الفصل السابع

11 10 1
                                    

بينما كانت أنجيلا جالسة تتثائب تارة و تنغمس في النوم تارة أخرى فهي لم تنم جيداً الليلة السابقة كما تعلمون!...
جلست فتاة بجانبها انها يلينا: "احم لقد كنت وحيدة في المقعد الخلفي،  فأردت مشاركتكِ  هل تسمحين؟"
ابتسمت أنجيلا وأومأت برأسها: "بالطبع تفضلي.."
مدت يلينا يدها للمصافحة: " أنا يلينا السكريتيرة الخاصة لجاكلين"
نظرت لها أنجيلا في حيرة لماذا تعمدت نزع الرسميات مع جاكلين!،  ثم استطردت: "تشرفت بمعرفتك أنا أنجيلا"  ثم تابعت: "صديقة جاكلين منذ الطفولة"
احمر  وجه يلينا لسماعها ما قالته واسطردت قائلة بابتسامة مزيفة : "نعم أعرف لقد حدثني جاكلين عنكِ... بل حدثني عن كل من حوله فهو يثق بي ومقربون من بعضنا كما تعلمين" 
كست علامات الحيرة وجه أنجيلا.. مُقرّبون!!!،  أرادت أن تتحدث الا ان الحافلة توقفت لوصولهم للمكان ونزلت يلينا...
                           ***
في مكان آخر دخلت كريستن و لارا للمنزل محملين بالأكياس، فكما تعلمون نحن البنات عندما نريد شراء شيء معين فاننا نشتري عشرات الأشياء الأُخرى الا ذلك الشيء المعيّن!!!!
نفضت كريستن جسدها على الأريكة وبدأت تشتكي: "اه يا ظهري اه يا ساقاي لقد خرفتما اه يا قلبي.."
نظرت لها لارا نظرةً جانبية: "هل كنت تحملين الأكياس بقلبك؟ غير ذلك لقد حملت نصفها معك"
نظرت لها كريستن بعينين مُزيفتين مائلتين للبراءة: "نعم فقلبي مازال مُعلقاً بتلك الاسوارة الحمراء التي أخذتها تلك الساحرة الشَّمطاءُ قبلي بأجزاء من الثواني.."
قطع صوت طرق الباب حِوارهن فتبادلوا النظرات بحيرة
: "من؟" سألت كريستن بهمس
نهضت لارا من مكانها: "لا أدري سأذهبُ لأعرف"
: "انتظري سآتي معك" نهضت كريستن بخوف،
نظرت لها لارا بعينين جاحضتين و وفم مقوس للأعلى مثل المهرِّجين: "دين دون أنا السَّفااااح افتحوا الباب"
نظرت لها كريستن برعب: "توقفي عن هذا"
ركضت لارا نحو الباب وهي تضحك وتبعتها كريستن وهي تتمتم: "لا أعرف من المرعب البقاءُ وحدي أو اتباع غريبة الأطوارِ هذه!"
فتحت لارا الباب ودخلت اليس: "ماذا كنتم تفعلون، ساعة حتى تفتحوا لي الباب؟"
كريستن بسخرية: "كنت أتذوق جرعة الرُّعب اليومية"
اليس بعدم فهم: "ماذا؟"
لارا وهي تُغلق الباب: "هيا اُدخلن كفاكُن حديثا عند الباب"
دخلت البنات وجلسن حول الطاولة وبدأن بالحديث: ايييه أين أنجيلا؟ " تساءلت اليس
كريستن: "لقد ذهبت في رحلة نضمتها الشركة مع جاكلين "
اليس بحزن: "ليتنا ننظم لهم" ثم أكملت:" أين ذهبوا؟ "
لارا: "لا نعلم فهي لم تُخبرنا"
وفي ضرفِ ثوانٍ رنّت هواتُفهن في وقت واحد مُعلناً عن وصولِ رسالة جديدة...
انقبضت قلوبهن فالكل يعلم من يرسل رسائل في وقت واحد لثلاثتهِن..
بادرت لارا بفتح هاتفها... ثوانٍ وشهقت: "انظُرون"
نظرت الفتيات للرسائل ليجِدوُا صورة ملتقطة لصديقتهن أنجيلا أمام خيمة صغيرة في الغابة تجلس مبتسمةً وهي تنظر للسماء... ليجدون رسالة تحتها:«لقد تساءلتن عن وُجهة مكان صديقتكن انها في رحلة استكشافية للغابة لكن هذه المرّة لم أبحث عنها وجدتها صدفة!»
علت الدهشة وجوههن خوفا من تكرار نفس السيناريو لصديقتهن نظرت اليس لهن: "افتحن هواتفكن ماذا كتب أيضا؟!!"
فتحت كريستن ولارا الهاتف وقالت كريستن بفم مرتجف : " نفس الرسالة"، ضربت لارا الهاتف أرضا من شدة الانفعال: "مثلما يفعل كل مرة يتلاعب بنا لم أعد أحتمل هذا"
اتصلوا بصديقتهن العديد من المرات ولم يتحصلوا عليها...
"لنذهب اليها" قالت كريستن وهي تسترد شجاعها
نظرت لها اليس: "لكننا لا نعرف المكان"
قالت لارا: " لقد عرفت المكان جيدا، كنت أذهب الى تلك الغابة مع أبي" ثم تابعت: "هيا بنا"
استجمعت الفتيات ما يلزمُهن للرحلة بسرعة وركضن خارجاً، ركبن في سيارة أجرة وانطلقوا نحو المكان المنشود راجين من الله أن يحفظ أنجيلا من شر هذا المخلُوق....
                            ***
قام كل من أعضاء الرحلة ببناء مخيمّ خاص بهم....  أكمل جاكلين مخيمه بسرعة وذهب ليُساعد أنجيلا،  تقدم اليها فوجدها تحارب الأدوات بصعوبة فبعدما انتهت من صنع خيمتها انقلبت عليها وغطاها غلاف الخيمة...
رآها جاكلين من بعيد فبدأ يضحك وتقدَّم منها وهو يحاول كتم ضحكاتِه،  حتى أخرجت رأسها من غلاف الخيمة وبدا شعرها مبعثراً على وجهها،  وهنا لم يستطع كبع ضحكته أكثر فانفجر ضاحِكاً...
أنجيلا بوجه عابس: "تعال وساعدني بدل الضحك"
تقدم منها وهو يكتم ضحكته وقام بنزع الخيمة من على وجهها وحمل المطرقة وشرع في طرق الأعمدة في الأرض لتثبيت الخيمة...  بضع دقائق والخيمة جاهزةً
نظر لها جاكلين وابتسم بفخر: "ما رأيك بمتعدد المواهب الذي أمامك؟"
نظرت له أنجيلا بابتسام: " هممم لست سيئا"
ضحك لغرورها وقال: "هكذا أكون قد انهيت مهمتي هنا" ثم نظر لشعرها المبعثر الذي علقت به بعض من أوراق الأشجار المتناثرة على الأرض،  فبدأ في ترتيب شعرها ونزع الأوراق العالقة به بكل هدوء...
بدأ قلب أنجيلا بالخفقان ولم تعلم ما الذي يحدث لها الآن فقد احمرت خجلا...
: "هكذا انتهيت"  نظر لها جاكلين بخضراواتيه وهو يبتسم... فضحك بخفوت عندما رأى خجلها وأراد ارباكها قليلا: "لم وجهك محمر هكذا اتخجلين مني؟"
تداركت أنجيلا الموقف ودفعته بيدها: "هيا اذهب لقد انهيت مهمّتك وشكرا لك.." ثم أكملت مستطردة: " ولم سأخجل منك؟ أعرفُك منذ الولادة لم عساني أخجل منك... "
ضحك على تصرفاتها الطفوليه التي يحبها وذهب
كانت يلينا تتابع الموقف وتستشيط غضبا، لم تتحكم في غضبها وأرادت الذّهاب مسرعة نحوها حتى قاطعها صديقات أنجيلا وهن يركضن نحوها...
قاموا باحتضانها كأنما يتأكدون من أنها معهم حقاً.. كانت أنجيلا مذهولة من ردت فعلهن وقاطعهن جاكلين: "عفواً مالذي تفعلنه هنا!"
كريستن بغضب: "وما شأنُك أنت! تقف هنا مثل الصنم ولا تدري مالذي يحدث.."
كانت لارا وأنجيلا وأليس تراقبان الموقف بصمت...
نظر جاكلين الى أنجيلا كأنما يستنبط الاجابة من عينيها فوجدها جامدة خالية من التعبير، ثم حوّل بنظره لكريستن
: "م ماذا تقصدين ماذا حدث؟"
أرادت كريستن التكلم فقاطعتها أنجيلا: "لا شيء لم يحدث شيء" ثم أكملت: "أُريد أن أتحدث مع الفتيات على انفراد ان لم تمانع"
تحولت ملامحه من الذُّهول الى الغضب ونظر الى عينيها: " ربع ساعة وأعود اليك وهذه المرّة احتاج اجابات لكل التساؤلات لما يحدث"
أومأت برأسها ثم ذهب مبتعدا نحو الغابة...

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن