الفصل السادس

12 10 1
                                    

سهر جاكلين على ملف حسابات المناقصات وملف الصفقة معا حتى أنهكه التعب
جمع الملف وزفر طويلا: "وأخيرا... يوم شاق فعلا"
ثم وضعه داخل المحفظة ليراجعه في الصباح واتجه للمصعد،  ظغط على الزر فدخل وهنا رنَّ هاتفه،  نظر جاكلين للشاشة وابتسم ثم ضحك...
هل خمنتم من المتصل؟....  لا ليست هي^-^ بل شخص آخر تماما...
أجاب جاكلين على المتصل: "لا أصدق حقااا أهذا أنت! اليكس!!"
أجاب الطرف الآخر بضحك: "يا الهي ضننتها مفاجأة.. لكن كيف عرفت أنني المتصل والشريحة اشتريتها هذا الصباح.."
جاكلين بغرور: " يسمونتي المحقق كونان..  ياغبي انه تطبيق يكشف عن هوية المتصل "
جاكلين بضحك: "هكذا اذن.. دائما تتخذ الاحتياطات اللازمة.."
وهنا أصدر المصعد صوتا معلنا عن الوصول الى الوجهة...
جاكلين: "احم اليكس سأقود السيارة الآن.. سأصل للمنزل قريبا نصف ساعة وأعيد الاتصال بك..." ثم أكمل: "رغم انني تعب يا هذا عليك ان تقدر مجهوداتي للحفاظ على صداقتنا"
ضحك اليكس: "لم تتغير أبدا.. سأكلمك بعد نصف ساعة وداعا"
في مكان آخر...
كانت أنجيلا جالسة في غرفتها تدرس حتى تسترجع ما فاتها من دروس في الايام الماضية... وعندما نال منها التعب أغلقت الكتب ونزلت للطابق السفلي لتحضر بعض الحليب ليساعدها على النوم.... فهو منقذها في الايام الفارطة بسبب الأرق الذي يلاحقها.
وهي تنزل في الدرج سمعت ضجيج أصواتهن المتعالي يخرج من غرفة الضيوف، ابتسمت واتجهت هناك لتجدهن يلعبن لعبة اللّودو ثلاثتهن' لارا، كريستن، واليس'
تناست أمر الحليب واتجهت نحوهن بسرعة وقالت: "هل هناك مقعد شاغر لفتاة خرجت لتوَّها من جحيم الدراسة؟؟"
ضحكن جميعا وبدأوا باللعب مرة أخرى...
                              ***
في الصباح الباكر...
ضلَّ هاتف أنجيلا يهتز فوق الكوميدينو لوقت وجيز حتى انتبهت له.. رفعت يدها بتثاقل وأجابت: "نعم؟"
رد الطرف الآخر: "ماذا نعم؟  اهكذا تردين على من يريد الترويح عن نفسك واخراجك في نزهة.."
جلست أنجيلا وربعت رجليها: "جاكلين اه صباح الخير..  لا تَلُمني فقد سهرت البارحة مع البنات ولم أنم جيدا.."
زفرت ثم اكملت: "الحمدلله أننا في عطلة الأسبوع والا لتأخرت عن الجامعة حقاً..."
رد جاكلين : "هممم حسنا لقد سامحتك.. لو لم تترجيني لأُسامحكِ لأغلقت اخط في وجهكِ"
كتمت أنجيلا ضحكتها: "مغرور.."
ثم تابعت:" ايييه لقد سمعتك تقول أن هنالك نزهة... هذا ان لم تخُنِّي أُذناي.. "
جاكلين بجدية: "صحيح ما سمعته لقد نظمت الشركة نزهة وأنتِ مدعوة طبعا ستأتين معي لذا حضّري مستلزماتك وتعالي للشَّركة.."
عبست أنجيلا: "ماذا ألن تقوم بايصالي.؟"
جاكلين بأسف: "لا استطيع فلدي ملفات مهمة عليَّ ايصالها في الوقت المحدد..  وانتن البنات يلزمكن ساعات لتحضير أنفسكن..."
ثم تابع: " هاا لا تتأخري أنا أنتظركِ وداعا.. "

أغلقت أنجيلا الهاتف وشرعت في تحضيرِ مسلتزماتها
ثم نزلت لتناول الفطور ومن ثم اخبار البنات برحلتها.. وصادفتها رائحة الافطار الشهية تنبعث من المطبخ فتبعتها بأنفها...
: "هممممم ماهذه الروائح الطيبة لارا... لم اشتم مثلها منذ وفاة جدتي رحمها الله "
ولبرهة تذكرت ماحصل لجدتها فعبست ملامحها في ثوانٍ
لاحظت لارا هذا وانقذت الوضع وقاطعت حبل أفكارها: "يوووهووو... وجائزة أفضل طباخ في العالم تعووود الى.."
ووضعت كلتا سبابتيها نحوها بفخر، وهنا ضحكت أنجيلا بخفة واحتضنت صديقتها...
دخلت كريستن للمطبخ وهي عابسة
: "هففف هذا ما كان ينقصنا أحضانكم في الصباح.. كيف تستطيعون الابتسام في الصباح هذا مزعج"
ردت لارا: "هيا بلا فلسفة أعدّي معنا المائدة"
جلست البنات للافطار...
ضربت أنجيلا جبهتها: "اااه نسيت ان أخبركن"
ردت كريستن وهي مشغولة ب قطع الكعكة: "ماذا!"
  أنجيلا بابتسام: "سأذهب مع جاكلين لنزهة نظمتها الشركة لقد دعاني"
نظرت لها لارا بسرعة: "هل ستذهبان وحدكما؟"
ابتلعت أنجيلا قطعة الكعك بسرعة: "بالطبع لا الرحلة نضمتها الشركة يعني أنّ عملاء الشركة كلهم معنيون بالذهاب"
ثم تابعت: "لماذا لا تأتيَن معي سنقضي يوما رائعاً؟؟"
أجابت لارا بابتسام: "هذا رائع..."
ثم قطعتها كريستن: "لااا لارا هل نسيتي ماذا اتفقنا البارحة؟ سنذهب للتسوق"
زفرت لارا بتململ: "نسيت تماما لدينا أشياء مهمة لشراءها... حسنا أنجيلا رحلة موفقة عزيزتي.. اذهبي للترفيه عن نفسك" 

بعد ساعة:
وصلت أنجيلا للشركة وهي في أتم الاستعداد والسعادة أيضا،  نظرت للشركة وهي مذهولة من طولها الشاره و شكلها الذي يوحي أنها من المستقبل.. تلك الزجاجات البلورية التي تزينها... والسيارات المصطفة في الخارج من النوع الفاخر...
دخلت وهي تبحث بعينيها عن جاكلين الشخص الوحيد الذي تعرفه في هذه الشركة الفخمة...
حتى أحسّت بيد تقودها نحو الأمام واذا به جاكلين: "هيا أسرعي لماذا كل هذا التأخير.!!"
أنجيلا: "على مهلك الحقيبة ثقيلة"
قام بحملها باليد الاخرى وقيد أنجيلا باليد الأُخرى حتى وصلوا"
وفي زاوية أخرى في الخفاء... تنبعث نظرات ثاقبة مُصوّبة نحو أنجيلا.. !
جاء اليكس صديق جاكلين من هناك: " يا رجل لقد كنت أبحث عنك وأنت هنا تغرم في زمانك؟"
انتبهت أنجيلا الى قرب جاكلين منها ويديهما الملتصقتين وابعدت يدها بسرعة، ثم انتبه جاكلين الى هذا فتنحنه وحك رأسه في خجل..
: "اه نعم أنا هنا... مع أنجيلا"
فتح اليكس فمه في حيرة: "أنجيلا يا فتاة لقد كبرتي حقا!! ألم تعرفيني؟  أنا اليكس"
وضعت أنجيلا يدها على فمها في صدمة :" اليكس! أنت أيضا كبرت... لم أتوقع رؤيتك مجددا... وفي هذه الضروف! "
ثم قالت بابتسامة عريضة: "هل تتذكر كيف كنت أضربك؟ "
انفجر الجميع ضحكا وقال: "ذلك قديما الآن تغير كل شيء." ثم تابع وهو يعقد يديه على صدره: "احم الان أنا اطول وأضخم... أما  انتِ لم تكبري كثيراً، لكنكِ مازلتِ جميلة كما كنتِ وأكثر"
ضربه جاكلين بغضب على كتفه: "ان لم تتوقف الآن عن الثرثرة فنتركك هنا في الشركة لوحدك"
أمسك اليكس كتفه بمزاح: " لقد حطّمت أغلى ما املك عليك بتعوضي للعلاج"
أجابه جاكلين بدون ملامح: "هيا امشي سنفوتُ الرحلة بسببك..."
{شرح ^•^: اليكس هو صديق الطفولة ل جاكلين، والده هو توم صاحب الشركة التي يعمل فيها جاكلين... ذهب لخارج البلد نحو أمه في طفولته وبقي على اتصال مع صديقه... أكمل دراسته هناك وتخرج ثم بعد سنوات عاد الى بلده... عمره 26سنة طويل القامة متوسط البنية.. ذو عيون عسلية وشعر بني مموج بعشوائية زادته وسامة...}
                       ***
ركِبوا حافلة النقل المخصصة للرحلات، حيث جلست أنجيلا في المقعد الذي يطل على النافذة وبقي المقعد الذي بجنبها شاغراً وشغّلت موسيقى هادئة تبعث الراحة...  ابتسمت ووضعت رأسها على النافذة وغطست في محيط أفكارها...
أما جاكلين فلم تتسنى له الفرصة للجلوس معها فقد أراد ان يستغل هذه الرحلة ليسألها عن ماحدث معها في الأحداث السابقة، لكنَّ جايكوب دفعه للجلوس معه وانكه بثرثرته المزعجة!...  لنقُل لم تكن مزعجة بالنسبة لجاكلين فقط اشتاق لأيام طفولته وهاهو يراها في صديقه الآن!...

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن