دقَّ قلبه خوفا خشية أن يكون قد أصابها مكروه لا قدّر الله... لعن نفسه ألف مرّة لتصرفه الفضِّ معها... وأقسم أن لا يسامح نفسه ان حدث شيء ما لها"
وبينما هم يتجادلون أطلت عليهم أنجيلا من بين الاشجار البعيدة نسبيا، فقالت كريستن: " انها هناك" واشارت بيدها نحوها...
اغمض جاكلين عينيه بارتياح.. اقتربت أنجيلا منهم وهناا التقت أعينهم لفترة...وبسرعة أشاحت أنجيلا بنظرها بعيدا نحو صديقاتها وابتسمت...: " هل تبحثن عني؟"
لارا بخوف: "نعم ضننا أن مكروها ما قد أصابك.."
نظرت لها أنجيلا ببعض من البرود: " وان يكن ليصبني هذا المكروه وارتاح على الأقل"
وهناا لم يستطع جاكلين تحمل كلامها بأن مكروها سيصيبها... فقد كانت انفاسه تتسارع وبرزت عروق رقبته وأشار بسبابته نحو وجهها: "هاي... أنتِ تحت حمايتي في هذه الرحلة، وأنا من استدعاك، أنا المسؤول عما يحدث لكِ هنا، لذا كُفي عن التجوُّل بعيداً وعودي الى مُخيمك فأنتِ تحت ناظري الى أن تنتهي الرحلة الملعونة هذه...."
احمر وجه أنجيلا ونظرت له بغضب: "ان لم يعجبك وجودي في هذه الرّحلة وكنت أزعجك لهذه الدّرجة وأُفسد عليك راحتك مع أحبابك فلِم تقوم باستدعائي!!!؟"
انسحب الفتيات في هذه الأجواء المشحونة وترك الساحة لهُما...
فرك جاكلين رأسه بقلق ونظر اليها: "عمّ تتحدثين؟"
اغتاضت أنجيلا من بروده : "لاشيء"
أنا ذاهبة لمخيمي الآن." .. واتجهت بعيدا عنه ثم أحسّت بيد تمسك رسغها بقوّة وقربها منه: "لم أكمل حديثي بعد"
دفعته أنجيلا بكل قوّتها: "ابتعد عني ما هذه الوقاحة!..." وذهبت بخطوات سريعة للمخيم واغلقت سلسلته... ثم وضعت يدها جهة قلبها وبدأت تتنفس بتسارع: "مالذي يحدث لي حقاً.. لماذا قلبي يدق بعنف كلما اقترب مني؟؟..ايعقل أنني... " ثم استطردت: "لا مستحيل أن أحب شخصا متعجرفا مثله.."
وهنا تذكرت كلام يلينا السام وقالت: "ثم ان لديه حبيبته... فلم أفكر في هذا الآن!.. لقد كان صديقي وانتهى.. "
تناولت عشائها الذي وضعته لها كريستن قبل الكارثة فأكلت القليل وذهبت لفراشها... ضلت تتقلب في الفراش وكأنما تحاول اقناع قلبها بأنه على خطأ..فيتصارع العقل والقلب الى أن نال منها التعب ونامت..
لكن هناك شخص قد تغلب عليه قلبه حتما ولم يستطع اقناعه بشتى الطرق حتى أصابه الأرق.. كان جاكلين يجلس وحيدا أمام شعلة الخشب وكانت الشرارة تتصاعد لفوق وكان شاردا فيها... يفكر بين الماضي والحاضر... لماذا يتغير الانسان عن من يحب؟... لماذا يموت ببطىء؟... لماذا عندما يخاصمها يشعر انه الوحيد بهذه الدنيا .. ليس لديه أحد .. يحس أن كل الناس يكرهونه .. حتى يكره نفسـه ..
تصبح الدنيا في عينه كلها ظلااااام .. لا يوجد ولا نور طفيف... فهي الوحيدة التي تنير له حياته... لم تجرحه أبدا فلِم يفعل بها هكذا...ولم يشعر بهذا الشعور أساسا... انه يحبها... بل يعشقها... لقد اعترف حقا بعجزه أمامها... لقد ألغى جميع أحصنته أمامها يريد السلام لقلبه فقط... فَمهْما بلغت قوتك يا ابن آدم فانّ هناك أنثى ستخِرّ قِواك أمامها وتعلن الاستسلام..فتبادرها الحب والأمان فقط....
قطع شروده وحبل أفكاره اليكس: "
ألم تنم بعد؟" ثم جلس بجانبه..
ابتسم له جاكلين: "ليس بعد.. ربما سأذهب بعد قليل"
ضربه اليكس على ظهره: "هيا للنوم فغدا سنعود..."
نظر له جاكلين بتعجب: "ماذا غدا؟ أضن أن الرحلة كانت ليومين؟.."
لوى اليكس فمه بملل: "كانت كذلك الى أن اتصلت بأبي وأخبرني بأن عاصفة قادمة لهذه الغابة غدا مساءا.."
نظر جاكلين بشرود نحو الشرارة التي بدأت بالانطفاء: "هذا جيد"
نظر له اليكس باستغراب وضحك: "تقصد العاصفة! "
جاكلين: "أقصد أننا سنرحل غدا.."
اليكس بتمعن: "أضن أنك لم تحب المكان كثيرا"
صمت جاكلين ففهم اليكس: "هيا للنوم اذن... علينا الرحيل باكراً.."
نهضوا واتجه كل منهم الى مخيمه وغطوا في النوم....
***
بعد ساعات قليلة... استيقظ شلة المخيم على صوت صراخ في أحد المخيمات، فزعت أنجيلا من نومِها وفركت عينيها ضنت أنها كانت تحلم...ولكن صوت الضجيج الذي بالخارج جعلها تتأكد أنها لم تكن تحلم...
خرجت تُهرول للخارج وواضعة يدها على قلبها... ووجدت البنات أمامها فجعلت تتفحصهن بعينيها لتستنبط الاجابة منهن
فقالت بصوت متقطع: "ماذا هناك.. ماهذا الصراخ؟.."
لارا وهي تلهث بقوة: "لا أعلم هيا لنرى"
ركضوا نحو مصدر الصوت ووصلوا لمكان الحادثة، وياليتها لم تصل... تمنّت أنها لم تأتي لهذا المكان... بل تمنّت أنها لم تلد أساسا...
كان هناك جاكلين مستلقيا على الأرض غارقا في دِمائه غائب عن الوعي تماما... فجعلت أنجيلا تلطم وجهها وركضت نحوه وحملت رأسه ووضعته على حجرها: "جاكلين هل أنت بخير؟.. جاكلين رد علي لاتتركني وحدي أرجووك جاااكلين هل تسمعني؟.."
وأنّ له أن يسمعها!! فقد كان في عالم آخر... في عالمه الوردي فقد كان يبتسم رغم دمائه وآلامه وهو يحلم بوالدته معه...
'أمي لقد أتيتِ من أجلي؟لن ترحلي أليس كذلك؟ لقد اشتقت اليك حقاً..'
كان يحلم بوالدته وهي تحتضنه وتربت على ضهره، ثم ولّت مبتعدة عنه
'أمي أرجوك لا تذهبي! خُذيني معك'
تبسمت له في حنو:'ليس الآن يا صغيري... وداعا أحبك'
انتشر الجميع في المكان للبحث عن من قام بهذا الفعل الشنيع استمر البحث لنصف ساعة لكن دون جدوى...
أفاق جاكلين عندما رشت وجهه أنجيلا بالمياه بالباردة، فاختطلت دموعه الساخنة مع المياه الباردة..
صرخت أنجيلا : "لقد أفاق..جاكلين هل تسمعني"
نظر لها بوهن وهو بين يديها ثم نظر الى ذراعه المجروحة و أغمض عينيه بألم: "رأسي"
حاوطت أنجيلا وجهه بلطف: "لا تخف الاسعافات في طريقها الى هنا"
بعد دقائق جاءت الاسعافات وحملو جاكلين ورافقه اليكس
أرادت أن تركب أنجيلا لكن اليكس منعها: "لا تقلقي انه معي ارتاحي اليوم وعودي غدا"
حرّكت أنجيلا رأسها بنفي: "لالا مستحيل"
اليكس: "أنجيلا أرجوكي... كما أنه يسمح لشخص واحد فقط بالركوب..." ثم بتسم بحنو هيا غدا تعالي سأتصل بك"
حركت رأسها بايجاب: "انتظر اتصالك"
بعد ذهاب الاسعافات احتضنت صديقاتها وبدأت بالبكاء حتى افرغت ما بداخلها..
: "لم حدث هذا... ماذنب جاكلين مالذي فعله حتى يحدث له هكذا..."
امسكت اليس يدها وقادتها نحو المخيم وخاطبت لارا وكريستن: "هيا الليلة سنبيت كلنا معا.."
أنجيلا: "لا أريد النوم سأنتظر اتصال اليكس
نظرت لها اليس باستسلام: "هيا لندخل المخيم"
![](https://img.wattpad.com/cover/357404437-288-k514131.jpg)
أنت تقرأ
ما بعد الهدوء
Детектив / Триллерأرادت أن تتكلّم لكن الدموع التي تجمّعت في مقلتيها منعتها من ذلك، صمتت قليلا ثم قالت باندفاع : "اتضنني لم أرك تخرج بعد منتصف الليل من منزلك وتتجه الى المقبرة؟.. بل أحيانا تبقى الى الشّروق أمام قبر والدتك؟" صدم جاكلين من تصريحها: "ماذا!... كيف عرفتِ؟...