الفصل الثالث

17 10 1
                                    

استأذنت أنجيلا جدتها في الذهاب للمرح مع صديقاتها ا كما اتفقوا فوافقت الجدة وترددت
: "اليوم خرجتِ من المشفى لو ترتاحين قليلا بعد"
عبست أنجيلا: "أرجووكِ جدتي هذه الأمسية فقط وعندما أعود سأرتاح ولن أخرج.. أعدكِ بذلك! "
الجدة: "لكن..!"
قوّست أنجيلا فمها للأسفل:"أرجووكي"
زفرت الجدة بقلّة حيلة: "حسنا لكن لا تتعبي نفسك.. والمبيت في المنزل، سيبقى بالي مشغولا"
قامت أنجيلا بفرح واحتضنت جدتها: "اتفقنا اذن كما تُريدين.."
وأكملت: "أساسًا لا أستطيع النّوم بدونك"
أنجيلا وهي تحدث نفسها "أنا لا أريد أن أبقى وحدي لثانية، لم أنا خائفة هكذا.. لم يستهدفني أنا وكأنني الضحية التي سيختم بها لعبته الدامية هذه؟؟  سأرتاح اليوم فقط، لا أريد أن أفكر فيم حدث.. وربما هنالك شخص يريد أن يفزعني فقط اوووه رأسي يؤلمني..."
استعدّت أنجيلا للذهاب كما اتفقوا وارتدت سروال جينز مع قميص أسود طُبعت عليه بعض الكلمات الأجنبية باللون الأبيض ولملمت شعرها البني كذيل حصان لتسقط بعض الخصيلات باهمال على جانِبيْ زادتها جمالاً وارتدت حذاءها الابيض "انتهيت"ثم نظرت الى ملمع الشفاه الموضوع على المنضدة فوضعت منه القليل على شفتيهل باتقانٍ ومشَّطت رموشها الكثيفة ونظرت الى المرآة وهي تبستم وقالت:" هكذا انتهيت"
ثم اتجهت نحو سريرها وحملت حقيبتها السوداء واتجهت نحو الباب وهنا رنَّ هاتفها فارتعدت أوصالها..وجل تفكيرها أن يكون هو ذلك الملعون.. تنفست الصعداء وأمسكت الهاتف ثم رأت شاشة المتصل  وابتسمت و أحسّت بالآمان أضنُّكم عرفتم من يكون
: "جاكلين كيف حالك؟ أين انت؟"
أجابها: "انا بخير عائد للبيت كنت في الشركة وأنتِ هل الأمور على ما يرام؟"
أجابت وهي تمشي في الغرفة: "الحمدلله بخير، ااا أنا ذاهبة لمنزل لارا"
جاكلين: "حسنا لقد، اقتربت من المنزل سآخذك هناك ثم أعود للبيت"
أنجيلا: "اه شكرا جدا ليس لدي أي قدرة للمشي وأخذ تاكسي"
جاكلين: "خمس، دقائق وأكون عندك"
أنجيلا: "أنا في الانتظار"
... وصلو جاكلين وأنجيلا الى منزل لارا سألته أنجيلا قبل أن تنزل
"الى أين انت ذاهب الآن؟"
جاكلين: "ااا للبيت سأبدل ملابسي وأذهب للنادي"
أنجيلا بمرح: "ارحم عضلاتك قليلا اذا أكملت هكذا ستُصبح مثل كمال الاجسام العمالقة اللذين لا أحبهم"
جاكلين: "_____"
لوحت له أنجيلا بيدها: "اووهوو أين أنت!"
جاكلين وهو شارد في عينيها: "لا شيء"
جاكلين: "أنجيلا"
أنجيلا وهي تنظر للاشيء: "هممم ماذا"
جاكلين وهو يضع يديه وراء رأسه ويحكُّه بخجل: "أنتِ جميلة جدا اليوم"
نظرت له أنجيلا واحمرت وجنتاها من الخجل: "اه امم شكرا"
فتحت الباب ونزلت وانتجهت نحو منزل لارا
بخطوات سريعة قرعت الجرس ثم استدارت نحو السيارة فوجدته يبتسم اليها لوحت له فضحك ثم انطلق بسيارته للمنزل
طرقت أنجيلا الباب وفتحت لها لارا لتدخل
: "مساء الخير" قالت أنجيلا بابتسام ثم تابعت: "أين كريستن؟"
ابتسمت لارا وقالت: "ادخلي انها في الداخل"
دخلت أنجيلا للغرفة الاستقبال واستلقت على الاريكة المقابلة للتلفاز ومعها لارا
ثم أتى صوت كريستن من المطبخ: "أناااا قادمة"
بعد دقائق دخلت وهي تحمل الفشار في صحن كبير  : "عن ماذا كنتما تتحدثان"  ضحكت أنجيلا وقالت: "الا تشبعييين ارحمي بطنك قليلا كما أنك ستكملينه قبل أن يبدأ الفيلم"
قالت لارا مداعبة: "لا أعرف أين يذهب جُلّ الأكل الذي تأكلينه فشكلك يوحي أنك تعيشين على السلطة فقط"
ثم بدأوا بالضحك جميعا
أنجيلا: "لارا عند عودتي للمنزل ذكريني بأن آخذ من عندك الدروس التي فاتتني اليوم"
لارا: "حسنا"
صرخت كريستن: "هششش لقد بدأ الفيلم سأطفأ الاضواء وكفى حديثا"
جلس كل منهم في مكان مقابل شاشة التلفاز الكبيرة وبيد كل واحدة منهم صحن فُشار...
بعد دقيقتين رأتْ أنجيلا أن ضوء المطبخ المقابل قد اشتعل فجأة..
أنجيلا باستغراب: "ما بال ضوء المطبخ مشتعل هل أحد هناك؟"
التفت لها البنات باستغراب، قالت كريستن في حيرة: "لقد أطفأته بنفسي"
لارا بخوف: "أنجي هل هذه احدى نِكاتك المخيفة، ليس وقتها فالفيلم يكفي لقد تلقينا جرعة الرعب بالفعل!! "
أنجيلا: "لالا لقد رأيته يشتعل،أوووه لا تشغلا بالكما ربما كنت أتوهم فقط كما تعلمان تلقيت ضربة موجعة على رأسي بالأمس و.. "
لم تكمل أنجيلا كلامها وسمعوا صوت ارتطام في الطابق العلوي للمنزل.. عمَّ صراخ الفتيات من شدة ارتعابهم وقاموا ملتصقين ببعضهم البعض..!
كريستن بصوت متقطع: "أنجيلا معها حق هناك أحد بالمنزل"
عزمت الفتيات على الصعود واستكشاف الأمر بنفسهم، ذهبوا للمطبخ وحملت أنجيلا وكريستن ملاعق الاكل الكبيرة أما لارا فاتخذت سكين في الطبخ كسلاح للدفاع
كريستن بهمس: "ماذا هل جننتي هل سنصبح قتلة؟"
لارا: "إن لَزِم الأمر نعم!"
صعدوا الفتيات الدرج ملتصقين ببعض وكل منهم ممسكة بسلاحها أشعلو ضوء الحمام والغرفة المقابلة لها فلم يجدوا شيئًا، ولم يتبقى غير غرفة لارا دخلو ببطئ شديد وقلوبهم تكاد تسقط من الخوف ضنًا منهم أنه السفاح جاء ليفتك بهم.. وبخُطوات واهنةٍ خائفة دخلوا وأشعلوا الأنوار وبدأوا بالالتفات والتفتيش ولوهلة زفروا بارتياح اعتقادا منهم أنّ شكُوكهم خاطئة.. فجأة تسمرت  كريستن مكانها وهي تنظر للمرآة وقالت
" ااا بناااات أنظروا"
استدارت لارا وأنجيلا ليروْا مشهداً يوحي بالخوفِ حقاً.... لقد وجدوا المرآة الخاصة بالغرفة مكتوبٌ عليها بالدم  ”استعدوا للرعب الحقيقي أيتها الحلوات فأنا لم يشفى غليلي بعد‟ واسفل الكتابة طابع معروف بين سكان المدينة منقوش باحترافية بالدم
بدأت كريستن بالصراخ: "انه السفااح لا أصدق سنموت حتماااا ماذا يريد منااا"
أنجيلا بغضب: "لا يريد قتلنا بل اِرعابنا قبل ذلك لن أسكت لهذا الهراء سأتصل حالا بالشرطة"
وفي هذه اللحظة وصل اشعار للبنات في هواتفهن المحمولة فتحن الهاتف في آن واحد
رسالة جديدة:”لو تفوهتم بكلمة واحدة لِما حدث سأرسل قبلكم دليلا ذهبيا للشرطة لجريمة صديقتكم البريئة لارا L ‟
اتجهت أنظار الفتيات نحو لارا فوجدوها مطئطئة الرأس ودموعها بدأت بالتجمع: "أنا آسفة"
أنجيلا باستغراب: "أي جريمة تحدث عنها الملعون؟ انه يمزح صحيح!"
أصدر هاتف كريستن صوتا معلنا عن وصول اشعار جديد وعمّ الخوف مجددا "انه فيديو" قالت كريستن وهي تنظر لِلارا
تجمع الفتيات وفتحوا الفيديو ليجدوا صديقتهم لارا أمام احدى الأزقة في الظلام الحالك  يُمسك بها رجل طويل القامة يرتدي بذلة رسمية سوداء يظهر منه ظهره فقط يريد قتلها أو ما شابه ثم أخرجت لارا سكينا حاداً  من يدها وقامت بطعنه في قلبه عدة طعنات  و خرَّ ساقطاً على الأرض وبدأ ينزف ثم قطع الفيديو
صدمت أنجيلا وكريستن مما رأوه.. عم الهدوء فجأة ماعدا صوت أنفاسهم اللاهثة بشدة...
