الفصل السابع عشر

4 3 0
                                    

جلّ ماسمعوه وما رأوه هو صوت شهيق كريستن وهي تحدق بداخل الخزّان...
قالت أنجيلا بنفاذ صبر: "ماذا هناك تكلمي!!"
قالت لارا بهدوء وهي لا تزال تحدق في مياه الخزان..: "اليكس...هنا!"
قالت الفتيات بصوت واحد وبمأساة واحدة: "مااذاا!!"
صرخت لارا بقوة وهي تفتح باب الخزان كليا: "هيا ساعدوني لاخراجه قبل أن يموت"
قالت أنجيلا وهي تحمل الهاتف بيد مرتعشة: "سأتصل بالعم ديفد وجاكلين حالا..."
أما كريستن وأليس فقد صعدوا السلم محاولين مساعدة لارا في اخراج اليكس ولكن بدون جدوى...
ضربت أليس الخزان بغضب: "تباً مستوى الماء  منخفض كيف سنخرجه!!."
صرخت كريستن ببكاء وهي تترجاهم: "أرجوكم افعلوا كل شيء ربما لن يحتمل جسمه الى حين وصول الاسعافات والشرطة!"
قالت أنجيلا وهي تركض نحوهم: "لقد اتصلت بالاسعافات وهم قادمون ثم اتصلت بالعم ديفد وهم قادمون الآن"
في هذه اللّحظة قفزت لارا داخل الخزّان الكبير باحترافية وغطست داخل المياه الدموية وضلت تبحث...
تفاجأت البنات من شجاعتها وضلوا ينتظرون مالذي سيحدث... وهل سيكون الحظ حليفها وتخرجه من هناك؟
مرّت الثواني عليهن ساعات...كانوا متجمعين حول الخزان الكبير وأعينهن معلقة على المياه، ينتظرون بنفاذ صبر... مرّت دقيقة على قفز لارا وتليها ثوانٍ أخرى... بدأ القلق يدب في قلوبهن خوفا على لارا أيضا...
وأخيرا... سمعوا صوت تخبط المياه بعدها ظهور لارا وهي تحمل شخصا ما من خصره بيدها... واليد الأخرى جعلت تجدّف بها حتى وصلت للسلالم المعلقة بالخزّان...
ساد صمت غريب وكأن شخصا ما قطع ألستهن.. فقد كانت صدمة قوية...
أدخلت كريستن رأسها داخل الخزان وقالت: "هل أنتما بخير؟ هو حيّ أليس كذلك؟"
لم تستطع لارا التنفس جيدا ولا الكلام... استجمعت كل ما ليدها من قوة وقالت بصوت أقرب الى الهمس: "اضن انه حيّ"
ومع انخفاض صوتها الّا أن كريستن سمعته وضحكت تلقائيا: "انه حيّ انه حيّ"
سمعوا صوت عالٍ لركن سيارة بجانب منزل أنجيلا تماما ثم ظهر جاكلين يركض نحوهم وهو يلهث: "هل هو بالداخل؟"
قالت أنجيلا بسرعة: "نعم انه بالداخل مع لارا لولاها لربما هو ميت الآن"
وبسرعة صعد جاكلين السلالم ودخل للداخل وسط المياه العميقة الحمراء أمسك اليكس من عند لارا وبكل ما أوتي من قوة صعد به لفوق... ومع خروجه وجد الاسعافات قد وصلت فأكملت عمله حملوه لداخل سيارة الاسعافات...
ولكن بداخل الخزان لم تستطع لارا التنفس كان الجو رطبا جدا وخاصة أنها كانت تغوص داخل تلك المياه فقد فقدت جل طاقتها على المقاومة... أغمضت عينيها ببطىء وسمحت للمياه أن تبتلعها ببطىء...
ومع عودة جاكلين لاخراج لارا وجدها قد غرقت داخل المياه الدامية...فصرخ: "لارااا تماسكي"
وقفز للداخل...
قالت أنجيلا وهي تنظر لكريستن وأليس بخوف: "ماذا حدث للارا!"
فنفيا رأسيهما بقلة حيلة وخوف...
وأخيرا استطاع جاكلين اخراج لارا من مستنقع الموت ولحسن الحظ أنها  لم تفقد وعيها تماما...
هرولت نحوها الفتيات بخوف: "هل أنت بخير عزيزتي!! " سألتها أنجيلا وهي تتفحص وجهها المبلل بالدماء..
أومأت لارا بايجاب وهي تحاول التنفس: "بخير... هل أخذوا اليكس؟"
قال جاكلين: "نعم... هل آخذك للمشفى؟"
نفت برأسها: "لا أنا بخير"
وقف جاكلين ودار حول نفسه ثم توقف وقال: "لن تبقوا هنا بعد الآن... أصبح هذا المكان خطرا عليكن.."
نظرت له أنجيلا بعدم فهم: "ماذا تقصد أن لا أبقى هنا؟ هذا منزلي! "
نظر لها جاكلين بتفهم وقال: "أعلم لكنه لم يعد آمنا سنؤجل اقامتك هنا الى اشعار آخر لكن هذه الأيام لن تبقي هنا هذا أمر مفروغ منه. "
كم تمنّى حينها أن يحملها معه كالضّل، أن تبقى دائما تحت عينيه فخوفه عليها يزداد كل يوم في ظل هذه الظروف الغامضة...كم تمنّى أن يسكنها داخل أضلاعه ويغلق عليها...
رنّ هاتف كريستن مقاطعا حديثهم و أفكارهم وأجابت الى الطرف الآخر وبعد فترة قصيرة أغلقت الخط وهي عابسة الوجه... وقالت بصوت هادىء: "أمي وأبي... يريدونني أن أجمع أغراضي وأعود للمنزل حالا. "
قالت أليس: "يبدو أنّ الخبر انتشر بسرعة"
ومرّة اخرى رنّ الهاتف وكان لأليس هذه المرّة ونفس الشيء تكرّر معها... قرار مفاجىء بالعودة الى المنزل حالا وبدون أي نقاش...
لقد انتشر خبر اصابة جايكوب بسرعة وخاصة أنه قد حدثت تلك الجريمة الشنعاء في منزل أنجيلا...
قالت أليس بأسف: "أنجيلا أنا آسفة لما حدث.. لكن أعدك سأقنعهم في مدة يومين وأعود الى هنا هذا وعد لن أترككم وحدكم"
وقالت كريستن: "أنا أيضا"
احتضنتهم أنجيلا وقالت: "ليس عليكن العودة الى هنا لقد أصبح مكانا خطيرا حقا... ربما اذا افترقنا لبعض الوقت ستُحل الأمور"
التفتت للارا وقالت بابتسام: "هذا الأمر ينطبق عليكِ أيضا"
ابتسمت لارا ابتسامة جانبية وقالت: "بم أن لا أهل لي سأضل معك و لا تناقشيني"
ابتسمت أنجيلا لمساندتها وحزنت في نفس الوقت على حال صديقتها وحالها معها... فما لليتيم أحد بعد والديه... لقد أحست بنقص كبير بعد هذه الحادثة... خصوصا أنها قد تيتمت مرتين!... لكنها تحمد الله على اعطائها سندا مثل جاكلين وصديقاتها...
تنحنح جاكلين وقال: "أنا ذاهب الآن للمشفى مع اليكس ومن هناك سأعلم والديه بالأمر"
قاطعته كريستن قائلة: "سأذهب معك.."
ابتسم قائلا: "لا أنتم ستزورونه غدا... هيا عودوا للديار ولا تشغلوا بال والديكم"
أومأت برأسها هي وأليس وذهبوا لجمع أغراضهن.. وبقيت لارا وأنجيلا فقط..
حدق جاكلين بأنجيلا ولارا وقال: "أمّا أنتما فستبيتان هذه اللّيلة في منزلي.."
ثمّ أضاف مفسّرا: "أنا وأبي سنبيت في المشفى مع اليكس.."
نفت أنجيلا برأسها وقالت: "لن أبيت إلا في بيتي"
عقد حاجبية بغضب وقال: "عنيدة! كوني مطيعة لمرّة فقط! "
تنحنحت لارا ونظرت نحو جاكلين: "احم لا تخف علينا سنبيت معا هذه اللّيلة في المنزل هنا وغدا سنذهب لمنزلي..."
زفر بضيق وقلة حيلة وحدق بهما لبعض الوقت وقال:"هذه الليلة فقط وغدا في الصباح الباكر سآتي لأنقل معكما الأغراض لمنزل لارا"
ابتسمت لارا وقالت: "حسنا اتفقنا"
بعد دقائق ذهب جاكلين الى المشفى ودخلت أنجيلا ولارا للمنزل وأغلقا الباب باحكام... ثم اتخذوا غرفة الاستقبال مكانا للنوم هذه الليلة مع بعضهم...خوفا من حدوث مفاجأة جديدة....من يعلم؟
                           ***
في الصباح الباكر  ومع بزوغ الشمس سمعت أنجيلا صوت سقوط شيء ما بالأعلى
فاستيقظت مفجوعة وأيقضت لارا بخوف: "لارا لارا استيقضي هناك أحد ما بالمنزل"
نهظت لارا وفركت عينيها: "ماذا؟ كيف عرفتِ؟"
تنفست أنجيلا بعمق تحاول الهدوء وقالت: "سمعت ارتطام شيء ما بالأرض في الأعلى"
نهظت لارا بسرعة واستوعبت خطر ما يحصل وفتحت مقود الباب بهدوء وخرجت...
التصقت أنجيلا خلفها وتبعتها بهدوء ويكاد قلبها يسقط من الخوف...
وضعت لارا قدمها في أول الدّرج للصعود ثم رفعت رأسها لتتفاجىء...

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن