32

4K 109 12
                                    



'

'
" بيت أيهم "

دخلت تقفّل خلفها باب مكتبه بهدوء ما تزعجه ، تتسارع أنفاسها تتنفّس تهديها ،بصعوبه تشوفه قدامها يتلحف بفروته وهي أول مرّه تشوفه هنا نايم لولا نور القمر الخفيف الي تارك لها شوي نور تمشي به تجلس على الكنب المُقابل له تهدأ شوي وتستوعب بأنها تترك كل شي خلفها ، الشاي والجوال ولحافها ، وحدها هي كانت كل الأشياء ،ما تقوى ترجع ومستحيل لوحدها ترجع ، يمر الوقت ماحولها شي ماحولها غيره ، تمّل وتتعب وتبرد ، مرّه ثانيه تتوهم وهي هالمره ما تشوف شي ماتسمع شي عقلها كان يصدّق خيالاته ، تنهدت لأنها تضطر تصحيه يتصرف معها ومايصحى، تطول محاولاتها ترّده لوعيه ماله ساعتين من نام إرهاقه أشد من إنه يتجاوب معها ويستوعبها ،تأففت تيأس ترجع مكانها وتتوتر، توقّف تمشي له لأخر مرّه تحاول تصحيّه تحركّه تناديه ؛أيهم ! أصحى معي الله يخليك ،تتماسك ماتنهار تنسى الخوف من وقت طويل ما زارها تنساه للحد الي يخليها تزعم بأنها تجاوزت كل شي واليوم كل شي يرجّعها للصفر مرّه ثانيه وإدراكها بأنها ما تجاوزت بحد ذاته كان خيبه لها ، تصحيه معها ماتتركه لين صار غصب عنّه يتحرك يفتح عيونه يشوفها بصعوبه يدركها عقله يسمع كلامها وما يفهمه يغفى مره ثانيه وماتتركه تشدّ عليه أخيراً يستوعب شوي يسألها ؛ وش فيك ؟ تحكي له كل شي وماياخذها وعيه بهاللحظه بجدّيه ، تحكي له ؛ بنام هنا معك أيهم ! تنهدت تسمعه بصعوبه يرتب كلامه ؛ نامي ريم نامي ، يميّل راسه على وسادته ترهقه واقفه على راسه تطلبه يطلع معها ياخذون لحافها وسادتها ؛ أعرف أزعجتك وش أسوي طيّب أيهم؟ يتعدّل مايتكلّم يتركها تفهم يُفسح لها مكان يفتح لها فروته ،يتركها مصدومه منّه تتردد وتستوعب ويناديها ؛ هيّا ! وعلى ماودّه تهيّت تدخل معه بفروته تشاركه فراشه وسادته وحضنه وظهرها يسنده صدره يجبرها خوفها تأمنه وتدري بأنه ماهو واعي ، يلمّ فروته عليها كلها يغطيها وينام ، يتركها تتوتر يرتجف قلبها من قُربها له من إنها بكل عقلها سوتها تتجاوز كل شي وتستقر بحضنه تهدا وتدفا وما ترتاح لين لفّت عليه يصير وجهتها مايصير الجدار مايصير الظلام ماتصير الأوهام تدفن وجها بصدره مايبعدها عنه شي ماتترك بينهم قليل المسافات أو كثيرها ،وذراعه الي قيّدت ظهرها بدون وعي كانت حزام الأمان الي زال بعده كل خوفها وقلقها ترتاح معه من وَهمها ،تتنفّس براحه اخيراً ، تتأمله وقت طويل ،تنهدت ياخذها شعورها ترفع كفّها تحفظ تفاصيل وجهه تلعب بدقنه ، تغرق فيه في حنانه عليها أبتسمت تتجرأ بعد تردد طويل ترفع نفسها له لخدّه تبوسه ما تضيعها فرصه وتنام هادي كل مافيها ومتطمن لو كل الدنيا خلفها أيهم صار قدامها ..

-

-

" بالمستشفى ، ١:٢٠ ص "
وقّف ذياب لأول مرّه من دخوله المستشفى يتحرك على هونه يتجهّز للأشعه و لأختبار جُهد القلب ، يلبس اللبس المُخصص ويمشي يوقّف يفتح الشباك يتنفّس ، ما تغيب عن باله يتذكرها بكل شي وبأول كل شي بالوقت الطويل الي غاب فيه وعيه بعد الإنعاش تزوره بمنامه وما ينسى تفاصيل المنام ماينسى فستانها الأبيض البسيط الي ينتهي طوله بمُنتصف الساق ، شعرها المرفوع تنزل منه خُصل مُتمرده ، تعطيه ظهرها تغني التهويده الي "تحفظها طفولة ذياب "وتلفّ له ، بيدها تشيل تَميم ولده بحضنها ينام ،ميّلت راسها تبتسم له من صارت تشوفه واقف خلفهم يتأملهم والنور يشع منها مبسوط ذياب بالأعالي شعوره فوق الغيم معه الي يحبهم معه شادن ومعه تميم ، بإتجاهم يسير بكل خطوة يقربها كانوا يبعدون ويبعدون حتى تلاشى حضورهم وأختفى ، يتركون ذياب وحده بين النور الساطع والبياض اللامنتهي يفقد طريقه يفقد كل الإتجاهات ويمشي ذياب تضيع خطواته ويتعبه طول الطريق يتعبه عدم الوصول حتى أستفاق ، يبقون بالمنام ويصحى ذياب "ويتركونه لوحده " ينسرق من الأحلام من المنام من الذكرى من الشوق وأسباب الشوق لصوت سلمان ؛ وين وصلت ؟ يسأله عن شرود باله ، تنهد ذياب يجاوبه ؛ ماوصلت ، للأسف إني ما وصلت .. ، يعقد ملامحه سلمان مايفهم عليه وأنتقل لغايته يستعجله باقي وراهم روحه للمطار ؛ صار وقت الأشعة ، يمشي معه ذياب يخلّص الاجراءات يدخل غُرفة الأشعه ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن