الفصل الثامن

13 10 1
                                    

حوَّلت أنجيلا نظرها اليهم: "ماذا حدث!!!"
أمسكت لارا هاتفها وأرتها الرِّسالة
حَملقت أنجيلا في الهاتف بِذهول:" هذه أنا!!.. كيف التُقِطت هذه الصورة؟؟ "
ثم تابعت بخوف: "هذا يعني أنَّه هنا الآن"
دارت حَول نفسها وهي تُراقب أنحاء المكان،  فقامت يلينا بالاختباء بسرعة..
أليس: "لا أعلم كيف ستكون نهاية هذه التهديدات حقاً...  هل سنموت...؟"
احتضنتهم أنجيلا: "سنتغلب عليه هذا وعد مني" ثم تابعت: "الأهم من هذا أننا لن نُخبر جاكلين بأي شيء الآن، ان علم بما أُخفيه لِحد الآن سَيلومني ويربط الأحداث بوفاة والدته وسيضُر نفسه قبلنا كما حدث لجدتي.."
كانت يلينا تتابع الحِوار في ذهول: "هكذا اذن... سأُخبر جاكلين بكل شيء عندما نصل لكن الآن.. لن أدعها تحلم به..."
اتَّجهت نحوهم بجُرأة: "أهلا فتيات أنا يلينا"
انتبهن لها الفتيات خِشية أن تكون سمِعت آخِر حديثهن..
ثم تابعت بمكر: "لأُعرِّفكن عن نفسي أنا صديقة جاكلين المقرَّبة أعمل معه منذ سنوات..."
هنا دقَّت حواسُ أنجيلا كأنما شيئًا ما لسعها واحمر وجهها غضبا...
كريستن باندفاع: "ما الذي تقولينه أنجيلا هي صديقة جاكلين المقرَّبة منذ الطفولة"
دفعتها أليس: "هيا هيا عزيزتي لقد أتيتِ الى المكانِ الخطأ..."
ضحكت يلينا باستفزاز ونظرت لهُن بقرف: "لقد أسأتُنّٕ الفهم! ما أقصِده هو أنَّ جاكلين حبيبي.."
ثم أشارت بسبابتها لأنجيلا بانفعال: "وأنت عليكِ أن تبتعدي عنه حالاً...  لقد قرفتُ من تدخُّلك الدائم بيننا... لقد سئِم من تصرُّفاتك الصبيانية ألم تُلاحظي أنكِ تخنقينه!!!"
ثم تابعت باستفزاز: " لقد أخبرني أنه يريد أن يخبركِ بعلاقتنا في اقرب وقت ويتخلص من عبء الاعتناء بكِ ليتسنى له العيش معي"
في هذه اللَّحظة اندفعت لارا نحوها بقوة حتى أوقعتها أرضاً، ثم أمسكت بشعرها الأصفر ونتَفتْهُ شرَّ تنتيف: "أيتها الساقطة كيف تجرأين! "
وقعت اليس أرضا من الضحك أما أنجيلا فبقيت صامتة لكنها في نفس الوقت أعجبتها المعركة ^-^...
أما عن كريستن فاتجهت لتحُلّ النِّزاع القائم.. حاولت فكّهُما لكن بدون جدوى فقامت بعَضِّ يد يلينا بقوَّة... 
صرخت يلينا من الألم: "أترُكوني أيُّها الوحووش البرابِرة لن يمُرَّ هذا بِسلام سأشتكي عليكم!!!.."
  : "مالذي تفعلونه توقَّفوا" صرخ جاكلين بِأعلى صوتِه وهو يرى هذه الفوضى...
انتهبت له أنجيلا ونظرت اليه وتحشّرت في عينيها الدموع وضلّت تُراقِب بصمت...
نهضت لارا بخوف من فوق يلينا ورجعت للخلف و كريستن...
ركضت يلينا نحو جاكلين وانتهزت الفُرصة واحتضنته: "ابعدني من هُنا عن هؤلاء الوحوش ... كل هذا بسبب أنجيلا حرَّضتهن علي..."
لقد كان أُسلوبها في التمثيل يستحق جائزة الأوسكار حقاً...
ابعدها جاكلين عنه ببطىء ونظر نحو أنجيلا
: "مالذي تفعلينه الآن هل جُننتِ؟؟ مالذي دهاكِ!!.."
ثم اتجه بعينيه نحوَ لارا: "هل أصبحتِ كلبة أم ماذا؟؟ ماهذا التصرُّف الهمجي!! العضّ!!!"
واكمل وهو ينظر للبنات: "أساسا مالذي جاء بكن الى هنا؟؟؟..."
زفر بقُوّة وحك رأسه بغضب وقال: "لم أعُد أعرفكِ حقا يا أنجيلا تتصرّفين بغرابة"
وهنا بدأت دموع أنجيلا الدافئة في السُّقوط بغزارة لم يحتمل جاكلين رؤيتها هكذا فرحل دون التفات... فلو ضلَّ هناك سيندم على ماسيفعله بها...
كم تمنى أن يتحضنها في تلك اللَّحظة... أن يحتويها... أن يحيط بها ويطبطب على قلبها ويطمئن على قلبه معها... انه الآن أحوج لهذا الحضن أكثر منها... لقد كرِه نفسه وكره شعور النَّدم الذي يسيطر عليه الآن... لكن ماذا يفعل لقد أحبَّها دون أن يدرك ذلك!!... متى وأين لا يدري... هل منذ الطفولة؟ أم منذ وفاة والدته...أم الآن....
لماذا يتخاصمان أساساً... لقد كانت آخر مرة يخاصمها منذ سنوات... من أجل قطعة الجبن الأخيرة تلك التي أمرته والدته أن يقتسِمانها...
سقطت آخر دمعتين على خديها ثم قامت بمسح وجهها بطريقة طفولية وذهبت الى المُخيم: "لا تتبعاني أُريد أن أبقى وحدي..."
                           ***
في اللَّيل كانت أنجيلا تجلس وحيدة في البحيرة البعيدة عن المخيم بأمتار... تلفحُها نسمات الهواء الباردة وتُلاعب شعرها البُدنقي بلطافة... ضلَّت تتأمل انعكاس القمر على البحيرة وقالت: "سبحان الله خلق فأبدع فأذهل العيون".....
ثم نظرت الى السَّماء وقالت:"
اللهم خفف عني ثقل هذه الإيام، وأرزقني قوة الصبر، وأشرح صدري، و إنزع منه ما استثقلته نفسي، وأرح قلبي و أرزقني .. فأنت أعلم بما تحتاجه نفسي" ثم اغرورقت عيناها بالدُّموع ومسحتهما بسرعة...
تقدمت الى البحيرة السَّاحرة ببطىء وبدأت بالتّوضؤ... وفي كل غسلة كانت تُحس وكأن شيئا ما انزاح عنها حتى أكملت... واتجهت الى حقيبتها الصغيرة وأخرجت طاقم الصلاة ولبسته وبدأت بالصلاة.... وعندما أكملت رفعت يديها الى السَّماء: " اللهم إني أحبك وإن كنت أعصيك
اللهم لست بريئا فأعتذر، ولا قويا فأنتص
ولكن لا حول ولا قوة الا بك"
زفرت بارتياح عندما أكملت... أحسَّت أن شخصا ما كان يُراقبها... التفتت بسرعة: "من هناك!!!.."
لكن دون رد...
في مكان المخيم كان العمال يجلسون في مجموعات دوائر حول مشعل الحطب وكانت تنبعث منها روائح الأطباق والأكلات الشهية التي على رأسها السّمك المشوي...
كانت كريستن تعض لسانها وهي تشوي السمكة: "هيا انضجي يا هذه... "
نظرت لها لارا باستسلام: "ليس هكذا... اعطني هذه"
حملت أعواد الشواء وجعلت تقلبهم ببطيء على النار باحترافية.. بضع دقائق وأصبح العشاء جاهز....
بينما أليس كانت تشاهد الأنمي وتمسح دموعها... نظرت لها كريستن ولارا وقالتا في وقت واحد: "مالذي حدث!!.." خوفا من أن رسالة جديدة قد وصلتها...
التفتت لهما لارا ولازالت متأثرة: "ايروين سميث مااات... لقد أعدت هذا المشهد أكثر من مرة وفي كل مرة ينزف قلبي" ثم قامت بسرعة كأنما شيئا ما لسعها ووضعت قبضة يدها على قلبها واليد الأخرى وراء ضهرها وقالت بقوة: "شينزووو سساغيوو"
انتفضت جميع العمال الذين هناك.. فجذبتها لارا بقوة لتقع على الأرض: "لقد فضحتنا ما هذه الأفعال الغريبة التي تقومين بها"
نظرت لها اليس بغضب وقالت: "ان كررت فعلتكِ هذه وسط تحيتي سأُخرج ليفاي الذي بداخلي واجعلكِ شاوارما يازيك سان.."
نظرن لها باستغراب وعرفن أن الجدال معها سينتهي بمصيبة فاستسلمن
لارا: "بما أن العشاء جاهز لنحضر أنجيلا أضنها هدأت الآن.." 
قامت أليس نحو مخيم أنجيلا لكنها لم تجدها فرجعت اليهم وقالت بصوت عالٍ نسبيا: "لم أجدها هناا... أين ذهبت؟"
انتبه جاكلين عندما مرَّ كلامها على مسامعه فاتجه نحوهم: "لارا أين أنجيلا؟ "
انتبهت لارا له واستجمعت كلامها: "اااا أنا لا أعلم لم نجدها في مخيمها"

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن