تمنيت أن أكون الوحش الذي تعتقدونه..تمنين لو أستطيع التخلي..لكن الروابط في قلبي كانت أقوي.'
"اللي أنا شوفته ده حقيقي ولا بهلوس!"
همس "قاسم" بدون تصديق بينما يرمش بعيناه حتي يستفق ، يظن أن كل هذا حلم من أحلام العصر خاصته وسيستيقظ في أي لحظة..لكن للأسف أنه الواقع الذي يصعب علي أي شيخص يعرف "جاسر" تمام المعرفة تصديقه..
هز "ادهم" رأسه بدون تصديق هو الأخر قائلاً:
"أكيد مش هنهلوس إحنا الإتنين ، مين البنت دي وبتعمل ايه عندهم..؟ السؤال الأهم عرفت تتعامل مع جاسر إزاي من غير ما ياكلها!"
عقد "قاسم" حاجبيه بجدية ثم تسائل بقلق واضح:
"سيبك من البنت الوقتي وخلينا في طارق ، إزاي مش باينله حس وكل الأكشن ده في شقتهم؟ مصيبة يكون جاسر قتله وتواه في اي حتة .."
رفع "ادهم" رأسه ينظر له بينما يأكل شفتيه بتفكير:
"تفتكر ممكن يعملها؟"
قبل أن يجيب "قاسم" قاطعهم صوت "جاسر" من الأسفل يكتف ذراعيه بينما ينظر لهما قائلاً بسخرية:
"اه يا روحي ممكن أعملها ، خد بالك من نفسك بقي ها"
أحكم "قاسم" يديه علي سور الشرفة ثم صاح به بغضب قائلاً:
"وديت طارق فين يا جاسر ؟، لو حصله حاجة هوديك في داهية"
نظر له "جاسر" بإستفزاز ثم قال بهدوء بينما يلوح له:
"نفس المكان اللي هوديك فيه لو مخفتش من قدامي يا كوكو ، عدي يوم بدل ما أخلي الجوازة جنازة علي دماغك أنت وهو"
أنهي حديثه ذو التهديد المبطن ثم دلف للداخل من جديد تاركًا إياهما يأكلان نفسيهما غيظًا منه..
نظر "قاسم" "لأدهم" ثم قال بخبث:
"شغل الأغاني ياض خلينا نفرح ، إحنا هنتجوز كام مرة"
أومأ له "أدهم" يبادله نظرات الخبث ثم عاد لتشغيل أسطوانة الأغاني بأعلي صوت وأخذ يرقص عليها ويهز كتفيه بكل حماس دون أن يعبئ بالوقت أو الأشخاص النائمون حتي..
دخل "قاسم" غرفته وأخذ ملابسه ينوي أخذ حمام دافئ ، فوجد والديه يجلسان سلفًا في غرفة المعيشة فتحدث بمرح قائلاً:
"صباح الأناناس علي أحلي الناس ، الواحد قايم حاسس براحة كده ليه محدش يعرف؟"
رمقته والدته بأعين ضيقة ثم أردفت:
"يمكن عشان كتب كتابك يا سي قاسم!"
قبل "قاسم" رأسها وعلي ثغره بسمة واسعة بلهاء ، ثم قال:
"صح يا قلب قاسم ، بقولك يا أمي ، ما تعملي حلة محشي ورق عنب وبطاية حلوة زيك كده عشان أسيل بتحب المحشي والبط"
