38

3.3K 90 4
                                    


-

-
«بيتهم»   

"قبل بساعات"

دخلت تفتح إضاءات البيت تنهي الظلام ، تعلّق عبايتها وتررك شنطتها ، مفاتيحها ولابتوبها على الكنب صعدت مُباشره لغرفتهم جلست تترك هدّيته بمُنتصف السرير الأبيض شاسع المساحه تتأملها للحظات طويله خذت فيها نَفس طويل وشعورها ما تعرفه ، وقّفت بعدها تفتح الستار ومثله الشبابيك تفكّر ، قليل الوقت يحاصرها ، رفعت شعرها تلّمه ونزّلت جاكيتها تبدأ بالمكان حولها تجهّزه ، ليلّة الحُب مُقبله تحل عليهم ضَيفة أحلى المساءات ، نصف ساعه تمرّ عليها تسمع الجَرس يرن نزلت مُسرعة الخُطى يسابقها الزمن تفتح لبائع الورد تاخذ منه صناديق الورد الأحمر ومثله الأبيض ، تصعد مرّه ثانيه تزيّن به فازات الزُجاج مُختلفة الأطوال ، بالصالة العُلويّه تفرش الطاولة بالمفرش الأبيض عليه تترك شمعدانات الشموع وبالمُنتصف فازه من الورد الأحمر ، توّزع طَبقين أسفلهم المناديل وبجنبهم الملاعق والكؤوس وزُجاجة مشروب التوت والرمان ، أنتقلت للمكان حولهم توزّع الشموع الصغيره والفازات ، نزلت للمطبخ ماتتردد تختار الطبق الرئيسي والوحيد بيدينها تجهّز " الـفيتوتشيني " تجهّز كل شي بعده صعدت تاخذ شاور سريع ، طلعت منّه تجفف شعرها تسوّيه مموج بطريقه ناعمه ، تشوف الساعه تتجاوز العشره أسرعت ترتبك تُنهي إستعداتها بخفيف مُستحضرات التجميل تتزيّن بالرموش المعكوفه بطريقة حادّه وجارحه ، تنثر البودره الوردّيه على الخدّين وعلى الأيسر منهم شامتين بدايات سطور، بالروّج الأحمر العتيق أسفله كانت الشامه الأخيره نُقطة نهاية كل شعور ،تلوّن أظافرها بالأحمر العودي ، وقّفت قدام المرايه وقلبها تحسّ بوضوح نبضه ،تلمح فُستانها الذهبي من إنعكاس المرايه معلّق ،لفّت عليه تنزّله تستبدل به الروب ، تلبسه وبعده الكعب الناعم الذهبي وهي بس وقّفت بوجه المرايه الكبيره تشوف كامل صورتها ، داخ كل مافيها من إشتعالها بالخجل ، يلبّسها أزهى حُله وماتوقعت يزهى بها الفُستان لهذا الحدّ ينسكب عليها بطريقة مجنونه يلّمها من حد الخصر بالمّلي وينتهي طوله أعلى مُنتصف الفخذين توتّرت وهي الي توقعت وصوله المُنتصف بالراحه ، شَهيق وزفير كانت تاخذ ولأكثر من مرّه تثبّت عقلها ، مشت تتزّين بمجوهراتها الرقيقه ، تنهي بالمسك خلف الاذنين وأسفلها مروراً بمواقع النبض كلّها ، أخيراً بالرحله العاطفيه بالتجسيد الأنثوي الساحر الآسر للحواس رشّت العطر الزهري البودري الهادي "𝖣𝗂𝗈𝗋 𝖠𝖽𝖽𝗂𝖼𝗍" وبالعُود تبّخر شعرها الأسود تتركه ينساب على ظَهرها ، نزّلت عيونها للساعه بيدها تُشير لقُرب الموعد الحساس ١١:٣٧ ، لفّت للغرفه المتزيّنه خلفها قفّلت الشبابيك تنزّل الستّار

دخل أيهم يحس بهدوء المكان حوله عَقد حواجبه من الظلام ويتعجّب غيابها ينسى عقله كل شي حتى رفع راسه يلمح النور الطفيف من الأعلى تدارك وعيه كل شي أبتسّم يغمّض عيونه يستوعب ، طلع راكد الخطوات يمشي يترك كل شي خلفه وعليها يقبل ، وقّف على مَنظرها تملأ الكؤوس بالمشروب الأحمر للمُنتصف ، يَسحره المكان يسحره الورد والشموع وتفتنه الريَّم ذهب عُمره تشّع من فستانها نور ، مصبّاح دُرّي كانت في ناظره مثل رمل الصحاري وهاجه مثل ذرات الذهب كانت ذهب على ذهب تلتفت له تترك مابيدها وتستقيم أمام ناظريه بكل الرضا وبشرع الحُب تَقبل دَعوته تتزيّن له بالفُستان الخاص فيها باللوحة الي رسّمها وهي لونتها تستقبله أبتسمت تضيع خجل من وقوفه ويتوقف عليه الزمن يتأملها يفقد فيها رُشده وصوابه يفقد ثباته مصدوم كثيرة على وعيه على كلّه تستحله تهز عرش قلبه وأبتسم ضاحك يلف وجهه لثواني يسمع منها رَقيق الترحيب؛ جيت حبيبي ! أهلين..تمشي له تعذّب صبره على حدّه وقّفت له تسلّم ياخذها له يلمّ ظهرها بذراعه الأيسر ماتتركه يتجاوز منها " حبيبي " حتى لامس خدّها خدّه مال عليها يركّز قُبلته على خدّها يهمس لها ومنه تبتسم؛ ترفّقي بي بنت خالد ترفّقي ، وش هذا كلّه؟ حس بنزول كفّها لكفّه تاخذه خلفها لطاولة العشاء ، ضحك؛ كمليها قولي إنها من يدينك خليني أطيح الليلة على طولي! وضحكت تنزل راسها ثواني يتلون وجها خجل؛ ليه مستغرب؟ إيه من يديني ، رفع يمينها يبوسها؛ تسلم هاليدين الي لو إنه سمّ منها يصير شفائي! سحب لها الكُرسي تجلس ومُقابلها كان جلوسه ، لف الشوكه بين الباستا بيساره يذوقها تتعذّر يمينه بالفحص قبل أسبوع تظهر له كسورها تتجبر بالجبيره وتحكي له الرّيم؛ أساعدك؟ ويرفض قادر كان على كل شي ، غمّض عيونه يرفع حواجبه يُذهل من اللذّه الي يذوقها يناظرها؛ حارمتني من كل هذا؟ تتدلعين علي ما أعرف وما أفهم وأثر مايفهم غيرك؟ ضحكت تمد له كاسه وياخذه ، نص ساعه فأكثر بينهم يمر خفيف ظل السوالف وتسأله؛ كأنك تأخرت اليوم؟ ويرد عليها بالمنديل يمسح حول شفايفه ؛ إيه طرا علي بعض أشغال خلصت وجيت ، وقّفت تنتهي من جلسة الأكل تشعل الشمعه الي أنطفت ومرّه فوق الألف تركزّت عليها عيونه يتأمل الفستان من أوله لين أخره لفت عليه وأنتبهت لتركيزه بلعت ريقها يقتلها الحيا من ظهورها قدامه بهذا الشكل من إن عيونه مُشاغبه بشكل فاضح يتأمل إنكشاف العُنق كامل وأبتسم بكل مرّه ترجّع شعرها يفهم خجلها وقّف يشكرها على العشاء يستأذنها لبعض الوقت ياخذ شور يجدد وعيه يبدل لبسه وتأذن له بسيط الوقت يطلع بعده أيهم يلبس البجامه يترك القميص مفتوح يجفف شعره يتعطّر مثلها يتأنق وخرج يشوفها جالسه سحب الورده البيضا وجنبها جلس يمد يمينه على ظهرها وبيساره يغرس الورده بشعرها ويحكي لها ؛ مثل ما توقعت يزهى بك الفستان ويحلى مثل كل مره إنتِ القالب الغالب! وقّفت تاخذ الريموت تغير مسار الفن من موسيقى الجاز الهاديه ، للفن القائم بحد ذاته لمحمد عبده لإختيارها المدروس " الله عليها عودّت" تختار تسجيل لندن 1997 ورجعت تجلس جنبه تحكي له؛ يغلب القالب لو أنت الي بختار له وبترسمه! أبتسم ينسلب عقله ما تمر عليه كلمات الأغنيه مرور الكرام يلتقط منها الرسالة وقرّب يردد لها " هلّت سحابة وصلها على حياتي وأزهرت؟ تبينها الليلة وصل إنتِ؟ أبتسمت تعض شفايفها تحكي بُرموزهم؛ ليلة شاعر ليلة زاهي اللبس واللباس .. قطع كلامها يقبّل شفايفها ، بسماوت الفرح ينتشي قلبه يطير يسدّل جناحاته وكل الهوى مساحته ، تبادله لهيب القُبل وقلوبهم شاهده على رجفة العشق الساريه بينهم كل منهم تُقرع طبول أفراحه ما كان نبض عادي ، وقّف يتمالك نفسه يسحبها معه لغرفتهم وشهقت وقت ما صارت تلامس الارض وقت صارت بحضنه مايمنعها بهالليله عنّه شي مايمنعه كسره يعذّبها بميلانه على بُستان عُنقها الي صار يزرع فيه قُبلاته يمشي فيها ياخذها لموته قبل موتها نزّلها بخفه طرف أنفه يلامس أنفها وأنحنى مرّه ثانيه يرتوي منها ويرويها للعُنق ينزل يتمادى بحضنه يقيدها يتقدم بُخطاه ويرّجعها لحد السرير وقّف عنده عُمر القُبل يركز بعيونها الغافيه يسمح لها تاخذ نَفس ويتأكد من الرضا ، يحس بيدينها معلقه على صدره ، تشتعل حراره تشهد لحظة سقوط قميصه يُكشف أمامها ، نار الوصل بينهم مشتعله تحس بمرور أصابعه على كتفها يطيح عنها الحِبال يسقط شراع المركب يسقط ستار المسرح الفنّي يسقط الفستان وبعده كل شي تتابع بالسقوط على ساحل فراشه كان مرفئ النزول ، ترحب أرضه بمُحيطها ورست الأجساد في ساحه حمراء تلتقي في غروب الشمس أو قبل الشروق في مَطلع قصيدة أو نهاية أُغنية في ليلة مُطرزّه بالنجوم كُتب الوصل ميثاق العاشقين ثورة الثائرين ، ألف ليلة وليلة كانت ألف معزوفة أطربت ، ألف رقصة مايل بها عاتي الريّح رَقيق الغُصن تهاوت مدائن تسيّدوا فُرسان وقصيدة الحُب بين الأيهم والريَّم على خَفيف النور أنحكت توسدّت مساحة الأرض ، ليلة بها عنوانها أثقل من مَدارات الفَلك ، شمس وقمر ، ورد وزهر ، نجم وكواكب من لهب ليلة عريبة نَسب بوصلها شمل العاشقين إلتم خاضوا حروب الهوى وفازوا بها ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن