29

5K 112 9
                                    


يخلل أصابعه بأصابعها وسحبها خلفه يدخلها معه مرّه ثانيه ، متغاضي عن كثرة كلامها عن تلاعبها وعن محاولاتها في إقناعه ولأنه ما كان يصغي لها تقدمت تلتف عليه توقّف قدامه وما زال مُمسك يدها ، تثبّت كفّها الاخر على مُنتصف قلبه ترجعه للخلف وأمرها أصعب من أمره يحكمها حذائها العالي بأنها تكون الطرف الأقل ثبات والطرف الأكثر تراجع تجني على نفسها لأنه ما توّقف ما تأثر ، تمشي للخلف ماتدل درب الخطوه ولا تشوف طريقها وأمانها الوحيد إنها تثق فيه ما تتعثر دامه يمشي بها ، ولو إنها لحظات بسيطه إلا إنها كانت تحظى بأنها تتأمل وجهه الي تحبّه بأريحيه وتغرق فيه رافع عيونه عنها مركّز على طريقه مُمسك على ظهرها لأجل تتماشى معه ويعد الخطوات الباقيه على حلمه الأوّل ، ومل صبره وأنتهى وما عاد له نيّه يترك الأمر لها لأنه لو بيبقى عليها بيمر فوق عمره عمر ما نال منها غايه ، يقفّل الباب ويتأكد ويحكم قبضته عليها ، ألتفت عليها وهو الحين يقدر إنه يرتاح ويتخفف ويتصرف وماله نيّه يعدّي شي ويمرره نزّل عيونه عليها تستقر بعيونها وطوّل يتأملها بشكل يأسرها هي ويرهقها وعارف إنه يوترها من كانت تحاول تضيّع عيونها عنّه من طاغي النظره ضحكت مُجبره تخفف توترها ، وإحساسه كله إنه يشوفها بهاللحظه بقلبه ما كانت عيونه الي تشوفها وهو لقاء العيون يوجعه بلا ولا شي كيف بهالقرب بالتمّنع والتحدي الي يحسه ! تشوفه كيف ثقيله عيونه متراخيه ملامحه كيف شق صدره ثقيل النفس لين عزّم عليها وعلى نيّته كان يمهّد لها من إمتداد كامل ذراعه ينزّل يدها المستقره على قلبه ويرجعها خلف ظهرها على حدود الخصر كان يوثقها ويمنعها تمنعه يجردّها من كل أسلحتها ويعلن الحرب عليها في مُنافسه غير عادلة كان المستولي والمسيطر على أرض المعركه ، يا لحظة النسيان الي خلفها ثوره جبّاره وشهود عيان وتمرد وعصيان شدّها من ظهرها يمحي معاني البُعد ، شهقت مُرتجف كل ما فيها من حدودها على الأرض حتى العِنان ينثني عليها بإنعطاف كامل يروي عَطش رغبته ياخذ من حُلو الشفايف شَهد العسل ويقطف منها الزهر والرمان ، يسطّر تاريخ أول القُبلات وليدة الحُب وبنت الشعور الطاغي المتسيد المتفرّد المتمرّد ، قُبله وريثه لكل لحظة أنتهى عُمرها ما دلّت للفرح عنوان ، غارق فيها ومغرّقها وهو ملح البحر وثاير الموج والرَّبان والموج موجه و شراع الهوى بأمره ، طويل العُمر بينهم أطول من إنه يكتفي بقُبله يتيمه ماترك لها ولا له فُرصه يستردون فيها النَفس طريقهم خالي من محطّات الوقوف مُتعِب طول مَسيرهم ومُرهِق ، سَحب نفسه بصعوبه بالغه من شعوره بتراخيها بين يدينه يُفقدها جزء من وعيها ..
ميّل راسه على أخر حدود عُنقها يهمس لها بحقيقة أو تساؤل يختم فيه ؛ عرفتي إني أحب الشاهي بس ماعرفتي إني أحبّك ؟ فكّها يحررها من سَطوته ما حسب حساب إنه ماترك لها حيل تستقيم عليه تسارع عليه إدراكه يمسكها مرّه ثانيه يثبّتها من لحظة فُقدانها للاتزان ، يتأملها كيف تترنح بين صحوة الوعي وغيابه شبه غافيه بين يدينه مثل شمسٍ نست فكرة الظل خَفيف الضحكه يضحكها من عُذرية مشاعرها وكيف بس تهربت عن الوعي بمُجرد قُبلات بسيطه ! يطول ليله دام هذي بدايتها معه ، ياخذها يحملها ويرفعها عن الأرض يلاحظها تستفيق ، يجلس بمُنتصف الكَنبه ذات الطابع الكلاسيكي تتلون بالأحمر العودي ويجلّسها بحضنه وهو الأحق والأولى فيها من غيره حتى لو غيره كان غير حيّ ، ساندها على حدّ صدره يمرر أصابعه على كامل وجهها وتتمايل ووتراقص كل ذرّة شعور حي فيه يطبطب عليها بخفّه يصحصحها توّها في البدايات توّه ليل الحساب يبتدي وتو الجو يصفى له يرفض كل أنواع هروبها الإجباريه والإختياريه ، وما تجاوز حق عيونه من الشَبع وحق الشوف يجردّها من عبايتها ، واعيه وعيونها عليه لكنها ما زالت تفتقد الإدراك الكامل ولا تدري هو يدّه خَفيفه او هي مرّت بموجه قوّيه الأكيد إنها ما حسّت فيه تتمايل معه تستجيب لكل تحركاته حتى لمّ عبايتها بشكل كُروي يرميها بالمقعد الي مُقابله ، يذوب قلبه ويموت عقله فيها تبتسم له مد يده يداعب أنفها بطرف أصبعه يضحك وعارف ان إبتسامتها من قل الوعي منتبه لتسارع نبضها ونَفسها وتمتم؛ ياخفيفه! راس مالها بوسه وش جاك ؟ شدّت على نفسها تمسك أسفل راسها من الخلف من شعورها بثُقل الحركة والصداع الي داهمها متراخي جَسدها مسحوبه قوتها ، تتأمله بإستيعاب للحظات تحس نفسها فقدت الذاكره تحاول تتذكر هي تشوفه قدامها لكن ما تدري وش حصل وش صار إلا إنها الان في عاصمة حضنه تستقر ، وفزت تدفه ترجّع نفسها عنه وتنتثر يدينها تتساقط عليها ضرباتها ، يرفع وجهه عنها ويبعده ويدينه تضيّع يدينها يعجز يسيطر عليها وتعب حتى تمكّن وسيطر ، يميل عنها يكّح من نصبت صدره لها مَرمى ونزلت عليه تُبرحه بلا توقف ولا رحمه ، يقيّد وِثاقها يثبّتها بحضنه ينبهها بإشتداد النبره ؛ بنت ! بس إعقلي وإهجدي ذبحتيني !! ، ترفض التفاهم معه ؛ فكّني أول وإبعد عني ! وهي بس أستوعبت إنها بين يدينه مايغطيها عنّه شي غير فستانها الي انكمش من فُرط حركتها ولا كانت قادره بأنها تسحبه ، أعتلت شَهقتها تفقدها عقلها وتفقده مَسامعه تصيح فيه بغضب ورفض ؛ ما سمحت لك ما سمحت !! دَنى منها يُشهدها بأنه ما عاد في إنتظار إذنها ويذكّرها ؛ إنتِ إذا عصبتي تعضين وأنا إذا عصبت أبوس وش نسوي ؟
من أعماقه ضحك من حكيها ؛مانسوّي شي مانعصب وخلاص كل واحد يهجد! تنهّد يحاكيها يرجّع شعرها خلف عُنقها يدللها ويلعب فيه وتمتم بهدوء ؛ تتوقعين تصملين وما تعصبيني ؟ بدمك يجري الاستفزاز ، أستقرت تهدا مُجبره بعد ما فقدت الأمل إنه يفكها ويبعدها عنه ومالها حل غير التراضي ما فادهم الخِصام وشافت وين وصلهم ،تعاتبه برقيق صوتها؛ أنت يوم تعصّب تزعلني أنا يوم عصبت أوجعتك أدري وأنا ماودي يوجعك شي أنت ماتشوفني يوم أحاول معك رغم إنك الي بديت الخطا وأنت أساس المشكله لو تتذكر! لكن الله أكبر عليك ماتشوف إلا أخطائي ومايحلى بعينك غيرها ! هذا حق ؟ عَقد حواجبه يصغّر عيونه يستوقفه تساؤله ولفظ فيه ؛ كيف أنا الي بديت الخطا؟ رفعت يدينها بتلقائيه تعدّل ياقته تُسهب ؛ لاتسوي لي نفسك مجنون ما يحتاج لأنك مجنون بالفطره الله يسعدك .. تاركها تعبث في ثوبه وتعبث فيه وأبتسم ؛ فهميني طيّب وش جاك من جنوني ؟ تناسى كل غضبه لكّنها تذكره فيه ؛ أيهم ؟ لفظ يلبيّها ويسرق رضا ثَغرها بضحكتها الي جات من بعد ردّه ؛ قلب أيهم ولبيّه ! ما نزلت إبتسامتها تنشد خدودها وتتورد يُلجمها وينسيها سبايب عتبها يضيّعها فيه ويرجّعها بعد الهدوء الي حصل نظير الصمت الي صار ؛ كمّلي ؟ مالت بوجها تُشيح النظر عنّه وتتلاعب بأطراف شعرها ؛ وش ما جاني ؟ كل شي جاني عشان وش ؟ فستان ؟ يسوى توجعني وتزعلني وتخوفني ؟ وهو بس أستلهم وتذكر وأستوعب غاية زعلها تجددت فيه نار الغيره وسرعان ما تبدّلت ملامحه ولفظ بصحّة عدم رضاه ؛ إيه ما جاز لي أشوفك بين الناس بهذا المظهر وإيه عصبتيني وكثير ! إنتِ ما فهمتيني مافهمتي إني على كل ما أحب وأملك غيور ماهي قصّة أرضى عليك الزعل وأتعمده ! وأنا أداري خاطرك من خفيف الهواء ماودي يجرحه من جدك تظنين فيني كذا ؟ تجاوزت جنون لذتها من صراحته بأنه - يغار - تأجل إنهيار مشاعرها تحاول تفهمه وتفهّمه ؛ بغضّ النظر ما كان إلا مُجرّد فُستان ما يستحق كل الي حصل وما يستحق إنك تغار يالغيور ! وتحرق الدنيا وتقوم القيامه على هونك شدعوه؟ تحسسني إني طلعت بالشارع ما كأني بين أهلك ! ما كأني بمجتمع نساء ! يمرر كفّه على دقنه يمسحه يرافع عن نفسه في حضرة زوجته المُحاميه ؛ يستحق بالنسبه لي يستحق والي مابترضين تلبسينه عندي لاترضين تلبسينه عند غيري ! لكن إنتِ مشكلتك تدرين وش ؟ماتفهمين حضرتك إني لو على ودّ كيفي ومزاجه كان أحطك بعيوني وأخبيك ما يشوفك غيري حتى إنتِ لو علي ما أخليك تشوفين نفسك لحالي الي أشوف لكن صعب عليك تفهمين يالخفيفه ! سكتت تعجز ترد تعجز تحاوره ومال محور الحديث بينهم لسؤالها الفضولي الشكاك تضيّق عيونها ؛ أنت شاعر من وراي ؟

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن