10

7.5K 152 22
                                    

" مثل بلادٍ مُشتعله بالنيران لكنّها صامته على الخريطة "

بوقت متأخر ..
رفع جواله من حس ما عاد فيه ذرّة صبرمافيه للحد
الي وده يستعجل الشمس ، وصله صوت أصيل الي واضح  انه  صحى على إتصاله يدري انه مستحيل يدق عليه بمثل هالوقت الا لشي كبير نطق بهدوء : سامحني صحيّتك ؟
جاوبه أصيل من حس ان صوته غريب :
-آمرني فيك شي ؟
طلعت من أقصى صدره تنهيده طويله لعله يفرغ شوي ما بداخله : أصيل بتساعدني ؟
فزّ يعدل جلسته من حس بخوف : تسأل ؟ انا لك للموت لو تبي آمرني يا أيهم آمرني وش بخاطرك ياخوي ؟
جلس على طرف السرير وهو يمسح وجهه مستثقل انه
يطلب من أصيل مثل هالطلب حتى ولو إن بينهم ميانه
- ما يامر عليك ظالم  مدري وش أقولك لكنّ إن كانك بتساعدني ما ودي تسألني عن أي شي لا عن غايتي ولا عن اسبابي ولا عن اي شي ثاني!  ، قصدتك انت لأن ودي بمن يحفظ سري ويرتاح له بالي
تمتم بقوله : ابشر بس وش العلم بديت تخوفني
ودّك اجيك ؟
تمتم بالرفض وكمّل : بنت الفريق خالد مُحامية
أصيل محتاج اعرف كل شي عنها مكتبها وموقعه وايام دوامها واوقاتها وكل شي يخصها ويخص شغلها ..
أدري انك بستغرب لكن لا تسألني عن شي ولا تجيب طاري لأي حد
ماينكر أصيل شدّة استغرابه لكنّه تحاشى فضوله بقوله :
بس كذا ؟ تم عطني وقت ويجيك ما طلبت
انتهت المكالمه بآخر كلمة نطقها أيهم : انتظرك ..
نزّل الجوال واقف قدام المرايه يتآمل إنعكاسه مسح وجهه
من حس انه مايشوف ملامحه قد ماهو يشوفها هي يشوف
اللحظات الي جمعتهم قبل سنه ، ما مرت عليه ليله بالسجن
بدون ما يمره خيالها بدون ما تساوره الاسئله تجاها واليوم
لما لقى الأجوبه تغيّرت كل الاسئله ..
موقفه صعب صعب وكثير سرى ليله وهو يحاول يخمن ولو سبب واحد منطقي ؟ سبب واحد بس !

____________

فتّحت عيونها بصعوبه على صوت المُنبه اخذت نَفس طويل
وزفرته من تلاشت أمنياتها ان كل الي حصل بالأمس كان مُجرد منام كان كابوس كان أي شي الا إنه واقع مضطره تواجهه .. رفعت جسدها مُجبره تفصل حياتها المهنية عن حياتها الشخصية مُجبره تسيّر يومها وتقابل موكلينها
اليوم هذا بالذات عندها مُرافعه بالمحكمه في قضية
تعبت عليها تعبت لين قدرت تتوصل لأدله تُدين فيها الخصم
قضيّة ورث فرّق بين الاخوان ، تكره هذا النوع من القضايا
تكرهه وتكره كيف تشوف النفوس تنعمي وتقسى كيف تتفرق البيوت وتتقاطع الارحام تدرك تماما من واقع تجربه كيف ان الفقد يطيّح بعين الانسان قيمة كل شي فعلياً كل شي يصبح باهت بدون الي نحبهم ، بكره الفلوس لو خسرناها نقدر نعوضها ونرجعها لكن من يعوضنا في الي أثمن منها ؟ من يرجعهم لنا؟ ماودّها تشوف الكُره بعيون الاخوان لكن مو بيدها تصلح كل النفوس كل الي عليها تقوم بدورها وتمنع الظلم ..
بكل مرّه تشتغل وتسعى انها تحقق العدل كانت تحققه له هو
قبل ما تحققه لنفسها كان هو دافعها الوحيد الي يخليها
تتحيز للعدل بأقصى الدرجات للحد الي يخليها كثير من المرات تسهر وتعتكف على الملفات يشتبك عليها الليل والنهار في سبيل العدل  كانت تنتقم من ألم الندم وألم الظلم الي عاشته وعيشته ..
مسكت قضايا كثير لأشخاص مُعسره أحوالهم الماديه
ولعله كان هذا شكل إعتذارها له رغم انه ما يوصله ..
ماتدري وش بيواجها وماتدري وش سبب البرود الي حلّ عليها ممكن لأنها اقتنعت ان هذا اليوم جاي لا مفرّ منه ولا محال من المواجهه ؟ يمكن لأن ودها ينتهي هذا الخوف من قلبها مهما كانت النتيجة تحس انها بتكون أهون من هم التفكير
فيه وأهون من انها تعيش بانتظار حدوثه؟ ماتدري وش السبب فعلياً الشي الوحيد الي متأكده منه حالياً انها خاليه من اي شعور ..
نزلت بخطواتها الهاديه ودّها تلحق تصبح على أبوها قبل
يطلع وهي تطلع صاير الوقت الي يقضونه مع بعض قليل
تبسمت وتورّدت خدوها من وصلها كلامه :
- تدرين اليوم الي يبتدي بنور وجهك أشتريه بكل عمري ؟
توسدت صدره تتنفس الصعداء وهي تستشعر الملاذ والأمان في كَنفه ، من هو الي يتجرأ يخوفها في ذرى خالد ؟
تمتمت بقولها : لو تبيع عمرك ما عاد بيكون لي معنى
اردف بقوله : عندك مُرافعه اليوم صح؟
اجابت وهي تجهز قهوتها : صح اليوم الحكم النهائي ان شاء الله اذا حكم القاضي وفكّنا صايره احس هالقضيه على راسي
ما تتخيل كيف الخصم غثيث ماتتخيل كيف بقلبه شر !
قلبي ينفر منه من كثر ماهو لعين اعوذبالله منه
قرّب منها ومسك كفوفها فاجأها بهالحظه ماكانت تقدر
تتوقع وش بقلبه لين قال والهدوء طاغي على صوته
- طبيعة عملك يابنتي صعبه ، بتواجهين فيها كل العينات
بتقابلين ناس ماتعرف الله ومابقلبها خوف ما أبيك تهابين
شي أمشي وراسك عالي تذكري إني وراك مهما حصل اتفقنا؟
ابدت الموافقه والبسمه تعتلي وجها من قُبلته الي توسطت جبينها ودعها ومشى وهي بالمثل كلن منهم له مسعى ..

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن