ما بعد الهدوء

الفصل الثاني والثلاثون

أنجيلا وهي تفرك عيونها النّاعسة: "ما كل هذا النّشاط كريس ، ثم إنني ليس لديّ أي نيّة لأقوم بمساعدتكن بالأعمال المنزلية..."
وضعت كريستن كلتا يديها على خصرها وقالت بابتسام: "لا تخافي فالأعمال المنزلية ستقوم بها أمي أمّا نحن فلدينا مهمة من النوع الذي يعجبك"
نهضت أنجيلا من فراشها وقالت: "وماهو؟"
أمسكتها كريستن من رسغها ودفعتها للحمام التابع لغرفتها وقالت: "فور ما تستحمين وتغيرين ملابسك سنخبرك"
دخلت أنجيلا الحمام بتثاقل لكنّها سرعان ما استردت نشاطها بعد الاستحمام... نزلت للطّابق السفلي لتجد كل من كريستن وأليس بانتظارها وهن يرتدين ملابس انيقة للخروج....
شهقت أليس لمّا رأت أنجيلا بملابس المنزل : "ماذا!!"... ثم وجّهت نظرها لكريستن بغضب :" الم تقولي أنها على وشك الانتهاء! "
كريستن بوجه عابس :" كنت أضن ذلك"
أنجيلا بحيرة "مالذي تخططان له!، ثم انّني... "
دفعتها أليس للأعلى: "لا ثم ولا شيء... إذهبي وغيري ملابسك بدون تذمّر بعدها سنتكلّم"
لم تجادلها أنجيلا ولبّت الطّلب فهي لم تر أليس جدّية لهذه الدّرجة من قبل...
بعد دقائق نزلت و فور رؤيتها خرجن مسرعات ولحقت بهنّ: "مهلا لكنّني لم أتناول الفطور"
أجابت كريستن وهي تركب سيّارة الأجرة: "لا بأس فكلنا كذلك، سنتناول الفطور في مقهى القطط المجاور للمحلّات النسائية"
كانت تراقبهم نظرات حادة متخفية مصحوبة بابتسامة جانبية: "إضحكن فالجهل نعمة... لكنّه لن يدوم طويلا..."
                                ***
بعد ساعة تقريبا كانت الفتيات في مركز التسوّق الجديد، حيث كان يحتوي على العديد من المتاجر المتنوّعة... بدءا من الماركات العالمية الشهيرة الى المحلات المحليّة الفريدة بالاضافة الى ذلك إحتوى أيضا على مجموعة من المطاعم والمقاهي للاستراحة وتناول وجبات لذيذة.
قالت أنجيلا بانبهار: "انّه أجمل مركز تسوق زرته حتى الآن!"
كريستن بابتسامة : "إنه كذلك حقا أليس هذه المرّة كان اختيارك في محله كيف..."
لم تكمل كلامها لتجد أليس قد اتجهت لاحدى المتاجر الذي كان مخصصا للأنمي...
قالت بيأس:"لقد عرفت سبب اختيارك لهذا المكان".
ضحكت أنجيلا على الموقف ثم شهقت فنظرت لها كريستين بفزع: "ماذا!.."
أنجيلا وهي تشير بيديها اتجاه أليس: "انظري مجسم ايرين الذي كنت ابحث عنه ولم أجده في اي مكان!.. كريس انا اوافقك الرأي انه اجمل مركز تسوق على الاطلاق!!..."
وبعدما فاض كأس صبر كريس أمسكت بهما وإتجهت للدرج الكهربائي... عندما وصلوا للاعلى قالت أنجيلا:" لكن ماذا سنشتري بالضبط؟"
وضعت كريستين يديها على خصرها وقالت بجدية: "كل شيء!..."
أنجيلا وهي تناظرها باستغراب:" ماذا؟!... "
أليس بابتسامه جانبية " كما سمعتَ آنستي..نحن مكلفتان بمهمة وعلينا إتمامها قبل غروب الشمس."
أنجيلا: "مع أنني لا افهم شيئا لكنني سأجاري مهمتكما لأنها من النوع الذي أحب!..."
صفقت كريستن بهدوء :"حسنا... سنقوم بالتحرك على ثلاث مراحل وكل مرحلة ستخصّ واحدة منّا... أنجيلا بما ان لديكِ ذوق رفيع وتعشقين الموضة ودائما ما تبحثين عن الفساتين الأنيقة والتصاميم الفريدة، سنترك إختيار الفساتين لكِ... أليس انت تعشقين المجوهرات والاكسسوارات، ودائما ما تبحثين عن اطلالة مميزة لذا سنترك مهمه إختيار الاكسسوارات لكِ... "
قاطعتها أنجيلا بحماس:" هذا صحيح هل تتذكرين العقد النادر الذي أهدتني إياه في عيد ميلادي! "
تنحنحت أليس:" آنسة انجيلا، هل تعتقدين اننا هنا من اجل المتعة؟.. انها قضيه حياه او موت! "
ضحكت انجيلا على حالتيهما ثم قالت: "حسنا حسنا..  لننجز هذا!"
تابعت كريستن:" مهلا لم أكمل كلامي!... امّا انا فمهمتي العثور على أحذيه راقية تلائم الفساتين التي سنرتديها، لهذا ستكون آخر مهمة هي مهمتي.. "
                                   ***
قضين يوما مميزا وساحرا... بدأن بزيارة المحلات الكبرى كلها والمتاجر الفاخرة، حيث إستمتعن بتصفح أحدث صيحات الموضه والأزياء...
قامت أنجيلا باختيار ثلاثه فساتين عصرية من القماش الكريمي الرطب، كما قامت أليس باختيار اكسسوارات ومجوهرات تتناسب مع كل فستان... وأخيرا لمسة كريستن النهائية، حيث اختارت صناديل من إحدى الماركات العالمية ذات كعب عالي ورفيع...
بعدما إشترت كل واحدة منهن ماتريد، حان وقت الأكل!.. تناولن بعض الوجبات السريعة واللذيذة اضافة الى العصائر المنعشة... ثم حددن الوجهة التالية... المنزل...
في حدود الساعة الخامسة والنصف وصلن للمنزل ليجدوا نور والدة أليس بانتظارهن..
أنجيلا وهي تسلم على والدة أليس: "مرحبا سيدتي، سعيدة بوجودك هنا"
نور بابتسامة لطيفة: "شكرا عزيزتي.. ها هل أعجبكِ التسوق؟ اخترتِ فستانا جميلا اليس كذلك؟ "
نظرت لها بعدم فهم لِم تسألها هي بالذات: "اها نعم أليس وكريس ايضا اشترين"
تنحنحت كريس ودفعت أنجيلا للأعلى: "هيا لنصعد ونرى ما بالأكياس ونجرب"
أليس: "صحيح هذا أفضل جزء من التسوق" ثم غمزت لأمها وصعدت وراءهما...
فور ماصعدن اتجهت نور للهاتف واتصلت بأحدهم: "مرحبا نعم لقد وصلت حسنا... وداعا"
تعرفون عندما تشرق شمس صباح العيد ونستيقظ صباحاً متحمسين لارتداء ملابس العيد بعد انتظار اللّيل بطوله؟... هكذا كانت أنجيلا وصديقاتها.
إرتدت كل واحدة منهن فستانها مع بعض الاكسسوارات... حيث إرتدت أنجيلا فستان كريمي بيج مع أقراط أذن طويلة ومتموّجة وحذاء صندل أنيق متناسق مع نفس لون الفستان ذو احزمة رفيعة، كما وضعت مايكب كوري أنيق يتناسب مع عيونها اللّوزية وبشرتها البيضاء، وسرحت شعرها البني الأملس لينسدل على كتفيها ... كانت جميلة جداً...
أما أليس فقد إرتدت فستان كريمي أزرق سماوي مع أقراط أذن دائرية كبيرة واختارت معه حذاء الباليرينا الذهبي، كما وضعت مايكب أنيق واكثر ما ميز مكياجها عيونها المكحلة وأحمر شفاهها الأحمر.. كانت أنيقة جدا...
بالنسبة كريستن فقد اختارت فستان كريمي أصفر ذهبي مع أقراط اذن صغيرة وأنيقة، و إرتدت معه حذاء أسود عصري ذو كعب عالٍ، كما وضعت مايكب أنيق نفس الذي وضعته أليس غير انها لم تضع الكحل وغيرت لون احمر الشفاه للوردي البسيط... وكان شكلها يصرخ انوثة...