السعادة... هي كلمة بسيطة لا تصف حجم الإنتصار الذي أشعر به في هذه اللحظة. أنا أملك العالم بين يدي... أنا أملكك حبيبتي.
في الفندق الذي سيعقد فيه حفل الزفاف، أستولت الفتيات على أحد طوابق الفندق، فإتخذت كل واحدة غرفة لها تتزين فيها وتتجهز للحفل مساءً، قد تم تفعيل حظر التجوال على الرجال في هذا الطابق..حتى أتت اللحظة المنتظرة.
إمتزجت المشاعر ما بين الفرح والقلق..فذلك الفستان الأبيض له طلة مُهيبة رغم روعته، أبدو..لا أعلم كيف أصف هذا..هل الثناء على نفسي يعد غرور أو نرجسية؟ لكن كيف أتجاوز هذا الجمال دون أن أثني عليه ببعض عبارات الغزل!...
ضحكت "أسيل" بخفة على ذلك الحديث الأبله الذي نسجه عقلها بينما تتأمل هيئتها في المرآة بعدما فرغت تماما من تجهيز نفسها، عيناها لا تستطيع تخطي رؤية نفسها في كامل زينتها وبهائها دون أن تبدي إعجابها الصريح بها.
إلتقطت "أسيل" هاتفها من على الطاولة أمامها وأخذت تلتقط لنفسها عدة صور بعضها عبر المرآة وأخري بإستخدام الكاميرا الأمامية للهاتف، تبدو كطفلة بلهاء سعيدة بتجربة ثياب جديدة، وليس فتاة راشدة في يوم زفافها.
صوت طرقات على باب الغرفة التي تقبع بها أعاد لها عقلها نوعًا ما، فتركت الهاتف ونهضت تلملم فستانها حتى لا يعيق حركتها، ثم توجهت نحو الباب بخطوات متلهفة بعدما خمنت أن الطارق قد يكون "قاسم"...ومن سيكون غيره..
"للدرجة دي وحشتك ومش قادر تستني الـ...."
إبتلعت "أسيل" حديثها بصدمة، وجحظت عيناها بقوة، وشعرت بأعصابها ترتخي وقد سيطر الخوف عليها حتى شُل لسانها ولم تعد قادرة على الحراك...توقعت أن الطارق سيكون أي شخص في العالم عداه هو...أدم...شقيقها.."
تقدم منها بخطوات ثقيلة مثيرة للريبة وقد إعتلى وجهه نظرات حادة قاتلة، لأ تدرك كيف تحركت قدماها للخلف حتى...أخذت تتراجع وتتراجع لكن إلي أين! مهما إتسعت الغرفة لن تمتلك مهرب من بين براثين يديه.
"كنتِ فاكرة أنك هتهربي مننا وتروحي تتجوزي الواد الصايع ده وأسيبك! ده أنا أقتلك قبل ما ده يحصل "
قال ثم أحكم قبضته على عنقها بقوة حتى أصبحت غير قادرة على التنفس، دفعها على المرآة ولا يزال يطبق على عنقها، فحاولت تخليص نفسها والمقاومة حتي سقطت أدوات الزينة مهشمة، شعرت بقرب فقدانها الوعي وقد طاف شبح الموت حولها...تحملت الظلم والمهانة لسنوات لأجله، تحملت النبذ ونظرات الإشمئزاز من قبل الجميع لأجل قلبها..وفي النهاية ستموت دون أن تجتمع بمن ضحت بكل شىء لأجله.
هل الحب إثم عظيم لتعاقب عليه بالموت؟ لماذا على النهاية أن تكون هكذا..
تسلل نسيم هواء إلي رئتاها فكان الحائل بينها وبين لفظ أنفاسها الأخيرة، شهقت بقوة وسقطت أرضًا تدلك عنقها المتألم من قبضته، ثم رفعت رأسها تحاول تلمس أي نظرات شفقة داخل عينيه، لكنه حطم بآمالها عندما قال :