الفصل الخامس عشر

5 3 0
                                    

ابتسم بهدوء ليطمئنها وقال: "حسنا تعالي معي..."، رافقها بهدوء واشترى ما يحتاجونه  ثم عادوا لمقعدهم...
فتح قارورة المياه وأعطاها اياها... شربت حتى ارتوت... لقد جفّ حلقها من الخوف... وشرب معها أيضا... ثم فتح الكيس وقال بمرح محاولا تغيير مزاجها: "احرزي ماذا اشتريت... كعكنا المفضل"
ابتسمت وأخذت نصيبها من الكعك وقضمت منه قطعة صغيرة ثم التفتت نحوه فوجدته يتناوله بنهم...فابتسمت لطريقة أكله... نظر نحوها بخضراواتيه وقال بفم ممتلىء: "آسف لكنّه لذيذ حقا..."
قالت : "أوافقك الرأي" وبدأت تتناول بنهم مثله محاولة تقليده... فابتسم بفرح لأنه غيّر مزاجها ولو قليلا... لاحضت أنجيلا بقع دم على ذراعه المجروحة فصرخت بذعر: "جاكلين ذراعك ينزف!!"
لفّ ذراعه للوراء فوجده ينزف حقاً...شعر بالذعر للوهلة الأولى ثم استطرد: "لا تخافي ربّما لأنني لم أغير الضمادات فحسب"
لكنّه يعلم أن السبب الرّئيسي هو شجاره قبل قليل...
قالت بخوف وهي تمسك ذراعه بلطف: "اذن هيا لنذهب للمشفى ونغيرها"
نظر في عينيها وابتسم: "أتخافين عليّ؟"
احمرّ وجهها خجلا وقالت: "بالطبع سأخاف فاذا نزفت كيف ستقود السيّارة وأعود للمنزل؟"
ضحك بخفوت على اجابتها الكاذبة... وقال: "لا تخافي أستطيع القيادة وعندما نعود سأذهب للمشفى ولا تناقشيني أكثر دعيني أستمتع بنسمات البحر..."
زفرت أنجيلا بقلّة حيلة وهي تنظر نحوه....:" حسنا.. "
مرّت ساعات دون أن يستشعروا للوقت...حتى
نظرت أنجيلا لساعاتها وشهقت: "لقد أمضينا ثلاثة ساعات هنا...! "
حدق بها جاكلين لوهلة ثم قال بغرور: "الوقت معي يمضي كالبرق لن تشبع من مرافقتي...لكن عليكِ أن تحذري فالوقت كالسيف إذا لم تكن ذئبا بما تشتهي السفن طلع البدر علينا..."
ضحكت بشدة من مزحته الغريبة وقالت: "على ذكر الوقت، أليس لديك عمل اليوم؟"
ابتسم وأخذ يُحدق في البحر: "ليس لديّ الكثير اليوم ولو كان الأمر عاجلا لاتصلوا بي"
قطع محادثتهم رنين هاتف أنجيلا... نظرت اليه عن قرب فوجدتها كريستن... وقالت: "انها كريستن سأجيب" فأومأ بايجاب... ملأت أنجيلا رئتيها بالهواء البارد  وحاولت جعل صوتها يبدو طبيعيا أكثر وأجابت:" مرحبا عزيزتي... كيف حالك؟ "
أجابتها كريستن باندفاع: "لست بخير...منذ الصباح وأنا اتصل باليكس لكنه لا يرد... أرجوك ان كان جاكلين بجانبك اسئليه ربما يعرف مكانه أو يذهب لمنزله.."
أنجيلا باستغراب: "ربما خرج وترك هاتفه لا تقلقي... جاكلين معي سأسئله"
نظر لها جاكلين محاولا تفسير ملامحها المذعورة: "ماذا هناك؟"
أنجيلا: "كريستن تسأل عن اليكس اذا رأيته هذا الصباح...تقول أنها اتصلت به عدة مرات لكن لا مجيب.."
حكّ جاكلين شعره بقلق وقال: "لا أعلم حقا... لم أره منذ البارحة"
فعاود الاتصال به من هاتفه لعدة مرات  لكن لا مجيب أيضا!... فقال وعلامات القلق ظهرت على وجهه: "لا يرُد علي أيضا... "
سمعت كريستن ماقاله فأغلقت الخط...
نهض جاكلين من مكانه: "هيا بنا لأوصلك للبيت...سأذهب لمنزله لأطمئن عليه... مع أنني أعلم أنه نائم ولم يستفق من كثرة السهر"
أومأت بايجاب ونهظت معه...
أوصلها للمنزل وقبل أن يذهب قالت له: "لا تنسى أن تخبرني عندما تصل"
أغمض عينيه بايجاب وركب سيارته وذهب لوجهته...
دخلت أنجيلا للمنزل ووجدت كريستن جالسة على الأريكة وتحرك قدمها بتوتر: "كريستن مابكِ هكذا!"
نظرت لها كريستن بعيون منتفخة من أثر البكاء وقالت: "أأنا خائفة أن يكون قد حدث له مكروه بسببي"
جلست على الأريكة بجنبها واحتضنتها: "
لاتنفعلي هكذا أرجوك هوّني عليكِ...ماهي الا سويعات فقط ربّما يكون نائم! "
وهنا دخلت لارا من الخارج ووجدتهما على هذه الحالة فركضت نحوهما: "ماذا هناك؟"
ابتسمت أنجيلا بوهن وقالت: "لاشيء... فقط كريستن قلقة على اليكس لأنه لايجيب على الهاتف"
زفرت لارا وقالت بغضب نسبي: "فقط!!! حالة العشاق هذه بدأت تغضبني حقا...لقد ضننت أن رسائل جديدة قد انهالت علينا"
نظرت لها كريستن بغضب وصعدت للطابق العلوي وسمعوا ارتطام باب غرفتها...
فوجئت أنجيلا بردها ونظرت لها بعتاب: "ماكان عليكِ أن تجرحيها بالكلام... ألا ترين حالتها!"
أغمضت لارا عينيها ببرود ثم حملقت بها بعيونها الثّاقبة: "لو تعلمين ماذا أحسست لما رأيتكما بتلك الحالة... ألف تخمين قد مر على عقلي في تلك اللحظة.."
استطرت أنجيلا وقالت: "بالمناسبة أين كنتي؟خرجت منذ الصباح وعدتِ الآن"
نظرت لها لارا بعمق وابتسمت ابتسامة شيطانية: "كنت أُخفي آثار جريمة القتل التي قمت بها..."
اتسعت عيني أنجيلا ودب الخوف بأوصالها... وهنا لم تستطع لارا التمثيل أكثر وأطلقت العنان للضحك...
زفرت أنجيلا بضيق وقامت بقرص ذراعها وقالت: "حذّرتك ألف مرّة عن المقالب السّخيفة هذه..."
تأوهت لارا بألم وقالت بضحك: "سخيفة بالنسبة للأطفال الصغار أمثالك... "
رنّ هاتف أنجيلا وقد كان جاكلين المتّصل... ابتسمت بفرح وقالت محدثة لارا ولازالت تنظر للهاتف: "لارا... انه جاكلين يبدو أنه قد وجد االيكس أخيرا!..."
فرِحت لارا ونادت كريستن وهي متحمسة: "كريستن عزيزتي تعالي هناك أخبار عن اليكس "
ابتعدت أنجيلا نسبيا عن ضجيجها لتسمع جاكلين جيداً: "نعم جاكلين هل وجدته!.... ماذا تقوووول!!!.... لا أصدق! ...سآتي حالا.. "
نظرت لارا لملامحها المذعورة ووجهها الذي اصفرّ من الخوف: "ماذا هناااك؟ مالذي قاله جاكلين!!"
كانت كريستن قد نزلت من الدرج وبقيت تحملق أيضا في أنجيلا منتظرين سماع مالا يرضي أذهانهم وقلوبهم... بتثاقل و بطء بانهيار وضعف سرت باتجاهها وهي تنتظر...
ابلعت أنجيلا ريقها بخوف وقالت بملامح مصدومة وتاعبة كأنما انتزعت بطاريتها وفقدت طاقتها...قالت بصوتٍ بالكاد أخرجته من حنجرتها: "جاكلين... قالي لي أنّه قد وجد منزل اليكس مليئا بالدّماء... في... في كلِّ مكان..."
أحست كريستن كأنما أحدا صب دلوا باردا على جسمها...بقيت جامدة بدون حراك...دموعها فقط من كانت تتكلم...
حملقت بها لارا بتعجب: "ماذا تقولين!!"
ألم ينقضي الأمر بعد!!... هل ستبقى هذه المعانات دائمة... الى متى!!! لقد تجرّعوا صدمات وصدمات... جرعات زائدة عن حدها وسينقلب بهم الأمر الى الجنون ان بقى الحال على حاله...

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن