الفصل العاشر

14 10 1
                                    

في مكان آخر...
دخل دايفد مسرعا للمشفى وعلامات الهلع تكسو وجهه،وسأل الممرضة:" من فضلك هلا أعطيتني رقم غرفة ابني، اسمه جاكلين وقد نُقل الى هنا منذ نصف ساعة تقريبا "
جعلت تنظر الى السجل بنظارتيها الكبيرتين:"سيدي نعم انه هنا...في الغرفة 56"
ركض سريعا فور سماعه رقم الغرفة وأخذ يقلب الغرف حتى وصل...
ادار مقبض الباب ودخل الغرفة: "ابني.. جاكلين"
كان ممدا على السرير الأبيض غارقا في نوم عميق... والأنصال موصوله بذراعه والضمادات تملؤها...
تقدم نحوه وامسك يده السليمة بحُنو
نظر له اليكس بأسف: "سيد دايفد.. لا تقلق انه بخير الآن لقد طمأنني الطبيب"
نظر له وعيناه متحجرتان بالدموع: "كيف حدث هذا؟"
اليكس: "لا نعرف أي شيء لحد الآن... جُلّ ما سمعناه صوت صراخه وعندما ذهبت لتفقده..." ثم اغمض عينيه بألم: "وجدته غارقا في دمائه" ثم استطرد بابتسامة كأنما يربت بكلماته على دايفد: "لكنه الآن بخير والحمد لله أن الاصابة لم تكن في أعضائه الداخلية"
زفر دايفد: "الحمدلله" ثم أكمل: "سأبيت معه الليلة، لاتقلق يابني واذهب استرخي.."
اليكس: "لا سيدي سأبقى معه أيضا لن أتركه"
هنا دخل والد اليكس مسرعا للغرفة...قال وهو يحاول التقاط انفاسه: "لقد سمعت للتو...كيف حاله الآن؟"
حرّك دايفد رأسه بايجاب وهو يخاطب صديقه: "انه بخير حاليا... شكرا لكم حقا"
والد اليكس بمزاح: "لا تشكرني ياصديقي هذا لايليق بنا سأُحس أنك تضع حواجز بيننا"
ابتسم دايفد لصديقه الذي لم يتغير منذ الصغر..ثم قال: "هيا الآن خذ اليكس واذهبوا للمنزل أنا بجانبه الآن"
نظر صديقه لاليكس: "هل ترى كيف يقوم بطردنا سوية دون أن يستحي؟ انه يبرمج لأن يتودد لممرضة ما"
لم يستطع دايفد كتم ضحكته فضحك بشدة وسط أحزانه...
اليكس بضحك: " أبي توقف عن هذا!.."
ابتسم دايفد وهو ينظر للاشيء: "وهل تضنني قادرا على نسيان زوجتي المرحومة والنظر لغيرها؟... لو فعلت هذا سأدفن نفسي حيا... فالمُحب لا يخون حبيبه ولو مات..."
                            ***
في الصّباح الباكر....
كانت أنجيلا نائمة وهي تحمل الهاتف منتظرة اتصال اليكس،  فوقع الهاتف من يدها واستيقظت بفزع اثر صوته واستيقظت البنات أيضا... فركت عينيها بتعب وأمسكت هاتفها تُقلبه لتتأكد،  لكن بلا جدوى لم يتصل أحد...
اليس بتثاؤب: "صباح الخير"
ردّت كلا من لارا كريستن وأنجيلا: "صباح النور"
أخذت أنجيلا اسدالها واتجهت خارجا: "أنا ذاهبة لأتوضأ وأصلي"
أليس: "سنأتي معك"
حملت البنات أسدالهن وتوجهن للبحيرة للتوضؤ والصلاة...
انتهت البنات من الصلاة ولبسن ملابسهن وأتجهن نحو الحافلة التي تنتظر...
عندما ركبوا وجدن يلينا جالسة لوحدها وتنظر لأنجيلا بخنق..
مررن بدون مبالاة وركبن... عدا لارا التي توجهت نحو يلينا بصمت... جلست بجانبها ثم همست في أذنها: "عندما نصل نحن سنتجه للمشفى... وان لمحتكِ هناك صدقيني لن يعجبك ما سيحصل لكِ..."
ابتعلت يلينا ريقها بخوف ووجهت نظرها للنافذة... ابتسمت لارا وذهبت للجلوس مع صديقاتها...
عندما وصلوا للشركة نزل كل الموضفين لعملهم ومنهم يلينا... فهي لن تجرؤ الآن على مواجهة لارا مرة ثانية...
استقلت أنجيلا وصديقاتها سيارة أجرة نحو المشفى وركبت أليس من الأمام وخاطبت السائق: "نحو المشفى من فضلك.." وانطلق السائق..
كانت كريستن تجلس بين أنجيلا ولارا فقالت بحنق: "لم أنا دائما أجلس في الوسط"
ضحكت أنجيلا بخفوت:"لكي تساعدي السائق في الاتجاه"
التفتت لها أليس وغمزت: "ان اردتني تعالي اجلسي مكاني فأنتِ تحبين الشوڤر دادي"
ضحكت جميعا وقالت لارا بصوت منخفض: "احمدن الله أن السائق لم يفهم كلامنا والا لطردنا في منتصف الطريق..."
بضع دقائق وصلن الى المستشفي وأنجيلا تسبقهن ركضاً... اتجهن الى الممرضة وأملت عليهن غرفة جاكلين... في طريقهن الى الغرفة صادفوا دايفد وصديقه مارت صاحب الشركة التي يعمل بها جاكلين...
بادر دايفد بالكلام: "مرحبا بكم بناتي"
القوا السلام عليهم...
أنجيلا باندفاع: "سيد دايفد كيف حال جاكلين أرجوك طمأني؟؟"
دايفد وهو يبتسم بخفوت: "لا تخافي انه بخير... تعدى مرحلة الخطر وهو مستيقظ الآن..." ثم أكمل: "أنا ذاهب لاحضار بعض الملابس له وسأعود..."
أومأت أنجيلا برأسها واتجهت مع البنات للغرفة، فتحت الباب سريعا وقلبها ينبض بشدة... هنا ارتخت عضلات وجهها والتقت أعينهم للحضات... تأملها بخضراواتيه كأنما يطمئنها أنه بخير عندما رآها الآن... وهي تتأمله كأنما تخبره أنها لن تتركه...  في هذه اللحظة نست كل ماحدث بالأمس من شجار بينهما.... فقط تريد اشباع عينيها برؤيته...
قطع لحضتهما النادرة هاته... صوت اليكس وهو يدعوهم للدخول: "تفضلن"  وتنحى من جانب الكرسي ليترك المجال لهن...
جلسوا على الكراسي وقالت أنجيلا وهي تنظم كلامها :"جاكلين هل ااا أنت بخير؟"
رد وهو ينظر لها بابتسامة مطمئنة: "نعم بخير لاتقلقي انه جرح بسيط.."
تنحنحت لارا وقالت: "حمدالله على سلامتك جاكلين"
وكذلك كريستن وأليس: "حمد لله على سلامتك لقد أخفتنا."
أومأ برأسه بابتسامة: "شكرا لكم جميعا"
ردّ اليكس بمزاح: "يارجل ليتني مكانك نائم هكذا والممرضات والفتيات يتهافتن للاطمئنان علي...
ضحكوا جميعا على كلامه... والتفتت كريستن لمصدر الصّوت كأنما تراه لأول مرّة..والتقت نظراتهما.. ثم استدارت بسرعة...وضحك اليكس... ضّل يراقب تحركاتها ويبتسم من تارة لأخرى فقد أعجب بعفويتها الزائدة... 
وقف اليكس بتفاخر وهو ينظر لجاكلين للأسفل
:" جاكلين أنا ذاهب لشركتي الخاصة سأتصل بك لاحقا"
ضحكت أنجيلا وجاكلين وفهموا مالذي يحصل... فمنذ صغره إن أراد اليكس أن لفت الانتباه سيتباهى بأشياء ما...
تنحنح جاكلين وأراد أن يفسد عليه تباهيه: "أي شركة؟ منذ متى وأنت المدير أليس والدك هو المسؤول هناك..."
ضحكت كريستن بخفوت..
وهنا احمر وجه اليكس خجلا وحك رأسه بتوتر: "لن أُمررها لك بسلام أيها الوغد...وهيا انهض كفاك دلالا.."
جعل جاكلين يمدد أطرافه بتلذذ: "لا مازلت أريد البقاء لاشأن لك أنت.."
ضيق اليكس عينيه وخرج.. وهنا انفجرت أنجيلا ضحكا: "لم يكن عليك أن تفسد عليه تباهيه هكذا"
جاكلين هو يبتسم: "سأُراضيه فيما بعد.. فكما تعلمين لا أحد يستطيع أن يضل غاضبا مني لفترة طويلة" وغمز لها ففهمت أنه يقصدها بعد معركة البارحة...
وهنا رنّ هاتف جاكلين معلنا عن وصول اشعار رسالة ما... مدَّ يده السليمة ليحضر الهاتف لكنه لم يستطع... قرَّبته اليه أنجيلا وهي تبتسم...
فتح هاتفه ثم ضلَّ يُراقب هاتفه لمدة وهو لايصدق مايرى ولم يفهم أيضا...
رسالة من مجهول:
'تقوم بالسلامة!... كان هذا تحذيرا فقط..'
حاول جاكلين التّحكم في أعصابه قدر الامكان: "ماهذا الهراء..."
أنجيلا بعدم فهم: "مابكَ جاكلين ماذا حدث"
لم يستطع الكلام لشدة غضبه... لكن وجهه احمرّ بشدة وبرزت عروق وجهه... ووجّه هاتفه نحو وجه أنجيلا: "هذا الكلام.."

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن