19

8.5K 257 68
                                    

"كم في بُعدك صادق شعوري صبر "

-ولد قلبي ؟ هلا بك هلا بك
ابتسم وهو يشوف اثار الكِبر عليها وابتسم من
كلامها " ولد قلبي "
تمتمت بقولها : قالوا لي انك بتجي وماصدقتهم !
ادخل ادخل ولا تسمي ..
- بسم الله الرحمن الرحيم تمتم فيها جسّار بالرغم
من انه على معرفه بطريقة حياتها وتوغلها في أعمال
السحر والشعوذه ورغم انه عارف بوجودهم حولها
ورغم انه عارف مارح يضرونه الا بأمرها
لكنّه مثل غيره ما يتحمل قلبه وعقله فكرة وجود
شي ماتشوفه عينه
ابتسمت عَليا تميل راسها بيأس : ما تغير عنادك ؟
هز راسه بالنفي : ما تركتي عنك هالامور؟
قرّب منها بعد ما قالت :
اقرب اجلس لا تخاف ما عاد حولك احد
يتأمل تجاعيدها  يلاحظ مرور الزمن عليها
عَليا الي كانت له المأوى في صغر سنه
ماتعرفه ولا يعرفها ولا تربطهم اي صِله الا انها
تسكن بقرب بيتهم ، ثارت شفقتها على حالهم
وقت تشوفهم اطفال بهالعمر مشتتين وضايعين ماحولهم
من يسندهم ولا حتى من يضمن لهم قوت يومهم
عَليا الي عاشوا تحت ظلها سنين طويله مالهم بالدنيا
غيرها ..
اقترب منها يضمها مايقدر ينكر جميل معروفها فيهم
ولا تنكر هي حبها لهم وتعلقها فيهم ما وهبها الله
الذريه ، كانت تشوفهم عيالها هي وعاشت مسؤوله
عنهم لين أشتد عودهم
- طالت غيبتكم عنّي نسيتوني ؟
هز راسه بالرفض : ما نسينا كيف ننسى عَليا ؟
ضيعتنا الدنيا عنك وبعدتنا .. ما تركها لقاسي الزمن
ماشكت في بُعده من نقص ولا من عُسر حال
موفر لها كل شي وموفر لها من يساعدها ويهتم بها
يحاول يرد من فضلها عليه ولو القليل..

مسك كفوفها يقبلها بُلطف شديد ووسعت حضنها له
يتمدد مثل كل مره راسه على فخذها ويدينها تلعب بشعره
- طمنيني عنك ؟ كيف صحتك كيف امورك كيف الحياه معك..
تنهدت وهي تشوفه كيف كبر وغزا الشيب بعض منه
صغيرها امس صار اليوم رجال اكبر منها وما صار
حضنها يوسعه : انت ما تركتني اعيش شي غير الخير
مرتاحه واموري طيبه ..
وتابعت بإهتمامها احوالكم توصلني واعرفها
وهذا الي كان مطمني وهذا الي كان مصبرني
على البُعد والفرقا
وين أنس باقي يخاف ؟ ابتسم وهو يأكد لها صحّة
ظنونها وضحكت تتذكر كيف كان قلبه حساس عكس
اخوه بالرغم من انها تبعدهم عن شغلها وتبعدهم
عن كل شي لكن طبيعة حياتهم تبين لهم ولو القليل
من الي يحصل ..
مسكت كفّه تبوسه : ودّك عَليا تقراه ؟
رفع عيونه لها مبتسم مازالت على حطّت يده نفس
الاطباع .. ودّي
رفعته تقربه يخونها ضعف نظرها لكن حَدسها وبصيرتها
تكفيها .. تدرس تفاصيل كفّه وتدرس خطوط يده بتمعن
وتركيز تصّغر عيونها من البادي لها
اشوفك بالسماء ،  مسافر؟
ابتسم من صدق قولها : ايه !
-يظهر لي رقم 66 ، وتابعت طالع كفّه رحلتك علاج ؟
توسعت عيونه مصدوم من عرفت رقم مقعده بالطياره
وكيف عرفت سبب سَفره  ميّل راسه بالموافقه :
وش بعد تشوفين ؟
طال صمتها وهي تتحسس اكثر وتضغط عليه
- اشوف قلبك ! ولدي صار يحب ؟؟
ابتسم يغطي وجهه بيده الثانيه كيف تحسسه انه مابيكبر
في عيونها وبيبقى ولد العشر سنين الي تحبه كثير
تراجع مدى صوتها بكدر تكمّل له :
تعبان قلبك تعبان وفيه من الهم الشي الكثير يضعف نبضه ويضعفه ! اشوفك تمشي في طريق له أول ماله اخر
قدامك قوي باس احذره وقدامك شديدة جمال لكنها
مثل الحجر العاثر مالك فيها نصي.. فز يسحب كفه
يقفّله بسرعه قبل يكتمل كلامها يمنعها :
- لا تكملين ! زفر بثقيل النفس الي يحسّه
من جابت الطاري ضيقت عليه بكلامها حتى قال
- لو مالي فيها نصيب ما بيكون لغيري مابيكون عَليا !

إن ماعرفتيني فلاني بزعلان حتى أنا تراني أحترت فيني ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن