«لا يمكن البقاء هكذا دون فعل شيء» قال فواز وايده صفوان ولكن جهاد كان له راي اخر
«نفعل ماذا بالضبط يا فواز؟»
«انا لن اقف مكتوف اليدين هنا، لقد قتلوا كنان امام اعيننا يا رجال هل سيمر الامر هذا مرور الكرام؟، ثم اننا لانعرف ماذا يخططون لفعله؟»
« انا اخشى على نائل» رد بهدوء جهاد
« ولهذا علينا التحرك، نائل، سهم، ريكان، يامن، اجوان، علينا انقاذهم، يجب ان نفعل شيئا» رد فواز بعصبية،
«انت محق» رد شاهين بهدوء « علينا انقاذ الصبية»
ثم وقف ليتجمع باقي الرجال حوله
« لقد فكرت بالامر، لن نتمكن من الهروب جميعنا، شخص واحد قد يتمكن من النجاة والهرب، اما البقية فربما يواجهون مصير كنان» حدق الجميع ببعضهم ادركوا ان ما قاله شاهين هي الحقيقة، ولكن
«من سينجو؟» تسائل صفوان
« لا يمكنني الاختيار بينكم يا اصدقاء ولكن ما انا متأكد منه لن يكون انا»، رد شاهين
«لم لا؟ عليك ان تخرج فلديك طفلين لترعاهما»
«وماذا عنك أليس لديك ولدين يا عجرم؟»
«ولدي كبيران وقد علمتهما كل ما اعرفه سيتدبران امرهما من دوني»
« ماذا عنك يا جهاد فلديك نائل؟ ربما عليك ان تنجو»
« انا؟ ايها الاحمق لقد كبرت على الهروب لكن يمكنني القتال، ولكن ماذا عنك يا سنان؟»
« لازلتم تروني اضعفكم ايها المتنمرين» ليضحكوا جميعا، ثم سكتوا للحظات قبل ان يقترحوا امرا
« ما رأيكم يا رجال، من يتمكن من الهرب، سيعتني بالصبية؟» قال جهاد
ليوافق البقية على المقترح قبل ان يتعانقوا جميعا ربما كان عناقهم الأخير،،
في الكهف تجمع الصبية الخمسة وهم يتباحثون في الأمر
« كيف عرفوا بأنك قد دخلت الغابة المظلمة؟» تسائل يامن
«أجوان» رد بغضب مكبوت « أجوان هي من شاعت الخبر»
« ولكن لماذا لم تخبرهم بما رايت وتنهي القصة»
« الامر ليس بهذه البساطه يا ريكان» رد بعصبية « انهم يريدونني ان اعود الى هناك بصحبتهم يعتقدون انني اعرف الطريق»
«الطريق لاي شيء؟»
«انا حقا لا اعرف يا ريكان لا أعرف»
« انا اعرف» رد نائل ليتفاجأ الجميع وهم ينظرون اليه بأستغراب « لقد اخبرني السيد كنان ان الجيش الملكي يعتقد ان الغابة المظلمة تخضع لشخص ما، شخص يمكنه السيطرة على وحوشها لقد اسموه بالمنشود، يعتقدون ان سهم هو المنشود»نظر الجميع لسهم وهم مستغربين، في حين بقي سهم فاتحا ثغره وظهرت الصدمة واضحة عليه
«لهذا ابعدك السيد كنان، لهذا يخشى ان تقع بأيدي الجنود»
«اضف لذلك» رد يامن وهو يقلص عينيه و يسند ذقنه على كفه « ان امسك الجنود بك قد يقتلون ذوينا، سهم» ثم نظر لسهم بعناية كبيرة « فكر بالامر يا سهم لماذا اعتقلوهم؟ فقط ليجبروك على الظهور لكن ان بقيت بعيدا عنهم لن يمسوهم بأذى» وفجاءة سمعوا اصواتا بالخارج نهضوا الأصدقاء بسرعة ليتفقدوا الامر ولكن نائل امسك بسهم « ابقى انت»
خرج الجميع بسرعة وبعد مضي لحظات خرج سهم ليجدهم يحدقون لاحد الاتجاهات
«ماذا؟ ماذا هناك؟» تسائل وهو ينظر للاتجاه ذاته ولم ير شيئ
« اجوان، لقد راتنا» نظر نائل لسهم « علينا تغيير المكان بسرعة»
كان القائد داغر ينظر لوجهها الذي لا زال محمرا من شدة الصفعة وهو مستغرب من موقفها
«هل انتي متأكدة يا صغيرة؟»
« اجل لقد رايته في الكهف هناك، انا متأكدة»
كانت عيناها تركز بغضب على القائد داغر،
« ان كنت محقة، فستحصلين على ما طلبتي»
هزت رأسها بموافقة وغادرت
« هل تظنها صادقة يا سيدي؟»
«اجل، تلك الفتاة تحوي شرا لا مثيل له يا مضر، خذ الجنود لذلك الكهف و احضروا لي سهم في الحال»
«ولكن يا سيدي القرويين الا تظن انهم سيحاولون مهاجمة المقر؟»
«كلا لن يفعلوا، سأماطلهم حتى تعود بذلك الشقي، لنغادر هذه القرية القذرة سريعا»
«امرك سيدي» خرج النائب مضر ونادى على مجموعة من الجند وغادروا بأتجاه الكهوف، سمع شاهين وباقي الرجال صوت النائب مضر وهو يقول «لقد وردنا بلاغا ان سهم موجود في الجبال في احد الكهوف، هيا لنحضره»
«امرك سيدي» وانطلقوا خلفه على جيادهم بسرعة، كاد شاهين يجن وهو يسمع انهم سيقبضون على حفيده وجهاد هو الاخر لم يكن اقل حال منه وهو يردد «نائل،،نائل» حاول عجرم وفواز ان يسيطروا عليهم «انتظرا قليلا فقط ليبتعدوا حتى نتمكن من الهرب سويا» لكن شاهين وجهاد لم يستمعا لهم واخذوا بدفع الباب بقوة حتى كسروه في تلك اللحظة هاجم الجنود برماحهم عليهم، تمكن صفوان و فواز وعجرم من انقاذهما مستخدمين الكراسي و بدأ القتال بين رجال القرية والجنود، تمكن الرجال من الاطاحة ببعض الجنود قبل ان يجدوا القائد داغر يقف امامهم مستلا سيفه ومعه بعض جنوده، اخذ فواز سيف احد الجنود وهمس لشاهين « انقذ حفيدك» والتحم فواز و عجرم وصفوان مع القائد داغر وجنوده بينما دخل شاهين بسرعة لاحدى الغرف وحطم نافذتها قبل ان يقفز خارجها هو وسنان، اما جهاد فصاح عليه من خلفه
« اعتني بنائل يا شاهين» لم يتمكن شاهين من النظر خلفه فقط اسدل دموعه،
ابتعدا مسافة كافية قبل ان يتوقف سنان ليلتقط انفاسه، وقف شاهين وعاد ليطمئن على سنان
« لا تقلق،،، انا بخير،،، الامر،،، فقط اني،،، لازلت ضعيفا» ليبتسم بوجه شاهين الذي ابتسم هو الاخر
« اذهب شاهين، اذهب لانقاذ سهم»
« وانت؟»
« سأعود لبيتي واعد عربتي وحصاني سانتظركم خارج القرية»
« حسنا» انطلقا مفترقين كل نحو هدفه،،
في بيت كنان الذي تحول الى مقر للحرس الملكي دارت معركه غير متكافئة بالعدة والعدد ولكن رجال القرية اظهروا بأسا لا يستهان به وطبعا تلك المعركة الصغيرة تسببت بتحطيم المنزل، تمكن اخيرا فواز من محاصرة القائد داغر في احدى الغرف بينما سد جهاد و صفوان وعجرم الطريق على الجنود ليمنعوهم من مساعدة قائدهم، تقاتل فواز وداغر قتالا قويا استخدما ما حولهما من اثاث للدفاع عن نفسيهما وصد ضربات بعضهما، وفي لحظه اغتنم فواز الفرصة ليسدد ضربة قوية لداغر تمكن من قطع كفه الايسر، ولكن الرجال تعرضوا للكثير من الطعنات والجراح فلم يصمدوا اكثر و تم القاء القبض عليهم جميعا،،
في الجبال كان الصبية الخمسة يركضون محاولين ايجاد مكان ما للهرب والاختباء، وقف رامي منحنيا على ركبتيه محاولا التقاط انفاسه توقف البقية معه
« تابعوا،، لا تتاخروا بسببي»
«هل يتحدث هكذا دائما يا سهم» تسائل ريكان وهو يتنفس بقوة
«اجل» رد سهم وعادوا جميعا ليتجمعوا حول رامي، وبعد بعض الوقت نظر نائل حوله «هيا علينا ايجاد مكان قبل ان يصل الينا الجنود » وقبل ان ينطلقوا مجددا صاح بهم رامي« انتظروا!»
«ماذا الان؟» قال ريكان وهو ينظر لرامي مغتما، اشار رامي لشيء ما دفن جزئيا تحت اوراق الاشجار كانما من دفنه كان مستعجلا، اقترب نائل ليبعد الاوراق واستخرج صرة من القماش، ثم توجه يامن اليه واخذ يقلب قماش تلك الصرة « انها جديدة لقد وضعت هنا منذ وقت قصير فقط »
«كيف عرفت؟» تسائل نائل
«انظر لكمية التراب لازال القماش نظيفا» فتح يامن الصرة كانت تحتوي على ثياب و وضع تحت الثياب بعض الطعام
«من تركها هنا؟» تسائل ريكان
«انه جدي» اجاب سهم مبتسما
«كيف عرفت؟» استخرج سهم شيئا وجده بين الثياب ليريه لاصحابه،، كان الفارس الخشبي،، ابتسموا جميعا، لكن نائل سأل مستغربا
«متى وضع العم شاهين هذه هنا؟» سكت سهم لانه لم يجد جوابا غير ان رامي قال
« انظروا،» واستخرج ورقه مرسوم عليها خارطة لطريق كانت مخبئة تحت الخبز، اخذ يامن الخريطة واخذ ينظر اليها ويتلفت حوله حتى اشار لشجرة وقال «هناك،لقد وضع السيد شاهين اشارات للدلالة على الطريق»
«الطريق الى اين»تسائل رامي
«لا اعرف لكن لنتحرك» اجاب نائل، تتبع الصبية الاشارات الموجودة حتى وصلوا مكان رسم عليه دائرة تلفت يامن قبل ان يشير لمكان ما، وضعت الاغصان بكومة فيه، ابعدها يامن ونائل ليجدوه نفقا، انحنى سهم محاولا الزحف خلاله لكن نائل منعه« الى اين؟ نحن لا نعرف ماذا يوجد هناك»
« كلا لا نعرف لكن جدي يعرف» وبدا بالزحف تبعه رامي وبقية الصبية ليدخل ريكان اخيرا ويعيد وضع الاغصان ويغطي فتحة النفق، انتهى النفق لكهف واسع، ابتسم الرفقة وقال نائل « لقد وجد لنا العم شاهين مكانا جيدا»،،
في الكهوف بحث الجنود كثيرا دونما اي اثر لسهم كان الغضب باديا على وجه النائب مضر وهو يتوعد أجوان ثم امر رجاله بالتجمع والعودة،
كان الجنود قد احكموا قيد الرجال و القائد داغر يصيح من الالم وهو يتلاقى علاج الكي لقطع نزف الدم، في حين كان بعض الجنود يعدون المشانق في الخارج، حين وصل النائب مضر ورجاله دخل بسرعة ليطمئن على قائده الذي صرخ «اعدموهم جميعا» « هل انت بخير يا سيدي» كان مصدوما وهو يرى سيده قد فقد كفه « هل احضرت ذلك الشقي؟»
« كلا يا سيدي تلك الفتاة كانت تكذب لم نجد له اي اثر ولكن وجدنا هذا» واشار لرجاله ليجروا شاهين المثخن ضربا،واجلسوه على ركبتيه نظر اليه داغر بحقد « ستدفع الثمن ايها العجوز الخرق»
« لن تصل لحفيدي ابدا» رد عليه بتحدي
« بل سأصل فلدي من سيحضره» واشار القائد ليدخل احد الجنود ومعه اخر شخص لم يتوقعه شاهين و بقي مصدوما وهو يقول « انت.!»
سحب الجنود شاهين للخارج ورفعوه فوق كرسي ووضعوا حبل المشنقة حول عنقه، خرج القائد داغر و كان الدم قد لوث بذلته الانيقة وكان بحال يخبر اي بلاء اوقعه به رجال القرية ليصرخ امام القرويين الذين اجبروهم الجنود على التجمع « هؤلاء الحثالة سيعدمون لعدم امتثالهم للاوامر وهذا سيكون مصير اي منكم ايها الانذال وستبقى جثثهم معلقة حتى تتعفن » في تلك اللحظات كانت اجوان تصرخ وهي تركض باتجاه منصة الاعدام وهي ترى جدها معلقا، وما ان وقعت عينا شاهين عليها حتى ابتسم لها وفاضت عيناه بدموع قبل ان يدفع جندي الكرسي ويسقط معلقا الى جانب اصدقائه،،،،،،*
أنت تقرأ
اسرار الظلام
Fantasiقد ترمي بك الاقدار في مغامرة لم تعد لها العدة، فماذا ستفعل هل ستواجه ام تخضع،؟ دائما ما كان يطل من نافذة غرفته على الغابة المظلمة وهو يتخيل عالما سعيدا هناك، ولكن، تحول حلمه الجميل الى كابوس مرعب حين اخبره شاهين ان الجيش الملكي عثر على جثث الصيادين...