نظرت أنجيلا للفراغ وقالت: "مات!"
جلست لارا على الأرضية الباردة لعلها تستمد بعض القوة فقد أنهك جسدها من الخوف: "نعم... أضن ذلك"
كريستن: "اذن أين جثته.."
نظرت لارا بشرود وقالت: "لقد دفنته في الغابة بمساعدة شخص ما، لقد عرض علي المساعدة ولم أكن لدي أي خيار للرفض"
نظرت أنجيلا وكريستن الى بعضهما بعدم فهم وقالو في نفس الوقت: "من هو"
لارا بخوف: "لا يمكنني أن أقول هذا سر"
أنجيلا بغضب: "هل تمزحين معي؟ أي سر تكلمي ربما هو السفاح لأنه ربما هو فقط من يعرف بهذه الجريمة"
وقفت لارا سريعا: "لا لا لا يمكن ذلك لا يمكنه أن يفعل بي هذا"
أنجيلا بغضب: "أعدك أنني سأعرفه عاجلا ليس آجلا وسيكون مصيره السجن"
كريستن وهي تربت على ظهر لارا: "هيا عزيزتي أخبرينا من هذا الشخص وبما أنه ساعدك على دفن جثة كاملة يعني أنه معتاد على هذا وربما هو من قام بارسال ذلك الرّجل لكي، وليس بعيدا أنه هو من يهددكِ الآن حتى لا نكشف أمره ونخبر الشرطة"
أنجيلا: "كيف لم نفكر لهذا!"
كريستن: "ماذا هناك؟"
أنجيلا بحماس: "لارا هل لازلتِ تضعين كاميرا مراقبة أمام غرفتك أتذكر لما كنا في الثانوية وأقمتي حفل عيد ميلادك وقام جيك بسرقة اقراط أذنك كشفتي أمره وقلتي أن لديك كاميرات مراقبة صحيح؟"
مسحت لارا دموعها: "نعم صحيح كيف نسيت"
أتجهوا جميعا الى الكاميرا الموضوعة أمام الباب ما ان فتحو باب الغرفة حتى تلقوا اشعارا جديدا، صرخت كريستن من الخوف
أنجيلا: "قبل أن نقرأ ماذا كتب لا تخافا فهو يحاول ايقافنا فقط لا أدري كيف يراقبنا لكن لا تأخذا كلامه على محمل الجد هذه المرة اتفقنا.."
فتحت أنجيلا الهاتف فهذه المرة الرسالة كانت موجهة لها فقط وكُتِب فيها... كُتِب فيها!!!
رسالة جديدة: ”مرحبا حلوتي جدتكِ تنتظركي الآن لو أسرعتي قليلا  لكن لو أردتي البقاء لن تنتظركِ كثيرا L‟
سقط الهاتف من يد أنجيلا...
أنجيلا: "جدتيييي لااااااا"
ركضت الفتيات على الدرج وركبن سيّارة لارا وانطلقا بسرعة نحو بيت أنجيلا... في الطريق قامت أنجيلا بالاتصال بجدتها لكن دون فائدة لارد... تكرَّس خوف أنجيلا أكثر وبدأت تعتقد أن مكروها أصابها لا محالة
كريستن: "أنجيلا.. لا تخافي حسنا انها خطة منه فقط كي نبتعد ولا نكشف أمره لا تخافي"
لارا زادت في السرعة وقالت: "نعم ربما هي الآن نائمة ولم تسمع صوت الهاتف"
تشبثت أنجيلا بخيط من الأمل
عندما وصلو للمنزل وجدوا الباب مفتوحا هوت قلوبهم أرضا وعرفوا أن مصيبة قد حدثت لا محالة دخلت أنجيلا تركض و ورائها البنات: "جدتييي جدتيي هل تسمعيني!!!"
دخلو الى غرفة الاستقبال ووجدوا منظرا مهولاً....

عاد جاكلين من النادي الرياضي متعباً وأخذ حماما منعشا يسترد به طاقته وتناول عشاءه كالعادة مع والده ثم ذهب للغرفة للنوم مبكرا فغدا له اجتماع مهم لصفقة ما...
كاد أن يطفئ النور عندما نادى عليه والده
: "جاكلييين تعال بسرعة"
جاكلين بهلع فلم يسمع صوت والده هكذا الا نادرا فهو يتميز بالهدوء القاتل.. نزل جاكلين بسرعة: "ماذا هناك أبي"
كان ديفيد يضع يده على رأسه من الصدمة: "اتصل بي جارُ جدة أنجيلا..  وجدوها ميتة..." صمت قليلا وأكمل "وعلى جبهتها ذلك الرمز الملعون"
هبط الخبر على جاكلين كالصاعقة: "ماذا الجدة قُتلت!!!"

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن