6

7.9K 163 9
                                    

" تلوحُ الذكريات بكل دربٍ
لأهرب من شتاتي للشتاتِ .."

طلع من صلاة الفجر يساير خطوات أبوه على إنكسار عتمة الليل متوجهين اثنينهم لبيوتهم نطق سلطان بقوله : وش موضوعك ياعبدالعزيز؟
اشغلت بالي ما نمت الليل من الهواجيس ..
طلعت منه تنهيده من أقصاه يبين الهم فيها من ثقلها وطولها ولفظ بخفيف الصوت : ولدي يابوي ولدي ..
قاطع كلامه من انبقض قلبه بشدّه من الخوف الي تملكه من بدت توضح ملامح الموضوع !
يحس بالخَدر في كل ذره من جسمه من الطواري الي  تطري عليه بهالحظه نطق والخوف مُعتريه : وش فيه ولدك؟؟
في جزء من اللحظه تلاشى فيها الادراك بالمكان والزمان
كأنهم انفصلوا وتجردوا من كل الوجود حولهم كرر سؤاله
سلطان : عبدالعزيز اقولك وش فيه أيهم وش فيه !! تكلم انطق لا توقّف قلبي
مين الي كان يقول إن الكلام مُجرد كلام ! مايدري إن كلمة وحدة قادرة تشيّد إنسان أو تهدمه ، تضحكه للدرجه الي تبان الفرحه في وجهه على شكل تجاعيد أو ببساطة تسلب الحياه من ملامحه ! شوية حروف قادره تغير مجرى أمور كثير ..
- إنسجن .
كانت هذي الكلمة كفيله بإن سلطان يفقد شي من جاذبيته
ويختّل توازنه كأن بساط الأرض انسحب من تحته مايدري وش شعوره لكن طنين الاذن الي صابه هاللحظه ازعجه لأقصى حدّ .. سحب عبدالعزيز شاد على ياقة ثوبه وصب كل تركيزه بعيونه
- انت وش قاعد تقول ؟
نزّل يدين أبوه بهدوء يتلفت يمينه ويساره يحاول ما يلفت انتباه الناس حولهم ، محروق قلبه الغصّه متوسطه صدره يحس بحرارة كل نَفس ياخذه ، قالها وهو يدرك ثقلها يدرك إنها لو نزلت على جبل بتهده وتساويه بغبار الأرض فما باله بإنسان ! ..
كمّل كلامه بقوله : أنا من يوم دريت أحس اني في عالم اخر مدرك للحد الي يخليني احس ان الادراك وهَم ، للحد الي يخليني احس الحقيقه خيال ..
انقطع حديثهم حتى دخلوا مكتب سلطان ما كان شي عابر
ينتهي بإعلان ، جلسوا والصمت ثالثهم
لين كسر هالصمت دخول محمد الي ما سرته وجيهم !
جلس وهو يمرر انظاره بينهم يفهم ان فيه شي كايد جمعهم
لكن وش بالضبط ما كان يعرف !
- احد بيقولي وش العلم ولا بنجلس مقابل بعض كذا ؟
توجهت الانظار لعبدالعزيز الي ضاقت به الدنيا قام يفك أزارير ثوبه يحاول يداري دموعه ويتماسك لكنها كانت أسرع منه
فزّ محمد الي توسعت عيونه من منظر أخوه والدم متجمد بعروقه شدّ على ذراعه وضمّه له بقوه : وش فيك ياخوي ؟؟
نطقها بخوف خوف ماعمره حسّه
وش الي صاير !! لفّ على ابوه ونطق بغضب وش العلم تحاكوا لا تيبسون عظامي !!!
جلس عبدالعزيز بعد ما هدأ شوي ضاغط على عيونه باصابعه من شدة الصداع الي يفتك راسه بهالحظه واخذ نفس طويل ..
شبّك كفوفه واسترسل بحديثه يشرح لهم همّه الي سرا به وافقده رشده وصوابه طال به ليله يتخبط مثل الغريق الي مايعرف مواجه الموج مثل الفارس الي مايعرف مواجه السيف ..
- وهذا الي حاصل وصاير يشهد الله احس بيني وبين الجنون شعره .. قالها وهو يرفع عيونه للسماء سند ظهر وتمدد مسلوب منه كل مافيه من حيل وقوة نبّه عليهم بقوله : ماحد يدري غيركم ولا ابيكم تجيبون طاري بالذات لاهل بيتي الي فيني مكفيني وزود ماني على مواجهتهم قاوي ! والله ماني قاوي يأكد لهم شدة تعبه ومايواجهه من قلق وارق وهم وخوف وكثيرمشاعر سوداويه ترهق صبره وإحتماله ..
قرّب منه محمد ومسك كفوفه شاد عليها : اذكر الله ياخوي وهون على نفسك شوي هون عليك لا يجيك شي ! الوضع ما عاد يتحمل ودام خالد قايلك انه بحد ذاته ورا هالموضوع فتأكد إن أيهم بالحفظ والصون وانت تدري بخالد أكثر منا كلنا ..
واحنا من ناحيتنا لك علينا نسعى في هالموضوع ونبذل كل
الي بيدنا ونوقف معك ونعاونك وماتبيه سم وابشر نجمعه لك لو هو مفرّق بالسبع المحيطات .
يتأمل عياله ما كان يحس نفسه بخير ابداً باين عليه القهر من صمته ! فتح واحد من ادراج مكتبه يدور حبوب الضغط
رغم ان ماهو وقت جرعته لكنه يحس انه محتاجها وبشده..
التفت له له عبدالعزيز بعد ما حس انه تعبان : انت بخير ؟؟
اشار سلطان براسه بالموافقه تمتم بقوله : لازم اهلك يدرون وبالاخص سارة لايوصلها الخبر من غيرك وانت ريّح واترك الشركه لين تستقر الامور ..
وانا لي معارف بتواصل معهم ونشوف وش يصير
- من ليلة وداعه وانا ماني متطمن ولاني مرتاح كان قلبي حاس ، امه قبل يومين حلمت انه طاح في بير والحين كل ماشفتها صديت مادري كيف اقولها انه حقيقه ماهو منام!

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن