الفصل التاسع عشر

6 3 0
                                    

قالت أنجيلا وعيناها على الباب الخارجي الضخم الذي قابلهم... ضحكت لارا وقالت: "ليس لهذه الدّرجة انها فيلا فحسب"
التفتت لها أنجيلا وهي تشير للحديقة الكبيرة...: "لكن هذه الحديقة السّاحرة تقول العكس! " ثم تابعت بتساؤل
: "اذن المنزل الذي كنتِ تقيمين فيه لمن يعود؟"
ابتسمت لارا وقالت: "استأجرته وعشت فيه بسبب مشاكل عائلية لن يسرك سماعها والآن بعد وفاة الجميع "
أومأت أنجيلا بايجاب ولم ترد أن تضغط عليها أكثر...
أنزل جاكلين الحقائب وقال: "هل أدخلها للداخل؟"
قالت لارا: "لا داعي فالخدم هنا سيتولون الأمر"
طرقت لارا الباب بعد ثوانٍ فُتح من الداخل وأطلت الخادمات فقالت رئيسة الخدم بابتسامة ترحيبية: "مرحبا بعودتكِ سيّدتي سيحمل الخدم الحقائب للداخل غرفكم جاهزة تفضلوا"
دخلت أنجيلا ولارا ثم التفتت لارا لجاكلين: "هيا تفضل سنضيفك.. "
قالت رئيسة الخدم: "تفضل سيدي"
ابتسم جاكلين وقال شاكرا: "شكرا لك لكنني مستعجل ولدي أعمال الآن... مرة أخرى ان شاءلله"
قالت أنجيلا للارا: "سأرافقه للخارج وأعود"
أومأت لارا بايجاب وأسرعت أنجيلا خلفه ورافقته الى سيّارته...
قالت بتذمر ممزوج بالمزاح: "لو تغير لون سيارتك الى لون مختلف ومبهج قليلا ستغدو أجمل من ألوان الحزن هذه يا ملك الحزين... سوداء! "
ضحك لكلامها وقال باستمتاع لاغاضتها: "سيّارة فخمة كهذه لا تليق عليها ألوان الزينة مثل مساحيق التجميل التي تضعنها لتضليلنا وخداعنا يا آنسة!"
فتحت عينيها بدهشة ونظرت له من قمّة رأسه وصولا لحذائه وقالت وهي تحاول رفع احدى حاجبيها لكنّها لم تنجح: "ومن أخبرك أننا نضع مساحيق التجميل من أجلكم! فأنتم بلا أعين أساسا ترون كل ماهو فض وغير أنيق مثلكم...انّما نتزين لأنفسنا أمّا أنتم فآخر اهتماماتنا وخاصة الرّجال الفضّون أمثالك!"
كانت تتكلم وبدأ وجهها يحمر تدريجيا لانفعالها فضحك عليها وقال: "هيا اذهبي وضعي بعضا من قناع التجميل خاصتك فوجهك يكاد يصرخ من الحمرة أصبح كالطماطم"
زادها كلامه انفعالا ووضعت سبابتها أمام وجهه: "على الأقل هذه حقيقتي لا أرتدي قناع البرود واللامبالاة المزيف مثلك"
ابتسم بهدوء وحدق بعينيها لبعض الوقت حتى ارتبكت وهي تعلم هذه الحركة جيدا... يعني أنها على حق...
تنحنح وقال وهو يفتح باب سيّارته: "سأذهب للمشفى الآن وداعا"
ابتسمت محاولة تلطيف الأجواء: "حسنا سنغير أنا ولارا ملابسنا ونلحق بك"
أومأ بايجاب وأغلق باب السيّارة وذهب... تبعته بعينيها حتى انعطف ثم دخلت للفيلا...
                             ***
في المشفى... وصل جاكلين وسأل الممرّضة عن غرفة صديقه فأجابته بوجه بشوش: "الطابق الثاني الغرفة اربعون سيدي.. "
شكرها واتجه نحو الطابق الثاني نحو الغرفة المنشودة، فدخل ووجد كريستن وأليس معه بالغرفة... ألقى السّلام ودخل فردو عليه...
جلس جاكلين على طرف السرير وقال وهو يتفحّص وجع صديقه بخوف: " كيف حالك؟! لقد أخفتنا"
كان اليكس مستلقيا بهدوء على السّرير الأبيض تربط يديه وصدره خيوط الأجهزة الطبية... ابتسم بوهن نسبي وقال: "أنا بخير الحمدلله على كل حال"
ابتسم جاكلين لكلامه: "الحمدلله أنك بخير وهذا هو الأهمّ... تحتاج لبعض الرّاحة وستعود كما كنت باذن الله..."
ثمّ أضاف مُمازحاً: "ستعود لشغبك مجددا وتصدع رأسي.."
ابتسم اليكس بهدوء اثر كلامه وقال:"ما فائدة الحياة بدون شغبي ومشاكلي؟سيعود الملك بحلّة جديدة أيضا" ثم غمز لكريستن،
فهم جاكلين مقصوده وقال: "صحيح فصديقنا أصبح مُحبًّا أيضا"
أخفضت كريستن رأسها بخجل فقال اليكس: "توقف أنت تخجل محبوبتي!"
رفع جاكلين عينيه للأعلى وقال: "ها نحن ذا"
ضحكت كل من كريستن وأليس ثم بادرت أليس بالسؤال: "كيف حال أنجيلا ولارا؟"
زفر جاكلين بضيق وصمت لثوانٍ ثم قال : "كان سيحترق بهما المنزل لولا قدرة الله"
حملقوا به بذهول: "ماذااا!!!"
سبقهم اليكس بالكلام وقال: "ماذا هناك جاكلين كيف حدث هذا؟؟"
فقصّ عليهم الحكاية بالتفصيل وعندما وصل لحادثة موت الشاب الذي أراد أن يحرقهم انتفظت أجسادهم...
قال كريستن باندفاع: "مات!... من قتله؟"
قال لها اليكس بغضب: "بدون شك هو نفس الشخص الذي أوصلني لهذه الحالة"
أغمض جاكلين عينيه بايجاب محاولا كتم انفعاله وغضبه: "نعم بالضبط"
وقفت أليس من مكانها والدّموع متحجرة بعينيها والقلق ينهشها على حال صديقتيها: "سأذهب للاطمئنان عليهما لن أرتاح قبل أن أراهم"
وقفت كريستن تلقائيا مساندة لها: "هيا بنا"
أوقفهم جاكلين: "انتظروا... سيأتون الى هنا وربّما هما في الطريق الآن"
قالت كريستن: "هما أيضا يجب أن يخرجوا من ذلك المنزل، لم يعد آمنا حقا وهو بمثابة كابوسٍ مؤقّت الآن!.."
أجابها جاكلين على كلامها: "لقد انتقلا هذا الصباح لمنزل لارا سيمكثان هناك الى حين اشعار آخر"
رافق صمتهم التالي دخول أنجيلا ولارا فقالوا بصوت واحد: "السلام عليكم"
فردوا عليهما: "وعليكم السلام"
قال اليكس ممازحا: "كنّا نتكلم عنكما الآن بالشر طبعا"
ضحكت أنجيلا وقالت ممازحة: "بم أنّك دخلت لباب المزاح فأنت بخير"
قال اليكس وهو يمدّد أطرافة براحة على السّرير: "هذا طبيعي فمن يراك يشفى وجعه وتشرق ابتسامته تلقائيا! "
ضحكت أنجيلا وابتسمت بخجل، أمّا جاكلين فبدأ يحس بالحرارة تخرج من جسده وقلبه يدق بعنف...
نعم يمكننا اختصار حالته بلكمة واحدة 'الغيرة'... حدّق باليكس بعيون جامدة ثم أطال التحديق بأنجيلا فوجدها لاتزال مبتسمة اثر مجاملة اليكس لها... اتجه خارج الغرفة وأغلق الباب بقوّة...
حدّقوا في بعضهم البعض في حيرة من غضبه الظاهر قالت لارا: "مابه؟"
أنجيلا بحيرة: "لا أعرف تقلب مزاجه في ثانية"
ضحك اليكس وقال: "دعوه وشأنه أنا أعلم مابه"
أنجيلا بحيرة: "تكلّم اذن!"
حدق بها اليكس وغمز: "أسرار الرّجال"
....
خرج جاكلين من الغرفة ومن المشفى أيضا، جلس في الحديقة الخاصة بالمشفى في احدى الكراسي الخشبية المخصصة للمرضى... جعل يحرك رجله بتوتر وغضب واضح: "لماذا يحدث هذا معي؟أصبح الوضع لا يُطاق حقا... لماذا لا أنسبها لي وأرتاح وأريح أعصابي"
لمعت في رأسه فكرة رائعة تحتاج فقط لبعض اللّمسات...ابتسم من بين أفكاره وقال: "نعم سأعترف لها اللّيلة بكل شيء! "
بينما كان يجلس مطأطأ الرأس ويفكر، لمح حذاء امرأة أمامه فرفع رأسه ووجدها يلينا...
: "مرحبا جاكلين كيف حالك!" قالت بابتسامة واسعة...
عقد جاكلين حاجبيه بحيرة: "ماذا تفعلين هنا؟"
جلست يلينا بجانبه وقالت: "جئت لأزور اليكس بعد ماحدث له ثم وجدتك تجلس هنا وعلامات التعب بادية عليك فقلت لأواسيك قليلا! "... ساد الصمت للحضات ثم أمسكت يلينا بكلتا يديه وظلّت تحدق بعينيه
تفاجأ جاكلين من جرأتها أراد أن يخرج يديه من قبضتها لكنه سمع صوتا من ورائه فالتفت سريعا: "اذن لهذا السبب خرجت مسرعا من المشفى!"

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن