وصل الجميع للطرف الاخر من الجسر وهم يمسحون دموعهم توقفوا عن الركض ما ان وطئت اقدامهم تراب الغابة، لكن سريعا ما اطلقت السهام باتجاههم واصابت بعضهم صاح بهم عطوة « تراجعوا، تراجعوا» عادوا سريعا للجسر محاولين تجنب المزيد من السهام حتى وصلوا منطقة آمنة لا تصلهم السهام عندها ، جلسوا لينزعوا السهام عن اجسادهم، واضطر القرش لكسر السهم الذي اخترق كتفه عميقا « اسرعوا بالضمادات ليس لدينا وقت » قال عطوة وهو ينظر لكلا الجانبين ويكسر سهما استقر في فخذه، كانت الوحوش المختلفة تفترس جثث الجنود اشاح عطوة نظره بعيدا كي لا يتخيلها تنهش جسد العرندس اغمض عينيه بقوة ليكتم عبراته فسمع همس رامي « انخفض سيد عطوة» كانت السهام تصل لهم، ركزوا بما يحدث على الجانب الاخر، كان الجنود يقتربون من طرف الجسر وهم يرشقونهم بالسهام، بينما بدأت بعض الوحوش بالتحرك على الجسر متجهة صوب البعثة.،
« علينا فعل شيء والا سنقتل هنا جميعا» قال سهم وهو يربط عقدة ضمادة رامي الذي اصيب بسهم،،
نظر القرش بغضب تجاه الجنود « انظروا، هل يريدون احراق الجسر؟»
كان هناك ثلاثة جنود قد حملوا مشاعل و اقتربوا من الجسر
«ان وصلت النار لحبال الجسر سيقع بنا» قال رامي وهو ينظر للوادي اسفلهم
« اين السلم الذي صنعناه؟» نظر الجميع لسهم
« ان ادلينا بالسلم على جنبي الجسر و تمسكنا به سنتمكن من تجنب الوحوش»
«وماذا عن اولائك الجنود» سال رامي
«دعوا امرهم للوحوش» نظر هزيم بحدة لهم وعيناه محمره « سأستدرج الوحوش»
«لن تعرض نفسك للخطر يا هزيم» علق عطوة
« لا تقلق سأنجو»
ادلوا طرفي السلم من جانبي الجسر الخشبي نزل يامن وسهم كل من طرف ليتوازن السلم، ثم تبعهم رامي و عطوة، اخذ القرش حبلا وصنع فيه عقدة وربط الطرف الاخر حول خصره ووجه كلامه لهزيم
« ما ان تستدرج الوحوش امسك بهذه العقدة و اقفز للجانب الاخر» هز هزيم رأسه موافقا وانطلق نحو الوحوش يصرخ بقوة ليستدرجها، على الطرف الاخر كان الجنود يقتربون بخوف وحذر وهم يحملون مشاعلهم، حتى وصلوا الجسر وقبل ان يشعلوا الجسر خرجت مخلوقات سوداء بحجم القطط، لها ثماني ارجل كالعناكب براس بشري صغير نسبيا برزت منه الكثير من العيون البشرية من كل جوانب الرأس وتدلها لسانها البشري الذي حمل اشواكا صغيرة في اخره خارج افواهها المدورة الصغيرة، خرجت من جحور ارضية واخرى قفزت من فوق الاشجار وهاجمت اولائك الجنود حاملين المشاعل تغرس السنتها الشوكيه في اجسامهم كانوا يصرخون وهم يحاولون التخلص منها، باعدادها الكبيرة هاجمت تلك العناكب البشرية الجنود مستدلة عليهم من خلال المشاعل التي حملوها وسط خوف وهلع داغر ومن تبقى من رجاله الذين اكتفوا بالمراقبة والصمت،،،
في ذلك الوقت كانت وحوش الغابة على الطرف الاخر تطارد صوت هزيم وهو عائدا حيث تدلى اصحابه انحنى ليمسك الحبل المعقود وقفز بحركته البهلوانية الى جانب الجسر وتدلى منه، وصلت المخلوقات حيث قفز هزيم وانقطع صوته وهي تحتك ببعضها بمناوشات سريعا ما كانت تنتهي وهي تحاول رصد اي صوت، على السلم المتدلي كانوا يأملون ان تتحرك تلك المخلوقات للجانب الاخر وتهاجم لكنها بقيت تتحرك في ذات البقعة دون تقدم او تأخر، شعر الجميع بالاحباط وخشوا ان تبقى تلك المخلوقات في مكانها وخاصة انهم مصابون فقد يفقدون قوتهم سريعا، او ان السلم يتحطم بهم لثقل وزنهم ، نظر سهم ناحية الجنود و لأنه اسفل السلم لم يتمكن من رؤية شيء فهمس لرامي ان يلقي نظرة على الجنود وبدوره رامي همس للقرش لكن تحرك القرش كان مستحيلا لانه يوازن السلم كما ان هزيم متعلق بالحبل المربوط لخصر القرش، بعد عدة محاولات اخيرا فهم عطوة ماذا اراد سهم، صعد بهدوء والقى نظرة لم يكن الجسر يحترق اما المشاعل فقط خفت ضوئها وهي ملقاة على الارض، لم يتمكن عطوة من فهم ما حدث او رؤية جيش العناكب البشرية التي زحفت على الجسر قادمة نحوهم مستجيبة لضوء اليراعات و اليعاسيب، على الطرف الاخر انتبه رامي و حاول تنبيههم لكن احد لم يدرك الخطر القادم فالقرش مشغولا بهزيم المتدلي و عطوة يحاول رؤية الجنود على الطرف الجسر ويامن يراقب تلك المخلوقات التي تعسكرت فوقهم، سيطر الخوف على رامي وهو يراقب تلك المخلوقات فاخذ يقلب نظره على اصدقائه ليستعين بأحدهم لايجاد حل لتلك العناكب الزاحفة نحوهم باعدادها الكبيرة، بعد لحظات ادرك ان عليه التصرف، فاخذ يفكر بحل ما لتلك المعضلة وفجاءة خطر على باله تعليق ريكان وهو يقول « ان عاملنا الغابة كانها غابة عادية و وحوشها كحيوانات عادية سنتمكن من تجاوزها»اخذ يردد في عقله «حيوانات عادية»وهو يتلفت حوله واخيرا طرات على عقله فكرة، فتح الجورب الذي يحمله ورغم الم اصابة كتفه فقد تحامل على نفسه و اخيرا اطلق اليراعات و اليعاسيب التي طارت عاليا باتجاه الجسر ثم اتجهت نحو المشاعل الخافتة ، في تلك اللحظة فقط تمكن عطوة رؤية العناكب فوقه مباشرة نظر حوله فراى اليراعات تتطاير والعناكب تتبعها فسارع واطلق سراح اليراعات التي معه، في النهاية اطلقت جميع اليرعات واليعاسيب وتوجهت نحو النار وشقت طريقها نحو الغابة تبعتها العناكب، استقرت تلك اليعاسيب المضيئة واليراعات في الحشائش والاعشاب حول الاشجار التي كانت اماكن اختباء الجنود، بعد لحظات سمعوا صوت صياح الجنود وصراخهم يطلبون المساعدة، وما ان رصدت تلك المخلوقات اصوات الجنود حتى انطلقت نحوهم واخذت بتمزيقهم مقطعة اياهم ارباً اربا ، استغل الرفقة تلك الفرصة وتسلقوا سلمهم حتى وصلوا الجسر و انطلقوا بخفة نحو طرف الجسر، ما ان وصلوا حتى وجدوا اشلاء الجنود وكان بعضهم قد اقتلعت عيناه وقطع لسانه، لم يتوقفوا طويلا لفهم ما حدث، واسرعوا بالهرب داخل الغابة تاركين الوحوش يلتهمون ما تبقى من اشلاء الجنود.
وصلوا اخيرا لموقع احدى الفراشات النحاسية، وكانوا يستعدون للتخييم لكن عطوه منعهم واخذ يساعدهم على الوقوف واجبرهم على اكمال الطريق،
استمرت البعثة بالتقدم ولم يتوقفوا حتى انبلج الفجر اخيرا عند الموقع الامن التالي.
ما ان جلسوا اخيرا حتى خيم الحزن عليهم لغياب العرندس ترك عطوة تجمعهم و جلس بعيدا عنهم موجها وجهه للجانب الاخر، لم يكونوا يسمعون صوته او يرون وجهه، لكن حركات جسده كانت تصف بكائه و حزنه، لم يكن حال القرش افضل منه وكذلك هزيم الذي انظم لطاقمه مبكرا رغم قصر الفترة التي قضاها مع العرندس الا انها كانت كافية ليقيم هزيم له العزاء، نهض يامن واستخرج قوارير الماء واجبر القرش و هزيم على الشرب،« علينا توقع الاسوء يا رفاق، رحلتنا لم تنتهي بعد اضافة لذلك لا زال ذلك المرتزقة حيا لذا لا استبعد ان نخسر المزيد منا يا رفاق» سكن نشيجهم واخذوا ينظرون ليامن ثم تبادلوا بعض النظرات بلحظة ادراك للحقيقة ولخطورة الرحلة، بعد لحظة صمت تناول القرش المزيد من الماء وهو يمسح دموعه ويتنفس بقوة ثم استخرج بعض الخبز والقى به نحو سهم ورامي وهزيم واخذ يقضم الخبز بقوة كانه في حرب مع كل لقمة يلوكها،
نهض يامن وتوجه نحو عطوة لكن القرش منعه
«دعه، متى ما اصبح بخير سيأتي، لا تقلق عليه» نظر يامن لعطوة ثم عاد لمكانه يتناول خبزه هو الاخر،
كان الجنود يحيطون بالقائد داغر وهم مستمرين بالهرب من تلك المخلوقات وكان الغضب قد بلغ مبلغه بداغر الذي خسر تسعين بالمئة من قواته قبل ان يتجاوز نصف المسافة ، كان يتخبط في سيره «سيدي ايها القائد، سيدي!»
« اللعنة عليك ما بك؟» صرخ بلحظة غضب لكن سرعان ما انتبه لما فعل تجمد الجميع وهم يراقبون ما حولهم، بعد عدة لحظات همس احد الجنود
« لم يظهر شيء يبدو ان،،،،،» وصرخ الجندي بعد ان هجمت افعى الغابة على وجهه و هو يحاول التخلص منها، وما ان رأى البقية الافاعي التي بدأت تهاجمهم من الاشجار حتى هربوا دون توقف وقد خسروا الكثيرمن متاعهم وطعامهم ولم يتبقى مع داغر اكثر من عشر جنود مع مضر وحراسه الخمسة،،،
نهض عطوة وعاد لتجمع البعثة وكانت عيناه الحمراوان تخبر بمدى حزنه وبكائه على صديقه العرندس، جلس معهم وتناول بعض الماء وشيء قليل من الخبز بعد بعض الوقت نظر حوله وقال «اذهبوا وناموا سنتحرك قريبا»
«ماذا عن الحراسة» سأل يامن
« لا داعي، فالمخلوقات و داغر الكلب بعيدين عنا»
استلقى الجميع كل في مكانه وغطوا في نوم عميق،
في الخليج كانت المرجانة الحمراء ترسو قريبا من سواحل الغابة، دخل المراقب بسرعة وهو يقول
«قبطان،سفينة تابعة للحرس الملكي قادمة بأتجاهنا»
« ولمَ انت مضطرب ايها المراقب» نظر اليه وهو يعيد طي الخرائط « ألسنا سفينة صيد قانونية» وبانت ابتسامة على وجهه، ابتسم المراقب واجاب
« بلى يا قبطان غضنفر»
ثم غادر المقصورة، نظرت أجوان للقبطان « ماذا عن اللوحات يا قبطان؟»
« سأحتفظ بها هنا» ابعد لوحه معلقة وفتح باب خفي خلفها و وضع اللوحات فيه،ثم اعاد قفله و تعليق اللوحة وارتدى قبعته وتوجه للخارج و لحق ريكان به،
رست السفينة الملكية لجانب المرجانة ومدوا الجسور الخشبية بين السفينتين وعبر الجنود نحو المرجانة، كان القبطان يقف ويراقب تحركات الجنود المستفزة وهم يدفعون بحارته و يبعثرون معدات الصيد، عبر قائد الحرس الملكي ونزل على سطح السفينة وهو ينظر بأشمئزاز للبحارة والسفينة، نظر للقبطان وتقدم نحوه « هل انت قبطان هذه الخردة؟»
ابتسم القبطان بثقة « اجل»
« اين اوراقك ايها البحار القذر» نظر له القبطان ومد يده للخلف وضع السيد رشيد الاوراق بيد القبطان وناولها لقائد الحرس، اخذ قائد الحرس الاوراق وقرأ بها ثم القى بها بوجه القبطان وتبعثرت على سطح السفينة، انحنى ريكان وجمع الاوراق وسلمها للسيد رشيد، ابتعد القائد عن القبطان وهو يقول
«اخبرني يا غضنفر هل تصطاد شيئا غير السلطعون؟»
« اجل يا سيدي فاحيانا اصطاد كلاب البحر ايضا» تبسم افراد الطاقم وهم يسمعون رد قبطانهم، نظر القائد للقبطان واشار لجنوده لتفتيش السفينة، توزع الجنود بالسفينة يحطمون ويبعثرون ونزلوا للمستودعات، تقدم القائد نحو القبطان وسأل « منذ متى وانت هنا»
« لم افهم؟»
«منذ كم يوم وانت تصطاد هنا ايها الحقير»
«منذ يومين»
«اذا لم ترى سفن القائد داغر»
« القائد داغر؟»
نظر القائد للقبطان بحنق ثم نظر خلف القبطان و توجه نحو المقصورة ثم دخل ومعه جنديان تلفت حوله و اشار لجنوده فاخذا يبعثرون كل ما في مقصورة القبطان، انتبه القائد للوحة المعلقة تحرك نحوها ونظر للقبطان، توتر القبطان وهو يرى القائد يزيح اللوحه ويفتح الباب السري وما ان فتح الباب الصغير حتى وجدوا لعبة سهم موضوعة بدلا من الخرائط ابتسم القبطان وحاول يخفي ابتسامته، اندفعت اجوان من غرفة نوم القبطان وهي تصرخ
«ابي انظر لقد احرق برق لوحاتي» وهجمت على ريكان وضربته في معدته بقوة و اختبأت خلف القبطان، كان ريكان يمسك ببطنه متالما من الضربة وقبل ان يقول شيء امسك به المساعد وهو يقول « لا عليك عزيزتي انوار ساعاقبه من اجلك» وامسك بريكان واخرجه من المقصورة،واستمرت اجوان بالصراخ ولعن ريكان مما اثار انزعاج القائد فغادر المقصورة بسبب تلك الفتاة المجنونة وعاد مع رجاله لسفينتهم و ابحروا باتجاه الغابة المظلمة، كانت اجوان تراقب السفينة الملكية وهي تقترب من الصخور المدببة «يبدو اننا سنحرق سفينة اخرى يا ابي» لترتفع ضحكات القبطان عاليا ومعه ضحك البحارة،
كانت الشمس قد بدات تميل للغروب حين استيقظ افراد البعثة كانوا متعبين لكنهم شجعوا بعضهم بعضا و اكملوا طريقهم نحو الجبل حيث مكان الفراشه الملكية،
استمروا بالسير وهم لا يملكون ادنى فكرة عما سيواجهون، حتى وصلوا اخيرا لسفح الجبل، تحقق سهم من الخريطة وتبين ان اخر مكان امن هو الذي غادروه للتو،،
«ماذا تقترحون؟» قال عطوة
« ليس هناك خل اخر علينا التسلق» رد القرش
«اذا لنتخلص من السلم» رد عطوة
« كلا» رفض يامن واخذ السلم من القرش« ان اخرجنا الاغصان سيكون لدينا حبلين للتسلق»
وفعلا بداوا باخراج العصي ثم ربط القرش طرف احد الحبلين حول خصره و اعطاه لرامي الذي ربط خصره هو الاخر لينتهي الحبل بسهم بينما ربط هزيم طرف الحبل الثاني له ثم يامن وانتهى بعطوة وبدأوا بالتسلق لاعلى الجبل بعد ان تخلوا عن كل ما يمكن التخلي عنه واضعين نصب اعينهم ان الموت سيطالهم جميعا،، لكن،،، عليهم ابعاده عن سهم،،،،*
أنت تقرأ
اسرار الظلام
Fantasyقد ترمي بك الاقدار في مغامرة لم تعد لها العدة، فماذا ستفعل هل ستواجه ام تخضع،؟ دائما ما كان يطل من نافذة غرفته على الغابة المظلمة وهو يتخيل عالما سعيدا هناك، ولكن، تحول حلمه الجميل الى كابوس مرعب حين اخبره شاهين ان الجيش الملكي عثر على جثث الصيادين...