7

7.4K 156 20
                                    


بعد مرور يومين ..
جاء اليوم المُنتظر تفصلهم الجغرافيا وتوحدهم القلوب
كلهم بلا إستثناء على أُهبة الإستعداد
كانت أعصابهم مُؤرقه من هذا اليوم تحديداً صاحب الشأن
أيهم الي كان القلق رفيقه في ليلته .. القرار الي بيصدر اليوم
بيغير شي كبير من حياته يعرف تماماً انه لا مفر له من السجن ..
يفكر بأمه أكثر من اي شخص اخر كيف بيكون شعورها
كيف بتصبر وتتقبل ! شايل همها بالشكل الي يرهق قلبه ..
تمتم بقوله يارب الهمنا الصبر والقوه يارب الطف بحال أهلي وهون عليهم شايل همّهم أكثر من همّه لأنه يدري كيف بتتأثر حياتهم سلبياً يدرك كيف بيخيم عليهم الحزن ويتعب نفسياتهم كيف ان غيابه بيشكل نقص عليهم دايم وبيذكرون كل ذكرى له بطريقة توجعهم يدري ان مكانه الخالي على طاولتهم بينغصهم هني عيشتهم ..
صلّى ركعتين بنّية النصر وقام يستعد من قرّب وقت المُحاكمه طلع أيهم مقيّد اليدين وأنظاره على أخر الممر يلمح وجود أصيل وسلمان الي كانوا بإنتظاره من مدة طويله
افترقت طُرقهم بعد ما ركبوا سيارتهم وهو ركب سيارة
الشرطة وتقاطعت طُرقهم على حد باب المحكمه نزل وخطواته تساير خطوات رجال الأمن يمينه ويساره يردد بداخله وحده من أكثر الآيات القريبه لقلبه
- فدعا ربه أنّي مغلوب فأنتصر
دخلوا القاعة وتوجهوا لمقاعدهم  أمتثل أمام القاضي بعزه واعتزاز بقوه وشموخ يلفت الحاضرين مايعرف للضعف والمذله طريق ..
على مَيمنته يجلس سلمان كماحميه وفي أول الصفوف يجلس أصيل وبعض الكادر السعودي  الي يتوسطهم عبدالاله ..
طلب القاضي من المتواجدين الالتزام بالصمت وأعلن بداية
الجلسه .. أخذ أيهم نَفس يحافظ فيه على إتزانه من بدا القاضي يسأله وهو يجاوب بطريقة مدروسة لا مجال للخطأ اليوم .. امتدت الجلسة لفترة زمنيه طويله تخللها عدة مُداخلات من سلمان ووقفات كان القاضي فيها يستشير أعضاء المجلس المكون من النائب العام والنواب المساعدين يستعرضون الملفات والأدله المُرفقه والعديد من المستندات ..
بعد مرور ما يتجاوز ساعتين من الزمن
ارتجفت القلوب وصاغت المسامع وصفت الاذهان من إعلان القاضي بدء اتخاذ الحكم النهائي اجتمع بمستشاريه لإتخاذ القرار في وسط صمّت موحش تكاد تُسمع فيه الانفاس..
بلع ريقه وغمض عيونه معلق كل آماله على الله انزعج من شعور التوتر الي بدأ يحاصره ويتعب أعصابه من ثقل الانتظار ، قاطع مخاوفه صوت مطرقة القاضي رفع راسه ووجه أنظاره ونبضات قلبه تتعبه من شدّة سرعتها
لمح وقوف ناصر وسلمان الي بالمثل مشدوده أعصابهم في هذي اللحظات الحاسمه ...
- نطق القاضي بواضح النبره :
- نظراً لما وردنا من معلومات وبيانات وأدلة وبعد دراستنا لهذه القضيه وما يترتب عليها من جزاء وعقوبات وفقاً للماده الخامسه والأربعون فقد تقرر الأتي : إعفاء المُتهم وبرائته من قضية حيازة المخدرات والترويج لها وإسقاط القضية بشكل مطلق ..
غمّض أيهم عيونه بشدة وتنفس الصُعداء تنفس من كل هم
توسط قلبه وروحه بهذي اللحظات ضحك وضحكت فيه حتى عيونه من فرحته التفت على صياح أصيل وسلمان من شدّة فرحتهم وفرحة الانتصار الي طغى عليهم
على عكس عبدالاله الي بدت عليه ملامح الصدمه ..!
طرق القاضي بمطرقته طالب منهم الالتزام بالصمت حتى انتهاء كامل الحُكم ..
- كمّل كلامه: وقد تقرر فيما يخص ثبوت إدانة المتهم بتزييف مستندات رسمية " هويته الشخصية " وفقاً للمادة الثالثه والستون من القضاء العام فقد تقرر إقامة الجزاء عليه بالسجن العام لمدة سنة مع منع الزياره والتواصل طوال مُدة الجزاء والإبعاد والمنع عن دخول حدود المملكة المتحدة
بعد إنتهاء الجزاء لمدة ثلاث سنوات ..
ما كان من أيهم شديد الحزن كونه متوقع وبالعكس جات الأمور أهون من الي كان يتمنى التفت لأصيل وسلمان والبسمه تعتليه وتعتليهم فرحتهم ببرائته أكبر من حزنهم
بسجنه ..
خرج عبدالاله والدنيا تدور به ما يدري وش حصل ووش صار وكيف ومتى !!! كثير اسئلة كانت تربكه وشلون لو عرف جسار !! فعلياً بينهيهم ..
طلع أصيل يكلم الفريق خالد والي كان بجواره عبدالعزيز الي كان يهز أقدامه بشكل متواصل ويقضم أظافره بلا وعي من شدّة توتره  منتظرين هاللحظه بفارغ الصبر
طولوا يا خالد طولوا ما عاد لي صبر قالها وهو يتنفس بعمق
- الاجراءات ماهي سهله ياعبدالعزيز طبيعي يطولون
مُحاكمه هذي مو شي سهل .. تزامن مع حديثهم صوت جوال الفريق خالد توجهوا كلهم نحوه سحبه عبدالعزيز يحطه على مكبّر الصوت وصلتهم فرحة سلمان وأصيل وصلتهم الاخبار السارّه الي أنهت قلقهم واضطرابهم تبادلوا الاحضان مستلذين بشعور الانتصار مستلذين بشكل جنوني !! قلوبهم ما كانت تنبض قد ماكانت ترقص من الفرح والسرور مايخفى انكسارهم بمعرفتهم ان أيهم بيغيب عنهم سنه كامله لكنهم متصبرين وعارفين انهم اجتازوا شي أكبر بكثير السنه عنده ولا شي ...
- الحمد لله الحمد لله نطقها خالد بصوت الرضا والراحه
الحمدلله يابو تركي عدّت بأقل الاضرار عدّت وبتعدي هالسنه
في لمح البصر بإذن الله
- رفع راسه عبدالعزيز معلق على اخر جمله سمعها
" بتعدي في لمح البصر " ...
- اردف بقوله : علينا بتعدي بلمح البصر بس هو بيحس حتى
بالثواني والدقايق هالسنه بتاخذ من عمر ولدي عمر يا خالد
كيف بصبر على بُعده وفراقه !! 
ماينكر انه مبسوط وفرحان لكنه متألم لو هي يومين بتوجعه
كيف بسنه ! مايقدر يمحي شعور غصب عنه يتملك قلبه ماهو بيده ..
رد عليه خالد بعد ما جلس بجواره : انا قلتها من باب تهوين
ما قصدتها من باب تسخيف وانت تدري ان الحزن في هالسنه
طاغي علينا كِلنا انا بنفسي كل ما دخلت مقر الاجتماعات
ضاق علي مكاني لامني لمحت مكانه خالي ..
لكنها بتهون وتعدي والله بيعينه الله ماتركه في الشديد القوي
مارح يتركه في الهين اللين .
وقف عبدالعزيز مودعه  ناوي يروح لبيته

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن