمحيه من ذاكرة مَخاوفها ، وثباتها الظاهر ما يبيّن له بداية إنهيارها العصبي، يمشي لها يبين له خفيف توترها تمد يدّها من داخل الفستان تضغط على قلبها ، تتنفس تشّد على نفسها تسمع صوته يحكي لها ؛ غيرتي رايك ؟ وميّلت راسها ترفض تقنع عقلها بأنه أيهم وما يقتنع حتى قرّب منها ، يتأملها ويعجز عقله يفهم حالها هي تخافه او تخجله هي راضيه او رافضه تحيّره داخلها ليه يحسّه غير خارجها ، ويوهمه عقله بأنه قلقه الي يخليه يفكر ، مد يده خَلف ظهرها يشدّها له والقُرب بس حسّته أنشدّت أعصابها تتوتر  تغمّض عيونها تعجز تتنفس ، تحرقها كل لمسه منّه ، شَهقت تحس بإنزلاق طرف فستانها يمرر يده على كَتفها ينزّله ، مايتركها تهدا وموتها كله كان من  مَيلانه على أسفل فكّها ، يرجّع شعرها ويقبّلها شدّ عَضدها يثبّتها وقت حس برجفتها الواضحه تفقدها ثباتها ينتهي عقلها ماتشوفه أيهم تعجز تشوفه حتى صوته ماعادت تحسّه صوته .. دفّته تحاول تبعده تمسك صدّرها تتسارع أنفاسها وهو بس لمح الخوف كله بعيونها وحالها بهاللحظه ثار غَضبه مايفهمها دفّها بعنف للخلف يرجّعها يحتقن وجهه غضب ينهار عقله وصبره لف عنها يسحب قَميصه من الأرض بيطلع ، يرعبها غضبه ماتعيشه قبل هالمرّه ، يرعبها صوته العالي ينشدّ فيه كل وريد ؛ أنا ما قلت له ما تلعبين بي!! ما قلت لك ماتعذبيني!!! قلتي لي راضيه وإنتِ مابك شي راضي قلت لك ما أخذك مجبوره وعطيتني الرضا يوم ماودّك بقربي ليه تحرقين قلبي تنهيني ريم تنهيني !! ما ينتبه لها يجنّ من هدوئها وهو بس رفع راسه سكن فيه كل شي تيبّست عظامه يشوفها بمكانها ترتجف بشكل هستيري تتشنج كانت وقّف يستوعب يركض لها يفقد عقله من خوفه يَمسكها يثبّتها ينتبه لضغطها على كفوفها يحس ببرودتها وشحوب لونها ، يناديها بأسمها يطبطب على وجّها وما تستجيب له ماتتنفس رفعت يدها تمسح عُنقها وتشق بداية فستانها كل شي تحسّه يخنقها ،تحاول وبصعوبة تتنفس لكنها تَذبل بين يدينه تنهار على الأرض ترعبه ياخذها بحضنه ترجّفه معها من شدّة رجفتها ، يهديها مايفهم وش حصل لحظات كانت تغيّر فيها كل شي ينطفي غضبه ينطفي كلّه ما عاد يهمّه ، يشدّ عليها مايخليها ؛ أسف والله أسف أنا أسف أهدي الله يخليك أهدي! رفع وجهها له يطلبها ؛ شوفيني ريمي شوفيني!! إدراكها وإحساسها بأنه الي معها تركها تتنفس دُفعه وحده تملأ صدرها بالهواء وتفرّغه شدّت عليه تبكي تدفن نفسها فيه ، تَدمي قلبه مايفهمها مايخطر على باله إلا إنه السبب الي وصّلها لهذي الحاله ، يموت من لهيب ضميره يتعذب وجدانه منها ويطلبها ؛ تكفين خلاص أرحميني لا تعذبيني أكثر ، تسمعه يلعن نفسه تسمعه يدعي عليه وتنزل عليها دموعه وتبكي أكثر ، وقّفت مسرعه تبعد عنّه تقفّل على نفسها تتألم و تستفرغ كل روحها واقف عند الباب يسمع صوت الماء يدق عليها يطلبها تفتح له ، ييأس ويسألها على الأقل اذا كانت بخير وماترد ، دقايق ما كانت عليهم خفيفه تبلل وجهها تطلع تشوفه جالس بالارض ينتظرها ووقّف ياخذها مرّه ثانيه بحضنه تهدا ويهدا معها يتركها تتمد على فخذه تمسك كفّه ، يشد عليها اللحاف ويتأملها لوقت طويل يتجاوز الساعه يشوف كيف كل مافيها ساكن ما تغفى ولا تصحى ، ترمش بهدوء ثقيله عيونها يشوف دموعها الي ما جفّت يشوف يدينها الي ما كفّت رجفتها ولو إنها كثير خفّت ، ترتاح وما يسألها عن شي مايدور بينهم أي شي ، حتى غَفت تنام أخيراً تنتهي عاصفه بهم مرّت ، تنهّد يستغفر يمسح على شعرها يتأكد بأن خوفها ما كان طبيعي وبأن فيه سبب يجهله ، يرهقه عقله مايوقّف طاري يجيبه وطاري يوديه ، نزّل راسها على الوساده وطلع يتركها ..
دخل مكتبه يسند ظهر على الباب وينهار بأرضه يُهدم يلم رُكبه لصدره يدفن راسه بحضنه يحس قلبه الخفّاق بيطلع من بين ضلوعه يشّب غضبه على نفسه ، تلتهب أعصابه ويلتهب معها ظَهره يَسري به الألم مسرى البرق بالليل العتيم ، ما يغيب عن باله خوفها ما يختفي ما حصل عن ناظر خياله يستردّه يتكرر عليه بشكل ينهي له عقله ، وما عاد يعرف هو جارح أو مجروح ، مدّ يدينه يضغط على جوانب راسه يسكّت أفكاره الحاده وما تسكت حتى وقّف يفتح الشبّاك يطلب الهواء البارد يبرّد لهيب داخله ولايبرد يلف بمكانه يدور ومشى يجلس مُقابل طاولة القهوه يرجّع ظهره على الكنب يغطي عيونه دقايق وهو كل ما سَكن ضّج عقله يتمادى غَضبه مد كفّه الأيسر يفضّ به زُجاج الطاولة قدامه وتتهشم كلّها ويتهشم كفّه ينكسر وأنحنى يُفقده الألم ثباته ، لحظات طويله تمرّ عليه يشد ملامحه يشوفها بطرف عيونه تنزف ينغرس بها الزجاج يحس بالدم الدافي يسيل منها وما يتحمّل الحركه لجل يحاول يوقّفه،يقضي وقت طويل يتخبّط ينزع روحه ما كان ينزع زُجاج يلفها بالضماد يثبّتها وتمدد مايرتاح إنمّا يفكر ، بكل شي ، مُستقبلهم حياتهم وحالهم ، بالبقاء ، بالإنفصال وبكل إحتمال يوصلّهم برّ الأمان أيّا كان ...

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن