24

10.7K 224 45
                                    


ومضيتُ أعلنُ للوجود بأنني أحببتُ من جذري إلى أغصاني أحببتُ يا أرض القصيدة فأرقَبي حدثًا بحجم قيامة البركانِ أحببتُ ياخط إستواء عواطفي فاصمد أمام حرارة الوجدانِ أحببت يا ساعي البريد
ألَا ترى كل المجرة أصبحت عنواني ؟

قفّل مكتبه وطلع يستغفر دايخ من شعوره وده يدفن نفسه لانه  يتذكر عيون خالد على رقبته وكيف كان يتصدد منه وفهم الحين وش فيه وفهم انه فكر نفس مافكر ذياب انه عديم صبر وما عاد فيه شوّية حيل ينتظر لين تصير ببيته وبعدها يسوي الي وده ؟ هم بس لو يدرون ظنونهم هذي أقرب من احلامه واشد بساطه من التعقيد الي يعيشه معها ، دخل دورات المياه يغسل وجهه الي ميّله بارتفاع بسيط تنهد ياحرارة شعوره الدايخ من خدر الوريد لين العظام وأكثر وهو يشوف اشتداد اللون الي نهائياً ما كان مثل صباحه هو بنفسه شك كيف هم ؟ عضّ طرف شفته بخفّه شاد عيونه مستحيل كيف كان يومه طويل وكيف قابل كل الناس يتخيل كم عين نزلت على عُنقه وكم ظن وكم فكر مال بأفكاره المنحرفه عن مسار الأدب وهو البريء من كل هذا وذاك ، رفع اطراف شعره الي نزلت على عيونه من تغرقت بالماء وعيونه على اسم ذياب الي صار ينوّر الشاشه وطلع ما رد عليه لانه عارف انه ينتظره ليه ينتظره مايدري يشوفه واقف بجنب سياراتهم المتجاوره واضح عليه انه طوّل عليه بشكل عصبه ، فتح له ذياب الباب بسخريه يطلبه تفضل طال عمرك يأشر له بيده على الدخول يتركه يحتار ويسأله ؛ وسيارتي ؟ ياخي انت وش تبي الحين ؟ فكني منك وتوكل لبيتك ، تمتم ذياب باصرار لا بسولف معك الليله يا تمشي معي يا امشي معك مالك منّي فكه .. تنهد متأفف لانه عارف دامه حط براسه شي مابيخليه لين يسويه ودّه يصرفه يوم صار يقوله الله وسوالفك الي ٧٠٪؜ منها كذب و ٢٩٪؜ بهارات و١٪؜ حقيقه الله يخليك خلني ارجع اريح راسي مايسوى علي هالواحد ! وضحك من ضحك ذياب الي يحاول يتذكر متى كذّب عليه ؟؟ يهوّن عليه لا الله يسلمك انت الي بتسولف الليلة ماهو كل مره انا لاتخاف ! قاطع ذياب رفضه برفض اكبر ركب سيارته ومشى قبله تارك أيهم وراه يتنهد لأنه عارف هو وش بيسأل ووش وده يسمع وهو يداري نفسه ينسى ويتجاوز مافيه طاقه كافيه لكنه ما ياخذ شوره هو يفرض قراره وصلوا على اللحظه نفسها نزل وعينه على ذياب الي واقف عند باب بيته مايذكر ان خاطره ابتسم لشخص هالكثر مثله بالشكل الي يخليه يحرّك شفايفه بخفه ولو انه ما يسمعه يوم يقول جزى الله خير من دلّك على دربي ودربي غير ..طلّع مفتاحه من جيبه يرميه له يفتح ويدخل دامه متكي على الباب لكنه انتظره ومادخل ، ينتظره وينتظر الخطوه تمشي مع الخطوه وسأله وش كنت تقول ؟ ذهوله من الجواب تركه يثبّت عيونه على أيهم متعجب
- كنت اقول الله يفكّني من شرك! انت ما تجي الا تنثرني
وتروح وتخليني ابتلش بنفسي المنثوره قل لي من يجمعني
بعدك؟ لا وبأول الليل الي زود على ماهو طويل بيطول علي اكثر ، حس بالعتب الي يحمله صوت ذياب وقت قال بتساؤل
فيه من الجدّيه شي كثير ؛ يجيك مني شر ؟ والتفت أيهم يشوف وجهه كيف تغيّر كيف بان الشك على ملامحه رمش بسرعه يستوعب وش جاه عشان يصدّق ؟ وش الشعره الي بقلبه عشان بس يشك ؟ افا ابو تميم ! طاح الحكي بقلبك ولا انا اتخيل؟ صريح يأكد له بالأيه ؛ والله طاح وكثير بعد ان كان ودك بالصدق وان كنت جاي عليك ثقيل علمني ماودي والله والحين ارد خطواتي انا واخلي الليل لك بس لا تردها انت ماودي يجي منك رفض ..شقّ النفس الطويل صدره يزفره بطريقه تبين مدى استيائه وتمتم وهو شاد على عيونه ؛ اقصر الظن والحين صدق فكني من شرك وش هالحكي؟ دفّه يتجاوز عَتبة الباب ويدخل ينفي همّه ويظهر حقيقة الجواب كنت اقول جزى الله خير من دلك على دربي وانا دروبي غير دروبك وخطوط حياتي ما تتقاطع مع خطوطك وانا اقداري ما حنّت علي الا فيك لا يربطني بك لا قريب ولا بعيد واليوم انت اقرب من كل بعيد واعز من كل قريب ! تبسّم ذياب برد قلبه وتطمن باله ؛ ادري ! بس كان ودي انثر شعورك لي واتلذذ به قبل ما يصير كل شعورك لها وحدها ، واقف بثبات يستوعب اول كلامه كيف انه بدون شي حلّ عقدة سكوته وفَرط تحفظه وتركه صدق يعبر ويبرر ! ناوي يجيب آخره اذا هذا بس اول ما جاه منه عقد ملامحه يستوعب ثاني كلامه " قبل يصير شعورك لها وحدها " يخليه يسأله بربكه باديه وش قصدك ؟ ميّل ذياب شفايفه بمدري رافع عيونه ساخره ملامحه ، انت تدري اكثر مني وش قصدي ! هو بس بلع ريقه ما صار منه اكثر لكنّه اثبت مقاصده اثبت الحجه على نفسه هز راسه بالنفي ؛ لا وضّح لي انت عقلك ما اضمنه وش يفكر ووين واصل عشان كذا وضّح او اسكت التفت ذراعه تحاوط أعلى ظهر أيهم وشد عليّه بطريقه تخليه وده يسند باقي عمره عليها ويرتاح ويتخفف ولو شوي من كل شي ومن نفسه أول شي ، بالموافقه يبدي كلامه ؛ ايه اوضّح لك ندخل اول وثالثنا شاهي يعدل الكيف ولاماودك تضيفني؟ ومد يمين القدم يدخل بها ترك أيهم يوقف لحظات يتذكر عنادها ودخولها باليسار غصب عنه طاريها على بال قلبه قبل بال عقله ولو ماوده التناقض بين الي يحسه والي يوده كبير بشكل يضيّعه عن كل طريق رسم فيه ممشاه ، عيّت تنحسم امورها عنده وعيا يصنفها هي موته ولا حياته ؟ يحتار في وصالها هو يبري جروحه او يكشفها ؟ ما عمره طلب من الله يمدّه بالقوه بهذا الشكل الا من دخلت هي حياته كل قوه فيه صارت ضعف ، في خيرها وشرها يحسها تجرّده من كل مافيه من يوم شافها من يوم انغرست رموشها بنص قلبه وهو يداري نفسه يلملها ويجمّعها نثرت كلّه فيها هي متفرق الحال والاطراف قلبه في عيون وعقله في شفايف خاطره في شي اكثر من منطق حدود واقع واحلام يسرح ويعقل بينها وبينها صارت له احوال وازمان ضايعه في كل الي مضى بدونها ، تنهد بشكل بطيء بشكل مطوّل باللحظه الي يدرك فيها يلقى نفسه تتلاشى وتنساب من بين اصابعه تتوسد عالم الآمال ، دخل وجلس يشوف ذياب الي يتفتل يتأمل بكل تفاصيل المكان حوله مبهور برقي الاختيار : الله يبارك لك يابوي انت ، لكن ما تحس إنه كبير على شخصين ! واكبر على سنه وحده؟ تابعت عيونه مسير اصابعه الي تشابكت يعرف انه بهذي الطريقه يتحضّر لجواب طويل وجلس مقابله تفصلهم مسافه متوسطة البعد يتأمل سكوته المُهيب الي تَوارى خلف الكلام  ؛ ماهو بيتي انا هذا بيتها هي .. وانا ان عطيت تجود نفسي واعطي كثير ما اعطي قليل دريت الحين ليش تعمدت كبير؟ مذهوله ملامح ذياب متعجب بشدّه يحاول يستوعب الي فهمه! يطلب منه التوضيح ؛ كيف بيتها هي ؟ مافهمت يعني كاتبه باسمها انت ولا وش قصدك ! يشتت تركيزه ماوده يكشف كل شي مرّه وحده ؛ ايه باسمها .. يُسهب في تفسيره لأنه يشوف العجب يرتسم على مُحياه ؛ ماودي بعدين احد يتجرأ يوجع خاطرها بكلامه ماودي يقولون طلعتها من بيتي اتركهم يقولون هي طلعتني ما بيأثر علي مثلها فاهم علي؟ وماودي تطلع بعد ما تدخل ، بالرغم من فرط الاحساس الي يحسه لها وبالرغم من اصطفاف المشاعر كل مره بشكل يكمّل له الصوره الا انه ما زال متردد ماعنده جاهزيه يعترف ويكون صريح مع نفسه لين صارحه ذياب الي كان مخلّص عنده الحكي ماهو قادر حتى هو يعبّر عن مستوى الجنون الي يعيشه صاحبه الا انه يروي السؤال ، اقنعني ان كل هذا ماهو حب ؟ ست كلمات كفيله تهز كل عمره الرايح والجاي تتركه يغمض عيونه يهرب من الجواب ، تنحنح بعد وقت كلهم سكتوا فيه يستوعبون الحراره والرهبه الي تسّيدت المكان بعد السؤال وبانت غمازاته من فرط ضحكته الخجوله بهاللحظه ، يشوفه يتمدد بالطول يفرد جسمه واصف مشهد أيهم الي مابدا منه جواب ابداً: وتراه يصمت كي يواري حُبه وبقدر ما تُخفى المحبه تُعلم ؟ما اسمع منك شي بس اشوف اشياء لو ماتدري ! يتابع باقتراحه ؛ طيب ياخوي يوم انك واصل هذي المواصيل ماودك تهونها على نفسك وعليها ؟ تمتم أيهم بعدم فهم ، كيف يعني اهونها ؟ يصب كل تركيزه على ذياب الي رجع يعتدل بجلوس ؛ يعني ليه ما تبدا معها بدايه جديده ؟ اترك عنك الاحكام المُسبقه ، مأمول ان الحال يتبدل ويتغير ليش ما تحاول تكسبها دامها كاسبتك ؟ وماتدري يمكن تلين ويحبك قلبها ! يشوفه كيف يهز راسه بشكل سريع برفض قطعي كمّل بغضب لانه مايصبر مايصبر حتى يفهم ويخلص كلامه ليه لا ليه! وش مشكلتك انت مع المحاولات ؟ راضي بحالك! جرّب لانك حالياً خسران ما عاد بيدك شي تخسره اكثر اترك عنك الكبرياء بيّن لها صادق شعورك خلها تدري يمكن حالها بالهوى نفس حالك وش عرفك ؟ ماتغير جوابه الا انه يزيد الرفض برفض وقّف يفتح ياقة قميصه يتنفس بعمق لانه يضغط عليه بكثر السؤال ، وقف ذياب معه اشتد صوته بغضب اكثر لانه يشوفه كيف ابسط شي يرهقه واحتد النقاش بعد ما زاده بـ ليه لا وليه ندمان ليه ماترحم نفسك وتخلي عنك جنون العظمه والكبرياء هذا ؟ صاح فيه أيهم بأعلى صوته بغضب يشد كل وريد في عُنقه ويظهره : لأنها من يوم ما دخلت لين طلعت وهي تبكي تبكي طول الوقت احرقت قلبي احرقت روحي ماهي متقبله ماهي راضيه ماعمري حسيت اني عديم رجوله الا هذيك الليله البنت ما تطيق تشوف وجهي وانت في رجاءات العشق والعشاق فكني الله يرضى عليك فكني عايف نفسي لا تزيدها علي ، جلس ضاغط على جوانب راسه مغطي عيونه ؛ انت ما تشوف الكره الي انا اشوفه بعيونها ماتشوف نظرة الاجبار الي تحسسني بالنذاله والوضاعه ! المفترض انا الي اكرها مو هي لكن قلبي الله لايوفقه غدرني وده فيها وعاصي يلين ، تأفف يشد منابت شعره يراوده الجنون ؛ انا ماودي تحبني ماودي لان طول عمري ببقى احس انها مغصوبه علي ماودي به حب زي كذا ماودي اتأمل واتعلق وتذلّني وتردني وترفضني وانا ما احب الرفض وهي بترفضني ماعندي فيها شك ، لو لي فيها شوية امل حاولت لكن حتى الوهم ماتخليني اتوهم ما تخليني فاهمني انت ؟ ما نزّل يده يشوف لكنه حس بخطوات ذياب الي ابتعد يتركه يرتاح شوي ويهدا الجو بينهم ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن