36

3.2K 94 9
                                    



-

-

قفّل ذياب بعد قليل الكلام بينهم يترك جواله جنبه يتمدد يستريح ، تسترجع ذاكرته كل الي مرّ فيه بأيام قليله كان يحسّها مثل الشهور ، تنهّد ما عاد يستوعب شي مثل المُغيّب عن الوعي يحس نفسه ، تُضرب الحقائق بوجهه مثل ما كان يضرب بها ، وشعوره السيء الي يحسه تجاه نفسه بعد ما تبيّن له حال نوف وكيف إنه حتى هو ظَلمها كيف إنه حتى هو أرتكب الخطا ، ساعتين ما غابت لحظه عن باله من شافها لين حس بيد أبوه على كتفه بعد الصلاه وهو بس حاول يفتح الموضوع قفّله ذياب قبل تُنطق أي كلمه يرفض: "لا" ألتفت له سلمان يتعجّب وش الي دار بينهم يسمع ردّ ذياب ويسمع أبوه يستغفر ويستاء من التسرّع ، وش فهموا من بعضهم وهو مافهم! كلمتين كانت ( ذياب ، لا ) ينتهي النقاش بعدها وعصّب سلمان لأنه مايفهمهم؛ أنتوا عندكم لُغة تواصل ما يفهمها غيركم!! وش حصل؟ لا على أيش؟ لف عليه ذياب يحكي له؛ لا ما أرجّع نوف أبوي قاعد يحاول يمهّد لي لكن لا مابه غيرها من الأخر أعطيكم ، هو يوم واحد اذا بتنكدون علي فيه علموني أقدّم رحلتي .. لف سلمان على أبوه وكلّه ذهول؛ وش يعني يردها؟ تمزح أنت صح؟ هز تميم راسه يرفض ويبيّن جديته؛ فيها غلط؟ لو يرجع لأهله لزوجته لبيته وحياته ماهو أفضل له من ديار الغَرب والغريب؟ شدّ ذياب عيونه يغمّض فرّغ صدره من الهوا الي أحتبس لثواني يحكي له؛ ديار الغرب ضمّتني يوم دياري عافتني ، والغريب شرّع لي صدره مجلس ، شفت منهم شي ماشفته منكم ماودّي أخطي بالكلام ولا تخطي أنت عليهم.. أزوركم لاتخاف حق وواجب لكن ما أرجع شيلها من بالك مرتاح أنا هناك لا تستكثر راحتي! تنهّد تميم ؛ ما أستكثرتها أنا بس ودي تكون حولنا ونوف اذا ماودّك بها غيرها كثير هذا همّك؟ أشور عليك ترجعها لأني بقلبك داري ، قاطعه ذياب يحكي : يعيف القلب مثل ما يحب لا تاخذ هم! وقّفوا طالعين ، يسبقهم سلمان
"يعزمهم" : غداكم اليوم في بيتي ، يشتد بينهم النقاش يرفض تَميم ويلزّم سلمان؛ أنا راعي الأوله أنا قبلك عزمت وودي أخوي يدخل بيتي تحرمني؟ تراخت كتوف تميم يعصّب منه مايترك له كلام ثاني ، يسمع سلمان ذياب يطلبه يعفيه من الكلايف ويتعفف ماودّه يثقّل ، دفّه من كتفه؛ نتكلّف لك من هو غيرك يستاهل؟ تبسّم ذياب يطغى عليه الشعور الحنون يخجله سلمان ، أنفصلت طُرقهم يرجع مع أبوه لبيت جدّه وسلمان لبيته .. تنبّه باللحظه الي فيها أنتهى كل شي وشادن بس مرّت عليه وهو بس صار يفكّر فيها تحرك يميّل نفسه ينام على جنبه يفلتها من عقله يفلتها من تركيزه ويمنع حضورها يمنع صورتها ماترسمها أشواق خَيالاته ، يجبر نفسه يتعوّد ، بكل شي يشغل باله حتى أصابه الارهاق حتى غَفى على محاولاته ..

-

« بالمزرعه »  

مرّ بسيط الوقت من وصولهم يدخلون اليد باليد تستقبلهم حفاوة الترحيب ، الجلسه الخارجيه ، المظّله والنار والدخان وأصوات العائله ، نزّل أيهم يده يتعرّض لأول الصدمات من وقّفوا يلتمون على ريمه يسلمّون ، يحجبونها عن عيونه بالأحضان ياخذونها ، يستوعب إنها تلعب بكل القلوب ماهو بس قلبه! واقف لوحده يحس بأنه غير مرئي وشعوره مايعرفه يغار منها ولا عليها ! لولا شادّن الي مشت له تضحك بعد ما تنحنح يمسح رقبته من الخلف "يذكّرهم" إنه موجود ، تتناهى بحضنه وتختفي من غطاها يلمها وشوقها يحس به تشدّ ظهره ويحكي لها؛ كنت أصدّق إنك مشتاقه لين سلمتي عليها قبلي! دفّها يبعدها عنه؛ مابيه شوقك يوم بتتفضلين علي به تعطيني الفايض؟ عطيه الي ماخذ بقلبك مكاني! ضحكت أكثر ترجع له تجبره ترجع لحضنه وتحلف له؛ ماحد ياخذ مكانك كيف تفكر ! رفع نظره لعماته يعتب ؛صرنا نحب مرت الولد أكثر من الولد؟ تسلّم عليه نجد وخلفها نيّاره وكلامها موّجه لريم أكثر منه؛ ولدنا صاير حساس صاير يغار وش مسويه به؟ نزّلت عبايتها تضحك ترفع يدينها تخلي مسؤوليتها ؛ لا أنا مالي علاقه هذا ولدكم يتنفّس دراما .. رفع نَظره لها ضحك ينصدم يستسلم؛ لا كذا كثير احد يدق بالحكي واحد بالفعل! اخواني وينهم بس ، كتفي بالشدايد وان جاروا علي ، وقّفت خطواته يمنعونه مايدخل يسحبونه ،بينهم يجلّسونه ، تألم يسحب عنهم يده وهم بس أنتبهوا لكفّه المتغطي بالضماد أنهّالت عليه الاسئله ، تمسك كفّه شادن تفحصه وتسأله يتبدّل حالها تنشّد أعصابها تخاف وهي من أول الليل يقلق بالها ؛ وش فيك أنت وش صاير لك؟ أمس كل الوقت ننتظركم وش فيها يدك؟ نزّل راسه يتأمل يده ثواني حتى تنهّد يتساخف ؛ ريم ضربتني ماسمعت كلامها ..وسّعت ريم عيونها تضحك مرّه لكلامه ومرّه تتوتر من إنهم كلهم صاروا يناظرونها بصمت يحّل عليهم الهدوء بشكل تركها ترتبك تضحك؛ ليش تناظروني كذا؟ الي مايسمع الكلام أكيد بينضرب! تمزح مثله ولأنهم ناويين يوقفون قلبها ما حد منهم تكلّم يعيش أيهم دوره يتخاذل يهز راسه بخيبه؛أتعرّض للعنف الأُسري وساكت ماحد سمع صوتي أصبر ما أخرّب بيتي حتى لو الأضرار صارت تبيّن ، ضمّته شادن تمسح ظهره تواسيه، حتى حسّت ريم إن الوضع صار جدّي ضحكت تضغط رقبتها من الخلف يتورّد وجها وتبرر موقفها: أكيد ما صدقتوا ! وش يعني رجّال طول بعرض أنا بضربه؟ تنحنت عمّته تيماء تكمّل إتفاقهم الي ما كان مُسبق هم بس يفهمون بعضهم وحدها الريم كانت "دخيله" عليهم ماتفهم عَبطهم ماتفهم ميانة العلاقه بينهم ولا مزحهم الثقيل تحكي تَيماء: ماهو من حدّي أتدخل بينكم بس يعني مايصير إنتوا عاقلين الأمور تنحل بالتفاهم والنقاش عمره ما كان التجاوز الجسدي حل! قاطعتها ريم تنصدم تتغيّر ملامحها يَبرد وجها تطلبها لحظه ، تردّها تَيماء: إنتِ الي لحظه حبيبتي إسمعيني خليني أكمل؟ تراخت كتوفها تَسمح لها تكمّل وكلها صدمه تناظره تشوفه جامد ماله نيّه على المزح وهي الي صار ببالها إنه يشكي لهم! تركز مع تَيماء وتسمعها: طبيعي كل زوجين يختلفون أحياناً بس مو طبيعي العُنف مهما كان منك أو منه الخطا مايفرق! تنهّدت ريم والانزعاج يبيّن عليها "تعصّب" وكلامها يتوّجه لهم كلهم ؛ توقعتكم تمزحون ترى! ابداً ما توقعت تاخذون الأمور بجديّه! وش يعني كلامكم هذا؟ أحل مشاكل الناس بعجز عن مشاكل حياتي؟ لفّت على أيهم تنفلت أعصابها: وأنت علمهم إنك كاسر طاوله أربعه والله ما يشيلونها وأنت بيد مهشمّها وتتشكى ليتك تشكي شي صدق على الاقل! عرفت إنكم الأهل الي على بعض وأنا الغريبه بس مو عاد تاكلوني بهذا الشكل! حتى ما تركتوني أتكلم على طول طلّعتوني من اللعبه! تكتّفت ترجّع ظهرها تتنفّس يضايقها الوضع وتسكت ينقلب مزاجها ولولا إنها تكابر على نفسها كانت بتبكي من سوء الشعور الي حسّته بينهم لحظات كانت تحس فيها بسكوتهم حتى رفعت راسها لهم تسمع ضحكاتهم ، تأففت تبعد نظرها عنهم تبسّمت ينفّك توترها تسمع" طقطقتهم" وقّف يمشي لها يجلس بجنبها يضحك ؛ أكلتيها؟ عوافي خليك أبي تتعودين عليهم بغيابي ماحد يثقّل دمه عليك مدّ ذراعه على كامل كتوفها يردّها له ويسألها؛ وبعدين إنتِ أهلي وبين أهلي كيف تحسين نفسك غريبه؟ رفعت ذراعه من عليها تبعده وترفض مُحاولات الصُلح؛ لا لاتحاول ترقّع ثقالة الدم مو لأنك لعبت عليّ بكلمتين بترضيني بكلمتين ، دفّته تبعده ،تدخّلت شادن تنحني عليها تلمّها من الخلف تداريها؛ طيّب وأنا أبعد؟ ما ترد عليها وتكمّل شادن تتدلل عليها وتدللها؛ ريري ترضين تبعديني؟ مدّت ريم يدها تلعب بخصله من شعرها تَثقل عليها وماترد يردّ أيهم عنها؛ ماتبيك خلاص إبعدي ! ألتفتت عليه تعانده ؛ إلا أبيها ! تسحب شادن تجلّسها جنبها وبينهم تفصلهم وتستفزّه ، يحاكي شادن؛ ماعندك كرامه؟ قومي من بينا ما تبيك قلنا! وترد ريم عليه؛ أبيها قلت! ، أنت الي إبعد عنّا ما نبيك ، وتلفّ عليه شادن تكمّل عليه؛ فعلاً مانبيك قوم عند أخوانك ، ضحك ينصدم ، وقّف يمشي بيدخل " يسمع صوت سلطان ومعه عمّه نَديم يفهم إنهم يلعبون " فيفا" ولفّ عليهم قبل يمشي على ريمه تحديداً؛ راجع لك أخذك تشوفين العاليه "فَرس جدّه" عقدت حواجبها تسألهم؛ من هي؟ وترد نيّاره ؛ مستحيل ماتعرفينها؟ حُبه الأوّل

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن