31

5.7K 174 93
                                    



" بيت عبدالعزيز "

مدّت شادن لحافها تطلع من سريرها تترك أفكارها عنّه ، تقفّل جوالها تصحيّها عمتها " نيّاره" للفطور تناديهم كلهم رَغبة جدّهم سلطان يلتمون حوله بأول الصباح جدهم الي يعيش عمره كله يوصيهم بالترابط الأُسري ويتطبعون بطبعه كل عياله ، تتجهز بسرعة وتطلع لاخوانها ، تشوف الوقت وماتشوف تركي وماهي عادته يطلع بمثل هالوقت الباكر كل ظنها بأنه سبقهم تفتح غرفة سلطان تصرخ من شدّة البرد الي أستقبلتها تُصيبها القشعريرة  تفتح الستار وتصحّيه ؛ مو صاحي ما تحس أنت !! ثقيل نومه مايصحى لها يسمعها بشبه وعي تحاكيه ؛ سلطان بتقوم جدي يقول نفطر عنده هيّا ، تسحبه ثقيل عليها ما ينسحب لها تزعجه ما تمّل يشوفها بطرف عين يستوعب كلامها وأول ما تبادر بذهنه يسألها ؛ سديم بتجي؟ توسعت عيونها بذهول يجنن عقلها ؛ ياويلي انت وش دخلك ؟ هذا همّك سديم بتجي ؟ فتّح عيونك زين أوّل وقم لا يتوطى جدي ببطنك خلصني مالي حيلك سلطان مالي حيل ، يسحب نفسه يصحى يمسك جواله بشكل تلقائي يتصفحه بسرعه ويسألها ؛ انتظرك نداوم مع بعض ؟ تسحبه معها ؛ بنتفاهم ، الحين قوم خلصنا يومك سنه سلطان شوف حتى تركي سبقنا ! تنتظره يتجهّز ينزلون إثنينهم على تركي يضحكون بثقيل الحكي " يطقطقون" بأنه ما صبر ينتظرهم يسابق كل شي بس يشوف " رَواء" وتركي لو يسمعهم هدّ حيلهم إثنينهم على هالكلام وحُسن حظهم إنه ما يسمع ! يدخلون بيت جدّهم يصبحون يوصلهم الترحيب، يسلمّون على جدّهم بوسة كتف وبوسة كف ، تجلس شادن بجنب جدّها يسحبها على كتفه يميّلها يمازحها يبوس راسها وتغار منهم نجد وأكثر منها نيّاره يعتبون ؛ مانشوف هالحب إلا لأحفادك ! تنهّد مايخلص من هالموال كل مره ؛ أحبهم وأحبكم كلكم عيالي لكن هذي غَزالتي هذي بنت عبدالعزيز هذي الله فطر قلبي بحبها ، تستحي شادن عنّهم تغطي وجها بيدينها تذوب من فرط المشاعر وتضحك ما تتمالك نفسها ! تحبّه مايمر يومها بدونه إن ما كان بالنهار يصير بالليل المهم تشوف " سلطانها " تذكار طفولتها وهي تحس نفسها عاشت على يدّه مع عماتها ، تلف عليه تتعلق برقبته تحضنه ؛ ماعليك منهم العواذل يحسدونا ! يلتفت السلطان على حفيدة سلطان الوحيد بينهم الي يسأل ؛ تركي ما جاكم؟ يشد تركيز شادن وتسأل معه ؛ صح ! تركي وينه! وترد نيّاره ؛ أخوكم تسألونا عنّه؟ ياخذ الموضوع مجرى ثاني من وقّف سلطان يسمع كلام جدّه بعد ما شاف بنات عمّه كلهم داخلين ، بينهم سديمه ؛ سلطان حق الشوف وأخذته قم عند عمامك تفطرون لوحدكم وأنا بين بناتي ، تنكسر مجاديفه مايرضيه الحال ؛ يعني وش لازم نصير بناتك عشان نفطر معك؟ يمشي ويسمع جدّه ؛ لو انك جاي تفطر عشاني ما اختلفنا ..


__________

"مَقر الإجتماعات "

يدخل أيهم  لثاني إجتماعاته يقفّل الباب ما بعده أحد ينتظرونه ، يسلّم على الحاضرين ويمشي يجلس بمحله تحت عيون خالد الي يستنكره يحس بقلقه مشغول باله ومايفوت خالد أي شي يخص أيهم ، ثقيل خاطره بينهم فترة من البعد بينهم برود بينهم جفا ما عمره حصل ، طيّب الحال بينهم من الخارج ومتفاهمين لكن الداخل كل البلا فيه تشيل الخواطر ماتشيل الأراضي ، وهذا كثير عليه ويوجعه بالحيل ويدري بأن الخطا كل الخطا عليه هو ما كان على أيهم لكنّه مضطّر وإن كان رايه بيجيب الزعل ، يجيبه راضي ولا يمس أيهم ضرر مرّه ثانيه مايقوى ، يدور بينهم خفيف الحكي قبل يبدأ كل شي يسأل خالد أيهم مايسمع غيرهم ؛ وش متعبك؟ لمحه يوم مسح عيونه يغالبه الإرهاق ، ألتفت عليه أيهم يرد ؛ مابه جديد .. ويكتفي بجوابه الي ما كان جواب لخالد وأستفز عقله كيف صاير يمتنع عنّه بهذا الشكل يمنعه من كل شي وما عاد يعرفه ! شدّ على عيونه يَصبر لين يجيهم الوقت المناسب ، ولأن إجتماعهم ما يشمل ذياب ما حس خالد بأن غيابه جاي من خلاف عليه وتعب ، يبدون إجتماعهم ، يسير على ما يناسب أمن الدولة ونسبة النجاحات بأخر فتره تنعرض لهم بالرسم البياني تُشير لهم بالارتفاع الايجابي ، ما يطول الأمر ، ينتهي بهم الوقت ، تلتم الاوراق ، تُرفع ، ويطلعون بالتوالي لين إستقرت يمين خالد على كتف أيهم يوقّفه ، يثبّته بمحله ؛ أنت أجلس لي معك حكي ..ووقّف يعلمه بالحال لأنه يدري وش الحكي الي بينقال وماهو وقته ؛ ذياب بالمستشفى ، تعبان بطلب منك الأذن أكون عنده تأذن لي ؟ يرد على كل سؤال وصار خالد على علم بكل شي وبأن مافيه غير تركي حوله وتركي مرتبط حتى هو بأشغاله ، يمشي أيهم يأخذ الأذن ويمنع خالد ما يجي معه ؛ ترتاح ما بتسوي شي الا الانتظار لا نطلع كلنا ما بنسوي شي .. يوعده بأنه من يصحى يوصّل له الخبر يطلع تركي لدوامه مُباشره ويدخل أيهم ما يتقابلون بينهم  الوقت القليل ، وهو بس دخل أستقر نظره على الجالسين حول ذياب ووقفوا له ، يشوف " تَميم" أبو ذياب ويعرفه وجنبه يشوف الواقف " سلمان " الأكبر من ذياب ؛ يسلّم عليهم يعرّفهم بنفسه ويتعرّف عليهم يفرض إحترامه ويلتزم بالأدب بحق كل ما يمس طرف ذياب ، يسألونه عن كل شي عن كل ماحدث ويجاوبهم بالي يعرفه ، يوصلهم الخبر من رد تركي على إتصال سلمان لذياب يمر الوقت بينهم منتظرين كلهم ومابيدهم شي أكثر ، حتى حس أيهم حس بحركة ذياب وفز كلّه  يقوم من مكانه وقبله قلبه ينسى كل ماحوله يوقف على راسه يمسك يمينه يلاحظ عيونه الي تنفتح ببطئ وثقل وتعب ويهمس له ؛ ذياب ؟ تنرد له روحه ماهي روح ذياب

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن