33

3.7K 92 8
                                    


-
-
يتأملها بشغف وهي بهذا الحضور يسمع قرار القاضي بتأجيل الحُكم لجلسة أُخرى يشوفها تقفّل اللابتوب يبين الإرهاق عليها تمدد ظهرها وعُنقها تبتسم له من الذهول الباين عليه ؛ رد الزياره علينا ياحلو الأطباع ؟ ليش تتعب نفسك تجيني كان طلعت لك ، تسأله من حسّت بهدوئه وش يذهلك؟ وقف يمشي يترك مقعده يسند نفسه على طرف الطاولة جنبها؛ يذهلني كيف إنك تثورين على العدو و الحبيب! رفعت حواجبها تحلل كلامه ؛ وأنت الحبيب يعني؟ ميّل راسه يرفض هو قبل ترفضه هي ، وكمّلت ؛ العدو؟ توصلها نفس الاجابه منه وتوقّف مُقابله ؛ لا عدو ولا حبيب ماعندك طموح ؟ مال عليها بخفّه يسحب قلم الرصاص ينثر شعرها يتبسّم ويستعبط ؛ طموحي أصير زوج بس! ضحكت تنصدم منه وتتجاهله لأنها تفهم مقصده وتشتته ؛ ما بنطلع؟ وقّف خلفها يحاكيها ؛ نطلع وبسرعه لأني أنتهيت لو تتاخرين شوي زياده أكلتك أنتِ! لفّت عليه تستغرب خفّة الدم ؛ من أوّل ودك تاكلني جوعك ماله دخل خلّ عنك ، أبتسم مُستحيله يحسها .. يسند نفسه مرّه ثانيه ويلم يدينه يتكتف يشوفها تلم أغراضها تتجهز تلم شعرها ترتبه ؛ بسيطة نتغدى وأحلّي عليك لا تزعلين! يغمز لها يوم لفّت عليه تستوعبه يثقّل عليها دمه ، توسعت عيونها تَرمقه بنظاراتها يربكها ؛ أيهم!! أعتلت ضحكته يعجبه توترها يتمدد قلبه يتنفّس ؛ ما ينمزح معك؟ جدِّيه أنتِ زياده عن اللزوم؟ تلبس عبايتها وما تنتبه إنه كمّل لوحتها يغفل عنه تركيزها تغتّر عليه مازحه ؛ لايكون مو جايز لك الجد منّي؟ تترك حجابها على شعرها ينسدل مفتوح وتلمّه بخفّه تتعدل قدام عيونه مثل مرايتها تشوفه يذوب يمد يدينه ليدينها ياخذها له يمسك ظهرها محتار من وين يبداها وكيف يصعب عليه الثبات كل مره معها يحاكي عيونها شوّي وشّوي تشاكس عيونه لشفايفها يتأملها ويحكي ؛ جايز لي كلك تدرين جايز لي جدك والهزل ومنك الغضب ومنك الرضا والبرد وأسباب الدفى باقي تسألين ؟ أبتسمت يرجّف قلبها ماتتحمل أكثر تتورد خدودها دفّته تنبهه وقت مال لخدّها الدافي يسرق منّه مايكفي بعض شوقه ؛ بمقر عمل بمكان رسمي ترانا ! ما كفاك ما جانا منّك قدام أبوي؟ تراجعت خطواته تنهّد يحك حواجبه ماينسى اساسا لجل تذكّره يطلعون تتناسب خطواتهم تقفّل خلفها مَكتبها .. يفتح لها باب المبنى توقّف عند سيارتها تفكر للحظه ؛ نخليها؟ قرّب ياخذ منها المفتاح؛ نخليها أوصّي من يجيبها ، ياخذها معه بسيارته يتركها تفتح بابها بنفسها ، يشّع الحُب من عيونها وقت الي شافت بوكيه الورد " الوردي" يملأ المقعد أنحنت ترفعه لها تضحك يخجلها بفكرة إنه يكرر معها كل شي حصل بينهم بأول زيارة له لمكتبها ، نفس التفاصيل تعيشها بمشاعر ثانيه بقلب مليان بروح شغوفه وعقل به مجنون ، تحس بعيونه عليها تحس به كيف يتأمل " ردّة فعلها" ويسمعها تسأله ؛ عادات وتقاليد الورد ؟ يعجبه كيف إنها تفهمه كيف ماتنسى تفاصيلهم يهز راسه بالإيه يأكد فهمها ؛ عادات وتقاليد .. تركب معه ياخذون طريقهم يسألها من حسّها طول الوقت تتأمله بحضنها ؛ تحبين الورد إنتِ؟ تنهدّت تنسرق من لحظة الخيال الي عاشتها تحكي له عن فَلسفتها تجاه الورد ؛ أحبّ كل شي رَقيق وزاهي مو بس الورد ، لكن أزعل ما أحبه يتحمل قسى الارض وحرّ الشمس ما أحبه يقضي عُمره لجل يعيش بعدين تنقطف جذوره الي تعب يثبتها تعب يقنع الأرض تسمح له يتمدد فيها بعد كل هذا البشر بكل بساطة ينهون حياته عشان بس يستخدمونه كوسيلة تعبير لمُناسباتهم ومشاعرهم ، ذُهوله كله باين من إتساع صدره يستوعب عُمقها يستوعب إنسانيتها وللحظه بس أنسرق باله يتخيل إنسان مثلها بكل هذا الحنان الباذخ كيف ممكن يضطر بيوم من الأيام يتخذّ قرار ضار كيف ممكن تكون مرّت عليها أيام الماضي كيف قدرت تتحمل تختار مُجبره تسلبه حياته وحريته! يتذكر الصعوبه كلها الي عاشها ، كيف هي ممكن تكون عاشت أضعافها بهذا الضمير الحي الي تعيش به ، مايبين لها وين وصل به عقله يرجع يركّز معها ؛ أحبّه إيه مافيه أحد ما يحب الورد لكني أفضّل يعيش مثلي مايموت بسببي! ولو إنها سُنة الحياة هذي وطبيعتها لكن الورد وكثير أشياء نقدر نعيش بدون ما ننتهك حياتهم ، يسمعها مُغرم ماوده توقف ماتسكت ما تنتهي يحبّها يحب الحكي يحب السكوت ويذُهل معها كيف صار حاله يتبدل معها كل شي ، تسكت للحظات تستجمع نفسها أخيراً تترك الكبرياء شوّي تعبّر له أخيراً عن شي يدور بقلبها وتشاركه هالمره ؛  وجهة نَظري لا تحسب إنها بتخلّي الورد منّك شي عادي لا بالعكس حتى إني أفهم غاية الناس أفهم ليه يستخدمون الورد بينهم لأن الشعور اللطيف الي حسيته يوم شفت الوردات هذي ما أقدر أوصفه لك! كيف إنهم آخذوا كل تعب يومي كيف عيوني بهم شبعت! تنهّدت ينبض قلبها تبرد أطرافها ؛ وبك أنت ! بتركيزك بكل التفاصيل يآسرني كل شي منك أحب الي يداري خاطري يجتهد فيني ويصبر ومايمل، وصرت أسأل نفسي معك أنا وش سويت حتى يكون هذا جزائي منك ؟ساكت مركّز بطريقه يشتّد وجهه لأنه يتماسك يثقل ما يموت حُب ومايصرخ من لذيذ كلامها على قلبه .. مايرد على تساؤلاتها ومايعرف فعلاً هي وش سوت عشان تصير كل حياته ودّه يعيشها لجل يرضيها! يوصلون لوجهتهم ينزلون على حدّ الشارع يوقفون ينتظرون الفُرصه المناسبه يعبرون فيها الطريق ، أنتبهت لكفّه الي أمتد لها تفهم إنه ما بيمشي بدونها تفهم إنه يخاف عليها تقطع الشارع لوحدها ، تشبك كفّها بكفه ويمشي بها يدخلون ، راقيه الأجواء حولهم يجلسون على المطل جنب الشباك الزجاجي تشاركهم السماء والشمس الغاربه جلستهم ، ياخذون قوائم الاكل يقضون وقت يتخيرون يحتارون ، يقدمون طلبهم ، يحكون بوقت الإنتظار عن كل شي ولأول مرّه يعيشونها جلسه هاديه بينهم ونقاش رايق يتعرفون فيه على بعضهم شوي ، تحكي له عن حياتها بلندن ، أيام دراستها ، وياخذهم الحديث لموضوع الدول الي زاروها وتنحنح أيهم يفاتحها بالموضوع ؛ على طاري السفر ، وين ودّك نسافر ؟ سكتت تفكّر وتسأله؛ نسافر؟ رجّع ظهره للخلف وضحك يحكي لها؛ ماتبين شهر عسل إنتِ ؟ تعدّل يكلمها بجد؛ لا فعلاً نحتاج وقت نقضيه وحدنا ما يشغلنا شي أعرفك فيه وتعرفيني! مطولين دامك رافضه يصير العرس قبل يجي هتان ، قاطعته تأكد له ؛ إيه ما أبي شي بدونه تناقشنا فيها هذي ما أبي ينزل يحضر معي يوم ويرجع يبعد ، أبيه بعد مايخلّص يتفرغ ويعيش معي كل شي ماعندي مشكله نطول مارفضت حتى إني أعيش معك بعد العقد بس هذا يوم واحد بعيشه مع الناس الي أحبهم بالشكل الي أحبه ، قاطعها أيهم يتفهمها ؛ ما أختلفنا قايل لك أنا الي ودّك يصير لكن ليش نتقيد! نسافر الحين وبعدين وكل وقت حلو السفر ، نغيّر جو أقلّها وتهدا النفوس؟ رفعت كتوفها تحتار ؛ ما أدري إتركنا نفكر! يقاطعهم وصول الأكل وينسابون فيه يجربون الأطباق المُختلفه ، ينتقلون للجلسات بالأعلى يستمتعون بالمكان المفتوح ، يحلّون وثالثهم قهوة سعودية مهيّله ترفع الراس ، أنتبه لتركيزها على البيانو من بداية جلوسهم وهو بس حسّ بأن خاطرها تجرب عرض الفكرة عليها ؛ ودّك؟ لفّت عليه وأبتسمت تدري إنه مايدري بأن البيانو خليلة روحها تحكي له تخبّي عنه الحقيقة ؛ ودّي بس ما أعرف ! يشجعها تجرّب ؛ قومي جربي ، رفعت حواجبها تتأكد ؛ ما تقول فشلتينا؟ تنهد يميل راسه ؛ ماعليك من أحد فشلينا عادي ، وقّفت تمشي يتبعها نَظره بيمينه فنجال قهوته ويتأمل وصولها ، جلوسها على المقعد الأسود ، تمرّن أصابعها من مُده ما تعزف شي تتوتر شوي لأن الناس حولها ..تحتال عليه بأول مرّه بعزف عشوائي ويضحك من فَشلها الذريع ، وهي بس لحظه لفت عليه فيها تشوفه يضحك وضحكت تتعدّل يستقيم ظهرها ترفع المقعد وتبدأ مرّه ثانيه ، بداية حقيقيه ، تترك أصابعها تتمايل على النوتات بمهارة عالية ، تصدمه وقّف ما يستوعب.. وقف ما يستوعب عقله المشهد الفنّي الحاصل قدامه بين ريمه والموسيقى علاقه كبيره على منطقه كيف الفن يجي منّه فن! أربع دقايق كل المكان حولها عاش لحظة شاعرية جداً ، الناس حولها ، الشيف والنادل والأشجار والحمامه البيضاء الي أستقرت تَطرب والشارع والغروب البادي وقلب أيهم كلهم لوحه مآسوره صنعتها هي شكّلتها ولونتها ، تنتهي المعزوفه أخيراً تلتفت خلفها تشوفه بخطوات بسيطه عنها يوقّف ، تنزل يدينها تضمهم بنعومه لحضنها وضحكت تخجل من التصفيق الي نالته تضحك منه من صدره الي يهتز يضحك يشد نفسه شوّي يتماسك يشوفها وقّفت ، وردّية الخدّين وينتظر منها تفسير ؛ هذا ايش؟ وش سويتي إنتِ ؟ تحكي له بغرور مايسمع غيره ؛ هذا أنا ، تنهد يعجز مايحسها الا لحظة حلم مرّت على صحوتهم يحكي؛ الغزال طبعه لعوب بكل شي لعوب بالشاعر وقلبه وقصيده وإنتِ رِيمه غزاله ولعوبه تقولين لي ما تعرفين وآثره مايعرف غيرك! ضحكت تردّ له غمزته؛ أحسن مني أنت يوم تصدمني يالشاعر؟ ميّل راسه ينفي ويطلعون لبيتهم يرجعون ماتغيب الدهشه منّه ولو للحظه مايخف التأثير الي يحسّه ، يحكي لها ؛ نزور أهلي الليلة؟ نسهر معهم تركي يقول متجمعين وإنتِ تغيرين مع البنات جو؟ تنبّهت تتذكر وتجاوبه بحماس ؛ إيه صح هم مرسلين لي اساساً نسيت أقول لك، نروح أكيد ودّي ، أحبهم أهلك أحبهم ، لفّ عليها يتعجب؛ بس أهلي؟ وولد أهلي وش وضعه؟ سندت راسها تضحك توقعت كلامه ، همهمت تفكّر تتساخف عليه ؛ يعوّضك الله ان شاء الله ، تنهد يكرر كلامها؛ يعوضني الله.. يلمح المَشتل قدامهم يخطر بباله كلامها عن الورد ، أنثنى طريقهم له مُباشره ما يأجلها فكره ، تستغربه من أنتبهت لإختلاف الوجهه تسأله ؛ وش فيك ما بنرجع البيت؟ يركن سيارته بالمواقف يحكي لها وينزلون؛ بنرجع إنزلي معي أول ، تفك حزام الامان تشوفه جايها لبابها تتعجب ما تفهم منّه شي! يفتح لها الباب يسحبها معه يركضون يلحقهم وقت المغرب ويبرد عليهم الجو يدخلون المشتل ، توقّفه تسأله ؛ أيهم ما اقرا أفكارك أنا ، لف عليها ما تصبر عليه ؛ نشتري ورد حيّ نزرعه بحديقتنا يحيا معنا؟ أبتسمت ينبض قلبها له بجنون كيف إنه يحوّل كل خيالها لواقع تعيشه معه ، مايكفي شعورها الكلام كل الكلام ، تمشي معه بين رفوف الورد بين النباتات والأشجار يحتارون وش يختارون ، ينفصلون لدقايق كل منهم بإهتمامه تشوفه يحاكي الرجل الواضح عليه إنتصاف العمر وتفهم إنه صاحب المشتل من لبسه ، يرجع لها يحمل الأشجار الصغيره توّها ، يختار الياسمينه الهنديه ، الساكورا وأخرها الجاكرندا البنفسجيه وتختار هي النباتات الرقيقه القريبه من الأرض الورد الطائفي ، الفُل وإكليل الجبل ..ضحكوا يتعجبون مرّه ثانيه مُتضادين وإتجاهتهم مُتعاكسه وكل منهم يعكس شخصيته بإختياره ، يطلعون والجو يغيّم كل ماله أكثر ، يدفّي أيهم يدينه وينفض الغبار منها يتلمّس التُربه كان ، تحكي له؛ نزرعهم اليوم ترى حط ببالك لا تقول بكره ومدري وشو ،تبسّم يفقد عقله من حماسها وعدم صبرها تكمّل كلامها ؛ ودي  نزرعه الحين متى نوصل البيت! ضحك من عَجلتها يحكي لها ؛ والصلاة؟ نصلي أوّل وبعدها ملحوق على كل شي نزرعهم ونتجهز نروح لأهلنا ، ما تمرّ الكلمة عليها بشكل عادي تنتبه له يوم يصيرون أهله أهلها معه ، يمر عليهم الوقت بعد الصلاه ، تسبقه للحديقه ، يبدّل ملابسه يتخفف وينزل يلحقها يلمحها مع الشباك ، تلبس الفستان الأبيض المورّد تلمّ الجاكيت الصوفي عليها يدفيها ، وبيدها كوب الـ " هوت تشوكلت" ترفع شعرها تنزّل بعض الخصل منه  بطريقه عشوائيه ، تلتفت لصوت خطواته ؛ أخيراً أيهم أخيراً وش تسوي جمدت أنتظرك تمد لك كوبه ؛ حتى الهوت شوكلت حقك برد! أخذه منها بين الورد يشوفها ورده مزروعه بقلبه، تترك قهوتها على طاولة الخوص الطبيعي ، تاخذ شوره ؛ تدري وش بنسمع؟ يرتشف قهوته يسألها ويطلب الله الثبات بهالليلة؛ وش بنسمع؟ تشّغل له الأغنيه ومايعرفها لين يسمع صوت أصاله ، ميّل راسه بقبول مايرفض ، ويتناهى كل تركيزه بتناسب إختيارها للحدث الي يعيشونه تختار تسمع وتسمّعه " الورد البلدي" يحكي لها ؛ كل الليلة ورد شكلها؟ يتناقشون بأماكن الزراعه يختلفون ويتفقون وينسابون بلحظاتهم ، يجلسون بجنب بعضهم يحفرون التُربه والأرض المبلوله ، يتبادلون الأدوات وكل منهم يكمّل الاخر ، لحظة سريعه تردهم للواقع تنغرس الشوكه بيد أيهم ويلفظ الآه تنعقد ملامحه من إحساسه بالألم والحراره مكان الشوكه ، تترك الي بيدها تشوفه ماسك كفّه يخوّفها تسمّي عليه تاخذ يده تسأله ؛ وش فيك!! تنفخ عليها تخفف شعوره بالألم ويحكي لها ؛ ريم شوكه مو حُرق ، وترد عليه ؛ أدري بس الشوكة تحرق ماتحس؟تقضي وقت تركّز تحاول تطلعها وتصعب عليها مكسوره وماتلمح الا جُزء منها توجعه محاولاتها ويسحب يده  تصرخ لأنها كانت شوّي وتطلع ؛ خلاص خليها بعدين نشوفها ! وتلومه ؛ كان شوي لو تصبر شوي بس وتطلع ويرفض تكمّل ، يرجعون بسيرة الورد ، ينزلونها بأماكنها يثبتونها ، يدفنون الجذور ويروونها أخيراً بالماء ، تتسخ ملابسهم ، يدينهم وكل شي فيهم بالتراب يمتلي ، يتمددون على العُشب يستريحون للحظات يتأملون وجه السماء المُكتظّ بالغيوم يتغطى ، وقّفت بجلوسها تتعدل تلمح الطين وماتتركها بخاطرها تعجنه بيدينها تكوّره تجهّز ذخيرتها الغداره وهو بس وقّف يستغرب هدوئها ينفض ملابسه شهق بلحظة غفله فيها تداهمه ،يمتلي صدره بالطين يتناثر عليه على وجهه وعيونه مايستوعب الرميه الأولى حتى تنهال عليه الثانيه والثالثه تصيبه"رميّة الهديّف "وماله بهاللحظه حيله يغطّي وجهه ويلعنها يسمعها تضحك بجنون عليه تشوفه يمسح عيونه يمسح وجهه يشوفها تنثني تجهّز عدتّها الثانيه تنسى أنبوب الرّي يسحبه ماتحسّه ثواني كانت حتى صرخت يرتكز ظهرها من برودة الماء ، تترك كل الي بيدها تتشنج بمكانها تطلبه يوقّف ومايوقّف يغرّقها كلها، تركض تبعد عنه ويضحك يسمعها تشتمه تغضب تبرد يرجف كل جسمها ، يمشي لها تهدده؛ لو أمرض يا أيهم لو أمرض ما تسلم !! ضحك يتعجب ويحاكيها؛ حلوه ذي! تبدين وماتبين يجيك الرد ؟ لو مرضتي إنتِ الي بديتي وإنتِ الي جنيتي أنا وش دخلني؟ مشت ماتتحمل البرد تخاصمه بطريقها ؛ زين بس مو كذا شفيك أنت! تاخذ شاور دافي وبه تبدأ تتجهز ، تجفف شَعرها الأسود تتركه مُموج بشكل غَجري طبيعي ، تلبس فُستانها الأسود يرتسم على جسدها بالتفصيل المُميت تزيده بالوشاح البُني الي ياخذ لون الخشب ، تلبس أقراطها الذهبيه ، ساعتها ، تتعطر ، وتنهي أخر لمساتها بالروج الأحمر العتيق ، تلبس الكعب البُني بنفس درجة الوشاح ، تاخذ شنطتها ، تعلّق عبايتها بذراعها وتطلع تشوفه جالس وقدامه لابتوبه يستغل وقت إنتظارها ينهي بعض شغله وألتفت يوصله عطرها قبلها ، تَطرب مسامعه لصوت خطواتها للخلخال الناعم الي أنسرق نظره وتركيزه كلّه بإتجاهه يُسلب وعيه وعقله يتوه ، غمّض عيونه لثواني يستحضر الثبات يسمعها تحاكيه تعلمه بأنها خلّصت ؛ نمشي؟ يشتت نفسه يسترد وعيه من صارت تكرر كلامها عليه؛ أيهم؟ أحاكيك تسمعني؟ آخذ نَفس يوقّف قبالها ، طايح قلبه تصيبه سهامها للمرّه الثانيه ،يحكي لها؛ إيه مشينا ، وكل خطوه يمشيها أصعب من الثانيه يوصلون حدّ الباب يفتحه ، بذات اللحظه ينهد عقله يقفله ويلفّ عليها ؛ وش رايك ما نمشي؟نبقى الليلة ببيتنا؟ يرجّع شعرها للخلف يصب تركيزه عليها ، ثقيل النَفس يحسّه بصدره ، تشوف عيونه تَذبل ويغفى حيله ؛تستقر يدينها على صدره؛ نطلع نسهر مع أهلك إتفقنا والناس ينتظرونا شينه وش نقول لهم! رفع راسه يتنهد صحيح كلامها لكنّه ما يتحمّل ؛ إنتِ قولي لهم إنتِ العذر مانطلع! توسعت عيونها؛ أنا وش سويت بعد؟ لف عنّها يفتح الباب يتحلطم؛ وبعدين يعني؟ اذا بيبقى هذا حالنا ترجعين بيت خالد أهون علينا كلنا ، وقّفت ماتمشي تسأله؛ وش يعني أيهم وش يعني كلامك؟ لف عليها ينفك صَبره؛ يعني مليت يعني تعبت! تكتفت تتجهم ملامحها وتزعل؛ مليت من وش اذا ماتبيني علمني هوّن على نفسك ! يغضب ؛ أبيك بلاي إني أبيك!! .. شدّت على فكّها تنزّل يدينها تثبت بوجهه ينتهي صبرها يَجمح غضبها ، تلتزم الهدوء ويتعجّب منها يتبدّل فيها الحال ، تأخذ نَفس تركّز عيونها بعيونه وتحكي له بالصوت الراكد تطفّي ثورة مشاعره وغضبه تأشر له على الباب ترجّعه بإشارتها ؛ هيّا ! عَقد ملامحه مايتوقعها ، يجيه ردّها على عكس العاده للحد الي ترك الصدمه تحل عليه بدالها يسألها يتأكد ؛ هيا أيش؟ تنهّدت توضّح له يوم ما صار يفهم الواضح ؛ هيا تدخل تاخذ الي ودّك..تُشهِر ثباتها بوجهه ؛ ترتاح أيهم وأرتاح أنا ويرتاح عقلي وترتاح روحي من الضغط من خوف الإنتظار من الهمّ الي أعيشه ، ما عاد تمّل ولا تتعب ولا تصبر ما عاد أصير اختبارك ولا أصعّب عليك دينك وتلوموني به ، يصير الي ودّك ونخلص ، بردت ملامحه تنزل على قلبه الصدمه تبيّن به ويرفضها ؛ وإنتِ تعاندين نفسك كذا؟ ما أخذك وإنتِ معي أحسك مجبوره ما أخذ... قطعت كلامه تشتعل منّه غَضب تفرض عليه الهدوء ؛ راضيه مو راضيه شي مايعنيك نفسي الي تهمك عطيتك فيها الرضا لا تكثّر الكلام بغير وقته ، لا تشدّها بينا وتصعبها ، ما أفهمك تبي أنت ولا ماتبي؟  يجن عقله من سكونها من سماحها ومن ثباتها قدامه يشك بعقلها ؛ فاهمه زين أنا وش ودي صح؟ غمّضت عيونها يعجزها تضغط على فكّها ؛ أيهم! فاهمه الي تقصده والي تبيه فاهمته وأقولك إيه يصير ونخلص وش الي ما تستوعبه أنت؟مشى لها وأرتجف قلبها يحكي لها ؛ وصلني منك الرضا تأكدت منّك مرتين لا تلوميني بعدين ! تحسم الأمر وتثبت على قرارها تحكي له؛ لا ما ألومك .. مشت معه ياخذها من كفّها لغرفتهم يطلعون وكل خطوه تاخذ من عُمرها عمر تهدّي نفسها تحكي لعقلها بأنه شي حاصل لا مَحال وبأن المواجهه أرحم من الترقّب والإنتظار ، تدخل قبله وبعدها يقفّل الباب وصوت قلبها أعلى ما بالمكان ، تحسّه ما تلتفت له ، ما تتحرك تحسّه يطيّح من على كتفها الوشاح، تنزل يدينه على خصرها تستقر ، خلف عُنقها تحسّ به ومال راسها على كتفها من قُبلته الوحيده لعُنقها ، يتركها واقفه ياخذ جوالها يشغلهم الإتصال ، يقفّله ويقفّل جواله على الطاوله يتركهم وينزّل السِتار ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن