9

7.1K 155 34
                                    

إنّي أُحمّل اللغة فوق طاقتها حين أفكر أن أكتبك ..

فاتح شبّاك سيارته يملى صدره بهواء الرياض
غاب عنها سنين ماهي قليله عينه على أنس الي ساند
راسه على كتفه نايم .. يراوده كمّ الحب الي يحسه له يتذكر
طفولتهم الي ما كانت طفوله كبروا في ظل عائله
مزعزه عائله خاليه من التعريف الصحيح للعائله جارت عليهم الاقدار بالـيُتم في باكر السن ، يتذكر اليوم الي ما قدر ينام فيه من شدّة الضرب الي أرهقت جسده الصغير كان يكره عمّه يكرهه  من قسوته وجشعه لورثهم كان يكره المهانه والمذله الي يحسها بوسط اخوان ابوه اما خواله تخلوا عنهم انكروهم ما كأن لهم عرق فيهم ، يتذكر كيف كان يحامي عن اخوه الاصغر كيف صار اخ واب وحتى اُم في عمر العشر اعوام ، يتذكر قَسمه ووعوده بأنه بينتقم لنفسه ولاخوه عن كل
شي اذاهم واستضعفهم كان ناقم على كل هالحياة ناقم على كل الوجود متألم للحد الي يخليه يعادي كل شي ولعل هذا
السبب المنطقي الوحيد الي خلاه يشق هذا الطريق
الي لمس فيه القوه والعزّه بالرغم من سوءه و خطاه ...
رفع كتفه يصحي أنس من وصلوا للمكان الجديد الي بيكون
مآواهم وبيتهم ونطق بخفيف الصوت : أنس اصحى
وصلنا ...
نزلوا وكان بإستقبالهم عبدالاله الي سهّل اجراءت دخولهم
سّهل لهم كل شي ، عبدالاله الي مانعرف عنه الا القليل
كتف جسّار في فترة من فترات العمر جمعتهم صوادف الأسباب  بالرغم من انفصال مساراتهم الان الا أنهم على وفاء بالعهد ما يتخلون عن بعضهم مهما حصل ..
عبدالاله كان يشوف بجسار الاحتواء الي مالقاه الا فيه والاخر كان يتمثل شعوره  في " تعرف ما معنى أن يستأمنك شخص خائف ؟ "هذي كانت بذرة علاقتهم ...
جالسين مقابل بعضهم بعد ما انسحب أنس يكمّل نومته
تسائل عبدالاله وهو يحاول يخمّن سبب واحد منطقي -مابتقولي سبب رجعتك؟ ضحك جسار وهو ينزل القهوه من يده : أسبابي كثير وأحبابي أكثر ..
سكنت ملامحه من فهم مقاصده الي لو ما تراجع عنها بتمشيه في دروب الهلاك ولفظ بقوله : طريقك هذا هو الطريق الوحيد الي مايؤدي الى روما ، ومامن محطة وصول في
آخره ، ليش تجازف عشان إحتمال معدوم ؟!
ضيّع عيونه في المكان حوله وهو عارف تمام المعرفه
انه داخل رهان ومن الي براسه عقل يراهن بروحه ؟
تناثرت مشاعره من مسك قلبه : هذا هذا يا اخوي مالي
عليه سلطان متخيل انا السائد رأيي في كل شي ؟
هزمتني عضله !..
مارح تفهمني انا اسبابي مافيها منطق فيها شعور ..
مارح تفهمني لأنك ما عشت في لحظة ذكرى تصحى عليها وتنام ، صرت أعيش بس عشان أعيشها ودّك تتخيل ؟
عبدالاله انا مالقيت للحياة معنى الا في عيونها هي وبس
فاهمني أنت ؟؟
هز راسه بالرفض والقهر : ما افهمك ما افهمك ولا ودّي افهمك ولاني براضي اشوفك رايح للموت برجلك ماني براضي اذا ماخفت على نفسك ماخفت علينا بعدك؟
- الموت إن ما رحت له جاني ليش أخليه سبب؟؟
كانت هذي الجمله الي أنهت نقاشهم وليلتهم .

_________

في مكان آخر منسدح وراسه بحضن أمه الي كانت
تحرك شعره بيدينها : أيهم هذا الطريق ما عاد أبيك تمشي
فيه ، كمّل طريقك مع أبوك وأخوك خل قلبي يرتاح خلني
انام ماني خايفه انا الي مريت فيه في بُعدك ما كان سهل
أنا أُم ياولدي ماتعرف وش يعني أُم ماتعرف كيف عيني كانت
على كل طريق انتظرك تلفي علي ..ماتعرف كيف مت وحييت كل يوم وكل لحظه الف مره ..
مسك يدها ونزلها يبوسها ويطمن خوفها
- وهذاني ألفيت وش عاد له الخوف يادم قلبي ؟
انسي كل ما مضى هذاني بحضنك تحت عينك ما يكفيك ؟
فزّ بخوف من دمعتها الي بللت صدره فزّ يضمها ويحتويها
ياكثر الوجع الي حسّه ياكثره لو ينشق صدره بالسيف
الحاد ما توجّع قد هالدمعه ! اردف بقوله ونبرته مكسوره ومرتبكه : لا تكفين لا الا هذي ما أقوى عليها !!
لاتحرقيني بدموعك طلبتك
مد كفّه يمسح دموعها ويبوس عيونها : دخيل عيونك هذي ما تزيديني وجع أطلبي مني روحي بس لاتطلبين مني أترك
وظيفتي لاتجبريني على شي ماودي فيه لا تسلبيني شي احبه
لاتخافين علي .. قاطعت كلامه بنبره جاده :
الا بخاف بخاااف مره واثنين ومليون ، اخر مره قلت لي فيها لا تخافين شفت وش صار ! عشت بعدها خايفه وببقى خايفه لين اموت يا أيهم لين أموووت
لفّ بوجهه مبعده عنها وزفر ما بصدره : لاتجيبين للموت طاري لا تجيبين !
قامت عنّه بعد ما قالت : أنا رضا ماني بعليك راضيه
هذا الي عندي والي ودّك تسويه سوّه ..
قام بعدها مسكها من كتفها لفها له ونزل يبوس فخذها من
منعته مايبوس اقدامها ..
- طالبك ما تحديني على شي ماودي به !!
لا توجعيني تكفين تعبت الوجع تعبته مليته ، رفعته تقوّمه بعد ما كسرها شكله.. انتِ تعرفين وش كثر أحب وظيفتي تعرفين وش كثر متعلق بجاكيتي تعرفين انه حلم حياتي تعرفين كيف بذلت الغالي والنفيس عشان أوصله ليه تاخذين روحي مني !!!
كمّل كلامه : خوفك انا اعرفه اعرفه لكن والله ان الموت لامنه صار وقته ما بيعرف انا بحضنك ولا بسابع أرض !
عطيني الرضا لا تعدمين حياتي عشان حياتك
تمتمت بقولها : ان كانك بتعاهدني على الله عطيتك ..
- أعاهدك على أيش !
- تعاهدني تبعد عن كل شي يرمي حياتك في الخطر
تعاهدني وتوعدني تبعد عن كل بحر ماتعرف موانيه
باس راسها وهو يقول : جاك العهد وجاك الوعد انتِ بس ارضي !
ابتسم قلبه من قالت : رضيت بالي اتفقنا عليه .
دخل عبدالعزيز بهالحظه وقال : وش هو الي اتفقتوا عليه ؟
توسعت عيونه بخوف من لمح اطراف عيونها حمراء
- وش فيك !!! وش مبكيك ؟
قالت وعينها على أيهم : مافيني شي بس كنت أقوله كيف  أيامي قبل رجعته ..
أقبل يضمها : ماقلنا خلاص ما عاد يجي طاريها ؟
وافقه أيهم الرأي : حرمتني حضنها من هالطاري
صغّر عيونه عبدالعزيز وقال : أي حضن ؟
رد عليه : كنت متنعم ومنسدح بحضنها لين خرّبت علينا دموعها
مسكه أبوه من ياقته وقال : لو عاد تنسدح بحضن زوجتي
هدّيت ضلوعك فاهم ؟ انقلع دور لك زوجه تسدّح بحضنها لين تشبع وأترك زوجتي لي
ضحك وهو يشوف خجل أمه : شدّي حيلك دوري لي بنت الحلال محتاج أشبع من الأحضان دام ما عاد أقدر على حضنك !!

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن