22

9.7K 209 70
                                    

"أدخلي عمري بخطوتك اليمين
اضوي أيامي وعتمات السنين "

- بعد مرور يومين -

صباح طال الإنتظار وصباح الموعد المرسوم بحبر
الشعور بين قلبين ، قلب خايف وقلب مغروم ..
واقفه تتأمل فستانها الأحمر ، فستان اللقاء الثاني
وأول شرارات الشعور ، فستانها الي ضيّع ثباته
وفستانها الي هو اختار تلبسه مرّه ثانيه بإصرار
تعرف له سبب وتجهل له أسباب !
تتذكر كلام أبوها بالأمس عنّه ..

" قبل يوم .. على بدايات الغروب "
جالسه بمكتبها رافعه شعرها بعشوائيه تثبّته بقلم
الرصاص دلالة التركيز
كوب قهوه ، اوراق كثيره ، ملفات ، لابتوب وشمعه
عطريّه ، شباك مفتوح وستار تحركه الهبايب البارده
تدرس قضيّة جديدة ، تقضي عليها أغلب وقتها
تشترك في مساعدة فريق التحقيق الجنائي في فك
خيوط هذي القضية كثيرة الأبعاد ..
قاطعها صوت الباب رفعت عيونها متعجبه
الداخل بدون انتظار الأذن ! لين شافته هو واقف
عقدت حواجبها مستغربه جيّته : أيهم !
- صاير شي ؟ أبوي فيه شي ؟ ليش جاي هنا ؟
قاطع فضولها المُرتاب يهديها :
- اهدي ! مافيه شي لازم يصير شي عشان اجي ؟
خطيبتي وودي أزورها !
قلبت عيونها بخفه بعد ما طاح كل القلق منها
وتمتمت بسخريه : والي يجي لخطيبته يجي ويده
فاضيه ؟ ياخي على الاقل ورد تشوكلت اي شي حزت بخاطري صراحه !!
ابتسم يميل شفايفه بتلقائيه يسمعها تقوله يجلس
تدري انه مو جاي يشوفها تدري عنده شي لكن
ما كانت متوقعه وش في باله من رفض

- مرّه ثانيه ، بس الحين جاي اخذك مو جاي اجلس
قرّب من مكتبها يلقي نَظره على شغلها تلفت انتباهه ورقه
بين الأوراق يشوف صورة المجني عليه مرر عيونه
بشكل سريع يقرأ المكتوب وتمتم بتعجب
- مقتول ولا منتحر ولا وش وضعه ذا ما كأنه صغير
على كل هذا ؟ تنهدت ترفع كتوفها بعدم المعرفة
- ماندري للحين قضيته قيد التحري والدراسه
المحققين مختلفين الي يقول مقتول والي يقول
منتحر ..
رفع عيونه لها يستجوبها :
- ومعالي المحامية وش تقول ؟
لوهله حسّته يستسخف بها لكنها استوعبت جديته
- ما أدري باقي كثير على القول ! احتاج ازور مسرح
الجريمة احتاج اقرأ التقرير الطبي احتاج وقت كبير
لكن لسبب ما أعرفه نفسي نزاعة لموضوع القتل ..
قاطعت مسار الحديث ترجّعه لأساس زيارته
خلّك منه وش جايبك ما قلت لي ؟
مدّ يده يضغط على مؤخرة راسه :
قلت لك جاي اخذك !
أعرضت بقولها وش الي جاي اخذك وين ان شاء الله؟
زاد استنكارها وهي تشوفه يسحب شنطتها
ويلم اغراضها تمتمت توقّفه : وش تسوي انت !!
مارح اجي معك لأي مكان !
عينها عليه يقفل شنطتها ماهو معطي رغبتها
أي اعتبار : مشينا ؟ نطقها ببرود يستفزها ما كأنها 
قالت شي وما كأنه  يسمعها تخصّرت متعجبه منه كيف يسوي الي وده هو ؟ طال صمتها وطال وقوفها
لين قالها : تمشين بنفسك ولا اجيك اسحبك زي
كل مره ؟ وهي عارفه زين انه بيسويها ماعندها شك
في هذا الموضوع تمتمت بسؤالها : أول علمني وين!
زفر نَفسه تضيّق صبره كثير ، تظنه يمزح يوم ارسل
لها يجيها ياخذها تشوف بيتهم ، لكنه نفى ظنونها
بجوابه : تشوفين بيتك قلت لك قبل هالمره ما ادري
وش فيه مخّك يقفل كذا وقت يصير الموضوع عندي!
تكتفت بإعراض أشد مما سبق مو مستوعبه جدّيته
ابدا مو مستوعبه ومو راضيه فكرة انها تنتقل وتعيش
معه
لفظت بغضب : ولد ! ماتفهم انت ؟ حياه معك
ما بعيشها ، ما يجمعني بك سقف واحد
قلت لك قبل وبرجع اعيدها لا يعني لا !!
جايها بكل صبره ماله نيّه تعصبه ولا تستفزه
تقدم يسحبها ، خيّرها وهي ما اختارت لذلك هو اختار!
يبتر كل رفضها ويخمد حدّتها :
- زين ما بتعيشين فيه بس امشي شوفيه وارجّعك
ما اعض ترى ! الا اذا حديتيني عضيتك والله !
مشت معّه تسحب نفسها عكس اتجاهه ما ساعدتها
كعبها ابداً لين تمسكت بطرف المكتبه ووقف هو
يستغفر ويتمالك اعصابه بتجلطه بس متى مايدري
قرب منها ما عاد يفصلهم شي وهمس لها بتهديد
- بتمشين زي الناس ولا والي خلقني اشيلك قدام
الله وخلقه لاتحديني ! فكّت يدها ومشت مشت زي
الحلوه ماودها حتى تتخيل شكلها معلقه على كتوفه
يمزح او يبالغ؟ ماتظن ان بوجهه حيا وبيسويها صدق
يابس راسه مايطحنه شي
وابتسم هو يمنع ضحكته كيف حس انها فعلاً خافت ؟
كيف بدت تعرف أطباعه زين ؟
فتح لها باب السياره ومشى يركب هو الثاني عينه
عليها كيف شاده يدينها متكتفه دلالة عدم الرضا
داهم قلبها وقت التفت يرجّع جسمه للمرتبه الخلفيه
يسحب منها بوكيه ورد " أحمر"
غطى مَدى رؤيتها واختفت هي فيه وطال صمتها
احرج غرورها هي ما كانت منتظره منه شي
وعاتبت بمزح ما كانت جدّيه ابداً وفهمت هو ليه ابتسم
حزتها وتذكرت كلام شادن
" لاتخافين هو كذا لأنه كتوم لكن افعاله العكس "
تركها بدون عنوان ماكتب لها أي شي يخليها هي
تفهم بدون ما يكون صريح وقت اختار يسمّعها
أغنيه ويترك نفسه فيها تسمعه بكل جزء منها
وارتبكت وقت اختلط صوته بصوت أبو نوره
قد ذكائه في اختياره للجزء الي ودّه يوصله لها
وقت صار يردد " ليلة لقانا مولدي "
قد ذكائها في فهمها لإعترافه المُبطن الي
يخليها بين الشك واليقين يخليها تحتار هو قاصد او
مصادف ؟ يخليها ما تعرف له جواب ويخليها
لظنونها تاخذها وتوديها ..
قد ما كان جريء هي بالمقدار نفسه كانت تذوب
من خجلها تحس بالحرارة الي تحرق خدودها
عينه عليها بدون ما تحس يمنع ضحكته وهو
يشوفها كيف متوتره ساكته للحد الي يخليه يشك
انها موجوده ! عينها على الطريق الجانبي تتأمل
غروب الشمس تتأمل اكتساء السماء بالالوان البديعه

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن